أمير الكويت يدعو لتكليف لجنة لتعديل النظام الأساسي للكيان الخليجي
الطريق مازال طويلا أمام مجلس التعاون لتحقيق المزيد من الانجازات -
الكويت- «عمان» - خالد العدوي وكالات:-
اختتم قادة دول مجلس التعاون الخليجي مساء امس أعمال قمتهم الــ 38 التي استضافتها دولة الكويت برئاسة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
وترأس نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في مؤتمر القمة.
وألقى أمير الكويت كلمة في ختام القمة أكد فيها أهمية تبادل وجهات النظر حول التحديات التي تواجهنا والتي استطعنا بتوفيق من الله أن نثبت مجددا صلابة كياننا الخليجي وقدرته على الصمود أمام التحديات عبر تمسكنا بآلية عقد هذه الاجتماعات وما توصلنا إليه خلالها من قرارات ستسهم دون شك في إثراء تجربتنا المباركة وتعزيز مسيرة عملنا الخليجي المشترك بما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا.
وتطرقت القمة إلى ملفات تعزيز مسيرة التعاون الخليجي المشترك ومفردات تحقيق مزيد من الاستقرار والأمن والترابط والتكامل بين الدول الأعضاء.
وناقش قادة المجلس خلال أعمال الدورة عددا من القضايا المدرجة على جدول الأعمال وآخر التطورات الإقليمية والدولية لا سيما التحديات السياسية والأمنية التي تفرض على دول المجلس تكثيف الجهود لتعزيز التضامن والتكاتف وتحقيق آمال وتطلعات مواطني دول الخليج.
وكان أمير دولة الكويت قد ألقى كلمة في افتتاح القمة قال فيها: يسرني بداية أن أرحب بكم في بلدكم الكويت أخوة أعزاء بين أهلكم وأشقائكم مقدرا عاليا تلبية دعوتنا لحضور هذا اللقاء المبارك واسمحوا لي أن أتقدم باسمكم جميعا بالتهنئة لأبناء دول المجلس على نجاحنا في عقد الدورة الثامنة والثلاثين في موعدها المقرر لنثبت للعالم أجمع حرصنا على هذا الكيان وأهمية استمرار آلية انعقاده مكرسين توجها رائدا وهو أن أي خلاف يطرأ على مستوى دولنا ومهما بلغ لا بد وأن يبقى مجلس التعاون بمنأى عنه لا يتأثر فيه أو تتعطل آلية انعقاده ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر لأخي العزيز جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإلى حكومة وشعب مملكة البحرين الشقيقة على جهودهم ورعايتهم أعمال دورتنا السابقة.
لقد عصفت بنا خلال الأشهر الستة الماضية أحداث مؤلمة وتطورات سلبية ولكننا وبفضل حكمة إخواني قادة دول المجلس استطعنا التهدئة وسنواصل هذا الدور في مواجهة الخلاف الأخير ولعل لقاءنا اليوم مدعاة لمواصلتنا لهذا الدور الذي يلبي آمال وتطلعات شعوبنا.
مضى على مسيرة عملنا الخليجي المشترك ما يقارب الأربعة عقود حققنا خلالها العديد من الإنجازات ولكن الطريق ما زال طويلا لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تحقق آمال وتطلعات شعوبنا فنحن مدعوون إلى التفكير الجدي للبحث في الآليات التي تحقق أهدافنا والأطر الأكثر شمولية والتي من خلالها سنتمكن من المزيد من التماسك والترابط بين شعوبنا فلنعمل على تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لهذا الكيان يضمن لنا آلية محددة لفض النزاعات بما تشمله من ضمانات تكفل التزامنا التام بالنظام الأساسي وتأكيد احترامنا لبعضنا البعض وترتقي بها إلى مستوى يمكننا من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
لقد استطاع المجتمع الدولي أن يحقق نصرا واسعا على الإرهاب في كل من العراق وسوريا إلا أن ذلك الخطر ما زال يهدد استقرار العالم والبشرية جمعاء فالأزمات والصراعات التي لا تزال دائرة تشكل بؤرا تغذي ذلك الإرهاب فالكارثة الإنسانية والأزمة الطاحنة في سوريا لا تزال دائرة رغم ما تبذل من جهود دولية لإنهائها ولكن الأمل يبقى معقودا على نجاح الاجتماعات واللقاءات والحراك لتحقيق التوافق المنشود وإنهاء ذلك الصراع المدمر ونشيد في هذا الصدد بدور الأشقاء في المملكة العربية السعودية وجهودهم البناءة في تحقيق اللقاءات بين مختلف أطياف المعارضة السورية ونجاحهم في توحيد كلمة المعارضة.
