No Image
الرياضية

حمد المياحي: ضغط الروزنامة الداخلية والخارجية يؤرقنا.. ونأمل أن يتواجد الحكم العُماني في مونديال 2026

25 أغسطس 2025
25 أغسطس 2025

كتب - فيصل السعيدي

في حديث ذي شجون يلامس مكنونات ودهاليز التحكيم العُماني ويحاكي واقعه المتطور راهنا، قلب حمد بن سليمان المياحي رئيس لجنة الحكام بالاتحاد العُماني لكرة القدم أوراق الصفحات التحكيمية ومخر عباب سفينتها واضعا النقاط على الحروف.

وفتح المياحي قلبه لـ"عمان“، مطلعا إيانا على الحراك التحكيمي المتسارع الذي سبق انطلاقة منافسات الموسم الكروي الحالي 2025 / 2026، حيث دأب حكامنا على الانخراط في معسكر تحضيري داخلي أقيم مؤخرا في محافظة ظفار بمشاركة 30 حكما من حكام دوري النخبة، لافتا في السياق ذاته إلى أن الموسم الكروي الحالي سيشهد مشاركة أكثر من 200 حكم بمختلف الدرجات والمسميات.

وعرج المياحي في حواره المطول مع "عمان" إلى تبيان أبرز تحديات الموسم الكروي الحالي والتي يتجلى في طليعتها ضغط روزنامة المسابقات الداخلية والخارجية، عطفا على وجوب تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) في المباريات، مظهرا دعمه اللامحدود لطاقم التحكيم الدولي العماني بقيادة الحكم أحمد الكاف ومساعديه أبوبكر العمري وراشد الغيثي، آملا أن يحظوا بفرصة التواجد في مونديال 2026 المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

جاهزية

تطرق المياحي في مستهل حديثه إلى جاهزية حكامنا لانطلاق منافسات الموسم الكروي الحالي 2025 / 2026، وفي هذا الشأن أوضح قائلا: بطبيعة الحال بدأت لجنة ودائرة الحكام العمل على تجهيز الحكام للموسم الكروي الرياضي الحالي 2025 / 2026 من خلال إعداد المعسكرات وحلقات العمل، ومتابعة مشاركات الحكام داخليا وخارجيا، إضافة إلى صقل وتأهيل عدد من الحكام للانضمام إلى أكاديمية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وتجهيز المواد التعليمية الخاصة بالحكام والمقيمين، فضلا عن المشاركة في الدورات الفنية التي ينظمها الاتحاد العُماني لكرة القدم للمدربين.

أرقام

أفصح المياحي عن الأرقام الدقيقة التي تبين عدد الحكام الذين سيشاركون في ضبط ساعة مواجهات الموسم الكروي الجديد في مختلف المسابقات الكروية المحلية، وبهذا الصدد لفت المياحي قائلا: بات في حكم المؤكد أن مباريات الموسم الكروي الحالي 2025 / 2026 بمختلف درجاته سيشهد مشاركة أكثر من 200 حكم، إضافة إلى 40 مقيما للحكام، أما بالنسبة لعدد الحكام العُمانيين الحاصلين على شارة التحكيم الدولية، فيبلغ عددهم 16 حكما للساحات، و2 للشواطئ، و2 لكرة القدم للصالات.

صقل وإعداد

وعرج المياحي بإسهاب إلى تبيان تفاصيل المعسكر الإعدادي للحكام الذي أقيم في صلالة تحضيرا لانطلاق منافسات الموسم الكروي الحالي 2025 / 2026، وفي هذا الشأن علق قائلا: أقيم في صلالة معسكر إعداد تحضيري لحكام دوري النخبة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ركز على تطوير الجوانب الفنية والبدنية لدى الحكام، واطلاعهم على أحدث التعديلات التي طرأت على قوانين اللعبة، علاوة على تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار)، ومراجعة بعض الحالات التي وقعت في مباريات الموسم الكروي المنصرم 2024 / 2025 وذلك بهدف تلافي الأخطاء.

وأشار المياحي إلى أن معسكر الإعداد التحضيري لحكام دوري النخبة والذي اختتم مؤخرا في صلالة، قد شهد مشاركة 30 حكما إلى جانب عدد من المحاضرين المحليين، وخبير التحكيم بالاتحاد العُماني لكرة القدم الأستاذ علي الطريفي، بالإضافة إلى المحاضر السعودي عبد العزيز الزويد.

ولفت المياحي أيضا إلى أن لجنة ودائرة الحكام بالاتحاد العُماني لكرة القدم قد عكفت خلال الفترة الماضية على تنظيم 4 حلقات عمل فنية بنزوى استهدفت مستويات حكام المستويات الثاني والثالث والرابع، أشرف عليها محاضرون محليون بمتابعة من لجنة ودائرة الحكام، وقد تضمنت أيضا اختبارات في اللياقة البدنية ومحاضرات فنية وشرحا للتعديلات الجديدة التي طرأت حديثا على قوانين اللعبة.

