No Image
الرياضية

12 ميدالية ملونة حصيلة فرسان الأولمبياد الخاص العُماني

28 أغسطس 2025
28 أغسطس 2025

كتب - عامر الأنصاري

عاد اليوم الخميس أبطال رياضة الفروسية من ذوي الإعاقة الذهنية المنتسبين للأولمبياد الخاص العُماني إلى أرض الوطن، محققين 12 ميدالية متنوعة، بعد تمثيل سلطنة عُمان في الحدث الرياضي "مسابقة الفروسية الإقليمية للأولمبياد الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025"، التي استضافتها مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 24 وإلى 27 أغسطس الحالي.

وكان في استقبال المشاركين في مطار مسقط سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية وعدد من أولياء أمور الفرسان وذويهم. وشارك في المسابقة كل من الأبطال سهيل المنجي، وثراء الغافرية، وميثاء البوسعيدية، وعمر الحمداني، والخليل الرواحي، وفاطمة الحارثية، إذ تنافسوا مع حوالي 40 فارسا وفارسة مثلوا 11 دولة هي: دولة الإمارات العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومملكة البحرين، وجمهورية العراق، ودولة الكويت، والمملكة المغربية، وجمهورية مصر العربية، ودولة ليبيا، والمملكة العربية السعودية، إلى جانب سلطنة عُمان.

12 ميدالية

وحقق فرسان الأولمبياد الخاص العُماني 12 ميدالية ملوّنة في مختلف مستويات المسابقة ليترجموا بذلك روح الإصرار والعزيمة ويرسموا لوحة مشرّفة باسم سلطنة عُمان في هذا المحفل الرياضي الكبير. وتوزعت هذه الحصيلة بين 3 ميداليات ذهبية، و3 فضية، و6 برونزية في منافسات رياضة الفروسية التي أبدع فيها أبطال سلطنة عُمان.

ففي اليوم الأول، أحرز الفارس سهيل المنجي الميدالية الذهبية في مسابقة الترويض (فئة B-13)، فيما قدّم الفارس عمر سالم الحمداني أداءً لافتًا فتوّج بذهبية الركوب الإنجليزي، وأضاف إليها فضية في مسابقة الترويض (فئة C-12). أما اللاعبة ميثاء البوسعيدية، فقد خطفت ذهبية الترويض (فئة C-11) وبرونزية الركوب الإنجليزي، في حين نجحت اللاعبة ثراء الغافرية في إحراز فضية الركوب الإنجليزي وبرونزية الترويض. وبهذا بلغ رصيد سلطنة عُمان في اليوم الأول للمنافسة 7 ميداليات (3 ذهبية، 2 فضية، 2 برونزية).

وفي اليوم الثاني، واصل الأبطال تألقهم، حيث حصد الفارس سهيل المنجي ميداليتين ثمينتين، الأولى فضية في مسابقة القفز (فئة B-I)، والثانية برونزية في المسار والسيطرة (فئة B-I). كما أضاف الفارس عمر الحمداني فضية في مسابقة المسار والسيطرة (فئة C-S)، بينما نالت اللاعبة ميثاء البوسعيدية برونزية في فئة (C-I)، في حين توجت اللاعبة ثراء الغافرية بذهبية في مسابقة المسار والسيطرة (فئة B-S). وبذلك حقق أبطال سلطنة عُمان في اليوم الثاني 5 ميداليات (1 ذهبية، 2 فضية، 2 برونزية).

تعزيز الثقة بالنفس

قال أحمد بن خميس البوسعيدي، والد الفارسة ميثاء البوسعيدية : "فوز ابنتي بثلاث ميداليات يمثل لنا كأسرة مصدر اعتزاز كبير، ورسالة واضحة للمجتمع والعالم بأن الإعاقة لا تشكّل عائقًا أمام تحقيق الإنجازات أو ممارسة مختلف أوجه الحياة، وقد تعرضت ميثاء لسقوط أثناء التدريب، إلا أن الفحوصات الطبية أثبتت سلامتها، لتعود بإصرار قوي وتعلن رغبتها في استكمال البطولة وتحقيق الفوز، وهو ما تجسد في حصدها الميداليات".

وأشار البوسعيدي إلى أن حب ميثاء للفروسية بدأ منذ طفولتها، حيث كانت تمارس ركوب الخيل في الحدائق والأماكن العامة، قبل أن تكتشفها جمعية متلازمة داون وتوجهها للتدريب المتخصص بإشراف مدربين معتمدين، الأمر الذي فتح أمامها الطريق للانضمام إلى الأولمبياد الخاص العُماني.

وأكد أن الأسرة تقبلت فكرة مشاركتها في المعسكرات والبرامج التدريبية خارج المنزل بعد الاطمئنان على توافر الرعاية الكاملة والظروف المناسبة لهذه الفئة، مما عزز ثقتهم بقدرتها على الاستمرار والتطور.

