من مشاركة العداء بركات الحارثي في البطولات الدولية الماضية
من مشاركة العداء بركات الحارثي في البطولات الدولية الماضية
الرياضية

كيف ومتى سنحصد أول ميدالية في دورات الألعاب الأولمبية؟!

03 يناير 2022
رؤساء الأندية يؤكدون ضرورة وجود خطط واضحة ومحددة الأهداف والأوقات لصناعة الأبطال
03 يناير 2022

  • بدأنا المشاركة الأولمبية منذ 1984 حتى 2020 والعودة كالعادة بخفي حنين !
  • المطالبة بإعادة دراسة الواقع الرياضي بعناية فائقة ووضع نظم وقوانين واضحة

كالعادة.. مجرد مشاركة ببطاقة الدعوة.. رجعنا بخفي حنين.. منذ عام 1984 حتى اليوم لم نحصد أي ميدالية أولمبية.. لا يوجد تخطيط ولا هدف ولا رؤية واضحة.. بهذه الكلمات أبدى العديد من رؤساء الأندية والاتحادات الرياضية استياءهم من مشاركة سلطنة عمان الأخيرة ممثلة في اللجنة الأولمبية العمانية في منافسات دورة الألعاب الأولمبية بنسختها الثانية والثلاثين التي احتضنتها العاصمة اليابانية طوكيو خلال الفترة من 23 يوليو إلى 8 أغسطس الماضيين، بدون تحقيق أي ميدالية في المنافسات ومثل المشاركات السابقة في دورات الألعاب الأولمبية وتعود المنتخبات لمسقط «بخفي حنين».

سلطنة عمان شاركت في أولمبياد طوكيو 2020 من خلال خمسة رياضيين تنافسوا في أربع ألعاب رياضية متنوعة، حيث دشن السباح عيسى العدوي مشاركة السلطنة في منافسات 100 متر سباحة حرة، وحقق المركز السادس مسجلًا زمنا قدره (51.81) ثانية، أما العداءة مزون العلوية فقد اختتمت مشاركتها في سباق 100 متر بحصولها على المركز السادس أيضًا مسجلة زمنًا قدره (12.35) ثانية وذلك في التصفيات التمهيدية المخصصة للمجموعة الثالثة، وكان ثالث المشاركات عن طريق العداء بركات الحارثي الذي صعد من الأدوار التمهيدية بالمركز الأول وبتوقيت جديد للموسم الحالي بلغ 10:27 ثانية، وخرج من تصفيات المرحلة الأولى لمنافسات 100 متر عدوًا للرجال لتحقيقه المركز السابع وبتوقيت زمني قدره 10:31 ثانية، وأنهى الرباع عامر الخنجري مشاركته في منافسات رفع الأثقال وتحديدًا في وزن 81كجم بالحصول على المركز الثاني في المجموعة والمركز العاشر في الترتيب العام ونجاحه في تسجيل رقم جديد (317كجم) بزيادة 4كجم عن مجموعته السابقة، أما الرامي حمد الخاطري فقد أنهى منافسات 50م بندقية 3 أوضاع في المركز الخامس والثلاثين بمجموع 1148 نقطة.

  • تاريخ المشاركات

بدأت سلطنة عمان المشاركة في دورات الألعاب الأولمبية ممثلة باللجنة الأولمبية العُمانية منذ عام 1984 في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية وحتى دورة طوكيو 2020، حيث بلغ عدد الدورات التي شاركت فيها السلطنة (10) دورات أولمبية مع اختلاف حجم المشاركة من دورة إلى أخرى وفقًا للمستوى الفني للألعاب من جانب وتعديل اللوائح والأنظمة الخاصة باللجنة الأولمبية الدولية من جانب آخر حيث وضعت شروطًا ومعايير تأهيلية ومستويات فنية وأرقاما معيارية من قِبل الاتحادات الدولية منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي، إذ لم يعد يُسمَح بالمشاركة لمن يرغب بل لمن يحقق المعيار التأهيلي أو الحصول على بطاقات الدعم في بعض المسابقات للجان الأولمبية الوطنية التي لم تتمكن من تحقيق المعيار التأهيلي.

