كتب - فهد الزهيمي
تصوير: حسين المقبالي
احتفل «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» صباح اليوم بتدشين خطته وبرامجه للعام الدراسي 2026/2025، وذلك برعاية سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، رئيس مجلس إدارة «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية»، بحضور عدد من الرؤساء التنفيذيين ومسؤولي الشركات ورؤساء الاتحادات الرياضية وعدد من المدراء وأعضاء اللجان الرياضية بالمديريات التعليمية. وتضمنت خطة الموسم الجديد حوالي 20 فعالية متنوعة من المسابقات والمهرجانات والملتقيات التي سيتم تنفيذها في المديريات التعليمية بإشراف اللجان الرياضية، وبعضها سيكون بنظام التجمع في محافظة مسقط.
بدأ الحفل بكلمة الاتحاد، ألقتها صفاء بنت سيف السالمية عضوة مجلس إدارة الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية، قالت فيها: منذ إشهار «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» في عام 2016م، ونحن نسعى باستمرار إلى الارتقاء بمنظومة الرياضة المدرسية من خلال تنفيذ أنشطة وفعاليات ومبادرات تمكّن البيئة المدرسية، وتدعم الفاعلين الأساسيين فيها، وتعزز قيمة أن تكون الرياضة أسلوب حياة متجذرًا في سلوك الطالب، ويمضي الاتحاد في مساره الحالي انسجامًا مع الرؤية الوطنية «عُمان 2040»، التي أكدت في أحد أهدافها الاستراتيجية على "بيئة وأنظمة محفزة لرياضة مساهمة اقتصاديًا ومنافسة عالميًا"، وهو ما نسعى إلى تحقيقه من خلال بناء شراكات فاعلة، وتنفيذ برامج نوعية مستدامة، وندرك تمامًا أن التعاون والدعم من كافة الجهات ذات العلاقة، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم بجميع قطاعاتها، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، والاتحادات الرياضية الشريكة، والإعلام الرياضي، والقطاع الخاص، هو الطريق الأمثل لتحقيق تطلعاتنا والمضي بثقة نحو مستقبل مشرق للرياضة المدرسية.
وأضافت: نُثمن دعم معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد بن ناصر الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وكافة العاملين والمتعاونين في قطاعات الوزارة، والكوادر التربوية الذين كانت لرؤاهم ومقترحاتهم بصمة محورية في مسيرة نجاح الاتحاد، كذلك نخص بالشكر شركاء الاتحاد الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم مجموعة أوكيو على دعمهم المتواصل، ونعرب عن امتناننا العميق كذلك لمحلات وصيدلية مسقط (بوكاري سويت) على دعمهم المستمر للاتحاد وأنشطته، ونأمل أن تكون هناك شراكات جديدة قادمة لتسيير دفة الاتحاد.
المرتكزات الأساسية
وقالت عضوة مجلس إدارة الاتحاد: يسعى «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» لتحقيق أهداف استراتيجيته التي هي بمثابة خارطة الطريق، وفق مرتكزات أساسية، مسترشدًا بالمستهدفات الوطنية والممارسات الإقليمية والدولية التي منها «رؤية عُمان 2040»، وقد وضع الاتحاد عددًا من المرتكزات الأساسية للاستمرار في نشاطه وإنجازاته للفترة القادمة، منها رفع الكفاءة الإدارية التنفيذية إداريًا وماليًا وفنيًا، وإيجاد منظومة متكاملة ومتسقة للرياضة المدرسية، وتأسيس الإطار العام للكشف عن المواهب الرياضية ورعايتهم وتسويقهم، ورفع كفاءة الكوادر التربوية الرياضية عن طريق إلحاقهم ببرامج تأهيل نوعية وتحفيزهم وتشجيعهم، وكذلك تأطير اتفاقيات الجانب الفني واللوجستي للبرامج والمسابقات التي ينظمها الاتحاد بالتعاون مع الاتحادات واللجان الرياضية وشركات القطاع الخاص، إضافة إلى بناء منظومة متكاملة للاتصال والإعلام وتسويق الرياضة المدرسية لخدمة أهداف الاتحاد.
