جول يؤكد زيارة رئيس أركان الجيش له قبل إعلان انسحابه من السباق الرئاسي
اصطدام جديد بين سفينة يونانية وأخرى تركية في بحر إيجه -
عواصم - (د ب أ - أ ف ب)- أكد الرئيس التركي السابق، عبد الله جول، الذي كان يدرس خوض السباق الرئاسي في الانتخابات التي تجرى الشهر المقبل أمس أن رئيس أركان الجيش، قام بزيارته قبل أيام من إعلان أنه لن يخوض السباق.
وقال جول للصحفيين في إسطنبول «حدثت تلك الزيارة، في وضح النهار، على مرأى من العالم أجمع. بالتالي، ليست سرا. وأيضا أي نوع من التهديد، بفرض فكرة، أو عدم احترام غير وارد».
وأثارت زيارة الجنرال، خلوصي آكار اهتماما واسع النطاق داخل تركيا، وهي دولة خضعت لأربعة انقلابات عسكرية ومنذ سنوات شهدت اضطلاع الجيش بدور مهم في السياسة.
وكانت قناة «خبر تورك» التلفزيونية قد تحدثت أولا عن الزيارة الأسبوع الماضي، لكن سرعان ما تم إزالة هذا النبأ من موقعها الإلكتروني.
واستقال رئيس التحرير، المسؤول عن هذا النبأ على الفور، مما أثار مخاوف بشأن الضغوط على الإعلام.
وتحتل تركيا المرتبة الـ157 بين 180 دولة، على مؤشر حرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود». وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد جعل إلغاء هيمنة الجيش على الحياة السياسية، نقطة محورية في السنوات التي قضاها في السلطة، وغالبا ما يشير بسخرية للـ«الوصاية العسكرية». وكان فصيل من الجيش قد حاول في عام 2016، تنظيم انقلاب خارج سلسلة القيادة.
وألقت الحكومة باللوم في المحاولة الفاشلة على فتح الله جولن، رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة.
غير ان جولن نفى ذلك. في الأثناء أعلن أكبر أحزاب المعارضة التركية أمس ترشيح نائب بارز معروف بخطبه النارية والحماسية لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 24 يونيو مما يمهد الطريق أمام حملة انتخابية شرسة محتملة. وأعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو ترشيح محرم اينجه.
وكان كيليتشدار أوغلو قد أعلن سابقا عن ترشحه للانتخابات.
وقال اينجه بعد أن دعاه كيليتشدار أوغلو إلى المنصة خلال اجتماع حزبي حاشد في أنقرة «في 24 يونيو، سوف أكون إن شاء الله رئيسا برغبة من الشعب». وأضاف «لثمانية ملايين شخص (عدد سكان تركيا)...سأكون رئيسا للجميع. سأكون رئيسا غير منحاز». وقبل ذلك صوت نواب الحزب وعددهم 110 بالموافقة على ترشيح اينجه الذي درس الفيزياء والنائب منذ 2002.
ويواجه اينجه الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الـ54 مهمة شاقة لإقناع الناخبين في معركته أمام أردوغان الأكثر خبرة والخطيب البارع في الحملات الانتخابية. غير أن أكبر ميزات اينجه السياسية، مهارته الخطابية ولهجته الحماسية، قد زادت حظوظه لدى أوفياء حزب الشعب الجمهوري في السنة الماضية. وقال سينان اولغن، رئيس مركز الاقتصاد والسياسة الخارجية والباحث الزائر في معهد كارنيغي أوروبا لوكالة فرانس برس «إن محرم اينجه أفضل مرشح يمكن ان يختاره حزب الشعب الجمهوري فيما يتعلق بحشد قاعدة الحزب».
وأضاف «سيكون قادرا على ضمان مشاركة كبيرة لناخبي حزب الشعب الجمهوري في يوم الاقتراع».
وتتباين لهجة اينجه الصارمة مع أسلوب كيليتشدار أوغلو الأكثر تحفظا والذي تزعم الحزب الجمهوري منذ 2010 لكنه لم يتسبب بإزعاج حقيقي لأردوغان.
وعموما كان اينجه أكثر استعداد من كيليتشدار أوغلو لتبني أسلوب غير رسمي تجاه أردوغان، مثيرا احتمال حملة سياسية شرسة.
