الرياضية

ماذا يحدث للفرق الكروية بالأندية ذات التاريخ والبطولات؟

14 يوليو 2025
14 يوليو 2025

تفاجأت الأوساط والجماهير الرياضية في سلطنة عمان بإعلان 27 ناديا تجميد نشاطها الكروي وعدم رغبتها في المشاركة بأي مسابقة محلية في الموسم الجديد، وأصبح السؤال المطروح، ماذا يحدث للأندية ذات التاريخ والبطولات؟ ولماذا هذا التجميد مع تراجع مستوى بعض الأندية في النتائج وإخفاقها في تحقيق الإنجازات، وهذا ما يؤكد بأن هناك خللا في المنظومة الرياضية التي أدت إلى هذا القرار.

"عمان" اقتربت من بعض رؤساء هذه الأندية ونوابهم، وطرحت مجموعة من الأسئلة لمعرفة الأسباب والمسببات التي جعلت تلك الأندية تتخذ هذا القرار الصعب، فكانت الإجابة كلها مرتكزة على ضعف الإمكانيات المالية وقلة الدعم وغياب التسويق الرياضي بالإضافة إلى عدم وجود البنى الأساسية من ملاعب ومرافق أخرى مختلفة، وسعينا إلى إيجاد أكبر عدد من اللقاءات فاعتذر البعض الذي أوضح أنه لا توجد آذان مصغية لهذه المطالبات والآخر لم يرد على اتصالاتنا ورسائلنا، لذلك جئنا بهذه الحصيلة من الآراء والمقترحات التي نضعها على طاولة وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحاد العماني لكرة القدم.

عبدالحكيم المخيني: سبب التجميد لواقع الظروف التي تمر بها الأندية

أوضح رئيس مجلس إدارة نادي العروبة، عبدالحكيم بن محمد البلال المخيني أن سبب التجميد يعود إلى واقع الظروف التي تمر بها الأندية بشكل عام، مشيرا إلى أن "العروبة لم يجمّد نشاطه الكروي بشكل عام في الوقت الحالي ما عدا موسمين للإدارة السابقة، لكننا فعّلنا المشاركة في المراحل السنية من الموسم الماضي وأوقفنا نشاط الفريق الأول فقط لكن شاركنا في دوري الناشئين والشباب وشاركنا في دوري الشواطئ وكان حضورها جيدا في المسابقة من خلال النتائج التي حققتها الفرق الثلاثة على مستوى محافظة جنوب الشرقية وعلى مستوى سلطنة عمان"، وأشار إلى أن "السبب في تجميد مشاركة الفريق الأول يعود إلى قلة الإمكانيات المادية والبنية الأساسية للنادي وفي مقدمتها الملاعب؛ حيث لم نجد من إدارة الثقافة والرياضة والشباب في صور بمحافظة جنوب الشرقية أي تعاون مع النادي لإيجاد ملعب يمكن أن يتدرب عليه الفريق بشكل يومي مع شكرنا لسعادة وكيل الوزارة على جهوده ووقوفه في مساندة النادي".

وأضاف البلال: نادي العروبة يعاني من ظروف مالية مثل بقية الأندية لعدم وجود أي دخل أو دعم يمكن أن يعزز مشاركة الفريق الأول حيث يسعى النادي منذ فترة إلى تقليص المديونية والمطالبات المالية المتراكمة عليه منذ السنوات الماضية، بالإضافة إلى عدم وجود بنية أساسية للنادي وفي مقدمتها الملاعب المعشبة وهو ناتج من عدم وجود المياه الجيدة لري هذه الملاعب نظرا للملوحة الزائدة ومن الصعب إنشاء محطة تحلية مياه خاصة وكذلك ارتفاع تكلفة المياه الحكومية.

وأكد رئيس نادي العروبة أن "النادي قائم على إيجاد حلول لإعادة الفريق الأول للواجهة من جديد ولكن يجب أن تكون البداية من تأهيل البنى الأساسية وخاصة الملاعب والمرافق الأخرى، حيث طرقنا بعض الأبواب لدعم ومساندة النادي وفي مقدمتها مكتب محافظ جنوب الشرقية، مع المساندة من المديرية العامة للتخطيط والمشاريع بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، مع العمل على الجانب التسويقي والاستثماري، وهذا يحتاج إلى دعم متكامل، وبالتأكيد في النهاية الوضع العام لواقع الرياضة يحدد لك جميع المسارات المستقبلية للأندية".

