الكرملين يتهم أوروبا بالانخراط في "ممارسات عدوانية "ويلمح مجددا بـ"النووي"
عواصم " وكالات": اتهم الكرملين الدول الأوروبية بالانخراط في ممارسات عسكرية عدوانية، وألمح مجددا إلى احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية.
واتهم المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، الدول الأوروبية بإنفاق مبالغ طائلة على الأسلحة لتأجيج الحرب في أوكرانيا.
ونقلت وكالات أنباء روسية ن بيسكوف القول: "من الصعب جدا - بالتأكيد - التنبؤ بأي شيء في ظل هذه الحالة الانفعالية، التي تكاد تكون لاعقلانية، التي تسود القارة الأوروبية".
كما أشار بيسكوف إلى العقيدة النووية لروسيا والتي تم تعديلها مؤخرا، وتنص على أن مجرد "تحريض" الدول غير النووية على اتخاذ إجراءات عدائية ضد روسيا من جانب القوى النووية يعد عملا عدوانيا.
واضاف دميتري بيسكوف أن روسيا تدعو جميع الأطراف إلى "ممارسة الضغط على أوكرانيا"، من أجل الدفع نحو جولة جديدة من المفاوضات بين موسكو وكييف.
ونقلت وكالة أنباء "سبوتينك" الروسية عن بيسكوف قوله للصحفيين: "ندعو الجميع للقيام بذلك. وفي هذه الحالة، فإن الجهود الرئيسية هي جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة - الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب وفريقه. لقد صدرت العديد من التصريحات، وعبر الكثير منها عن خيبة الأمل. بالطبع، نأمل أن يمارس الضغط بالتوازي مع ذلك على الجانب الأوكراني (لمواصلة المفاوضات)".
وكان بيسكوف قد صرح، في وقت سابق بأن روسيا لا تزال مستعدة لجولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا، ولم تتلق بعد أي مقترحات من كييف لعقد اجتماع.
وأضاف بيسكوف، ردا على سؤال صحفي بشأن تقييم الكرملين لقرار الرئيس ترامب، بيع أسلحة إلى أوروبا لتوريدها إلى أوكرانيا: "إنها مسألة تجارية. كانت هناك إمدادات من قبل. لم يوقفها أحد. المسألة ببساطة هي من يدفع ثمنها"، بحسب "سبوتنيك".
وأشار بيسكوف إلى أن "الكرملين يراقب عن كثب جميع التصريحات المتعلقة بتوريد الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، وأن هذا الموضوع يتصدر جدول الأعمال"، مؤكدا أنه "ستكون هناك خلافات في أوروبا حول من سيدفع ثمن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا".
وتابع: "حتى الآن، نرى أن الأوروبيين يظهرون نزعة عسكرية متطرفة، ويعلنون عن نيتهم إنفاق مبالغ طائلة على شراء الأسلحة بهدف استمرار الحرب".
وأشار بيسكوف إلى أن "روسيا تنطلق من حقيقة أنه لا يوجد حديث حتى الآن عن إرسال الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى كييف"، وتابع: "كما نعلم صدرت تصريحات من الرئيس ترامب تفيد بأنه لا يوجد في خطط أمريكا أي حديث عن توريد مثل هذه الصواريخ (صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا)".
وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف بأن كييف تعتبر القرارات الصادرة عن واشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، "إشارة لمواصلة الحرب، لا إشارة للسلام".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله في إفادة صحفية: "ثمة أمر واحد مؤكد في الوقت الحالي: يبدو أن هذا القرار، الصادر في واشنطن ودول الناتو، وبشكل مباشر في بروكسل، لا يعتبره الجانب الأوكراني إشارة للسلام، بل إشارة لمواصلة الحرب".
لاتفيا تسلم أوكرانيا دفعة جديدة من المساعدات
وفي السياق، سلمت لاتفيا دفعة جديدة من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، فيما تواصل الدفاع عن نفسها ضد القوات الروسية.
واكدت لاتفيا وهي العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي(ناتو) اليوم انها سلمت القوات المسلحة الاوكرانية 15 ناقلة جند مدرعة من طراز باتريا6×6، خلال زيارة رئيسة وزراء لاتفيا إيفيكا سيلينا إلى كييف، طبقا لما أعلنته مستشارية الدولة ووزراء الدفاع في لاتفيا.
