غوتيريش يقترح "طريقا" لتمديد اتفاق صادرات الحبوب الأوكرانية..والكرملين لا يزال "متشائما "
عواصم " وكالات": قدّم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "طريقا" اقترح اتّباعه من أجل إتاحة تمديد الاتّفاق الخاصّ بصادرات الحبوب الأوكرانيّة، حسبما قال مكتبه في بيان بعد اجتماع مع وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف.
وسلّم غوتيريش لافروف "رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين تُحدّد خطوط طريق يجب اتّباعه، تمّ اقتراحه من أجل تحسين وإطالة وتوسيع" الاتّفاق الذي سمح منذ يوليو الماضي بتصدير الحبوب الأوكرانيّة عبر البحر الأسود رغم الصراع، وفقا للبيان.
وأرسِلت رسالة مماثلة إلى "الموقعَين الاثنين الآخرين" على هذا الاتفاق الذي يُعتبر ضروريا للأمن الغذائي العالمي، أي أوكرانيا وتركيا.
في يوليو 2022، وقّعت كييف وموسكو برعاية تركيا والأمم المتحدة مبادرة حبوب البحر الأسود التي خفّفت أزمة الغذاء العالمية الناتجة من الحرب في أوكرانيا، عبر السماح بتصدير ما يقرب من 25 مليون طنّ من الذرة والقمح وحبوب أخرى.
ووفق بنودها، كان مقرّرا أن تمدّد الاتفاقية تلقائيا للفترة نفسها (120 يوما) ما لم يُخطر أحد الطرفين الآخر بنيّته "إنهاءها أو تعديلها".
وتمّ تمديدها في نوفمبر لمدّة 120 يوما حتّى السبت 18 مارس، لكن في 13 مارس، أشارت روسيا إلى أنها قبلت فقط تمديدها 60 يوما على خلفيّة عدم رضاها عن تطبيق اتفاقية ثانية تهدف إلى تسهيل صادرات الأسمدة الروسية.
تشكو موسكو من أن الاتفاق الموازي لتسهيل صادراتها من الأسمدة لم ينجح وتتهم حلفاء كييف الغربيين بعرقلة تطبيقه.
في منتصف أبريل، هددت موسكو مجددا بتعليق مشاركتها في اتفاقية مبادرة البحر الأسود المقرر أن ينتهي سريانها 18 مايو إذا لم تتم تلبية مطالبها.
وقال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة إن غوتيريش "أخذ علما بقلق الاتحاد الروسي" لناحية أثر تطبيق الاتفاقية على صادراته من المواد الغذائية والأسمدة، وقدّم تقريرا مفصّلا عن التقدّم المحرز في هذا الصدد. وأضاف المكتب أن الأمم المتحدة ستواصل "عملها" من أجل "حل المشاكل المتبقية".
لكن لافروف قال في بيان أصدره مكتبه إنه "حتى الآن لم يحصل تقدم كبير"، مبديا أسفه لغياب "الاستعداد لدى الدول الغربية لفعل ما هو ضروري حقا كي تُنفّذ بنجاح" الاتفاقية بشقيها. وأضاف "سندرس الافكار التي قدمها لنا" الأمين العام.
كما أعرب غوتيريش عن "مخاوفه" بشأن "العقبات الحديثة" التي واجهها "في عمله اليومي" مركز تنسيق الاتفاق الذي يضم ممثلين عن الأطراف الأربعة (أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة وتركيا)، إذ تمّ الأسبوع الماضي موقتا تعليق عمليات تفتيش السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية.
الكرملين لا يزال متشائما حيال وضع اتفاق الحبوب
من جهته، أكد الكرملين اليوم الثلاثاء على موقفه بأن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ليس ناجحا بالنسبة موسكو.
جاء ذلك بعد يوم من إرسال الأمين العام للأمم المتحدة خطابا إلى روسيا به اقتراحات لتحسين الاتفاق وتمديده. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين "رغم حقيقة مرور الكثير من الوقت، لم يُنفذ (الاتفاق) بعد ولم يأخذ وضعه الطبيعي كحزمة ولم يتم إدراك الأوضاع التي تثير قلقنا بعد".
وأردف "لذلك، بينما لا تضفي الظروف شيئا لصالح الاتفاق، فإننا نواصل مراقبة الأمر".
أبرم الاتفاق بوساطة تركيا والأمم المتحدة في يوليو الماضي من أجل السماح لكييف بأن تستأنف تصدير الحبوب من موانئها بالبحر الأسود والذي توقف عقب تدخل روسيا في أوكرانيا قبل ذلك بخمسة أشهر.
