رجال الإطفاء يزيلون أنقاض مجمع مطاعم دمرته ضربة صاروخية  في ثاني أكبر مدينة أوكرانية خاركيف
رجال الإطفاء يزيلون أنقاض مجمع مطاعم دمرته ضربة صاروخية في ثاني أكبر مدينة أوكرانية خاركيف
العرب والعالم

رئيس الحكومة الأوكرانية يبحث في برلين الحصول على دعمٍ أقوى وطي صفحة التوترات الاخيرة

04 سبتمبر 2022
الكرملين: كل مواجهة او ازمة تنتهى بتخفيف التوترات على طاولة المفاوضات
04 سبتمبر 2022

عواصم "وكالات": بدأ رئيس الحكومة الأوكرانية دنيس شميهال الأحد زيارة إلى ألمانيا، آملاً في الحصول على دعم أقوى في وجه روسيا خصوصًا على الصعيد العسكري وطي صفحة التوترات الأخيرة بين كييف وبرلين.

وأثار موقف ألمانيا المتردد تجاه موسكو في أعقاب اندلاع الحرب قبل ستة أشهر، وعدم تقديمها الدعم العسكري لكييف في مرحلة أولى، غضباً شديداً لدى حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ولكن الأمور تحسّنت بعد ذلك، ومنذ أسبوع، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس في براغ أن ألمانيا ستتحمّل "مسؤولية خاصة" لمساعدة أوكرانيا على تعزيز أنظمة المدفعية والدفاع الجوي.

ووعد بتقديم دعم لكييف "طالما تطلّب الأمر ذلك".

وهذه أول زيارة على هذا المستوى لمسؤول أوكراني إلى ألمانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير،التقى شميهال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي "ناقش معه الوضع العسكري وتشديد العقوبات وضرورة تزويد أوكرانيا بالأسلحة"، وفق ما كتب رئيس الوزراء في تغريدة.

وكان الرئيس شتاينماير دعم سياسة التقارب مع روسيا أثناء تولّيه منصب وزير الخارجية مرتّين في عهد المستشارة أنجيلا ميركل، قبل أن يعترف بارتكابه خطأ. وصنّفت حكومة زيلينسكي لفترة من الوقت شتاينماير شخصًا غير مرغوب فيه، حتى أنه اضطرّ إلى إلغاء زيارة إلى كييف في منتصف أبريل.

الحاجة إلى دبابات "حديثة"

وفي سياق متصل، شكر شميهال الذي التقى المستشار أولاف شولتس ألمانيا "لتضامنها مع الأوكرانيين ودعمها".

وأكد شتاينماير لرئيس الوزراء الأوكراني أن ألمانيا "ستواصل الوقوف بطريقة موثوقة إلى جانب أوكرانيا"، وفق ما نقل المتحدث باسم الرئيس الألماني.

ويُعقد مؤتمر خبراء بشأن إعادة إعمار البلاد في 25 أكتوبر في برلين، بمشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فن دير لايين.

قبل وصوله الأحد، أشار دنيس شميهال إلى "التقدّم الهائل" الذي حقّقته ألمانيا في المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "دي بي آ" نشرها مكتبه الإعلامي "في البداية، كانت تقدّم فقط معدّات الحماية أو خوذات واقية. الآن، تقدّم معدّات حربية متطورة من قاذفات صواريخ متعدّدة ومدفعية".

ولكنه أضاف "بالطبع، نريد الحصول على مزيد من الأسلحة والمعدات في أسرع وقت ممكن. وعلينا أيضاً تغيير فلسفتنا في ما يتعلق بعمليات التسليم: يجب تزويدنا بدبابات قتالية حديثة"، في وقت تتلقّى بلاده حتى الآن معدّات معظمها من النماذج القديمة.

وقال "ننتظر من الولايات المتحدة دبابات أبرامز من الجيل الثاني ومن ألمانيا دبابات ليوبارد2. أوكرانيا بحاجة إلى الدبابات الحديثة".

