عبدالله جاسم يتوج بلقب المرحلة الأولى لـ «طواف صلالة الدولي»
كتب - فهد الزهيمي
توج الدراج عبدالله جاسم من منتخب الإمارات بلقب المرحلة الأولى من «طواف صلالة الدولي 2025» للدراجات الهوائية في نسخته الخامسة، والذي تنظمه بلدية ظفار بالشراكة مع الاتحاد العُماني للدراجات الهوائية ووزارة الثقافة والرياضة والشباب خلال الفترة من 6 إلى 10 سبتمبر الجاري، بينما حل الدراج ماتياس بريغنهوي - فريق تيرينجانو سايكلنج في المركز الثاني، وجاء الدراج ساراوت سيري روناشاي من منتخب تايلند في المركز الثالث، وحصل منتخب الإمارات على لقب أفضل فريق في المرحلة. وحصل الدراج الدراج عبدالله جاسم من منتخب الإمارات على القميص الذهبي باسم بلدية ظفار لتصدره الترتيب العام، وحصل كذلك الدراج عبدالله جاسم من منتخب الإمارات على القميص الأخضر باسم شركة محسن حيدر درويش لتصدره بالنقاط، بينما تألق دراج المنتخب الوطني محمد الوهيبي بحصوله على القميص الرمادي (الشرس) باسم مستشفى بدر السماء، أما القميص الأبيض باسم واحة عُمان وذلك تحت 23 عامًا فقد حصل عليه الدراج عبدالله جاسم من منتخب الإمارات.
منافسة كبيرة
وانطلقت المرحلة الأولى من الطواف بشكل قوي ووسط منافسة كبيرة من المشاركين، والبداية من عين رزات، مرورًا بدوار رزات، ثم بدوار المعمورة، والاتجاه إلى دوار طاقة، بعدها إلى شلال دربات، والاتجاه إلى جرف مرباط، مرورًا بجسر طوي عتير، ثم المرور بقلعة مرباط، والمرور بكثبان مرباط الرملية، بعدها الاتجاه إلى حاشر، ثم طوي عتير، مرورًا بمطعم دربات، يليه جسر دربات، قبل الوصول إلى نقطة الختام في خور روري، لمسافة إجمالية تبلغ 108 كيلومترات.
وقد توج الفائزين بالمراكز الأولى في ختام المرحلة الأولى خير الدين برباري رئيس الاتحاد الجزائري للدراجات الهوائية أمين عام اللجنة الأولمبية الجزائرية، وسيف بن سباع الرشيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العُماني للدراجات الهوائية.
وشهدت المرحلة الأولى تألق كبير لدراج المنتخب الوطني محمد الوهيبي واستطاع من منافسة أفضل الدراجين المعروفين في هذه النسخة من الطواف، وتمكن من فرض سيطرته بجدارة طوال المرحلة، ومن المتوقع أن يواصل نجم منتخبنا الوطني محمد الوهيبي مسيرة التألق في مراحل الطواف المتبقية.
ويشارك في النسخة الخامسة لـ«طواف صلالة الدولي 2025» للدراجات الهوائية 15 فريقًا إقليميًا وعالميًا، وهي: منتخبنا الوطني، والمنتخب السعودي، والمنتخب الإماراتي، والمنتخب البحريني، والمنتخب التايلندي، والفرق القارية وهي: مادار برو الجزائري، وجاكرتا برو الإندونيسي، وفيكتوريا سبورتس برو الفلبيني، وترينجانو للدراجات الماليزي، وأماني السلوفيني، و7 إلفن كليك رودبايك الفلبيني، وشيمانو ريسينج الياباني، وروجاي إنشورانس التايلندي، والأوروبي سايكلنج، وفلاندرز البلجيكي.
كما تتكون النسخة الخامسة من الطواف من 4 مراحل، حيث أقيمت اليوم المرحلة الأولى من عين رزات إلى نقطة الختام في خور روري لمسافة إجمالية تبلغ 108 كيلومترات، بينما تنطلق غدا الاثنين المرحلة الثانية لمسافة إجمالية 132 كيلومترًا، أما المرحلة الثالثة فستقام بعد غدًا الثلاثاء لمسافة إجمالية 154 كيلومترًا، ويختتم الطواف يوم الأربعاء المقبل بإقامة المرحلة الرابعة والأخيرة لمسافة إجمالية 120 كيلومترًا.
