العرب والعالم

بوتين يعلن ضم 4 مناطق أوكرانية لروسيا وتنديد غربي بالخطوة «غير القانونية»

30 سبتمبر 2022
أوكرانيا ترفض التفاوض وواشنطن تفرض عقوبات «شديدة»
30 سبتمبر 2022

موسكو: أمريكا وحلفاؤها دمروا خطي أنابيب نورد ستريم -

25 قتيلا في ضربة روسية جنوب أوكرانيا -

عواصم «وكالات»: وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة على معاهدات ضم أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها القوات الروسية هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا خلال حفل كبير أقيم في الكرملين.

وبعد ذلك، شبك يديه بأيدي زعماء المناطق الأوكرانية الانفصالية، الذين عيّنتهم موسكو، على منصة بحضور شخصيات من النخبة في روسيا وهتف معهم «روسيا! روسيا!».

وضم بوتين المناطق رغم التحذيرات الغربية.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن سكان المناطق الأربع «اختاروا بصوت واحد» الانضمام إلى روسيا بعد الاستفتاءات التي نظّمتها موسكو.

وقال «أريد أن أقول لنظام كييف وأسياده في الغرب: سكان لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا سيصبحون مواطنينا إلى الأبد».

ولم يعترف الغرب والمجتمع الدولي بعملية التصويت التي نُظّمت بعدما انتزعت روسيا المناطق بالقوة.

وفي خطاب سبق التوقيع على المعاهدات، طالب بوتين القوات الأوكرانية بوقف جميع عملياتها العسكرية.

وقال «ندعو نظام كييف إلى التوقف فورا عن القتال ووقف جميع الأعمال العدائية.. والعودة إلى طاولة المفاوضات».

في المقابل، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس أنه لن يتفاوض مع روسيا ما دام فلاديمير بوتين رئيسا لها، وذلك بعيد طلب الأخير من كييف وقف القتال.

وقال زيلينسكي في فيديو بث على الانترنت أن «أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسا لروسيا الاتحادية. سنتفاوض مع الرئيس الجديد».

عقوبات «شديدة»

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة عن عقوبات «شديدة» ضد مسؤولين روس وقطاع الدفاع في البلاد ردا على ما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه إعلان روسي قائم على «الاحتيال» بضم أربع مناطق أوكرانية.

وقال البيت الأبيض في بيان «ستحمّل الولايات المتحدة روسيا ثمنا سريعا وشديدا». كما أعلن أن الحلفاء ضمن مجموعة السبع يدعمون أن يتحمل أي بلد يدعم ضم روسيا للمناطق الأوكرانية «ثمن» ذلك.

وأفاد بايدن في بيان أن «الولايات المتحدة تدين محاولة روسيا القائمة على الاحتيال لضم أراض أوكرانية ذات سيادة. روسيا تنتهك القانون الدولي وتعبث بميثاق الأمم المتحدة، وتبدي ازدراءها للدول المسالمة أينما كانت».

وأضاف «ستحترم الولايات المتحدة على الدوام حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا. سنواصل دعم جهود أوكرانيا لاستعادة أراضيها عبر تعزيز قوتها العسكرية والدبلوماسية، بما في ذلك عبر المساعدة الأمنية الإضافية البالغة قيمتها 1.1 مليار دولار التي أعلنتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع».

بدوره، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن «الولايات المتحدة ترفض بشكل قاطع محاولة روسيا القائمة على الاحتيال لتغيير حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا».

وأضاف «ردا على ذلك، ستفرض الولايات المتحدة وحلفاؤنا ثمنا سريعا وشديدا» على روسيا،

وذكرت إدارة بايدن بأن العقوبات ستستهدف عشرات الأعضاء في البرلمان الروسي ومسؤولين حكوميين وأفراد عائلات وقطاعات توفر الإمدادات للجيش الروسي «بينهم مورّدون دوليون».

وفي تحذير إلى عدد محدود من الدول التي قد تكون مستعدة للاعتراف بإعلان روسيا سيادتها على المناطق الأربع التي سيطرت عليها، قالت الإدارة الأمريكية إن دول مجموعة السبع - بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان الولايات المتحدة - اتفقت على معاقبة أي دعم من هذا النوع.

وقال بلينكن «نوجّه تحذيرا واضحا أيضا يدعمه قادة دول مجموعة السبع: سنحاسب أي فرد، أو كيان، أو بلد يقدّم دعما سياسيا أو اقتصاديا لمحاولات روسيا غير القانونية تغيير وضع الأراضي الأوكرانية».