المشاركات الخارجية والداخلية
كما تطرقت السالمية في كلمتها إلى مشاركة وزارة التربية والتعليم ممثلة بـ «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» في العديد من البطولات على المستويين العربي والخليجي، وحقق فيها طلبتنا المراكز المتقدمة والميداليات الملوّنة. وفي الإطار الداخلي نجح اتحاد الرياضة المدرسية منذ تأسيسه في تنظيم مسابقات وبرامج رياضية متنوعة خلال الأعوام الدراسية المنصرمة، منها ما نُفذ لامركزيًا على مستوى المحافظات التعليمية، ومنها ما نُفذ مركزيًا على مستوى سلطنة عُمان، وكذلك منها إلزامية التنفيذ ومنها اختيارية التنفيذ، وتوزعت هذه البرامج والمسابقات لتشمل مختلف أعمار الطلبة والطالبات من مختلف المراحل الدراسية.
وفي ختام كلمتها قالت السالمية: إن النجاح الذي حققه «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» خلال الفترة الماضية، لهو نتاج جهود متكاملة بين التقسيمات الإدارية في ديوان عام الوزارة، ولجان الرياضة المدرسية في المديريات التعليمية بالمحافظات، ومعلمي ومعلمات الرياضة المدرسية وأبنائنا الطلبة والطالبات، ونقدّم الشكر لهم جميعًا على ما بذلوه في سبيل تسهيل تنفيذ البرامج والمسابقات، ولا ننسى أن نتقدّم بالشكر لأعضاء مجلس الإدارة ولموظفي مكتب الاتحاد واللجان المساعدة لما قدّموه من عمل دؤوب خلال تنفيذ البطولات الرياضية المختلفة، والشكر موصول للشركاء والرعاة من القطاعين الحكومي والخاص على دعمهم المستمر وأثره الطيب على أبنائنا الطلبة.
عبدالله أمبوسعيدي: التركيز على الرياضات الفردية يمثل أهم مرتكزات المرحلة المقبلة
أكد سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، رئيس مجلس إدارة «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» أن خطة عامي 2025 و2026 تأتي استمرارًا لما تحقق من منجزات في الموسم الماضي، مشيرًا إلى أن الاتحاد يسعى دائمًا إلى البناء على ما تم إنجازه والانطلاق نحو مرحلة جديدة من التطوير والتوسع في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأوضح أن الخطة تنقسم إلى عدة محاور رئيسية تشمل الأنشطة الخاصة بالألعاب الفردية والألعاب الجماعية، إضافة إلى برامج تنفذ على المستوى المركزي في ديوان عام الوزارة بمحافظة مسقط، وأخرى على مستوى المحافظات التعليمية، حيث تشارك جميع المحافظات في تنفيذها بما يحقق الانتشار والتكامل.
وأضاف سعادته: هذا التنوع في البرامج والأنشطة يسهم في اكتشاف المواهب وصقل المجيدين في الرياضة المدرسية، من خلال شراكات فاعلة مع الاتحادات الرياضية والجهات ذات العلاقة لرعاية هذه المواهب وتطويرها. وأشار أمبوسعيدي إلى أن الاتحاد أطلق هذا العام مراكز للناشئين في عدد من الألعاب الرياضية، أبرزها كرة القدم بالتعاون مع الاتحاد العماني لكرة القدم، على أن تمتد التجربة لاحقًا لتشمل اتحادات أخرى في المستقبل القريب.
وبيّن رئيس مجلس إدارة «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» أن المدرسة تُعد الوحدة الأساسية لاكتشاف المواهب الرياضية، حيث تبدأ عملية الترشيح على مستوى المدرسة ثم المحافظة التعليمية، لتنتقل المواهب المتميزة لاحقًا إلى المراكز الوطنية، مؤكدًا أن هذا التسلسل يهدف إلى بناء قاعدة رياضية متينة على مستوى سلطنة عمان، كما ثمّن الدعم الذي يتلقاه الاتحاد من القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى مساهمة أفراد المجتمع المهتمين بالرياضة المدرسية، مؤكدًا أن تلك الشراكات تمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأهداف المنشودة.
كما أكد سعادته أن التركيز على الرياضات الفردية يمثل أحد أهم مرتكزات المرحلة المقبلة، باعتبارها مستقبل سلطنة عمان في التنافس على المستويات الإقليمية والعالمية، مشيرًا إلى أن الألعاب الجماعية أخذت نصيبها من الاهتمام خلال السنوات الماضية، وحان الوقت لتوسيع دائرة الدعم نحو الألعاب الفردية، وأوضح أن العمل يجري حاليا على تعزيز التنسيق والتكامل بين الاتحادات الرياضية، خاصة تلك المعنية بالألعاب الفردية مثل الاتحاد العُماني لألعاب القوى، مؤكدًا وجود مواهب واعدة قادرة على تحقيق إنجازات مشرفة في هذه الرياضات.
وأضاف عبدالله أمبوسعيدي أن المرحلة القادمة ستشهد تعاونًا وثيقًا بين الاتحادات الرياضية والاتحاد العُماني للرياضة المدرسية، بهدف تأسيس شراكة استراتيجية تُسهم في رعاية هذه المواهب وصقل قدراتها، تمهيدًا لانتقالها إلى مستويات أعلى من الاحتراف والتميز. وختم سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، رئيس مجلس إدارة «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية»، تصريحه بالقول: «بلا شك أن تدشين الخطة والفعاليات خطة طموحة بُنيت على ما تحقق من إنجازات سابقة، ونسعى إلى تطويرها وتعزيزها بما يواكب تطلعات المستقبل، ويرسخ مكانة الرياضة المدرسية كمنصة لاكتشاف الأبطال وصناعة النجوم».
يوسف بيت سليم: الخطة لا تقتصر على الجانب الرياضي، بل تشمل البرامج التعليمية والتوعوية
بعدها أقيم عرض مرئي يُسلط الضوء على الرياضة المدرسية في سلطنة عُمان والإنجازات السابقة والخطة الجديدة، أتبعه يوسف بن عوض بيت سليم عضو مجلس إدارة الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية بتقديم عرض مرئي تضمّن خطة وبرامج الاتحاد وإبراز البرامج الجديدة والبطولات والمشاريع والشراكات، حيث تبلغ مسابقات وفعاليات الاتحاد (20) فعالية متنوعة يستفيد منها كافة الطلبة بالمراحل الدراسية من الجنسين مع المعلمين والمعلمات.
وقال يوسف بيت سليم: أنشطة «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» لا تقتصر على الجانب الرياضي فحسب، بل تشمل البرامج التعليمية والتوعوية والمسابقات والبطولات والمهرجانات، إضافة إلى الدورات التأهيلية وحلقات العمل التي تُعنى بمختصي الرياضة المدرسية، حيث ينفذ الاتحاد برنامجين تدريبيين في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2026/2025، هما: البرنامج التدريبي "أساسيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الرياضة المدرسية"، والبرنامج التدريبي "إدارة التسويق في المؤسسات الرياضية".
وأضاف: من المشاريع الجديدة التي يعتزم الاتحاد تنفيذها مع عدد من الشركاء: برنامج "شطرنج لكل طالب" بالتعاون مع اللجنة العُمانية للشطرنج، والبرنامج المجتمعي للإبحار الشراعي بالتعاون مع مؤسسة عُمان للإبحار، ودوري المدارس للرياضات الإلكترونية، ودوري كرة السلة الثلاثية للذكور والفتيات.
وختم يوسف بيت سليم، حديثه بالقول: بعيدًا عن المسابقات والتتويج بالميداليات والكؤوس، فإن نظرة «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» في بعض الفعاليات والبرامج تكون بشعار "الجميع فائز"، من خلال الأيام الرياضية والمهرجانات التي ينفذها الاتحاد في المدارس وخارجها، وهي: اليوم الرياضي الموحد "شوية رياضة"، والمهرجان الرياضي لطلبة ذوي الإعاقة بالتعاون مع المديرية العامة للتربية الخاصة والتعلم المستمر، والاحتفال باليوم البدني العُماني، والمهرجانات الرياضية، وبرنامج مشروع تحدي الوزن المثالي، وبرنامج القيادات الرياضية الشابة.