فعلى مستوى الألعاب شاركت كل من ألعاب القوى والرماية في 10 دورات أولمبية، والسباحة في 4 دورات أولمبية في حين شاركت كل من ألعاب الإبحار الشراعي والملاكمة والدراجات ورفع الأثقال بدورة أولمبية واحدة بينما كانت أكبر مشاركة لسلطنة عمان في أولمبياد لوس أنجلوس 1984 حيث بلغ عدد الرياضيين (16) رياضيا مع الإشارة إلى أن معيار التأهل لم يكن مطبقًا آنذاك بالشكل الحالي، وأقل مشاركة للسلطنة كانت في أولمبياد أثينا 2004 حيث تمت المشاركة بلاعبَيْن اثنين فقط.

وكانت أول مشاركة نسائية لسلطنة عمان في أولمبياد بكين 2008 أما من حيث عدد الألعاب التي مثّلت السلطنة في دورة أولمبية واحدة كانت في أولمبياد أتلانتا عام 1996 بمشاركة 4 ألعاب رياضية وهي ألعاب القوى والرماية والسباحة والدراجات، وأولمبياد بكين 2020 بمشاركة 4 ألعاب رياضية في ألعاب القوى والسباحة والرماية ورفع الأثقال، بينما بلغ عدد الرياضيين العمانيين الذين شاركوا في الدورات الأولمبية (57) رياضيا.

  • سلطان الحوسني: المشاركة المتواضعة انعكاس طبيعي لوضعنا الرياضي كوننا نعمل بدون وضوح الأهداف

«عمان الرياضي» استطلع عددا من رؤساء الأندية والاتحادات الرياضية حول هذه المشاركة، والبداية مع سعادة الشيخ سلطان بن حميد الحوسني رئيس مجلس إدارة نادي الخابورة الذي قال: العودة بخفي حنين من كل مشاركة أولمبية منذ عام 1984 حتى اليوم هي انعكاس طبيعي وواضح لحقيقة وضعنا الرياضي المتواضع الذي نعيشه منذ سنوات طوال، كوننا نعمل بدون وضوح الأهداف التي يجب أن تتحقق من العمل بالقطاع الرياضي في سلطنة عمان، لذلك تكون المحصلة صفرا بكل جدارة.

وأضاف: ما يثبت حقيقة ذلك أننا في الأساس نشارك عبر بطاقة الدعوة التي ما زال يعمل بها ولو استبعدت من النظام المعمول به ما كنّا شاركنا في الأولمبياد في الأصل.

وقال الحوسني: هذه الحقيقة التي يجب عدم إغفالها أو القفز فوقها إذا كنّا ننوي ونطمح إلى مستقبل رياضي أفضل وفاعل في الساحة الرياضية الدولية ويكون لنا صوت في الفعاليات العالمية أو حتى الآسيوية، وتحقيق الإنجازات لا يكون بالتمني بل هو بحاجة لعمل جادٍ وواضح وتوفير كل السبل لتحقيقه.

وأضاف رئيس مجلس إدارة نادي الخابورة: الموارد المالية قد تكون واحدة من العوائق التي تؤدي للفشل في إعداد أبطال قادرين على منحنا فرصة الحصول على ميداليات أولمبية فالمال يمنحنا القدرات للعمل، ولكن أيضًا نحن بحاجة إلى عمل ورؤى وخطط واضحة ومعلنة محددة الأهداف والأوقات لصناعة الأبطال في مختلف المسابقات الرياضية ونحتاج للبنية الأساسية في المنشآت التي يصنع فيها الأبطال ونحتاج للحوافز الداعمة لشبابنا لتحقيق الإنجازات ونحتاج كذلك إلى العمل الممنهج بالمؤسسات التربوية في مختلف المراحل من المدرسة إلى الجامعات لتصقل مواهبنا الرياضية وتصنع فيها، وعلينا أن لا نغفل عن تأهيل وتجهيز الكوادر التدريبية الوطنية التي نعتمد عليها لاكتشاف وصناعة وتأهيل وتدريب مواهبنا الواعدة.