في هذه الاثناء، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بمحاولة مهاجمة سفنها في البحر الأسود وقالت إن ذلك يهدد مستقبل الاتفاق الخاص بصادرات الحبوب.
وقالت الوزارة في بيان بقناتها على تطبيق تيليجرام اليوم "الأفعال التي يرتكبها نظام كييف تعرض للخطر تمديد اتفاق الحبوب لما بعد 18 مايو هذا العام".
وأضافت أن تحليلا لخط سير زوارق مسيرة أوكرانية أُطلقت يومي 23 مارس و24 أبريل يظهر أنها انطلقت من منطقة المياه بميناء أوديسا المخصص لتنفيذ مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
من جهته، ندد مستشار الرئاسة الأوكراني ميخايلو بودولياك اليوم بـ"نفاق" وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على خلفية تصريحات له في الأمم المتحدة بشأن حماية ميثاق المنظمة الدولية.
وقال بودولياك "عرض نفاق متقن، يترأس لافروف مجلس الأمن الدولي مبررا الحرب والقتل الجماعي والدمار الكامل"، وذلك في تغريدة أكد مسؤول في الرئاسة الأوكرانية لوكالة فرانس برس صحتها.
وأضاف أن روسيا "ببساطة تهين الديموقراطية والحرية والمواثيق".
اوغلو: نسعى جاهدين لتمديد الاتفاق عبر البحر الأسود
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده تبذل قصارى جهدها لتمديد اتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "الاناضول" التركية، اليوم الثلاثاء.
وقال في مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة، مساء امس : "نعمل على تلبية مطالب روسيا، وإذا استطعنا فعل ذلك، ونعتقد أننا سنتمكن، حينها من تمديد الاتفاق مجددا. نحن بحاجة إلى تمديده، وإلا فستكون هناك أزمة".
وأشاد تشاووش أوغلو بالوساطة التي تقوم بها تركيا بين روسيا وأوكرانيا، مبينا أن هذا الدور يحظى بإعجاب واحترام الكثير من الدول حول العالم.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت في 18 من مارس الماضي، تمديد اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود لمدة 60 يوما.
وقالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان نقلته وكالات الأنباء المحلية، إن "روسيا الاتحادية وافقت على تمديد الاتفاق 60 يوما"، مشيرة إلى أن روسيا أبلغت جميع الأطراف المعنية بتمديد الاتفاقية عبر مذكرات خاصة وليس فقط شفهيا.
وفي المقابل، كشف وزير البنية التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف، عبر توتير، عن تمديد الاتفاقية 120 يوما.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه "نتيجة لمفاوضاتنا مع الجانبين (الروسي والأوكراني)، ضمنا تمديد مدة الاتفاقية"، دون تحديد مدة معينة.
وفي سياق آخر، كشف استطلاع حديث للرأي أن غالبية واضحة من الألمان لا تعتقد أن الصين يمكن أن تساعد في إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا إذا اضطلعت بدور الوسيط.
زيلينسكي يندد بالهجوم الروسي على متحف كوبيانسك
ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء بهجوم روسي "همجي" على متحف في مدينة كوبيانسك بشمال شرق أوكرانيا اعتبره "جريمة حرب" جديدة تسببت بمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة عشرة.
وقال زيلينسكي على تلغرام "حتى هذه المرحلة، تبلّغنا مقتل موظف في المتحف وإصابة عشرة أشخاص"، منتقدًا الروس الذين "يقتلون الأوكرانيين بأساليب همجية".
وأضاف "لا يزال هناك أشخاص تحت الأنقاض".
وتابع "سيُحاكم جميع مرتكبي جرائم الحرب وسيحصل ذلك بلا رحمة".
وقال يلينسكي "قُصف متحف تاريخ محلي" بوسط مدينة كوبيانسك قرب جبهة القتال في شمال شرق أوكرانيا.
في مقطع فيديو قصير نشره زيلينسكي على تلغرام، يظهر مبنى مدمر ونوافذ محطمة وحطام على الأرض.
وقال الرئيس الأوكراني "تقوم موسكو بكلّ ما في وسعها لتدميرنا بشكل كامل"، مضيفًا "علينا أن نردّ وسوف نفعل ذلك".
أشار مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك على تلغرام إلى أن الهجوم الروسي نُفّذ باستخدام صاروخ سوفياتي الصنع من طراز "إس-300".