يوسف الحضرمي: يجب أن يكون هناك توجه حكومي شامل لدعم الأندية

وقال يوسف الحضرمي، رئيس مجلس إدارة نادي البشائر: إن ضعف الموارد المالية للأندية هي السبب الأبرز مع صعوبة وتعنت بعض الجهات في تفريغ اللاعبين سواء كانت جهات حكومية أو خاصة، والتفريغ لا يتم إلا بالعديد من الاتصالات الشخصية والتي قد لا ينجح بعضها مع عدم الرغبة في المجازفة لتوريط النادي في ديون بسبب المشاركات في مختلف المسابقات، موضحا أن الوضع المالي هو المرتكز الرئيسي في الرياضة بشكل عام لأنه من دون المال لا يمكن إطلاقا المجازفة والمشاركة في مختلف المسابقات الرياضية، وكما ذكرت سابقا وضع تفريغ اللاعبين ليس بتلك السلاسة المطلوبة بل على كل ناد متابعة الاتحاد المعني ومتابعة جهة عمل اللاعب، وكلها إجراءات تستنزف وقتا طويلا وتحتاج إلى كوادر لمتابعة كل هذه التفاصيل أولا بأول.

وعلّق رئيس نادي البشائر على سؤال لماذا لا تكون هناك حلول يمكنها إعادة النادي إلى الواجهة من خلال البحث عن الدعم والتسويق؟ حيث أوضح أن جميع الأندية تسعى إلى إيجاد دعم من أجل تفعيل أنشطتها، لكن للأسف الشديد في سلطنة عمان لا يوجد من يدعم الرياضة من المؤسسات والشركات الخاصة إلا بشكل خجول جدا وعلى استحياء، وكأن الرياضة من المحرمات التي لا يجب دعمها، وهذه حقيقة، وكل من نتوجه إليه للدعم يقول لنا بصريح العبارة "لا تحدثنا عن الدعم في الجانب الرياضي إطلاقا"! فكيف من الممكن أن تستطيع إدارة النادي توفير المخصصات المالية لأي نشاط؟!

وأكد الحضرمي أن الأمر الآخر والمهم هو أن الحكومة تنافس الأندية في الحصول على الدعم من الشركات، فعندما نتوجه إلى شركة معينة يقال لنا بأننا تبرعنا لعدة جهات حكومية وهذا الأمر سارٍ ومعمول به في معظم الشركات بل وحتى الأندية التي لها مشاركات خارجية لا تجد أي دعم إطلاقا، وتعاني الأندية من هذه المشاركات بالرغم من أنها تشارك باسم سلطنة عمان، إلا أن ذلك لا يشفع لها في الحصول على أي دعم مالي.

وتابع حديثه: للأسف الشديد فيما يخص مجال دعم المسابقات بشكل مباشر فإن وزارة الثقافة والرياضة والشباب عاجزة تماما عن تقديم أي حلول في ذلك، بل حتى لا تهتم لسماع صوت الأندية، لذلك من المهم أن يكون هناك توجه حكومي شامل لدعم الأندية، بحيث يجب فرض نسبة معينة من أرباح الشركات التي تخص خدمة المجتمع لصالح الأندية من خلال عمل صندوق تورد له جميع المبالغ ويتم توزيعها على الأندية وفق مشاركتها في الأنشطة.

ناصر العلوي: تجميد النشاط الكروي بسبب الضائقة المالية

من جانبه أشار صلاح بن ناصر العلوي، رئيس مجلس إدارة نادي الطليعة إلى أن "قرار التجميد قرار صعب جدا وقرار تم اتخاذه بعد دراسة الوضع العام بجميع جوانبه، ومن وجهة نظري أن تجميد بعض الأندية الرياضية في سلطنة عمان لنشاط كرة القدم يعود إلى عدد من الأسباب أبرزها الظروف الاقتصادية للأندية؛ حيث إن الضائقة المالية التي تمر بها الأندية بسبب غياب الموارد الثابتة والدعم المجزي والمستدام سبب رئيس لهذا التجميد، كما أنه توجد بعض الأسباب الإدارية وكذلك بعد الجماهير عن النادي، وضعف الاستثمار في فرق الفئات السنية ساهم أيضًا في هذا الجمود".