محطة تحضيرية مهمة
قال خير الدين برباري رئيس الاتحاد الجزائري للدراجات الهوائية أمين عام اللجنة الأولمبية الجزائرية: في البداية أقدّم الشكر للاتحاد العُماني للدراجات الهوائية على تنظيم النسخة الخامسة من «طواف صلالة الدولي 2025» للدراجات الهوائية، والذي يواصل تطوره بشكل تصاعدي كبير وبات يسجل حضورًا مميزًا في روزنامة الاتحاد الدولي ضمن تصنيف (2.2)، ما يعكس قيمته الفنية والتنظيمية وبمشاركة إقليمية وعالمية لها حضور دولي في هذه الرياضة ولها مستوى فني كبير، والملاحظ في هذه النسخة حضور مستمر لمنتخبات الجزائر والإمارات والسعودية وهي في تطور كبير من مختلف الجوانب.
وأضاف: طواف صلالة الدولي أعتبره في نظري محطة تحضيرية قوية جدًا للدراجين المصنفين في الاتحاد الدولي من أجل المشاركة خلال الفترة المقبلة في الاستحقاقات المهمة ومنها البطولة العربية وكذلك بطولة العالم وغيرها من الأحداث الكبيرة في رياضة الدراجات. كما إن طواف صلالة يشكّل فرصة ثمينة لاحتكاك فرقنا العربية مع فرق عالمية تمتلك مستويات عالية جدًا من الجاهزية والخبرة، وكما هو معلوم فإن التطور في رياضة الدراجات الهوائية لا يتحقق بالتدريبات فقط، بل من خلال المنافسات القوية، ولمسنا هذا التطور بوضوح على الفرق العربية المشاركة مثل المنتخبات العُماني والجزائري والإماراتي والبحريني والسعودي، حيث انعكس حضورهم المتواصل في مثل هذه الاستحقاقات على مستوى لاعبيهم بشكل لافت. وما يميز نسخة هذا العام هو توقيتها المثالي، إذ تأتي قبيل عدة بطولات كبرى مثل بطولة العالم والبطولة القارية والبطولة العربية، وهو ما يجعل من طواف صلالة محطة تحضيرية مهمة بامتياز للدراجين العرب قبل خوض هذه الاستحقاقات المهمة.
وأكد خير الدين برباري أن طواف صلالة وطواف عُمان يمثلان فرصة ذهبية للدراجين العرب لاكتساب الإيقاع التنافسي وتشريف الألوان الوطنية في مختلف الاستحقاقات، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان أثبتت قدرتها على التنظيم المميز عبر احتضان طواف عالمي كطواف عُمان، الذي يستقطب نخبة من أفضل دراجي العالم المشاركين عادة في كبرى الطوافات العالمية مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا. موضحًا أن مثل هذه السباقات لا تقتصر على كونها منافسات رياضية فحسب، بل تُعد أداة فعالة للترويج السياحي، حيث تُبرز المقومات الطبيعية والجغرافية والثقافية للمدن المضيفة.
وقال: منذ وصولي إلى مطار صلالة شعرت وكأنني في إحدى الدول الأوروبية بفضل الأجواء الرائعة والمناظر الخلابة، وهو ما يعكس الوجه السياحي المشرق لعُمان ويضيف بُعدًا آخر لنجاح الطواف.