ونقل عن سيلينا قولها في البيان "دعم لاتفيا إلى أوكرانيا ليس مجرد أقوال، لكن أفعال ملموسة".
وتعتزم لاتفيا إرسال إجمالي 42 مركبة مدرعة إلى أوكرانيا هذا العام. ويتم تصنيع المركبات في لاتفيا من قبل شركة باتريا، وهي شركة دفاع فنلندية.
وبالإضافة إلى ناقلات الجند المدرعة، تستعد ريجا لتقديم طائرات مسيرة ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 70 مليون جنيه استرليني(81 مليون دولار) إلى أوكرانيا. وتعتزم لاتفيا أيضا تدريب ما يصل إلى 4000 جندي أوكراني كجزء من مساعداتها الحالية.
الى ذلك، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس إن الأسلحة يتم شحنها بالفعل إلى أوكرانيا.
وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين أنه لم يتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ الإعلان عن اعتزامه فرض عقوبات على روسيا.
وأعلن ترامب عن أسلحة جديدة لأوكرانيا وهدد بفرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية بعد مهلة مدتها 50 يوما ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام.
وشدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وجوب ألا تستهدف أوكرانيا موسكو، بعدما لفت الكرملين إلى أن المواقف الأخيرة لواشنطن بشأن إمداد كييف بأسلحة وفرض عقوبات على روسيا من شأنها تأخير جهود السلام. وكان ترامب قد امهل روسيا 50 يوما للتوصل لاتفاق سلام مع أوكرانيا أو مواجهة عقوبات قاسية، معلنا في الوقت ذاته خطة لإرسال كميات ضخمة من الأسلحة الأمريكية إلى كييف لكن من طريق حلف شمال الأطلسي.
ولدى سؤاله عما إذا كان على استعداد لتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى وكذلك المزيد من الأسلحة الدفاعية، أضاف: "لا، نحن لا نتطلع إلى القيام بذلك".
ورفض ترامب الانتقادات بأنه يمنح روسيا نافذة كبيرة للغاية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قائلا: "لا أعتقد أن 50 يوما هو وقت طويل. ويمكن أن يكون قبل ذلك".
وانتقد الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف موقف ترامب على منصة إكس ووصف تصريحاته بأنها "إنذار مسرحي إلى الكرملين" وأكد أن "روسيا لم تهتم".
وفي تحوّل قد يكون أشد وقعا، أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأن ترامب تحدّث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن إمداد أوكرانيا بصواريخ أمريكية لضرب موسكو.
لكن ردّا على سؤال لصحافيين في البيت الأبيض عمّا إذا يتعيّن على زيلينسكي استهداف موسكو، قال ترامب "كلا، عليه ألا يستهدف موسكو".
وعاد ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية على خلفية تعهّد بإنهاء الحرب سريعا ووضع حدّ لتدفّق أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا.
وقبل إعلان ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على شركاء روسيا التجاريين إذا لم يتفاوض بوتين لإنهاء الحرب، وتنص التشريعات جزئيا على فرض تعريفة بنسبة 500% على السلع المستوردة من الدول التي تواصل شراء النفط والغاز واليورانيوم الروسي وغيره من الصادرات الروسية، وسيكون لذلك تأثير اقتصادي هائل على اقتصادات البرازيل والصين والهند، التي تمثل الغالبية العظمى من تجارة الطاقة الروسية.
وخلال حملته، وصف ترامب الصراع بأنه هدر لأموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وتعهد بإنهائه بسرعة في أول يوم له بعد عودته إلى الرئاسة. وعندما سأله أحد الصحفيين امس عما إذا كانت لهجته المتشددة الأخيرة تجاه بوتين تعني أنه الآن في صف أوكرانيا في هذا الصراع الدموي، أجاب ترمب: "أنا لست في صف أحد"، مضيفا أن اهتمامه ينصب على "الإنسانية".