وقال سعادته: يجب أن يكون الأساس قويًا لدينا لتكون المخرجات القوية وهذا يتطلب إعادة دراسة واقعنا الرياضي بعناية فائقة ووضع نظم وقوانين واضحة تمنع العبث الحاصل في رياضتنا عبر وجود المتسلقين ممن يسابقون لإدارة رياضتنا ويعيثون فيها هدمًا وتنكيلًا وتراجعًا، فيجب أن تكون لدينا الأسس الواضحة الصارمة لمن يحق له التنافس في مختلف مؤسساتنا الرياضية ليكون فيها ويديرها وينظم شؤونها ومواردها ويفجر طاقات ممارسيها، كما نريد أندية قادرة وفاعلة واتحادات قوية ونشطة ولجنة أولمبية ممكنة ليكون لدينا حق الحلم بتحقيق ميدالية أولمبية، أما إذا ما ظللنا في العبث الحالي فعلينا أن لا نوهم أنفسنا بأننا عدنا بخفي حنين من المشاركة الأولمبية فنحن من الأساس ذهبنا للمشاركة منكسرين وخائبين وغير مؤهلين للمنافسة، وذهبنا فقط لنرفع العلم ونشارك وليس لكي ننافس رغم جهود أبنائنا ممن حاولوا وهم يعلمون الفوارق الكبيرة بينهم وبين بقية المنافسين المشاركين لذلك نجد اللاعبين المشاركين منكسرين معنويًا قبل المشاركة ولكنهم يحاولون ويجتهدون، ومع استمرار الحال على ما هو عليه مع كل مشاركة يصلهم الإحباط للأسف.

وأكد سعادة الشيخ سلطان بن حميد الحوسني رئيس مجلس إدارة نادي الخابورة أن سلطنة عمان تمتلك المواهب المجيدة التي يمكنها المنافسة في الأولمبياد ولكن يجب أن لا يكون ذلك بالتمني فهذه المواهب تحتاج للرعاية والاهتمام بها وصقلها لتكون قادرة وجديرة بالمنافسة، وعلينا أن ندرك أن صناعة الأبطال في الرياضة اليوم أصبحت علمًا يدرس وليس اجتهادات تقدم، وطبيعة سلطنة عمان يجب أن تدرس بعناية دقيقة لمعرفة مدى توفر المواهب في كل رياضة خصوصًا الألعاب الفردية فالطبيعة في كل بيئة لها دور في اكتشاف هذه المواهب ومن ثم في كل بيئة توفر البيئة المناسبة لتلك المواهب وتجهيزها لتحقق لنا الطموحات والآمال ونوفر لها الحوافز وضمان المستقبل وسيكون للسلطنة حضور لافت في ذلك الوقت.

  • د. مروان آل جمعة: إيجاد منظومة أولمبية صحيحة وعلى منهج تكاملي يشترك من خلالها الجميع

من جانبه قال الدكتور مروان آل جمعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي: لا يخفى على الجميع أن جميع دول العالم تأمل في الحصول على ميداليات أولمبية، ولكن الحصول على هذه الميداليات يحتاج لعمل وجهد كبيرين وتكاتف من قبل جميع الجهات الحكومية والخاصة وأيضا من المهم وجود بنية أساسية واستكمال المقومات الضرورية لإيجاد بيئة أولمبية بسلطنة عمان، كما أنه يجب استثمار عامل الوقت في وضع اللبنة الأولى لنواة الرياضيين الذين يمكنهم حمل الطموح المستقبلي للرياضة العمانية والوصول إلى المستوى الأولمبي.

وأضاف: عدم حصول سلطنة عمان على أي ميدالية أولمبية حتى اليوم لم يكن بالشيء المستغرب وذلك للعديد من الجوانب التي يعلمها الجميع، والآن علينا البدء باستراتيجية واضحة المعالم من أجل بناء قاعدة وثقافة أولمبية صحيحة في السلطنة، وهذا ما عملت له وزارة الثقافة والرياضة والشباب مؤخرًا وذلك بإصدار قرار وزاري بتشكيل اللجنة الرئيسة لرياضة الأداء العالي برئاسة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، من أجل وضع رؤية متكاملة لتطوير رياضة الأداء العالي في إطار زمني مدروس بما يسهم في تحقيق الرؤية المستقبلية لسلطنة عمان.

