العرب والعالم

الناتو يناقش تسليم أوكرانيا نظام "باتريوت" ولندن تعلن عن مساعدات جديدة

25 نوفمبر 2022
موسكو: كييف لا تريد حلا سلميا للصراع بشأن القرم
25 نوفمبر 2022

الأمم المتحدة: الضربات الروسية تتسبب في معاناة للملايين -

عواصم "وكالات": رأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ اليوم الجمعة أنه يعود لألمانيا أن تقرّر ما إذا كانت تريد تزويد أوكرانيا بنظام اعتراض الصواريخ "باتريوت" الذي كان مخصصا لبولندا، بعد أن طلبت وارسو ذلك من برلين.

وعرضت برلين نشر جزء من منظومات باتريوت التي تملكها في بولندا بعد أن شهدت قرية بولندية الأسبوع الماضي انفجارا أسفر عن سقوط قتلى ويعتقد أنه لصاروخ دفاعي جوي أوكراني.

لكن السلطات البولندية اقترحت على برلين تسليم هذا النظام بدلاً من ذلك إلى أوكرانيا لمساعدة البلاد في الدفاع عن نفسها ضد القصف الروسي.

وقال ستولتنبرغ "أرحب بالعرض الألماني لتعزيز الدفاعات الجوية لبولندا من خلال اقتراح نشر صواريخ باتريوت"، مشيرا الى أن أي خطط لإرسال أسلحة محددة إلى أوكرانيا تعد "قرارات وطنية".

واضاف "أحيانا هناك اتفاقات للمستخدمين وأمور أخرى تجعلهم يحتاجون إلى التشاور مع الحلفاء الآخرين. لكن في نهاية المطاف، القرار تتخذه الحكومات الوطنية".

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت الخميس إن هذا الطلب يجب أن "يناقش مع الحلف الأطلسي".

وأكدت متحدثة باسم الحكومة الألمانية اليوم الجمعة أن برلين أخذت علما باقتراح وارسو، وأضافت "نناقش ذلك حاليًا مع شركائنا" في الناتو.

وأرسلت دول الحلف حتى الآن أسلحة بقيمة مليارات الدولارات إلى أوكرانيا لمساعدتها على في الحرب، وبينها أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.

وفي هذا السياق، أكد ستولتنبرغ إنه سيحثّ وزراء خارجية دول الحلف الذين سيجتمعون في بوخارست الأسبوع المقبل، على تسريع وتيرة عمليات التسليم إلى أوكرانيا.

وأشار إلى إن "أفضل طريقة لزيادة فرص التوصل إلى حل سلمي هي دعم أوكرانيا"، مضيفا أن الحلف "سيواصل لهذا السبب الوقوف مع أوكرانيا مهما طال الأمر". وقال "لن نتراجع".

وباكرا هذا الشهر، تسلمت كييف نظام دفاع جوي ألمانيا من طراز "ايريس-تي" في إطار جهود الدول الغربية لتعزيز حماية أوكرانيا من الضربات الروسية.

وتجنّبت الولايات المتحدة ودول أخرى في الحلف حتى الآن تزويد أوكرانيا بنظام "باتريوت" المصنّع من شركة "ريتون" الأمريكية، والذي يعتبر أداة أساسية من الدفاعات الجوية للحلف في المنطقة الشرقية.

وكانت واشنطن نشرت صواريخ "باتريوت" الدفاعية في بولندا، بينما نشرتها برلين في سلوفاكيا.

مساعدات جديدة

من جهة ثانية، زار وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي اليوم الجمعة أوكرانيا حيث التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي وأعلن عن مساعدات جديدة للأوكرانيين.

وخلال زيارته بعد ستة أيام من زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أعلن كليفرلي خصوصا تسليم أوكرانيا 24 سيارة إسعاف إضافية وثلاثة ملايين جنيه إسترليني للمساعدة في إعادة بناء المنشآت المدمرة.

والتقى كليفرلي الرئيس الأوكراني ووزير الخارجية دميترو كوليبا في كييف. ونقل بيان للحكومة البريطانية عن كليفرلي قوله إن "المملكة المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا".

وأضاف "أعلنت اليوم عن مجموعة من الإجراءات الملموسة لمساعدة أصدقائنا الأوكرانيين في قتالهم، من سيارات الإسعاف إلى الدعم الحاسم للناجين من العنف الجنسي الذي ارتكبه الجيش الروسي"، من دون أن يضيف أي تفاصيل.