الاستراتيجية تسعى لإيجاد منظومة متكاملة ونظام مؤسس لاكتشاف المجيدين رياضيا
في ختام الحفل كرّم سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم راعي الحفل، الشركاء الداعمين للاتحاد، وكذلك الإعلاميين الذين كان لهم دور كبير في النهوض باسم الاتحاد في كافة الفعاليات السابقة، حيث شمل التكريم الشريك الاستراتيجي "مجموعة أوكيو"، والشركات الداعمة: صيدلية مسقط (بوكاري سويت)، وزاهب للأغذية (برزمان). كما شمل التكريم الجهات الشريكة، وهي الاتحاد العُماني لكرة القدم، والاتحاد العُماني لكرة الطاولة، واللجنة العُمانية للشطرنج، والجهات الإعلامية.
وكان «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» قد أعلن خلال الفترة الماضية عن استراتيجيته التي تستمر حتى عام 2027، حيث هدفت الاستراتيجية إلى إيجاد منظومة متكاملة ومتسقة للرياضة المدرسية، ونظام مؤسس لاكتشاف المجيدين رياضيًا ورعايتهم، وكوادر تربوية رياضية ذات كفاءة عالية، واتحاد ممكن إداريًا وماليًا ومتمكن فنيًا، ومنظومة متقدمة للاتصال والتسويق الرياضي.
وتتكون الاستراتيجية من أربع مراحل، حيث تضمنت "المرحلة الأولى" تشخيص الوضع الراهن للاتحاد وإشراك أصحاب المصلحة من الميدان الرياضي المدرسي والشركاء، وضمت "المرحلة الثانية" وضع الرؤية والمهمة والأهداف الاستراتيجية والخطوات الإجرائية، أما "المرحلة الثالثة" فتمثلت في وضع الخطط التنفيذية وآليات تحويل الأهداف التشغيلية إلى برامج ومبادرات وأنشطة، ووضع دليل استرشادي للخطط التشغيلية المكون من أربعة عناصر أساسية، وكانت "المرحلة الرابعة" تقييم الاستراتيجية ومتابعتها، ووضع آليات واضحة لمتابعة تنفيذها. فبعد تشكيل المجلس الحالي، عمل الاتحاد على بناء استراتيجية واضحة المعالم لخمس سنوات، وبشكل احترافي وممنهج، بدءًا من معرفة واقع الرياضة المدرسية، وواقع الاتحاد نفسه في الفترة الماضية، وما أُنجز، والتحديات التي واجهها، ثم البحث عن أفضل الممارسات في مجال الرياضة المدرسية سواء داخل سلطنة عُمان أو خارجها، وكذلك الاسترشاد ببعض الوثائق الدولية، خاصة فيما يتعلق بالاتحاد الدولي للرياضة المدرسية وغيرها من الاتحادات الإقليمية والمجاورة.
وبلا شك أن استراتيجية «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» ستعمل على إضفاء القيمة على حقل الرياضة المدرسية، الذي يعد نواة تأسيسية ليس فقط على مستوى تأهيل الكفاءات الرياضية في الأنشطة المختلفة، وإنما تتعدى رسالته التأثير على قيم ومبادئ المنتمين إلى الحقل التربوي، وإكسابهم المعارف والمهارات والأدوات المثلى التي تمكنهم من بناء نمط حياة صحي متزن، وترسيخ رؤية واعية للتوفيق بين التحصيل المدرسي وممارسة الرياضة والنشاط البدني.
ومنذ إشهار «الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية» في عام 2017، وهو يسعى عبر مجمل أنشطته وفعالياته ومبادراته إلى الارتقاء بمحيط ممارسة الرياضة المدرسية وبيئتها، والتركيز على الفاعلين الرئيسيين فيها؛ تمكينًا لقيمه أن تكون الرياضة أسلوب حياة في المجتمع التربوي، لتكون أكثر قدرة على تحقيق أهداف الاتحاد، وأكثر منهجية في قياس أثر أعماله، وأكثر دقة في تحديد أولويات الاشتغال فيه. كما أن الاستراتيجية أُسست على تشخيص دقيق ومنهجي لواقع الرياضة المدرسية، مسترشدًا بأفضل الممارسات العالمية في هذا الجانب، وصولًا إلى صوغ رؤية "اتحاد ممكن لأجيال رياضية منجزة"، ومهمة "المضي بنهج مؤسسي وفق أفضل الممارسات للدفع بالرياضة المدرسية لتكون قيمة تنموية مضافة، وتؤسس لأجيال منجزة".