وقال رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي: من أجل تطبيق هذا القرار وإيجاد منظومة أولمبية صحيحة نحتاج إلى منهج تكاملي يشترك من خلالها جميع الجهات وفي مقدمتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العمانية واتحاد اللعبة المعني وأيضا بمشاركة القطاع الخاص من أجل النهوض والارتقاء والتطوير لإيجاد بطل أولمبي خلال الفترة المقبلة، كما أن علينا تغيير استراتيجيتنا بالكامل وأن نتبع منهجا علميا شاملا قائما على التخطيط الجيد والفكر المدروس في إطار من التكامل المحوري الدقيق في العمل، كما أنه علينا أن نوجد نواة تأسيسية منذ الصغر لأبطال أولمبيين مستقبليين نزرع من خلالهم بذرة آمالنا وطموحاتنا وتطلعاتنا المستقبلية، وبلا شك أن سلطنة عمان تمتلك مواهب مجيدة في مختلف الألعاب ولكن يجب الاهتمام بهذه المواهب المجيدة منذ الصغر وصقلها بالطريقة العلمية الصحيحة من أجل أن تكون جاهزة للمشاركة في المحافل الدولية والأولمبية.

  • نصر الوهيبي: الحصول على ميدالية أولمبية لا يأتي مصادفة بل وفق أسس علمية متكاملة

أما نصر بن حمود الوهيبي رئيس مجلس إدارة نادي مسقط فقال: الحصول على الميداليات في دورات الألعاب الأولمبية لا يأتي مصادفة وإنما وفق أسس علمية وبنية أساسية متكاملة، ومن المعروف أن أغلب الدول التي تواصل حضورها في منصات التتويج في الألعاب الأولمبية لديها فلسفة مختلفة في كيفية بناء وصناعة أبطال بمختلف الألعاب من حيث توفير المقومات والركائز للرياضيين المؤهلين والقادرين على تحقيق الإنجازات الرياضية في البطولات والتجمعات الدولية، كما أن هذه الدول تعمل على اكتشاف المواهب الرياضية منذ الصغر وتعمل على صقلهم وتأهليهم بطريقة صحيحة فضلًا عن توفير البنية الأساسية والتسهيلات الرياضية وتوفير الكوادر المهنية المتخصصة ذات المستوى العالي من مدربين ومعدين بدنيين، أضف إلى ذلك وضع نظام مسابقات يضمن الاحتكاك والمعايشة في المستوى العالي ويتضمن نظام المسابقات المشاركات والمعسكرات الداخلية والخارجية القصيرة والمتوسطة المدى في مراكز التدريب لرياضة المستوى العالي.

وأضاف الوهيبي: كما يجب أن يكون هناك تكاتف كبير من جميع الجهات سواء أكانت حكومية أو خاصة بداية من وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العمانية ومن الاتحاد المعني باللعبة وكذلك من قبل القطاع الخاص، كما أننا بحاجة لتطوير الفكر الإداري المتجذر في الكوادر البشرية حيث إن المواهب المجيدة متوفرة وبشكل كبير ولكنها تفتقد للتوجيه والتوظيف الأمثل لها، ولا يخفى على الجميع أننا بحاجة أيضًا إلى وضع استراتيجيات ومنهجيات عمل متخصصة تؤسس وتنشئ لقاعدة راسخة متينة عمادها صناعة بطل أولمبي وسط توافر آلية محددة وضوابط معينة لصناعة هذا البطل، وأيضا من المهم توفير المقومات الضرورية لتمكين الرياضيين المجيدين من الارتقاء إلى مستوى الأداء العالي وفقًا للتجارب الدولية المتقدمة في هذا المجال، ووضع برامج المتابعة العلمية والطبية والفنية للرياضيين المستهدفين ودعم خططهم وبرامج إعدادهم بالتنسيق مع الهيئات الرياضية المختصة.

وقال رئيس مجلس إدارة نادي مسقط: هناك شبه اتفاق من الجميع بأن الدعم المالي هو العائق الرئيسي لعدم توافر لاعبين ذوي صبغة أولمبية ويشار إليهم بالبنان، لذا علينا أن نضع خططا تسويقية بطريقة احترافية من أجل إيحاد عوائد مالية تساهم في الإنفاق على صناعة الأبطال الأولمبيين، وأيضا علينا أن نضع خططًا واستراتيجيات طويلة الأمد تستهدف المواهب المجيدة، وأعتقد أن اختيار ألعاب معينة والتركيز عليها دون سائر الألعاب الأخرى سيسهم بشكل إيجابي في تسهيل عملية الوصول إلى أبطال أولمبيين بهدف صقلهم بشكل كبير يمكن التعويل عليهم خلال الفترة المقبلة.

وتابع نصر الوهيبي حديثه قائلا: في اعتقادي أن الوضع في الألعاب الفردية ربما يكون أسهل بكثير من الألعاب الجماعية على اعتبار أن عصارة التركيز تنصب على لاعب واحد بمقدوره أن يجلب الميدالية الأولمبية وهي الميدالية ذاتها التي قد يحققها أفراد منتخب متكامل تابع للعبة معينة مشاركة، كما أن التركيز سيصبح أسهل في حال اتجهنا إلى الاهتمام بالرياضات الفردية نظرًا لأن نتائجها ستكون ملموسة وآليات العمل عليها ستكون محسوبة أيضا.

  • يوسف الوهيبي: حان الوقت للعمل بطريقة علمية وصحيحة من أجل الحصول على ميدالية أولمبية

بينما أكد يوسف بن عبدالله الوهيبي نائب رئيس مجلس إدارة نادي السيب، أنه يجب أن تكون هناك نظرة مختلفة للمشاركات المقبلة في دورات الألعاب الأولمبية.

وأضاف: حان الوقت لتشخيص لماذا لم نحصل حتى اليوم على ميدالية أولمبية منذ عام 1984 حتى أولمبياد طوكيو 2020، وفي رأيي الشخصي هذا ليس فقط من مسؤولية وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العمانية والاتحادات الرياضية، وإنما كمنظومة رياضية بشكل كامل في سلطنة عمان، ويجب على الجميع أن يتحمل مسؤوليته تجاه اللعبة المشرف عليها كما أن اللجنة الأولمبية العمانية هي الجهة المشرفة على مشاركة سلطنة عمان في دورات الألعاب الأولمبية، ونحن في حاجة إلى منظومة وإلى نظرة شاملة تكون وفق أسس علمية ووجود استراتيجيات واضحة المعالم.

وأوضح أن مشاركة سلطنة عمان في الدورات العشر السابقة يجب أن لا تمر مرور الكرام، وأن تكون هناك محاسبة ولماذا لم نحصل على ميدالية أولمبية حتى اليوم، أيضًا الشي الآخر هو إيجاد منظومة متكاملة وفق فكرة معروفة ومحددة وأن يكون هناك تشارك من قبل جميع الأطراف المعنية بتطوير الرياضة العمانية، وهنا يأتي دور اللجنة الأولمبية العمانية في إيجاد هذه المنظومة مع الشركاء، وأنا متفائل بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة في ظل التوجهات المهمة والصحيحة التي تقوم بها وزارة الثقافة والرياضة والشباب من أجل تطوير المنظومة الرياضية بقيادة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وهذا اتضح من خلال تشكيل لجنة الأداء العالي التي من المتوقع أن يكون لها دور بارز في تطوير واكتشاف المواهب الرياضية المجيدة خلال المرحلة المقبلة.

وقال نائب رئيس مجلس إدارة نادي السيب: الموارد المالية هي عصب الحياة وهي مهمة لجميع الأندية والاتحادات الرياضية من أجل تطوير العمل الرياضي، لكن أيضا يجب أن يكون هناك تفكير طويل الأمد ووفق استراتيجيات معروفة، وأيضا يجب أن يكون هناك صرف وتوجيه سليم للموارد المالية في المنظومة الرياضية، كما أنه يجب أن نعتبر الموارد المالية هي شماعة للفشل، بل علينا السعي من أجل العمل بطريقة سليمة وصحيحة.

وحول اكتشاف المواهب، قال يوسف الوهيبي: سلطنة عمان تمتلك مواهب مجيدة في جميع الألعاب، والدليل هو أن العداء العماني المعروف محمد المالكي كان بطلًا لقارة آسيا لسنوات طويلة في رياضة ألعاب القوى، فالمواهب موجودة وفي كافة المحافظات فقط علينا اكتشاف هذه المواهب بطريقة صحيحة، وختاما يجب علينا وضع خطة طويلة المدى بشرط أن تكون خطة مدروسة بشكل جيد من أجل تحقيق أول ميدالية أولمبية في الدورات المقبلة.