وأشار شيميهال إلى أن "ألمانيا أعلنت أيضاً تسليم أوكرانيا أنظمة دفاع جوي إيريس-ت"، موضحا أن بلاده قد تطلب ما مجموعه 12 نظاماً لحماية مجالها الجوي.

ويعتزم شميهال أيضاً نقل رسالة إلى ألمانيا مفادها أنّ عليها اعتبار الانتهاكات الروسية "إبادة جماعية". وقال في المقابلة "هذه هي السياسة الروسية، إنهم يقتلون المدنيين في أوكرانيا فقط لأنهم أوكرانيون". وأضاف "نتوقّع من شركائنا، بمن فيهم ألمانيا، مشاركة تقييمنا".

والآن، يبدو أنّ حقبة جديدة في العلاقات الثنائية أقلّ توتّراً تبدأ، الأمر الذي ينعكس في وصول وشيك لسفير أوكراني جديد إلى برلين. وكان السفير السابق أندريه ميلنيك هاجم بشدة لأشهر الموقف الألماني المتحفظ تجاه روسيا.

بعد زيارته برلين، ينتقل شميهال الاثنين إلى بروكسل حيث سيدير مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اجتماعاً لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، كما سيشارك في مؤتمر حول الجرائم الروسية في أوكرانيا مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا.

من جهة آخرى، تعهدت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه بتقديم مساعدات مالية جديدة لأوكرانيا.

وقالت شولتسه لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية في عددها الصادر اليوم الأحد: "أغلب مساعداتنا الجديدة، وهي 200 مليون يورو، يجب أن تتدفق في برنامج الحكومة الأوكرانية لدعم النازحين في الداخل".

وتابعت الوزيرة الألمانية: "من المقرر أن تساعد هذه الأموال في أن يتمكن النازحون في أوكرانيا من الاستمرار في توفير الضروريات الأساسية لأنفسهم".

القوات الروسية: بقاء المفتشون النوويون الدوليون سؤالا مفتوحا

من جانبها، قالت القوات الروسية إن المدة التي سيتمكن فيها المفتشون النوويون الدوليون من البقاء داخل المحطة النووية الأوكرانية المحاصرة، "تبقى سؤالا مفتوحا".

ونقلت محطة "كومسومولسكايا برافدا" الإذاعية الروسية عن فلاديمير روجوف عضو المجلس الرئيسي لإدارة منطقة "زاباروجيا"، جنوب شرقي أوكرانيا قوله على "تلجرام": "فيما يتعلق بالمهمة، فإنها ستظل تعمل بصورة مؤقتة حتى الخامس (من سبتمبر). ويعني ذلك أنهم ما زالوا يعملون حتى غد... وفي اليوم السادس، سينسحبون. ولكن هذا لم يتم تحديده بعد. من الممكن أن يمددوا فترة إقامتهم." وقال روجوف إنه لم يكن هناك قتال بالقرب من المحطة الأحد.

وأبلغ مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن وقوع إطلاق نار السبت، بعد وصولهم في مهمة لتفقد المحطة التي تقع الآن في وسط منطقة حرب.

وزار فريق من 14 فردا تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية المجمع يوم الخميس الماضي لتفقد أضرار الحرب. وبقي ستة منهم في المحطة. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن هذا الرقم سينخفض إلى اثنين في الأيام المقبلة.

في هذه الاثناء، عادت محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوبي أوكرانيا، والتي تسيطر عليها روسيا، لتكون مجددا موقعا للمعارك مساء السبت، على الرغم من وجود مفتشين دوليين.

وشهدت محطة زابوريجيا النووية المحاصرة انقطاع اتصالها بشبكة الكهرباء مجددا، حسبما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت متأخر من يوم السبت أن عطلا أصاب آخر خط رئيسي للشبكة الخارجية كان لا يزال يعمل، ويجري الآن نقل الكهرباء عبر كابل احتياطي.

ولفتت الوكالة التي لديها فريق صغير في المحطة أن حادثا مشابها وقع بالفعل بعد قصف الأسبوع الماضي.

