No Image
العرب والعالم

إستشهاد 14 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة .. ونزوح جماعي غير مسبوق بالضفة الغربية

18 يوليو 2025
حماس: لن نوافق على هدنة مستقبلا إن لم يتم التوصل لاتفاق الآن
18 يوليو 2025

عواصم "رويترز" "أ ف ب": أعلن الدفاع المدني في غزة الجمعة مقتل 14 شخصا في ضربات إسرائيلية على أنحاء عدة في القطاع الفلسطيني المدمّر.

وأفاد الجهاز بوقوع غارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من الصباح في المناطق الواقعة شمال مدينة خان يونس بجنوب القطاع.

وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير إنّ عشرة أشخاص قُتلوا في ضربتين منفصلتين على منطقة خان يونس، طالت إحداها منزلا والأخرى خيَما تؤوي نازحين.

وفي شمال القطاع، قُتل أربعة أشخاص في غارة جوية في جباليا، حسب المصدر.

ولم يصدر أي تعليق بهذا الشأن من الجيش الإسرائيلي، الذي طلب الإحداثيات الدقيقة للتحقق من التقارير عندما اتصلت به وكالة فرانس برس.

نظرا إلى القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق، لا تستطيع فرانس برس التحقق بشكل مستقل من أعداد القتلى والجرحى التي يحصيها جهاز الدفاع المدني وجهات أخرى.

ووقعت الضربات الأخيرة بعدما أعلنت إسرائيل أنّها أصابت عن طريق الخطأ الكنسية الكاثوليكية الوحيدة في غزة بذخيرة "طائشة" الخميس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأثار إدانة دولية.

والأربعاء، قُتل عشرون شخصا على الأقل في حادث تدافع وقع عند نقطة لتوزيع المساعدات تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية في خان يونس.

وبدأت محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة في السادس من تموز/يوليو، لمحاولة التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما بعد 21 شهرا من الحرب.

حماس لن توافق

قال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم إن الحركة لن توافق على هدنة مؤقتة في المستقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال المفاوضات الجارية، متهما إسرائيل بالتعنت.

وأضاف أبو عبيدة في خطاب أذاعه التلفزيون أن حماس عرضت مرارا إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

إتهام مستوطنين

اتهم فلسطينيون مستوطنين إسرائيليين اليوم بقتل 117 رأسا من الأغنام في هجوم خلال الليل وسرقة مئات في محاولة واضحة لطرد المزارعين من أراضيهم في الضفة الغربية المحتلة.

تأتي هذه الحادثة في ظل ما وصفته الأمم المتحدة هذا الأسبوع بأنه تكثيف للهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود وقوات الأمن ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية مع نزوح جماعي غير مسبوق.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق بشأن مذبحة الأغنام المملوكة لتجمع عرب الكعابنة البدوي في غور الأردن.

وجرى استدعاء أطباء بيطريين لعلاج عدد قليل من الأغنام التي نجت من الهجوم الذي استُخدمت فيه السكاكين والبنادق. وكانت بعض الحيوانات ترتجف بحيث لا يمكن السيطرة عليها.

وقال سالم سلمان نجادة وهو أحد السكان من عرب الكعابنة إن مجموعات متعددة من المستوطنين تعمل بتنسيق بينها هي التي دبرت الهجوم، واتهم الجيش الإسرائيلي بأنه اكتفى بالوقوف في موقف المتفرج.

وقال "الساعة تسعة اجوا سيارة مستوطنين فيها تقريبا أربعة ملثمين. كل مرة ييجوا ويقفوا على الشارع لا نحكي معهم ولا يحكوا معنا. المرة دخلوا على البيوت، يعني جنب البيت بالظبط. شو بتسوي هون؟ شو بدك من هالحكي؟"

وأضاف "اشتبكنا.. اشتبكت كنت أنا لحالي (وحدي) معهم شوي بلشوا يتوافدوا صاروا تقريبا حوالي 13 أو 15 زي هيك بعدين أجا (جاء) الجيش.. الجيش سيطر علي كلبشني... جت المستوطنين الفرقة إللي كانت تيجي كانت تظل فايته على طول على الغنم يعني متفقين على الأمر يعني ساقوا الغنم وراحوا".

وأضاف أن مجموعات أخرى من المستوطنين هاجمت بعد ذلك الأغنام التي تعتبر مهمة جدا للحياة والبقاء في مجتمعه.

وأوضح "أخذوا الغنم.. بعدين الصبح لقيناهم على مسافة خمسة كيلو ومبعطينهم (ضرب بالسكين) كمية كبيرة وفي ميت في ضرب سياخ وسكاكين وطخ (بالرصاص)".

ومضى قائلا "تقريبا أخذوا حوالي 390 رأس. لقينا كمية ميتة ما بنعرف شو صار في البقية.. الجيش والشرطة تحت إمرة المستوطنين حتى بالعكس الشرطة ما بتيجي إلا بعد ساعات من الحدث بيكونوا منسقين معهم".

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من هوية المسؤولين عن الهجوم.

وندد الوزير الفلسطيني مؤيد شعبان بالحادثة، ووصفها بأنها جزء من استراتيجية أوسع نطاقا لتهجير الفلسطينيين من المنطقة.

قال لرويترز إن الأغنام تعرضت للذبح وإطلاق النار وإن استخدام هذه الأدوات يهدف لإرهاب الناس ودفعهم إلى مغادرة هذه المناطق المأهولة منذ عشرات السنين.

الانتقال بعيدا

دفع الهجوم عائلة واحدة على الأقل إلى البدء في الانتقال إلى مكان آخر.

وقال رجل بدوي يدعى طارق كعابنة إنه لم يعد قادرا على تحمل ما وصفه بترهيب المستوطنين.

وأضاف أنهم "كانوا مسلحين، يسرقون الحمير والأغنام. وفي الليل يأتون إلى هنا ويبدأون بإطلاق النار علينا".

ومضى قائلا إنه يعمل الآن على الانتقال من المنطقة لحماية أطفاله وأغنامه وسبل الرزق له ولعائلته. وقال "اليوم كنت بأمان، لكنني لا أعرف ماذا سيحدث لي غدا".

وذكرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع أن موجات النزوح الجماعي في الضفة الغربية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ أن سيطرت إسرائيل عسكريا لأول مرة على المنطقة قبل نحو ستة عقود.

وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أيضا إن 757 هجوما وقع من جانب المستوطنين على الفلسطينيين أو ممتلكاتهم منذ يناير كانون الثاني، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 13بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقُتل ما لا يقل عن 964 فلسطينيا على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، منذ بدءالحرب على غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.

وخلال الفترة نفسها، قتل 53 إسرائيليا في هجمات شنها فلسطينيون أو في اشتباكات مسلحة.

وطالب السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي هذا الأسبوع بإجراء تحقيق شامل في مقتل أمريكي فلسطيني تعرض للضرب حتى الموت على يد مستوطنين في الضفة الغربية في 11 يوليو وقالت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة العام الماضي إن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية، غير قانوني ويجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن.

وتعارض إسرائيل هذا، مستشهدة باحتياجات أمنية بالإضافة إلى روابط تاريخية وتوراتية بالأرض التي احتلتها في حرب 1967. والضفة الغربية من بين الأراضي التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة عليها.