قبل الحرب، كان أكثر من 25 ألف شخص يقيمون في مدينة كوبيانسك البعيدة حوالى مئة كيلومتر عن مدينة خاركيف. استولت القوات الروسية على كوبيانسك في أولى أيام الحرب الروسية في اوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة عليها في سبتمبر بعد هجوم مضاد خاطف.
لكن قوات موسكو التي تلقت تعزيزات مع تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط في روسيا، عادت للهجوم في بداية العام الحالي في هذه المنطقة، ما أثار خوف السكان.
في مطلع مارس، أمرت أوكرانيا بإجلاء الفئات الضعيفة من سكّان مدينة كوبيانسك والمناطق المجاورة لها في شمال شرق البلاد مع تصاعد المخاوف من أن تسيطر روسيا مجددًا على المدينة.
وعلى الارض، قال مسؤول في منطقة دنيبرو الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن القوات الأوكرانية المتمركزة على الجانب الغربي من نهر دنيبرو تنفذ بشكل متكرر هجمات على الضفة الشرقية بالقرب من مدينة خيرسون في محاولة لطرد القوات الروسية.
وسيطرت القوات الروسية على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو بالقرب من خيرسون منذ انسحابها من المدينة الجنوبية في نوفمبر تشرين الثاني بعد احتلالها لعدة أشهر، لكن من المتوقع أن تشن أوكرانيا هجوما مضادا في الربيع لمحاولة استعادة المزيد من الأراضي.
وقال يوري سوبوليفسكي نائب رئيس إدارة منطقة خيرسون إن هدف الهجمات هو تقليل القدرة القتالية للقوات الروسية التي تواصل قصف مدينة خيرسون منذ أن إجبارها على الانسحاب.
وقال سوبوليفسكي للتلفزيون الأوكراني "يزور جيشنا الضفة اليسرى (الشرقية) كثيرا، لتنفيذ غارات. وتعمل القوات المسلحة الأوكرانية... بشكل فعال جدا".
وأضاف "النتائج ستأتي وستكون مماثلة لما حدث على الجانب الأيمن لمنطقة خيرسون عندما تمكنت (القوات الأوكرانية)، بفضل عملية معقدة وطويلة، من تحرير أراضينا بأقل خسائر ممكنة لجيشنا. نفس الشيء يحدث الآن على الجانب الأيسر".
سيطرت روسيا على منطقة خيرسون بعد وقت قصير من غزوها الشامل لأوكرانيا قبل 14 شهرا ولا تزال تسيطر منذ ذلك الحين على جميع أراضي المنطقة شرقي نهر دنيبرو.
ويقول محللون عسكريون إن من المرجح أن تشن أوكرانيا قريبا هجوما مضادا وإن أحد الأهداف الرئيسية قد يكون اختراق ممر بري جنوبي بين روسيا ومنطقة القرم التي ضمتها روسيا. وستكون استعادة منطقة خيرسون خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
وقال معهد دراسة الحرب ومقره الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إن المدونين العسكريين الروس نشروا ما يكفي من اللقطات المحددة جغرافيا لتأكيد أن القوات الأوكرانية قد رسخت موطئ قدم لها على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.
ولم يذكر سوبوليفسكي مزيدا من التفاصيل، وقال إن العملية العسكرية تتطلب "صمتا إعلاميا".
غالبية الألمان لا تؤمن بدور لبكين كوسيط
وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد "فورسا" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مجلة "إنترناتسيوناله بوليكتيك" الألمانية، أن 66% من الألمان لا يعتقدون ذلك، بينما يعتقد 31% آخرون أن هذا ممكن، ولم تحدد 3% موقفها.
وفي فبراير الماضي دعت الصين إلى وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات في وثيقة موقف من اثنتي عشرة نقطة حول حل سياسي للصراع في أوكرانيا. وتم استقبال الوثيقة بشكل نقدي في الغرب لأنها لم تظهر أي مبادرة لحل النزاع، ولم تدن الغزو الروسي، كما أنها انتقدت الغرب وتبنت حجج روسيا. وتواصل بكين دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي الاستطلاع، لا تكاد توجد أي اختلافات بين شرق ألمانيا وغربها حول مسألة الوساطة من قبل الصين. في المقابل تؤمن 25% من النساء بدور بكين كوسيط، مقابل 36% من الرجال. وكان أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي الأكثر إيمانا بدور الصين كوسيط في الصراع (49%)، وكان أنصار التحالف المسيحي الأكثر تشككا في مثل هذا الدور (72%)، يليهم أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي (70%)، ثم الخضر (68%) والحزب الديمقراطي الحر (62%).