كما عبّر عن أمله في أن تحظى هذه الفئة بفرص أوسع في مجالات التعليم والعمل، مشيرًا إلى أن ميثاء توقفت دراستها عند الصف التاسع رغم قدراتها في القراءة واللغة الإنجليزية، متمنيًا أن تُتاح لهم فرص إكمال التعليم وصولًا إلى المراحل الجامعية، بما يعزز دمجهم في المجتمع ويتيح لهم المساهمة الفاعلة في خدمة الوطن.

سنوات من الرعاية

بينما أعرب سالم بن راشد الحمداني، والد الفارس عمر أحد أبطال فريق فروسية الأولمبياد الخاص العُماني المشاركين في بطولة العين، عن فخره بالإنجازات التي حققها ابنه في المنافسات، مؤكدًا أن هذه النجاحات ثمرة سنوات من الرعاية والدعم الأسري والتدريب المتواصل.

وأوضح أن بدايات عمر كانت منذ طفولته عبر الالتحاق بجمعيات ومراكز معنية برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أظهر شغفًا بالرياضة بشكل عام، ثم توجه إلى الفروسية في سن مبكرة، ليكتشفه المدربون ويؤكدوا موهبته ويختاروه ضمن الفريق الأساسي.

وأضاف الحمداني: "الأسرة حرصت منذ البداية على دمجه في المجتمع وعدم عزله، وهذا التوجه ساعده على تنمية شخصيته وزيادة ثقته بنفسه، ليصبح أكثر اجتماعية وقدرة على التفاعل مع الآخرين".

وأشار إلى أن الفروسية لم تخلُ من الصعوبات، إذ تعرّض عمر في بداياته لبعض السقوط والإصابات البسيطة، إلا أن عزيمته وإصراره على الاستمرار مكناه من تجاوزها وتطوير مهاراته حتى وصل إلى منصة التتويج.

واختتم الحمداني حديثه بالتأكيد على أن ما يحققه هؤلاء الأبطال لا يرفع فقط اسم أسرهم، بل يشكل مصدر اعتزاز سلطنة عُمان كلها، معربًا عن أمله في أن يواصل ابنه وزملاؤه حصد النجاحات ورفع راية الوطن في المحافل الرياضية المقبلة.

راشد الأبروي: الفروسية تساهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية للاعبين

حول مشاركة فريق الأولمبياد الخاص العماني في مسابقة الفروسية الإقليمية للأولمبياد الخاص "العين 2025"، تحدث لـ"عمان" المدرب راشد بن سالم الأبروي، مدرب فريق الفروسية في الأولمبياد العماني الخاص، مشيرًا إلى أن التحضير يبدأ منذ أشهر قبل المسابقة من خلال تدريبات مكثفة على مهام محددة، تشمل تطوير مهارات الفروسية وصولًا إلى الالتزام بالبروتوكولات المعتمدة في نظام المسابقات.

وأوضح الأبروي قائلًا: "إن الدولة المستضيفة وهي دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، أرسلت تفاصيل المسابقة عبر البريد الإلكتروني، وعندها يبدأ الفريق التدريب بشكل مباشر على المسارات والمستويات المختلفة، مع التركيز على التحكم بالخيل وأداء المهام وفق معايير الأداء الدولي، بما يضمن جاهزية اللاعبين في كل جانب من جوانب المسابقة".

وفيما يخص التحديات النفسية والبدنية، أشار الأبروي بقوله: "ينبغي الإشارة إلى أن أسلوب التعامل مع اللاعبين ذوي الإعاقة الذهنية يختلف تمامًا عن الرياضيين الآخرين، إذ يتم تنظيم معسكرات بعيدة عن الأهل لتعويدهم على جو السفر وتعزيز الاعتماد على النفس، ويتم تكليف اللاعبين بمهام محددة أثناء المعسكرات لمساعدتهم على اكتساب مهارات الانضباط والثقة بالنفس، بالتوازي مع متابعة أولياء الأمور ودعمهم في العملية التدريبية".

وأضاف: "إن الفريق يستفيد من أساليب مراكز التأهيل المتخصصة والتعاون مع شركات تقدم برامج تطويرية، ما يسهم في تحسين قدراتهم البدنية والنفسية على حد سواء".

كما تناول المدرب راشد الأبروي مستويات الأداء المختلفة، موضحًا: "إن اللاعبين يتم تقييمهم مسبقًا وإرسال تقارير عن مستواهم إلى الدولة المستضيفة، حيث يُعاد تقييمهم وتصنيفهم وفق مستويات عدة، وهي المستوى المبتدئ أو الذي يرمز له بـ (C) والذي يمثل اللاعبين الجدد، والمستوى المتوسط (CI) و(CS)، وصولًا إلى المستوى العالي (UBI) و(المستوى الممتاز) الذي يتميز بالقدرة على السيطرة الكاملة على الخيل وأداء المسارات بكفاءة عالية".

