12 ميدالية ملونة حصيلة فرسان الأولمبياد الخاص العُماني
كتب - عامر الأنصاري
عاد اليوم الخميس أبطال رياضة الفروسية من ذوي الإعاقة الذهنية المنتسبين للأولمبياد الخاص العُماني إلى أرض الوطن، محققين 12 ميدالية متنوعة، بعد تمثيل سلطنة عُمان في الحدث الرياضي "مسابقة الفروسية الإقليمية للأولمبياد الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025"، التي استضافتها مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 24 وإلى 27 أغسطس الحالي.
وكان في استقبال المشاركين في مطار مسقط سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية وعدد من أولياء أمور الفرسان وذويهم. وشارك في المسابقة كل من الأبطال سهيل المنجي، وثراء الغافرية، وميثاء البوسعيدية، وعمر الحمداني، والخليل الرواحي، وفاطمة الحارثية، إذ تنافسوا مع حوالي 40 فارسا وفارسة مثلوا 11 دولة هي: دولة الإمارات العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومملكة البحرين، وجمهورية العراق، ودولة الكويت، والمملكة المغربية، وجمهورية مصر العربية، ودولة ليبيا، والمملكة العربية السعودية، إلى جانب سلطنة عُمان.
12 ميدالية
وحقق فرسان الأولمبياد الخاص العُماني 12 ميدالية ملوّنة في مختلف مستويات المسابقة ليترجموا بذلك روح الإصرار والعزيمة ويرسموا لوحة مشرّفة باسم سلطنة عُمان في هذا المحفل الرياضي الكبير. وتوزعت هذه الحصيلة بين 3 ميداليات ذهبية، و3 فضية، و6 برونزية في منافسات رياضة الفروسية التي أبدع فيها أبطال سلطنة عُمان.
ففي اليوم الأول، أحرز الفارس سهيل المنجي الميدالية الذهبية في مسابقة الترويض (فئة B-13)، فيما قدّم الفارس عمر سالم الحمداني أداءً لافتًا فتوّج بذهبية الركوب الإنجليزي، وأضاف إليها فضية في مسابقة الترويض (فئة C-12). أما اللاعبة ميثاء البوسعيدية، فقد خطفت ذهبية الترويض (فئة C-11) وبرونزية الركوب الإنجليزي، في حين نجحت اللاعبة ثراء الغافرية في إحراز فضية الركوب الإنجليزي وبرونزية الترويض. وبهذا بلغ رصيد سلطنة عُمان في اليوم الأول للمنافسة 7 ميداليات (3 ذهبية، 2 فضية، 2 برونزية).
وفي اليوم الثاني، واصل الأبطال تألقهم، حيث حصد الفارس سهيل المنجي ميداليتين ثمينتين، الأولى فضية في مسابقة القفز (فئة B-I)، والثانية برونزية في المسار والسيطرة (فئة B-I). كما أضاف الفارس عمر الحمداني فضية في مسابقة المسار والسيطرة (فئة C-S)، بينما نالت اللاعبة ميثاء البوسعيدية برونزية في فئة (C-I)، في حين توجت اللاعبة ثراء الغافرية بذهبية في مسابقة المسار والسيطرة (فئة B-S). وبذلك حقق أبطال سلطنة عُمان في اليوم الثاني 5 ميداليات (1 ذهبية، 2 فضية، 2 برونزية).
تعزيز الثقة بالنفس
قال أحمد بن خميس البوسعيدي، والد الفارسة ميثاء البوسعيدية : "فوز ابنتي بثلاث ميداليات يمثل لنا كأسرة مصدر اعتزاز كبير، ورسالة واضحة للمجتمع والعالم بأن الإعاقة لا تشكّل عائقًا أمام تحقيق الإنجازات أو ممارسة مختلف أوجه الحياة، وقد تعرضت ميثاء لسقوط أثناء التدريب، إلا أن الفحوصات الطبية أثبتت سلامتها، لتعود بإصرار قوي وتعلن رغبتها في استكمال البطولة وتحقيق الفوز، وهو ما تجسد في حصدها الميداليات".
وأشار البوسعيدي إلى أن حب ميثاء للفروسية بدأ منذ طفولتها، حيث كانت تمارس ركوب الخيل في الحدائق والأماكن العامة، قبل أن تكتشفها جمعية متلازمة داون وتوجهها للتدريب المتخصص بإشراف مدربين معتمدين، الأمر الذي فتح أمامها الطريق للانضمام إلى الأولمبياد الخاص العُماني.
وأكد أن الأسرة تقبلت فكرة مشاركتها في المعسكرات والبرامج التدريبية خارج المنزل بعد الاطمئنان على توافر الرعاية الكاملة والظروف المناسبة لهذه الفئة، مما عزز ثقتهم بقدرتها على الاستمرار والتطور.
كما عبّر عن أمله في أن تحظى هذه الفئة بفرص أوسع في مجالات التعليم والعمل، مشيرًا إلى أن ميثاء توقفت دراستها عند الصف التاسع رغم قدراتها في القراءة واللغة الإنجليزية، متمنيًا أن تُتاح لهم فرص إكمال التعليم وصولًا إلى المراحل الجامعية، بما يعزز دمجهم في المجتمع ويتيح لهم المساهمة الفاعلة في خدمة الوطن.
سنوات من الرعاية
بينما أعرب سالم بن راشد الحمداني، والد الفارس عمر أحد أبطال فريق فروسية الأولمبياد الخاص العُماني المشاركين في بطولة العين، عن فخره بالإنجازات التي حققها ابنه في المنافسات، مؤكدًا أن هذه النجاحات ثمرة سنوات من الرعاية والدعم الأسري والتدريب المتواصل.
وأوضح أن بدايات عمر كانت منذ طفولته عبر الالتحاق بجمعيات ومراكز معنية برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أظهر شغفًا بالرياضة بشكل عام، ثم توجه إلى الفروسية في سن مبكرة، ليكتشفه المدربون ويؤكدوا موهبته ويختاروه ضمن الفريق الأساسي.
وأضاف الحمداني: "الأسرة حرصت منذ البداية على دمجه في المجتمع وعدم عزله، وهذا التوجه ساعده على تنمية شخصيته وزيادة ثقته بنفسه، ليصبح أكثر اجتماعية وقدرة على التفاعل مع الآخرين".
وأشار إلى أن الفروسية لم تخلُ من الصعوبات، إذ تعرّض عمر في بداياته لبعض السقوط والإصابات البسيطة، إلا أن عزيمته وإصراره على الاستمرار مكناه من تجاوزها وتطوير مهاراته حتى وصل إلى منصة التتويج.
واختتم الحمداني حديثه بالتأكيد على أن ما يحققه هؤلاء الأبطال لا يرفع فقط اسم أسرهم، بل يشكل مصدر اعتزاز سلطنة عُمان كلها، معربًا عن أمله في أن يواصل ابنه وزملاؤه حصد النجاحات ورفع راية الوطن في المحافل الرياضية المقبلة.
راشد الأبروي: الفروسية تساهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية للاعبين
وكيل التنمية الاجتماعية: التكامل بين الأسرة والمؤسسات ركيزة أساسية لتعزيز الإنجازات