وأفادت تقارير يوم السبت بوقوع المزيد من أعمال القصف على المحطة النووية التي تسيطر عليها روسيا، وهي أكبر محطة نووية بأوروبا. واتهمت وزارة الدفاع الروسية الجيش الأوكراني بمحاولة استعادة الموقع وفشله في ذلك.

وكانت وسائل إعلام روسية قد ذكرت فى وقت سابق أن خطا للكهرباء تعرض لأضرار خلال القتال وأن الإمدادات إلى مناطق ما زالت تحت سيطرة كييف انقطعت.

وشهدت المحطة النووية وابلا من القصف المدفعي، وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات في القصف الذي قد يحدث كارثة نووية.

الكرملين: كل ازمة تنتهى بتخفيف التوترات على طاولة المفاوضات

وفي سياق آخر، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه حتى في ظل التوترات التاريخية بين روسيا والغرب، يتوقع الكرملين عودة العلاقات لطبيتعها في وقت ما.

وأضاف بيسكوف في التلفزيون الحكومي ولوكالة انترفاكس الروسية للأنباء الأحد " كل مواجهة تنتهى بتخفيف التوترات، وكل أزمة تنتهى على طاولة المفاوضات".

وقال في البرنامج التلفزيوني " موسكو. كرملين. بوتين":" هكذا سيكون الحال هذه المرة أيضا" ولكن لن يحدث بسرعة ولكنه سيحدث.

وتأتي هذه التعليقات في الوقت الذي تستمر فيه روسيا في التعامل مع عقوبات غربية غير مسبوقة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي. وحتى قبل ذلك، كانت العلاقات بين الغرب وروسيا متوترة للغاية.

الى ذلك، ذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء الأحد أن الكرملين يلقي باللوم على الاتحاد الأوروبي، في وقف شحنات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم1".

وفي حديثه في بث تلفزيوني بعنوان"موسكو.الكرملين.بوتين"، ذكر السكرتير الصحفي للكرملين، دميتري بيسكوف "إذا اتخذ الأوروبيون قرارا سخيفا تماما، حيث يرفضون الحفاظ على أنظمتهم، أو بالأحرى، أنظمة تابعة لشركة جازبروم، فهذا ليس خطأ شركة جازبرم، بل خطأ السياسيين، الذين اتخذوا قرارا بشأن العقوبات".

وأضاف بيسكوف أن الأوروبيين ملزمون تعاقديا بالحفاظ على أنظمة شركة الطاقة الروسية العملاقة "جازبروم".

وكانت "جازبروم" قد أعلنت الجمعة أنها لن ترسل بعد الآن غازا طبيعيا إلى ألمانيا، عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1"، معللة السبب في ذلك إلى تسرب نفطي في محطة ضغط.

وفي سياق الاعمال الميدانية، ذكر الجيش الأوكراني الأحد أنه شن هجوما على قاعدة قيادة معادية غير محددة، مما أدى إلى تدمير نظام رادار متنقل ومعدات عسكرية أخرى.

كما أبلغ الجيش الأوكراني عن صد هجمات روسية في أماكن مختلفة، بما في ذلك مدينة "باخموت" في إقليم "دونتسك" ومستوطنة "بوكروفسك" القريبة. ولم يكن من الممكن التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.

وطبقا للتحديث اليومي لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، فقد تم تسجيل أكثر من 24 غارة جوية من قبل الجيش الروسي، في غضون 24 ساعة. وقال التقرير إن مواقع عسكرية ومدنية تعرضت للقصف، بدون الكشف عن المزيد من التفاصيل.

وأضاف التقرير "نظرا لعدم وجود أسلحة عالية الدقة، بدأ العدو في استخدام صواريخ موجهة مضادة للطائرات، عفا عليها الزمن، طراز "إس300-" في الكثير من الأحيان. تم بالفعل إطلاق أكثر من 500 من تلك الصواريخ على أهداف في أوكرانيا".