وأكد الأبروي بأن هذا التصنيف يسمح لكل لاعب بالتدرج وفق مهاراته، كما يعكس مدى تحسن اللاعبين تدريجيًا من مستوى لآخر مع كل تدريب أو مشاركة.

أما عن مستوى التنافس في المسابقة، فقد ذكر الأبروي أن فرق الإمارات والبحرين ومصر وسلطنة عمان قدمت أداءً متميزًا، مشيرًا إلى أن التقييم يتم على مراحل دقيقة تشمل التقييم المحلي ثم التقييم عند الوصول للدولة المستضيفة، حيث يلاحظ المدرب تطور اللاعبين مع التعامل مع مفاجآت المسابقة، مثل تبديل الخيول أو التغيرات في الظروف الجوية، ما يعزز من قدرتهم على التعامل مع التحديات المختلفة ويطور مهاراتهم إلى أعلى المستويات.

وعن مواقع التدريب، قال المدرب راشد الأبروي: "إن الفريق تدرب في مركز فرسان عمان للفروسية، مع إمكانية الاستعانة بمعسكرات إضافية أو خيول من المركز حسب الإمكانيات، ولا بد من الإشارة إلى أن جميع التدريبات تمت في بيئة آمنة ومهيأة بشكل جيد، ما ساهم في الحد من الإصابات".

وحول الصعوبات التي واجهها الفريق في المشاركة، أشار المدرب إلى حادثة طفيفة، قائلًا: "لله الحمد والمنة، لم نسجل سوى حادثة واحدة وطفيفة تعرضت لها الفارسة ميثاء البوسعيدية أثناء التدريب، وقد تم التعامل معها بشكل سريع واحترافي، حيث أكملت اللاعبة المسابقة وفازت لاحقًا، مما يعكس الاهتمام الكامل بسلامة اللاعبين واستمرارية مشاركتهم، وهذه الإصابة الطفيفة عكست حقيقة مدى الاهتمام والتكاتف والحرص على سلامة المشاركين، إذ لم تبق جهة منظمة أو مشاركة إلا وكانت دائمة التواصل للاطمئنان على فارستنا ميثاء، وهذا ما يدفع باللاعب إلى الإصرار والعزيمة والحرص على متابعة السباق، وبالفعل حققت اللاعبة الفوز بعد الإصابة الطفيفة".

فيما يتعلق بعدد المنتسبين والفئات العمرية، قال الأبروي: إن برنامج الفروسية بالأولمبياد العماني الخاص مفتوح لجميع الأعمار من 10 سنوات فما فوق، ويشمل لاعبين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عامًا، مشيرًا إلى أن الاستمرارية في التدريب والمشاركة المنتظمة في المسابقات الخارجية تسهم في تطوير مستوياتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، كما تمنحهم الثقة بالنفس، وتوسع مداركهم، وتعزز مهارات القيادة والانضباط لديهم.

واختتم المدرب راشد بن سالم الأبروي حديثه لـ"عمان" قائلًا: "لا بد من الإشارة إلى أن المشاركات توفر أيضًا فحوصات طبية دورية ودعمًا متخصصًا لتحسين حالة المتسابقين الصحية والنفسية، ما يجعل تجربة المشاركة في هذه المسابقات تجربة غنية وشاملة على جميع الأصعدة".

وكيل التنمية الاجتماعية: التكامل بين الأسرة والمؤسسات ركيزة أساسية لتعزيز الإنجازات

أكد سعادة راشد الشامسي، وكيل وزارة التنمية الاجتماعية،

لـ"عُمان"، خلال استقباله فريق فروسية الأولمبياد الخاص العُماني، أن ما حققه الأبطال يعد مصدر فخر واعتزاز لسلطنة عُمان، مشيدًا بالدور الكبير الذي تقوم به الأسر في دعم أبنائها من الأشخاص ذوي الإعاقة، وتشجيعهم على صقل مهاراتهم والوصول إلى منصات التتويج.

كما ثمّن الشامسي مبادرات القطاع الخاص، وفي مقدمتها بنك العز الإسلامي، الذي أسهم في رعاية ودعم مشاركة الفريق، مؤكدًا أن هذا التكامل بين الأسرة والمؤسسات يعد ركيزة أساسية لتعزيز الإنجازات الرياضية والإنسانية لهذه الفئة. ودعا سعادته أولياء الأمور إلى مواصلة الاهتمام بأبنائهم ومساندتهم لتحقيق المزيد من النجاحات، مشيرًا إلى أن مؤسسات المجتمع المدني واللجنة الأولمبية والجمعيات الأهلية تُعد شريكًا فاعلًا في احتضان وتطوير قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة.