العرب والعالم

حكومة الاحتلال تزداد تطرفا والسلطة الفلسطينية تحذر من نتائج كارثية

25 نوفمبر 2022
اصابات في مواجهات بالضفة.. و50 ألفا يؤدون الجمعة في الاقصى
25 نوفمبر 2022

القدس المحتلة "وكالات": حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الجمعة، من أن تفاهمات رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتانياهو مع أحزاب اليمين تهدد بنتائج "كارثية" على ساحة الصراع. وقالت الوزارة الفلسطينية في بيان صحفي، إنها تنظر بـ"خطورة بالغة لتداعيات الاتفاقيات التي يوقعها نتانياهو مع اليمين المتطرف وممثلي الفاشية الإسرائيلية أمثال إيتمار بن غفير واتباعه، خاصة نتائجها الكارثية المحتملة على ساحة الصراع".

وأضافت أن هذه التفاهمات تهدد "ما تبقى من علاقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبالذات الصلاحيات التي يمنحها نتانياهو لبن غفير وأتباعه في كل ما يتعلق بالأرض الفلسطينية المحتلة والاستيطان والبؤر العشوائية فيها".

وجددت الوزارة، تحذيرها من انعكاسات هذه الاتفاقيات الائتلافية على أية جهود دولية وإقليمية مبذولة لتحقيق التهدئة ووقف التصعيد وإجراءات بناء الثقة، على طريق إحياء المفاوضات بين الجانبين.

وقالت إن "ميليشيا المستوطنين المسلحة واعتداءاتها الإرهابية بدأت تأخذ طابعا جماعيا ومنظما في تشكيلات عسكرية مختلفة، في ظل شعورها بالحماية والدعم والإسناد بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة".

وتابعت أن ذلك "قد يدفعها ويشجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والاعتداءات والجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم". وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي ب"تحمل مسؤولياته لمتابعة هذه التطورات، والضغط على الحكومة الإسرائيلية القادمة لضمان عدم تنفيذ سياساتها العنصرية المتطرفة بشأن القضية الفلسطينية".

ووقع حزبا الليكود الذي يتزعمه نتانياهو و"عوتسما يهوديت" برئاسة إيتمار بن غفير على اتفاق ائتلافي ضمن مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت مطلع الشهر الجاري. وبموجب الاتفاق سيتولى بن غفير، حقيبة الأمن الداخلي مع صلاحيات واسعة، بما في ذلك مسؤولية شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية.

ولا يمثل الاتفاق تشكيل حكومة جديدة كاملة ونهائية في إسرائيل، لكنه يمنح القومي المتطرف إيتمار بن غفير وزارة الشرطة ومقعدا في مجلس الوزراء الأمني.

وقال بن غفير في البيان "قطعنا خطوة كبيرة الليلة نحو اتفاق تحالف كامل، نحو تشكيل حكومة يمينية بالكامل".

وحقق ليكود بزعامة نتانياهو وحلفاؤه من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة فوزا بأغلبية واضحة في الانتخابات التي جرت في الأول من نوفمبر، مما أنهى جمودا سياسيا دام قرابة أربع سنوات. لكن جهوده لتشكيل حكومة على وجه السرعة واجهت عقبات مع استمرار المفاوضات مع شركاء الائتلاف.

والحكومة المرتقبة على ما يبدو ستكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، الأمر الذي سيضع نتانياهو تحت ضغط لحفظ التوازن الدبلوماسي بين ائتلافه وحلفائه الغربيين.

ويشمل سجل بن غفير إدانة في 2007 بالتحريض العنصري ضد العرب ودعم الإرهاب.

وبن غفير مستوطن يعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ويعارض إقامة دولة فلسطينية. كما يدعم صلاة اليهود في الحرم القدسي.

مواجهات بالضفة

يأتي ذلك فيما أصيب عشرات الفلسطينيين اليوم الجمعة، في مواجهات مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي اندلعت في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية خلال المسيرات الأسبوعية المنددة بالاستيطان، بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن أشد المواجهات اندلعت في محيط جبل صبيح ببلدة بيتا وبيت فوريك في نابلس أسفرت عن عدد من الإصابات بالرصاص المطاطي والاختناق، فيما جرت مواجهات مماثلة في بلدة كفر قدوم في قلقيلية ومحيط رام الله.

في المقابل، أدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب المسجد ومداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة.

وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن نحو خمسين ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، من القدس، وداخل أراضي عام 1948، والضفة الغربية.

وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال انتشرت في شوارع المدينة ومحيط المسجد الأقصى، وتمركزت عند بواباته، وأوقفت المصلين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ومنعت العشرات من دخوله لأداء الصلاة في رحابه.

وكان الآلاف أدوا صلاة الفجر في رحاب المسجد الأقصى، تلبية لدعواتٍ مقدسية للمشاركة الواسعة في صلاتي الفجر والجمعة فيه، وشدّ الرحال إليه وتكثيف التواجد فيه، دفاعا عنه في وجه مخططات الاحتلال التهويدية.