تحديات

وتعقيبا على أبرز التحديات التحكيمية في الموسم الكروي الحالي 2025 / 2026 م علق المياحي قائلا: لعل أبرز التحديات التحكيمية المرتقبة في الموسم الحالي تكمن في ضغط روزنامة المسابقات الكروية سواء الداخلية أو الخارجية مما قد يسبب إرباكا نسبيا لخططنا وأهدافنا واستراتيجيات عملنا البناءة، وفي واقع الأمر أعددنا خطة عمل لتصعيد حكام جدد إلى المستويات التحكيمية الأعلى لسد أي نقص قد يطرأ، وبدون أدنى شك فإن تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) تعد بمثابة أداة مهمة تساعد الحكام في اتخاذ القرارات الصحيحة، وتساهم في التقليص من حدة فجوة الأخطاء التحكيمية المؤثرة في المباريات وصولا للحد الأدنى منها.

كفاءة وجدارة

واستدرك رئيس لجنة الحكام قائلا: مع ذلك أثبت حكامنا على مدار السنوات المنصرمة جدارتهم وكفاءتهم العالية في إدارة المباريات واتخاذ القرارات التحكيمية المناسبة، وذلك على الرغم من عدم خلو الأمر من الوقوع في براثن بعض الحالات التحكيمية الجدلية، ولكن هذا يعد أمرا طبيعيا في كرة القدم على نطاق عالمي، فالأخطاء التحكيمية تعتبر جزءا لا يتجزأ من اللعبة حتى مع وجود نخبة وصفوة الحكام العالميين، ولكن ما يهم دائما وأبدا هو التعلم من الأخطاء يوما تلو الآخر، مع الأخذ بعين الاعتبار العمل الدؤوب والسعي الحثيث لتقليص الحد الأدنى من الأخطاء التحكيمية وتطبيق القوانين التحكيمية بحذافيرها فيما يتعلق بالحالات الجدلية على وجه الخصوص درءا لأي مخاطر قد تؤدي إلى الوقوع في شبهات تحكيمية مريبة من شأنها أن تثير جدلا واسع النطاق قد يخرج عن حدود المألوف ويطمس معايير العدالة والنزاهة والشفافية التحكيمية.

تقنية الفار

وشدد المياحي بالقول إن الاتحاد العماني لكرة القدم لم يغفل أهمية تطبيق تقنية فيديو الحكم المساعد (الفار)، وقد شرع فعليا بأولى الخطوات العملية لتطبيقها، حيث طبقت التقنية في منافسات بطولة كأس الخريف الودية التنشيطية، مبينا في الوقت عينه أن العمل جار حاليا على قدم وساق مع الجهات المختصة في القطاعين الحكومي والخاص لاستكمال الإجراءات اللازمة، وذلك بهدف توفير تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) في أقرب وقت ممكن دعما لحكامنا وتعزيزا لمبدأ النزاهة والشفافية والعدالة التحكيمية بكل ما تحمله الكلمة من معاني ودلالات.

آمال وأحلام

وأعرب المياحي في تتمة حواره لـ"عمان" عن بالغ أمله بأن يحظى طاقم التحكيم الدولي العماني بقيادة أحمد الكاف ومساعديه أبوبكر العمري وراشد الغيثي بفرصة المشاركة في إدارة مباريات نهائيات كأس العالم 2026، وبهذا الصدد أوضح قائلا : نأمل أن يحظى طاقم التحكيم الدولي العماني بقيادة الحكم أحمد الكاف ومساعديه أبوبكر العمري وراشد الغيثي بفرصة تمثيل سلطنة عمان في التظاهرة الكروية الأكبر عالميا ممثلة في مونديال 2026 المزمع إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وهم بدون أدنى شك يحظون بدعم والتفاف كبيرين من قبل المسؤولين والقائمين على الاتحاد العماني لكرة القدم، عطفا على الإعلام الرياضي المبادر الذي أظهر كل أشكال الدعم وتجليات التأييد لهذا الطاقم التحكيمي المعطاء، وسجل وقفات بطولية أسهمت في شحذ همم الكاف وطاقمه المساعد والشد بأزرهم في كافة المحافل والاستحقاقات المحلية والإقليمية والقارية.

تهنئة

على صعيد متصل هنأ المياحي الكاف وطاقمه المعاون على اختيارهم للمشاركة في إدارة مباريات كأس العالم للشباب المقررة في تشيلي أواخر سبتمبر المقبل، متمنيا لهم دوام التوفيق والنجاح في هذا العرس المونديالي المرتقب، والذي بدون أدنى شك يسهم إيجابا في تعزيز سمعة ومكانة الحكم العماني باعتباره حكما رائدا يحلق بكل عز وفخر في أجواء التظاهرات الكروية العالمية، وملوحا بأوراق اعتماده حكما جديرا بالثقة والكفاءة ومفعما بالمؤهلات الفنية الملفتة التي تعينه على الاضطلاع بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وتنقله لمستويات أعلى تطال النهوض والارتقاء بالإرث والقيمة الاعتبارية المضافة التي صبغها طابع التحكيم العماني الملهم، والذي أصبح راهنا مرآة عاكسة للتطورات المتنامية السرعة على كافة الأصعدة الإقليمية والقارية والدولية.