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم لا يزالون يعملون على مراجعة قائمة أوكرانيا من الأسلحة المطلوبة لتحديد ما يمكن تعويضه بأسرع وقت ممكن، وذلك بعد إعلان ترامب عن اتفاق يسمح لأوروبا بتزويد أوكرانيا بذخائر دفاعية من مخزوناتها الحالية.
موسكو تهاجم أوكرانيا بمئات المسيرات وتصيب بنية تحتية للطاقة
وعلى الارض، قالت السلطات الاوكرانية اليوم الأربعاء أن روسيا هاجمت مناطق متفرقة خلال الليل بصاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيرة، مما ألحق أضرارا ببنية تحتية للطاقة وأصاب 15 شخصا على الأقل.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا استخدمت في الهجمات 400 مسيرة وصاروخا باليستيا واحدا واستهدفت بالأساس خاركيف وكريفي ريه وفينيتسيا، وهي ثلاث مدن تقع في أجزاء مختلفة من أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على موقع إكس إن موسكو شنت اليوم هجوما جويا واسع النطاق وبعيد المدى استهدف الاضرار بالبنية التحتية للطاقة.
من جهتها، أفادت (دي.تي.إي.كيه)، وهي أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، عبر تطبيق تيليجرام بانقطاع التيار الكهربائي عن 80 ألف أسرة في كريفي ريه ومواقع أخرى في منطقة دنيبروبتروفسك.
وقالت القوات الجوية إنها أسقطت معظم المسيرات، لكن 12 هدفا لم تحددها أصيبت بالصاروخ و57 مسيرة.
كثفت القوات الروسية هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية وأطلقت عددا قياسيا من الطائرات المسيرة الأسبوع الماضي. وهاجم الجيش الأوكراني أيضا أهدافا روسية معظمها مرتبط بمنظومة الطاقة.
وكتب زيلينسكي "روسيا لا تغير استراتيجيتها، ولمواجهة هذا الإرهاب بفاعلية، نحتاج إلى تعزيز منهجي لدفاعاتنا. المزيد من الدفاعات الجوية والمزيد من الطائرات الاعتراضية (المسيرة) والمزيد من التصميم لجعل روسيا تشعر بردنا".
وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن ثمانية أشخاص أصيبوا بجروح في فينيتسا والمنطقة المحيطة بها.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي على موقع إكس إن طائرات مسيرة أصابت مصنعا تابعا لمجموعة بارلينك البولندية لإنتاج الأرضيات الخشبية في فينيتسيا الواقعة في الجزء الغربي من وسط أوكرانيا.
وأضاف "أخبرني مدير المصنع للتو أن الهجوم كان متعمدا ومن ثلاثة اتجاهات... حرب بوتين تقترب من حدودنا".
وقال أوليكساندر فيلكول رئيس الإدارة العسكرية لبلدة كريفي ريه جنوب شرق البلاد إن القوات الروسية أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة في هجوم مكثف أدى إلى انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه عن بعض المناطق.
وأضاف فيلكول أن فتى يبلغ من العمر 17 عاما أصيب بجروح خطيرة في الهجوم ويصارع الموت حاليا في المستشفى.
وفي خاركيف نفسها، وهي أيضا هدف متكرر للهجمات الروسية، قال حاكم المنطقة أوليه سينيهوبوف إنه جرى تسجيل 17 انفجارا على الأقل في هجوم بمسيرات استمر 20 دقيقة وأصيب فيه ثلاثة أشخاص.
وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن وحدات الدفاع الجوي جرى تفعيلها لبعض الوقت في العاصمة، ولم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار.
وفي الشأن الداخلي الاوركراني، قال نواب إن البرلمان الأوكراني صوت على إقالة رئيس الوزراء دينيس شميهال اليوم الأربعاء في إطار إصلاح حكومي شامل يهدف إلى تعزيز الإدارة الاقتصادية والعسكرية في زمن الحرب.
تعني هذه الخطوة حل مجلس الوزراء فعليا، ومن المتوقع أن يوافق النواب على تعيين أعضاء جدد اليوم الخميس.
ويوليا سفيريدينكو النائبة الأولى لرئيس الوزراء، التي اختارها الرئيس فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع لخلافة شميهال، المرشحة الوحيدة لرئاسة الحكومة الجديدة.