«غير القانوني»

كما تعهّد قادة الاتحاد الأوروبي أمس بأنهم «لن يعترفوا إطلاقا» بضم روسيا غير القانوني لأربع مناطق أوكرانية أخرى واتهموا الكرملين بتعريض الأمن العالمي للخطر.

وقال قادة الدول الـ27 في بيان «نرفض بحزم وندين بشكل قاطع ضم روسيا غير القانوني لمناطق دونيتسك ولوهانسك (لوغانسك) وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية».

وصدر البيان بينما وقّع الرئيس فلاديمير بوتين رسميا اتفاقا ينص على ضم المناطق الأربع إلى روسيا.

وقال قادة الاتحاد الأوروبي «روسيا تعرّض الأمن العالمي للخطر»، متّهمين موسكو بأنها «تقوض عمدا النظام الدولي القائم على القواعد وتنتهك الحقوق الأساسية لأوكرانيا (بالتمتع) بالاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي، وهي مبادئ أساسية يكرّسها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي».

كما ندد القادة بالاستفتاءات «غير القانونية» التي نظّمها الكرملين لتبرير استيلائه على الأراضي ودعوا «جميع الدول والمنظمات الدولية إلى رفض هذا الضم غير القانوني بشكل قاطع».

وأدان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الاستفتاءات التي جرت في أربع مناطق أوكرانية وضمها الوشيك من قبل روسيا.

وقال شتاينماير في حفل لتوزيع الميداليات، بمناسبة يوم الوحدة الألماني، في قصر «بلفيو» أمس الجمعة «لن نقبل تلك النتائج المزعومة، لن نقبل تلك التغيرات الحدودية!»، وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يدفع بالتصعيد أكثر وأكثر».

وقال شتاينماير: إن ألمانيا يجب أن تستمر في دعم أوكرانيا «ماليا وإنسانيا وسياسيا عسكريا» طالما كان ذلك ضروريا، وأضاف «تلك الحرب هي أيضا حرب على القانون الدولي وعلى قيم الديمقراطيات الليبرالية- على قيمنا».

وقالت جورجيا ميلوني، المتوقع على نطاق واسع أن تصبح رئيسة لوزراء إيطاليا الشهر المقبل، إن التحرك الروسي بضم أربع مناطق أوكرانية «لا قيمة قانونية أو سياسية له».

وأضافت في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يظهر مرة أخرى رؤيته الإمبريالية الجديدة... التي تهدد أمن القارة الأوروبية بأكملها»، وحثت الغرب على الوحدة في مواجهة تصرفات موسكو.

25 قتيلا

ميدانيا، أوقعت ضربة مدمرة على موكب سيارات مدنية 25 قتيلا أمس الجمعة في جنوب أوكرانيا، قبل ساعات على ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية بشكل رسمي.

من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى اجتماع «عاجل» أمس الجمعة لمجلس الأمن الوطني التابع لبلاده، وطالب بالمزيد من الأسلحة من الغربيين. وشهد صباح أمس الجمعة ضربة دامية على موكب سيارات مدنية بالقرب من الحدود بين المنطقة الأوكرانية والمنطقة المحتلة في زابوريجيا، إحدى المناطق الأربع التي يفترض أن تضمها روسيا. وقتل 25 شخصا على الأقل وأصيب 50 آخرون في هذه الضربة بحسب النيابة الأوكرانية، وتبادل الطرفان المسؤولية عن القصف.

اتهام الغرب

وحول موضوع تسريب الغاز في خطوط أنابيب تورد ستريم، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة الولايات المتحدة وحلفاءها بشكل مباشر بتفجير خطي أنابيب غاز نورد ستريم.

وقال بوتين «العقوبات لم تكفِ، فانتقلوا إلى التخريب... من الصعب التصديق، لكنها حقيقة أنهم دبروا تفجيرات خطي نورد ستريم الدوليين لأنابيب الغاز».

وتابع «بدأوا في تدمير البنية التحتية للطاقة في عموم أوروبا... المستفيد من ذلك واضح للجميع. بالطبع المستفيد هو الذي ارتكب هذا».

وتم تسجيل انخفاض حاد في الضغط بكلا الخطين في 26 سبتمبر. ورصد علماء الزلازل انفجارات مما أثار موجة من التكهنات بشأن من المسؤول عن تخريب أحد أهم ممرات الطاقة الروسية.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه يشتبه في أن عملا تخريبيا وراء الأضرار التي لحقت بخطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 في المياه السويدية والدنماركية. ونفى البيت الأبيض ما قالته روسيا عن أن الولايات المتحدة تقف وراء الأمر.

وقال جهاز المخابرات الروسي إن موسكو لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن الغرب يقف وراء ما وصفه بأنه «عمل إرهابي» بخطي الأنابيب.