  • علي فاضل: من المهم وجود كشافين لاختيار المواهب بالتعاون مع اتحاد الرياضة المدرسية

قال علي بن سعيد فاضل نائب رئيس مجلس إدارة نادي صلالة: من المهم أن يكون هناك كشافون لاختيار المواهب من الصغر وذلك بالتعاون مع اتحاد الرياضة المدرسية، وكذلك عبر مختلف التضاريس البيئية المتعددة التي تمتلكها سلطنة عمان من محتفظة مسندم إلى محافظة ظفار، ويضاف إلى هذا الإعداد والتأهيل المناسب بمدارس متخصصة وفي مختلف محافظات السلطنة، كما يجب أن تتوفر بها كل الإمكانيات التي تساهم في تأهيل وصقل المواهب المجيدة في كل لعبة. وأضاف: أيضا من المهم أن تكون تلك المراكز وفق منهج علمي دقيق من أجل وتوفير لوسائل الراحة وأدوات التدريب ومراكز التعليم النظري والعملي وأن تكون تحت إشراف متخصصين حقيقيين وليس متخصصين بشهاداتهم، فليس بالضرورة صاحب الشهادة المعينة كفاءة بتخصصه.

وقال نائب رئيس مجلس إدارة نادي صلالة: هنا يأتي الشيء المهم لهذه المعادلة وهي الموارد المالية، وفي الحقيقة الأموال التي تصرف حاليًا لأغلب الألعاب لا تكفي من أجل إعداد أبطال أولمبيين وبطريقة احترافية ومتخصصة.

  • راشد الكندي: الموارد المالية متوفرة والمطلوب مواهب إدارية وخطط واستراتيجيات مدروسة

راشد بن إبراهيم الكندي نائب رئيس اللجنة العمانية للرياضات البحرية أكد أن الموارد المالية متوفرة وليست سببا في فشل إعداد أبطال قادرين على الحصول على ميداليات أولمبية، ولكن ما ينقصنا هو قلة الخطط والاستراتيجيات المدروسة وهي غير متوفرة، والموارد المالية ليست سببًا للفشل، حيث رأينا بعض الدول الفقيرة قد حققت ميداليات في طوكيو 2020 وبإمكانيات متواضعة جدا، وبعض اللاعبين المشاركين في الأولمبياد لم يكن يمتلك المال لتحقيق أهدافهم اليومية ولكنهم حققوا الإنجاز الأولمبي.

وأضاف: في الجانب الآخر ولتخفيف الأعباء المالية والسعي لرفع الموازنات المالية للاتحادات الرياضية من المهم عمل خطة تسويقية وترويجية لتحقيق بعض الأهداف، كما يجب استغلال البرامج والمشروعات المطروحة من قبل الاتحادات الدولية وبرامج التضامن الأولمبي، حيث بالإمكان الاستفادة منها من جميع النواحي سواء للاعبين أو المدربين أو الحكام والإداريين، وأيضا استغلال مراكز التدريب ذات المستوى العالي التابعة للاتحادات الدولية والتي ستساهم في تطوير المستوى الفني والتنافسي للرياضيين على مدى سنوات «كثير من الدول العالم تستفيد من هذه البرامج كمعسكرات المعايشة».

وقال الكندي: سأتطرق لرياضة ألعاب القوى كنموذج تاريخي للمشاركات الأولمبية، حيث كانت أول مشاركة في دورة الألعاب الأولمبية عام 1984، حيث كانت البداية ومعرفة المستوى العالي الذي يتحقق في الدورات الأولمبية، وقبل المشاركة في الدورة قام الاتحاد العماني لألعاب القوى وبدعم من اللجنة الأولمبية العمانية بابتعاث اللاعبين وإقامة معسكر طويل المدى، وبعد هذه المشاركة الأولمبية كانت بداية انطلاقة ألعاب القوى العمانية، وفي دورة عام 1988 تحققت الأهداف المرسومة بوصول البطل العماني محمد المالكي إلى نهائي سباق 400 متر عدوا قبل أن يحل في المركز الثامن ولم يتمكن من تحقيق ميدالية، ومن خلال الأعوام اللاحقة أصبح المالكي بطل آسيا بالإضافة لتحقيقه أفضل ثالث على مستوى جولات الجائزة الكبرى للقوى.