وأضاف رئيس الاتحاد الجزائري للدراجات الهوائية أمين عام اللجنة الأولمبية الجزائرية: إن استضافة بطولات عالمية بهذا الحجم تتطلب الالتزام بدفاتر شروط ومعايير صارمة يضعها الاتحاد الدولي للدراجات، تشمل الجوانب التنظيمية، والمادية، والسلامة المرورية التي أصبحت أولوية قصوى في جميع الطوافات. وأكد أن الطريق نحو تنظيم بطولات كبرى مثل طواف فرنسا يبدأ بخطوات تدريجية، حيث تنطلق الاتحادات عادةً من تصنيف 2.2 ثم تصعد تدريجيًا مع استقرار الموارد المالية والخبرة التنظيمية، وهو ما يُتيح فرصة للدول العربية لتعزيز مكانتها على خارطة البطولات العالمية. وأشار إلى أن طوافات مثل عُمان والإمارات أصبحت بالفعل بمثابة محطات عالمية، وهو ما يعزز طموح المنطقة لاستقطاب المزيد من الأحداث الرياضية الكبرى، مؤكدًا أن نجاح التنظيم المتواصل يفتح الباب أمام استحقاقات أضخم في المستقبل.
وحول المشكلة التي تواجه رياضة الدراجات في العالم العربي، قال رئيس الاتحاد الجزائري: الوصول إلى مصاف الدراجين العالميين ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج عملًا طويل المدى واستراتيجية واضحة، ومنها يمكننا أن نشاهد دراجًا عربيًا بامتياز من خلال توفير بيئة احترافية حقيقية تبدأ من الفئات السنية الصغيرة (10-15 سنة)، مع برامج إعداد ومنافسات منتظمة. وكذلك توافر التجارب الفردية موجودة (مثل الدراج الجزائري يوسف ريقيقي والإماراتي محمد المطيوعي وغيرهم من المحترفين في بعض الدول العربية) لكنها تبقى استثناءات، وليست نتاج منظومة كاملة.
واسترسل في حديثه قائلًا: من أجل الوصول إلى المستوى العالمي في هذه الرياضة لا بد لنا من تكوين قاعدة منذ الصغر من خلال إنشاء مدارس للدراجات ومراكز تكوين في كل اتحاد وطني، وضمان المشاركة المستمرة في بطولات قارية ودولية منذ الفئات الناشئة، وربط التطوير بالتغذية، والطب الرياضي، والجانب التعليمي، وكذلك الاندماج مع الفرق العالمية وإتاحة الفرص للدراجين العرب للانضمام إلى فرق محترفة. وبلا شك أن هذا الاندماج يضمن الاحتكاك بمستوى عالمي لا يمكن توفيره محليًا فقط. كذلك من المهم إنشاء فرق عربية محترفة، وهو خيار آخر (على غرار البحرين فيكتوريوس أو الإمارات)، بحيث تكون المنصة الأولى للدراجين العرب، مع إشراك عناصر أجنبية لرفع المستوى، وهذا يمنح خبرة تراكمية ويصنع قاعدة احترافية داخل المنطقة. أيضًا الاستمرارية والتخطيط، بحيث لا يكفي الإنجاز الفردي المؤقت، بل يجب أن تكون هناك خطة تمتد لعشر سنوات على الأقل، بحيث لا تتوقف عند جيل واحد.
وختم خير الدين برباري رئيس الاتحاد الجزائري للدراجات الهوائية أمين عام اللجنة الأولمبية الجزائرية، حديثه بالقول: المنافسة في المستوى العالي تعد صعبة جدًا لأنه يتطلب آلاف الكيلومترات سنويًا، وبرامج بدنية وتقنية صارمة. كما أن التأخر في خوض المنافسات القوية الكبرى منذ الصغر يجعل الفجوة شبه مستحيلة التعويض لاحقًا، لذا لا بد أن تعمل الاتحادات على إدخال الدراجين مبكرًا في الدورات العالمية، حتى لو كانت البداية متواضعة. وخلاصة الحديث هي أننا إذا أردنا ظهور دراج عربي بامتياز على غرار أبطال أوروبا وأمريكا اللاتينية فهذا يحتاج إلى رؤية شاملة، منها قاعدة ناشئين واحتكاك خارجي وفرص احتراف ودعم مؤسسي. وليست مسألة مستحيلة، لكنها تتطلب صبرًا وعملًا جادًا لعقد كامل على الأقل. وربما الإمارات والبحرين تقدمان النموذج الأقرب لذلك حاليًا، لكن نجاحًا عربيًا أوسع يحتاج إلى تعميم هذه التجارب في أكثر من بلد.