وفي خطاب قبوله الترشيح في اجتماع الحزب، أظهر اينجه أنه لن يخشى مواجهة أردوغان الذي وصفه «بما يسمى بالزعيم العالمي الذي يحتدم ويستشيط غضبا كل يوم». وفي إحدى كلماته الشهيرة تعهد اينجه ببيع القصر الرئاسي الضخم الذي شيده أردوغان في أنقرة وافتتح في 2014، في حال انتخابه. وفي خطابه قال اينجه ان القصر يجب أن يسلم للشباب ويصبح «دارا للعلوم».
وجاء ترشيح اينجه فيما قام رئيس الوزراء بن علي يلدريم والحليف القومي دولت بهجلي بتسجيل ترشيح أردوغان لدى سلطات الانتخابات في أنقرة.
والاقتراع المرتقب في 24 يونيو والذي تجري فيه الانتخابات البرلمانية والرئاسية في نفس اليوم، سيكون حدثا مهما في تاريخ تركيا الحديث.
فبعد الانتخابات، سيتم تطبيق نظام رئاسي جديد تمت الموافقة عليه في استفتاء في أبريل 2017، سيمنح بحسب ما يقوله حزب الشعب الجمهوري الرئيس صلاحيات سلطوية.
وفي حال فوز أردوغان بولاية جديدة من خمس سنوات، سيتمكن من المضي قدما في تحولات بدأت عندما أصبح رئيسا للوزراء في 2003.
ومن المتوقع أن يتحالف حزب الشعب الجمهوري مع ثلاثة أحزاب معارضة أخرى - خصوصا حزب اييي الجديد بزعامة ميرال اكسينير - لخوض الانتخابات. واكسينير الذي يعتبره بعض المحللين قوة محتملة لا يستهان بها في السباق، أطلق حملة الجمعة لجمع 100 ألف توقيع على الأقل الضرورية لخوض الانتخابات.
ويغيب عن التحالف الانتخابي حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والمعارض الشرس لأردوغان. وأعلن حزب الشعوب الديمقراطي زعيمه السابق صلاح الدين ديمرتاش مرشحه للانتخابات رغم وجود في السجن ومحاكمته.
في موضوع مختلف أعلنت البحرية اليونانية أمس ان إحدى سفنها الحربية صدمتها سفينة تجارية تركية اصطدمت بشكل طفيف في بحر ايجه في آخر حادث من نوعه بين الخصمين الإقليميين والعضوين في حلف شمال الأطلسي.
وقالت البحرية اليونانية إن السفينة التجارية التركية «اقتربت ولامست» أحد زوارقها الحربية الذي كان يشارك في مناورات لحلف شمال الأطلسي.
وقالت البحرية إن السفينة التجارية فرت بعد ذلك باتجاه المياه التركية. وأضافت «لم تقع أي إصابات ولا أضرار بالغة». وتعترض تركيا منذ عقود على السيادة اليونانية على مياه ايجه والمجال الجوي القريب من السواحل التركية، والتي تقول أثينا إنها رسمت على أساس معاهدات ما بعد الحرب.
وفي 1996 كادت تقع مواجهة عسكرية بين اليونان وتركيا حول جزيرة ايميا التي يتنازع البلدان السيادة عليها جنوب شرق بحر ايجه.
وأثر هذا التوتر أطلقت عملية لتطبيع العلاقات الثنائية أكدت أثينا أنها تريد مواصلتها رغم الحوادث الأخيرة. والشهر الماضي قتل طيار يوناني عندما تحطمت طائرته في بحر ايجه لدى عودته من مهمة لاعتراض مقاتلات تركية.
وقبل بضعة أيام على مقتله، أطلق جنود يونانيون طلقات تحذيرية باتجاه مروحية تركية بعد ان اقتربت من جزيرة رو الصغيرة، والواقعة على الحدود اليونانية في جنوب شرق ايجه.
ويسود توتر أيضا بسبب رفض أثينا تسليم ثمانية جنود أتراك لجأوا إلى اليونان في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 على الرئيس رجب طيب أردوغان. وأمرت المحكمة العليا اليونانية بعدم تسليمهم وقالت إنهم لن يحصلوا على محاكمة عادلة في تركيا.
من جانبها رفضت تركيا إطلاق سراح جنديين اعتقلا في مايو بعد عبورهما الحدود وقالا إنهما ضلا الطريق.
