المرشحة البريطانية لقيادة حزب المحافظين ، بيني موردونت ، تمشي خارج "بي بي سي" في لندن  أمس. رويترز
المرشحة البريطانية لقيادة حزب المحافظين ، بيني موردونت ، تمشي خارج "بي بي سي" في لندن أمس. رويترز
العرب والعالم

مجلس العموم يزكي اليوم المرشحين لخلافة تراس المنافسة تحتدم بين سوناك وجونسون وموردنت

23 أكتوبر 2022
23 أكتوبر 2022

لندن.وكالات: أعلن وزير المال البريطاني السابق ريشي سوناك أمس ترشحه لرئاسة الوزراء عشية إغلاق باب التقدم للانتخابات داخل حزب المحافظين، فيما يحاول بوريس جونسون جاهدا تأمين ما يكفي من الدعم ليصبح رئيس وزراء بريطانيا المقبل.

وكان ريشي سوناك أول من حصل مساء الجمعة على 100 تزكية من نواب الحزب الضرورية لخوض السباق، لكن الرجل البالغ 42 عاما انتظر حتى صباح اليوم لإعلان ترشحه رسميا.

وكتب المصرفي السابق الذي شغل منصب وزير المال من عام 2019 إلى يوليو الماضي، "المملكة المتحدة بلد عظيم لكننا نواجه أزمة اقتصادية عميقة".

وتابع عبر تويتر "لهذا السبب أترشح لأكون زعيم حزب المحافظين ورئيس وزرائكم المقبل. أريد إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا وتقديم المساعدة لبلدنا".

وأبدت شخصيات بارزة أيدت جونسون في الماضي دعمها لوزير المالية السابق سوناك قبل تصويت لمشرعي حزب المحافظين اليوم الاثنين.

وقال وزير الدولة لشؤون أيرلندا الشمالية ستيف بيكرأمس إنه سيصوت لصالح سوناك لأن البلاد لا تستطيع تحمل العودة إلى المشاهد الدرامية التي شهدتها في وقت سابق من العام الحالي قبل إجبار جونسون على ترك منصبه في أعقاب سلسلة من الفضائح.

ويخضع جونسون حاليا لتحقيق تجريه لجنة الامتيازات بالبرلمان لتحديد ما إذا كان قد كذب على مجلس العموم بشأن الحفلات التي استضافها مقره في داوننج ستريت في خضم جائحة كوفيد-19. ومن المتوقع أن يستقيل الوزراء الذين سيجد التحقيق أنهم ضللوا البرلمان عن عمد.

وقال بيكر لشبكة سكاي نيوز"هذا ليس الوقت المناسب لأسلوب بوريس في الإدارة. بوريس سيكون كارثة مؤكدة".

ويحاول سوناك وجونسون وبيني موردنت الحصول على دعم 100 مشرع حتى يتمكنوا من دخول اقتراع يوم الاثنين الذي سينافسون من خلاله على منصب رئيس الوزراء لخلافة ليز تراس التي أُجبرت على التنحي بعد ستة أسابيع فقط من توليها المنصب.

وأُجبر جونسون على ترك منصبه في يوليو بعد أن أدت استقالة سوناك إلى تمرد أوسع نطاقا دفع وزراء جونسون إلى مغادرة حكومته بشكل جماعي.

وقال بيكر إن البلاد بحاجة الآن إلى فترة من الاستقرار بعد أن أثارت خطط تراس اضطرابات واسعة النطاق في الأسواق المالية، وهو ما يعني عدم التصويت لجونسون مرة أخرى.

وقال "ما لا يمكننا فعله هو أن يكون (جونسون) رئيسا للوزراء في ظل ظروف سينهار تحت وطأتها لا محالة مرة أخرى، وستسقط معه الحكومة بأكملها"

وبدأ السباق الجديد الخميس بسبب استقالة ليز تراس بعد 44 يوما فقط في المنصب. وانتخب أعضاء حزب المحافظين تراس في بداية سبتمبر مفضلين إياها على ريشي سوناك الذي من المحتمل أن يعوّض هزيمته في الأيام المقبلة. وبعد أسبوع سياسي حافل بالتطورات، ظهر ثلاثة مرشحين محتملين منذ الخميس: ريشي سوناك وبيني موردنت التي أعلنت ترشحها الجمعة، ورئيس الوزراء السابق بوريس جونسون الذي استقال فييوليو.

