الشرع: سوريا لن تكون ميدانا لتجارب مشاريع التقسيم أو الانفصال أو التحريض
عواصم «وكالات»: واجهت الحكومة السورية صعوبة في تنفيذ وقف إطلاق النار في منطقة السويداء اليوم السبت، وسط دوي أصوات الأسلحة الرشاشة وقذائف المورتر بعد أيام من إراقة الدماء، ورغم دعوة الشرع «جميع الأطراف بدون استثناء» إلى وقف «كافة الأعمال القتالية»، أفادت وسائل إعلامية في مدينة السويداء وأطرافها عن سماع دوي اشتباكات متقطعة وإطلاق قذائف صاروخية. وقالت الحكومة في وقت سابق إن قوات الأمن التابعة لها تنتشر في السويداء، وحثت جميع الأطراف على احترام وقف إطلاق النار وذلك في أعقاب أعمال عنف في المنطقة خلفت مئات القتلى.
وثمّن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في خطاب منفصل «الدور الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في تأكيدها الوقوف إلى جانب سوريا في هذه الظروف الصعبة وحرصها على استقرار البلاد»، مشيدا بجهود دول عربية وداعمته تركيا وأطراف أخرى.
وفي كلمة متلفزة إلى السوريين، أكد الشرع التزام «الدولة السورية بحماية الأقليات والطوائف كافة في البلاد، وأنها ماضية في محاسبة جميع المنتهكين من أي طرف كان».
أضاف «لن يفلت أي شخص من المحاسبة ونتبرأ من جميع الجرائم والتجاوزات التي جرت... ونؤكد على أهمية تحقيق العدالة وفرض القانون على الجميع». واعتبر أن الضربات الإسرائيلية في خضم الاشتباكات في السويداء دفعت سوريا «إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها، نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق».
وشملت أعمال العنف اشتباكات بين مقاتلين من العشائر وآخرين من البدو.
ونفذت إسرائيل المتاخمة لها غارات جوية على جنوب سوريا وعلى مقر وزارة الدفاع في دمشق.
لكن موقف إسرائيل مختلف عن واشنطن، إذ تدعم الولايات المتحدة المركزية في سوريا تحت قيادة حكومة الشرع التي تعهدت بحكم يمثل جميع المواطنين. وشهدت محافظة السويداء أعمال عنف بدأت باشتباكات قبل أن ترسل دمشق قوات الأمن الحكومية للتدخل.
وأعلنت الرئاسة السورية في بيان صدر اليوم «وقفا شاملا وفوريا لإطلاق النار»، ودعت «جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الالتزام الكامل بهذا القرار، ووقف كافة الأعمال القتالية فورا في جميع المناطق».
وقالت وزارة الداخلية إن قوات الأمن الداخلي بدأت الانتشار في السويداء.
ودعا الشرع إلى الهدوء وقال إن سوريا لن تكون «ميدانا لتجارب مشاريع التقسيم أو الانفصال أو التحريض الطائفي».
وأضاف في خطاب بثه التلفزيون «التدخل الإسرائيلي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق».
من جهته، رحّب الاتحاد الأوروبي اليوم السبت بوقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه بين سوريا وإسرائيل بوساطة أمريكية، معربا عن الصدمة من حصيلة الاشتباكات الطائفية الدائرة في جنوب سوريا والتي دفعت إسرائيل إلى شنّ ضرباتها.
وجاء في بيان صادر عن الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد «حان وقت الحوار والمضي قدما في انتقال جامع بالفعل. وتتحمّل السلطات الانتقالية في سوريا مع السلطات المحلية مسؤولية حماية كلّ السوريين، بلا أيّ تمييز».
ودعا الاتحاد «كلّ الأطراف إلى وضع حدّ فوري لأعمال العنف» و«اتّخاذ تدابير فورية لمنع التحريض والخطاب الطائفي».
كما حضّ «إسرائيل وكلّ الجهات الخارجية الأخرى على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها بالكامل».
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن «الصدمة إزاء سقوط مئات الأشخاص ضحايا أعمال العنف في الأيام الأخيرة، مطالبا بـ«محاسبة كلّ مرتكبي الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني وملاحقتهم أمام القضاء».