وأضاف العلوي: كما أسلفت بأن الظروف المالية تشكل نسبة من 80 إلى 90% من الأسباب، أما النسبة الأخرى فتتمثل في بعض الظروف الإدارية وقلة الكوادر الفنية المؤهلة بالأندية، ولا ننسى كذلك افتقار الكثير من الأندية للبنية الأساسية المؤهلة والملائمة لأداء التمارين وغياب البيئة المحفزة للرياضيين للاستمرار، وعدم وجود حلول تمكنها من إعادة النادي إلى الواجهة من خلال البحث عن الدعم والتسويق".

وأشار العلوي إلى أن الحلول موجودة لكنها صعبة جدا؛ حيث إن غياب ثقافة التسويق الرياضي داخل بعض الأندية وعدم وجود متخصصين في هذا المجال وضعف الدوري وعدم نقلها تلفزيونيا يصعب الأمر على الأندية ويجعلها غير قادرة على استقطاب رعاة وشركاء تجاريين حيث إن الراعي أو الشريك التجاري يرغب في الاستفادة من الرعاية.

وأوضح العلوي في حديثه أن المطلوب من وزارة الثقافة والرياضة والشباب عمل مراجعة شاملة ومتكاملة للرياضة وأن يكون دورها تكامليًّا مع الأندية والجهات ذات العلاقة من خلال تقديم برامج دعم موجهة مباشرة للأندية وفق معايير واضحة وتعزيز البنى الأساسية للأندية وزيادة الدورات التدريبية للإدارات الرياضية بالأندية لرفع كفاءة هذه الإدارات مع التعاون مع الأندية في عمل مشاريع استثمارية رياضية مشتركة.

أما بالنسبة لاتحاد كرة القدم فإننا نشكر الإدارة السابقة على جهودها ونبارك للإدارة الجديدة ونتمنى لهم التوفيق ونطلب منهم تقديم برامج مكثفة لتطوير الأجهزة الفنية والتدريبية والإدارية بالأندية والعمل على تقليل تكاليف المشاركة بالمسابقات مع الرجوع للأندية والاستماع لمقترحاتهم لوضع حلول عملية تنصب في صالح رياضة كرة القدم العمانية.

ياسر المرهون: نبحث عن حلول لتسوية المطالبات المالية

أكد ياسر المرهون، نائب رئيس مجلس إدارة نادي الاتحاد أن قرار التجميد جاء بعد دراسة الموضوع من مجلس الإدارة والمطالب من الجمعية العمومية بأهمية تجميد الفريق الأول نظرا للظروف المالية التي تعصف بالنادي، ونظرنا إلى كيفية حل مشاكل المديونية حيث وجدنا أن الظروف المالية هي السبب بعدما تم حل القضايا الدولية بسبب المتأخرات والتراكمات المالية السابقة وتم الانتهاء منها وتكفل النادي بسداد مبالغ كبيرة والآن يتم التعامل مع القضايا المحلية مثل مطالبات اللاعبين والفنادق والنقل ومطالبات أخرى كثيرة وتم الرد عليها والتعامل معها، والإدارة تعمل على إنهاء وتسديد المبالغ المتراكمة من الإدارات السابقة.

وعن سؤال لماذا لا تكون هناك حلول لتسديد تلك المطالبات والمديونية؟ قال إنه لا يوجد هناك داعمون من شركات القطاع الخاص ولا نعرف ما الأسباب التي كان من المفترض أن يكون هناك توجه من الجهات المختصة بدعم الأندية لخدمة المجتمع.

وشدّد المرهون على أن المطلوب من وزارة الثقافة والرياضة والشباب متابعة الأندية وتعامل معها بكل أريحية وتفاهم مع الأندية بحل مشاكل الإدارات السابقة مثل الديون المتراكمة بدلا من التعامل بوسيلة الضغط على النادي أو الإدارة الجديدة التي تطوعت بإدارة شؤون النادي وتحمّلها ديون الإدارات السابقة.

كما أن على الاتحاد العماني لكرة القدم أن يجد حلولا لتسوية المطالبات المالية ويكون طرفا ثالثا بحل هذه المشاكل ما بين اللاعبين المتضررين والنادي بدلا من إيقاف وتهديد النادي وإلزامه بسداد المبلغ أو تسجيل اللاعبين والمشاركة في أي بطولة محلية، كما أأمل من وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحاد العماني لكرة القدم بعد قرار الأندية بتجميد فرقها الكروية بأن يواجه تلك الأندية وسؤالهم لماذا تم التجميد، وبعد ذلك يبحث الطرفان عن حلول، والأندية مستعدة لتلك التسوية وبالطبع ستوافق على الحلول التي تقدمها الأطراف المعنية لأن دور الوزارة والاتحاد مهم في هذا الجانب.