وأمام المرشحين حتى ظهر اليوم الأثنين للحصول على 100 تزكية من نواب الحزب في مجلس العموم.

ووفق موقع "غيدو فاوكس" الذي يتابع الحملة عن كثب، حصل ريشي سوناك حتى الأحد على 139 تزكية متقدما على بوريس جونسون (75) وبيني موردنت (27).

وبمجرد أن يقدم المرشحون تزكياتهم، سيصوت نواب حزب المحافظين (357 نائبا) لاختيار أفضلهم، وإذا لم يحسم أحد المرشحين السباق سيتعين على أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفا الاختيار بين أكثر مرشحين شعبية عن طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول 28 أكتوبر. أما في حالة وجود مرشح واحد، فإنه سيدخل داونينغ ستريت مباشرة في بداية الأسبوع.

والتقى ريشي سوناك وبوريس جونسون مساء السبت لمناقشة إمكانية توحيد جهودهما، بحسب الكثير من وسائل الإعلام. والرجلان على خلاف منذ يوليو عندما أدت استقالة سوناك التي تلتها عشرات الاستقالات، إلى تنحي جونسون من رئاسة الوزراء.ومن الواضح أن الاجتماع لم يثمر اتفاقا.

وقال وزير الدولة الحالي للشؤون الاقتصادية جايكوب ريس-موغ لهيئة "بي بي سي" أمس إنه "من الواضح" أن بوريس جونسون سيترشح.

ووفق استطلاع لصحيفة "صنداي تلغراف" سيكون لدى جونسون حظوظ مرتفعة إذا كان على أعضاء الحزب الاختيار بين مرشحين: أكثر من نصفهم بقليل يعتقدون أنه سيكون أفضل رئيس وزراء، بينما يميل 28 بالمئة فقط إلى انتخاب سوناك. ويعتقد 60 بالمئة من أعضاء حزب المحافظين أن رحيل بوريس جونسون في بداية الصيف كان خطأ.

أما بيني موردنت التي نفت أمس إجراء مفاوضات مع معسكر بوريس جونسون، فقالت إنها "واثقة" من حصولها على عدد كاف من التزكيات.

وقالت لهيئة "بي بي سي"، "أعتبر أنني في أفضل موقع لتوحيد الحزب"، وأضافت "سئم الناس خلافاتنا... المهم هو أن نعيد إرساء الاستقرار والثقة".

وكتبت أيضا في صحيفة "ذي تلغراف" اليومية "الطريقة التي وصلنا بها إلى هنا مفهومة: الانقسامات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والقرارات الصعبة التي اتخذت أثناء الوباء وانتخابات القيادة المتتالية، إلخ". وأردفت "مفهومة، نعم، مقبولة، لا".

وتابعت موردنت "من غير المقبول أن نخاطر الآن بخسارة الانتخابات لأننا لا نستطيع العمل معا".

سيحكم رئيس الوزراء المقبل دولة غارقة في أزمة خطرة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، مع تجاوز التضخم 10 بالمئة. وسيتعين عليه تهدئة الأسواق المضطربة منذ إعلان موازنة حكومة تراس نهاية سبتمبر. وينبغي عليه أيضا محاولة توحيد حزب منقسم منذ سنوات، قبل عامين فقط من الانتخابات التشريعية.

من جهته، كرر زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر أمس دعوته لإجراء انتخابات مبكرة. وحزب العمال في أعلى مستويات شعبيته في استطلاعات الرأي، بعد 12 عاما من حكم حزب المحافظين الذي سيكون رئيس الوزراء المقبل خامس زعيم له منذ عام 2016.