وحول الوضع المأساوي في اليمن فإننا نشيد أولا بالجهود التي يبذلها تحالف دعم الشرعية في اليمن السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تعمل على دعم الشرعية وتقديم كل المساعدات الإنسانية للتخفيف من وطأة الظروف الصعبة التي يشهدها الأشقاء. ونؤكد هنا أن الحل الوحيد لهذه الأزمة سياسي وندعو في هذا الصدد جماعة أنصار الله إلى الامتثال لنداء المجتمع الدولي في الوصول إلى حل سياسي لهذه الأزمة بالحوار الجاد وفق المرجعيات الثلاث - المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية - قرارات مجلس الأمن ولاسيما القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني.
وفيما يتعلق بمسيرة السلام في الشرق الأوسط فإننا نأمل أن يتمكن المجتمع الدولي من تحريك هذه العملية الجامدة لنصل إلى اتفاق سلام شامل وكامل يدعم استقرار المنطقة والعالم وذلك وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
نهنئ الأشقاء في العراق على تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة ما يسمى بتنظيم داعش ونؤكد هنا مجددا سعينا إلى مواصلة العمل مع الحكومة العراقية لصيانة استقرار العراق ونشدد على أهمية المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار المناطق المتضررة من ما يسمى بداعش المقرر عقده في دولة الكويت منتصف شهر فبراير من العام القادم.
ما زال تعامل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة مخالفا لقواعد العلاقات بين الدول التي ينظمها القانون الدولي والمتمثلة بحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية تشكل هاجسا كبيرا لنا ونؤكد هنا بأن المنطقة لن تشهد استقرارا ما لم يتم الالتزام الكامل بتلك المبادئ.
بدوره قال معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: إن دول المجلس تتطلع بكل ثقة وتفاؤل بأن تكون القمة الخليجية الـ38 بحكمة سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح البالغة ورؤيته الثاقبة ونواياه المخلصة قمة خير وعزة ومنعة.
وأعرب الزياني في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ38 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي عن الأمل في أن تحقق هذه الدورة الأهداف النبيلة والسامية التي يسعى قادة دول المجلس بعزم ثابت وإرادة لا تلين وإخلاص مشهود ومعهود إلى تحقيقها تلبية لآمال مواطني دول المجلس نحو مزيد من التواصل والترابط والتكاتف.
وقال: إن انعقاد هذه القمة يؤكد حرص قادة دول المجلس واهتمامهم بمسيرة العمل الخليجي المشترك وأهدافها النبيلة وجهود القادة المؤسسين لتعزيز التنسيق والتكامل والترابط كما نص عليه النظام الأساسي لمجلس التعاون متطلعين إلى الغد المشرق المأمول وأن يظل مجلس التعاون كيانا متماسكا ومتضامنا معبرا عن عمق العلاقات الأخوية والروابط المتينة والمصالح المشتركة وحصنا منيعا لحفظ الأمن والاستقرار وواحة للنماء والازدهار في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.
وشدد على ضرورة الحفاظ على المنظومة الخليجية الطموحة والحرص على تماسكها وتضامن وتكاتف دولها وترسيخ مرتكزات الشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة كافة التحديات الحالية والمستقبلية.
وذكر أن المجلس الوزاري الخليجي أنهى في اجتماعه التحضيري بحث كافة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال هذه الدورة وأوصى برفع ما تم التوصل إليه من نتائج إلى المجلس الأعلى لقادة دول المجلس للتوجيه وإصدار القرارات اللازمة بشأنها.
وأعرب الزياني عن الأمل في أن تكلل أعمال هذه الدورة بالتوفيق والنجاح وأن يسدد على طريق الخير مساعي قادة دول المجلس الخيرة ويديم على دول المجلس نعمة الأمن والأمان والتقدم والازدهار.