وعبر زيلينسكي عن شكره للدعم الذي أكده كليفرلي وعن ارتياحه لأن كييف ولندن "صديقتان فعلا". وقال للوزير البريطاني "زيارتك تأتي على خلفية هجوم صاروخي روسي واسع جعل أوكرانيا بأكملها بدون كهرباء وماء. لكن هذا لم يوقفك. شكرا لك".

وكان ريشي سوناك أعلن خلال زيارته لأوكرانيا السبت عن مساعدة عسكرية تبلغ قيمتها 50 مليون جنيه استرليني (57,4 مليون يورو) ومساعدات إنسانية بقيمة 16 مليون جنيه استرليني (18,3 مليون يورو).

معاناة الملايين

في المقابل، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن الضربات الروسية على البنية التحتية الأساسية في أوكرانيا منذ أكتوبر أودت بحياة ما لا يقل 77 مدنيا فضلا عن التسبب في معاناة شديدة للملايين.

وظل جزء كبير من البلاد بدون تدفئة أو كهرباء بسبب الضربات الجوية الروسية الأكثر تدميرا حتى الآن والتي استهدفت شبكة الطاقة. ومنذ مطلع أكتوبر، تطلق روسيا صواريخ مرة في الأسبوع تقريبا في محاولة لتدمير شبكة الكهرباء الأوكرانية.

وتقر موسكو باستهداف البنية التحتية الأساسية لكنها تنفي استهدافها للمدنيين قائلة إنها تسعى إلى تقليص قدرة أوكرانيا على القتال ودفعها للتفاوض. فيما تصف كييف مثل هذه الهجمات بأنها جريمة حرب.

وقال تورك في بيان "الملايين يواجهون معاناة شديدة وظروفا معيشية مروعة جراء هذه الضربات"، مشيرا إلى أن هذا "يمثل مشاكل خطيرة بموجب القانون الإنساني الدولي، الذي يتطلب وجود سبب عسكري واضح ومباشر لكل موقع يتم استهدافه".

وبقي نحو نصف سكان العاصمة الأوكرانية كييف محرومين من التيار الكهربائي اليوم الجمعة، بعد يومين على ضربات روسية استهدفت منشآت حيوية، على ما أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو.

وكتب كليتشكو على تلغرام "ثلث المساكن في كييف بات لديها تدفئة، يواصل الخبراء إعادة (التيار الكهربائي) إلى العاصمة. لا يزال نصف المستهلكين محرومين من الكهرباء".

وأضاف "خلال النهار، تنوي شركات الطاقة توصيل الكهرباء إلى جميع المستهلكين بالتناوب". ولامست اليوم الجمعة درجات الحرارة الصفر مئوية، مع تساقط أمطار.

واعتبر رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الوطنية "أوكرنرجو" فولوديمير كودريتسكي أن نظام الطاقة الأوكراني قد "تجاوز الآن المرحلة الأصعب" بعد الهجوم الذي استهدفه.

وقال على فيسبوك إن الكهرباء عادت جزئيًا في المناطق و"شبكة الطاقة مرتبطة من جديد بنظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي".

وفي البيان نفسه، قال إن التحليل الأولي الذي أجرته الأمم المتحدة لمقاطع مصورة يبدو أنها تظهر جنودا أوكرانيين يعدمون أسرى حرب روسا يشير إلى أنه "من المرجح جدا أن تكون حقيقية"، وقالت كييف سابقا إنها ستحقق في أي انتهاكات يقال إن قواتها المسلحة ارتكبتها.

وذكر فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة أن روسيا وأوكرانيا قامتا بتعذيب أسرى حرب.

ودعا تورك كلا البلدين لإصدار تعليمات واضحة لقواتهما بشأن معاملة أسرى الحرب، وقال إنه يجب التحقيق بشكل كامل في كل ما تردد عن تنفيذ عمليات إعدام تعسفية دون محاكمة.

لا تريد حلا سلميا

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليس مهتما بالتوصل لحل سلمي للصراع بشأن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا إليها من أوكرانيا في 2014.

وأضاف بيسكوف أن زيلينسكي يسعى إلى استعادة القرم بالقوة العسكرية، وهو ما يرقى إلى "نزع ملكية أرض روسية"، بحسب ما أوردته وكالات أنباء روسية، وأوضح بيسكوف أن هذا لن يحدث "تحت أي ظرف".

ويأتي تعليق المتحدث باسم الكرملين في أعقاب مقابلة أجراها الرئيس الأوكراني مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أوضح فيها أن أوكرانيا تعتزم استعادة شبه جزيرة القرم، بالقوة العسكرية إذا ما لزم الأمر.