وتابع راشد الكندي حديثه: الإمكانيات التي توفرت للمالكي في عام 1988 لم تأت صدفة وإنما بعد معسكر طويل استمر لمدة 9 أشهر بداية من أستراليا وأوروبا وبدوره استطاع تسجيل رقم جديد وهو 44.56 ثانية في سباق 400 متر، كما أن برنامج إعداد الفارس سلطان الطوقي الحائز على الميدالية الفضية في أولمبياد الشباب 2010 أيضًا لم يأت من فراغ وإنما بعد برنامج وخطط نموذجية، وأيضا في اعتقادي أن المراحل التي مر فيها انتقاء المنتخب الوطني للناشئين لكرة القدم «كأس العالم بالإكوادور عام 1995» بمراحلها المختلفة منذ الوهلة الأولى في عام 1993 حتى حصولهم على المركز الرابع، لم يتكرر هذا الإنجاز مرة أخرى بسبب اختيار خطط وبرامج أقل من المستوى العالي وتسببت في التركيز فقط على المستوى الإقليمي.

وقال رئيس اللجنة العمانية للرياضات البحرية: سلطنة عمان مليئة بالمواهب في الرياضات المختلفة، وقد سبق أن حققت إنجازات كثيرة على المستويات المختلفة، وهي تحتاج إلى من يأخذ بيدها لتحقيق الإجادة خاصة في الرياضات الفردية والتي لا تتطلب موازنات كبيرة، ولكن هناك جوانب يتطلب من الجميع مراعاتها لانتقاء المواهب المجيدة ومنها: وضع خطة وطنية لانتقاء المواهب لتحقيق الإجادة، وخطة لانتقاء المدربين وتأهيلهم للمستوى العالي، ورفع مستوى وعي الإدارات في الاتحادات الرياضية عن رياضة المستوى العالي، واستغلال المرافق والإمكانيات الجغرافية في سلطنة عمان لإعداد الأبطال، وكذلك جذب التظاهرات العالمية في السلطنة التي ستساعد في رفع المستوى التنافسي لرياضيينا قبل مشاركاتهم الأولمبية، وأيضًا إقامة معسكرات دولية مع أبطال من المستوى العالي لفترات طويلة.

  • خميس البلوشي: الحصول على الميدالية الأولمبية أمر في غاية الصعوبة ولا بد من مشروع وطني متكامل

الإعلامي خميس بن محمد البلوشي قال: موضوع مشاركاتنا الأولمبية قديم يتجدد كل أربع سنوات والحقيقة أنها مشاركة ضعيفة جدًا باستثناء ما حققه العداء محمد المالكي عندما تأهل لنهائي سباق ٤٠٠ متر في أولمبياد عام ١٩٨٨ بينما أغلب المشاركات يذهب لاعبونا ببطاقات دعوة وليس بأرقام تأهيلية ويذهبون لتسجيل أسمائهم ضمن المشاركين وأيضًا للاستفادة قدر الإمكان من اللاعبين المشاركين من الدول الأخرى، ولا يخفى على الجميع أن الحصول على الميدالية الأولمبية أمر في غاية الصعوبة وهدف لا يمكن تحقيقه بسهولة وهو مشروع وطني متكامل لإعداد بطل أولمبي قادر على المنافسة وتحقيق الميداليات وهذا المشروع نحن نفتقده بطبيعة الحال رغم تغير إدارات كثيرة على مستوى المؤسسات الرياضية العليا في البلد.

وأضاف البلوشي: واقعنا الرياضي حاليا من الصعوبة أن ينتج لنا بطلًا قاريًا فما بالك ببطل أولمبي، لذلك لا بد أن نضع الخطوة الأولى لمشروع وطني يكفل لنا تسجيل اسم سلطنة عمان في دورات الألعاب الأولمبية حتى بعد 8 سنوات مثلًا من الآن وإلا فلن نخرج من هذه الدائرة وسنقبل بمراكزنا الجيدة إقليميًا وعربيًا على أقل تقدير، والآخرون يتقدمون ونحن لا نحرك ساكنا.

وقال أيضا: سلطنة عمان غنية بالمواهب الرياضية ولكننا نفتقد للكشافين الحقيقيين فالبطل الأولمبي حتى يصل للميداليات له مشوار طويل وتحضير مختلف وطريق يكتمل مهما اختلفت الإدارات كما أنه يجب أن يكون صغير السن يتدرج إلى خط النهاية المطلوبة، وأيضا في الجانب الآخر لا يجب أن نحمّل اتحاداتنا الرياضية كل المسؤولية فهي اتحادات مثقلة بالهموم والمشاكل والصراعات وموازناتها لا تكفي لصناعة أي بطل حقيقي وهذه الاتحادات منذ بداية عصر الانتخابات ممتلئة بأشخاص ليست لهم علاقة بالرياضة أو باللعبة التي يختص بها ذلك الاتحاد وهذه مشكلة كبيرة لن تنتهي قريبًا.

وأعود إلى القول بأن الميداليات الأولمبية مجد كبير يحتاج لعمل أكبر وهو مشروع وطني واضح المعالم بخطط واضحة وصريحة ومتابعة دقيقة مستمرة وبخلاف ذلك سنبقى على ما نحن عليه وسنذهب كل أربع سنوات للأولمبياد ببطاقات الدعوة ولن يتغير أي شيء.

  • عبدالعزيز الحبسي: بناء الرياضي يكون بطريقة صحيحة ووفق أسلوب علمي وخطط واستراتيجيات واضحة

المدرب الوطني عبدالعزيز بن عبدالله الحبسي قال: بناء الرياضي في كل دول العالم يكون بطريقة صحيحة ووفق أسلوب علمي وخطط واستراتيجيات واضحة المعالم، وذلك من خلال اكتشاف المواهب من الصغر، وأحيانا يكون حتى قبل دخول هذا الطفل المدرسة، وأيضا من المهم جدًا أن نعرف أهمية الرياضة وهذا الجانب نفتقده معنا في الاتحادات والأندية والرياضية وفي سلطنة عمان بشكل عام، وقبل الحديث عن الاتحادات الرياضية، هناك دور كبير للأندية من حيث الاكتشاف والصقل والتطوير، ولكن للأسف الشديد الأندية لا تملك إمكانية القيام بهذا الدور المهم، كما أن هناك مفهومًا خاطئًا لدى المجتمع وهو أن الرياضة هي منتخبات فقط، والاتحادات الرياضية تبدأ العمل للمنتخبات فقط وهذا غير صحيح، وأنا أعلم بأن لدينا مشكلة في الجانب المادي وأيضًا المشكلة الأبرز في الرياضة العمانية هي أن عملية اكتشاف المواهب متأخرة جدا.

وأضاف الحبسي: أيضًا الجانب الآخر هو أننا نقارن أنفسنا بدول أخرى، ولكن هؤلاء اللاعبين في تلك الدول تم تأسيسهم بطريقة احترافية جيدة، كما أنه لا بد أن تكون عملية الصرف لقطاع الرياضة بشكل أكبر من الوضع الحالي، وعلى المسؤولين والقائمين على الرياضة بإيجاد دوافع للفرد بممارسة الرياضة ومن أجل تشكيل بطل عالمي وأولمبي، وهذه الدوافع من الممكن أن تكون منصبًا إداريًا أو ماديًا أو غيرها من الدوافع الأخرى.

وقال المدرب الوطني عبدالعزيز بن عبدالله الحبسي: أيضا من المهم أن يكون اقتناع من وزارة الثقافة والرياضة والشباب واللجنة الأولمبية العمانية بأن مشروع بناء بطل أولمبي هو مشروع دولة كاملة وليس مشروع اتحاد معين، وإذا ما أردنا أن يكون لدينا بطل حقيقي لا بد من وجود مشروع وطني تتبناه الوزارة مع الاتحادات الرياضية.

وختم الحبسي حديثه قائلا: المواهب الرياضية موجودة في جميع دول العالم وليست هناك دولة لا توجد بها مواهب في جميع الألعاب، ولكن الفرق هو العمل الصحيح، وهناك دول كثيرة في العالم اشتغلت بطريقة صحيحة ووفق أساليب علمية صحيح وتمكنت من صنع أبطال في مختلف الألعاب سواء الجماعية أو الفردية، لذا علينا بالعمل والاكتشاف الصحيح من أجل تغيير منظومة الرياضة العمل للأفضل خلال المرحلة المقبلة.