No Image
الرياضية

حالات وفاة اللاعبين - تقلق مضجع الفيفا.. دراسات متنوعة وتوصيات عديدة

24 ديسمبر 2021
إجراءات صحية وإدارية متوقعة عقب رحيل الرقادي المؤسف
24 ديسمبر 2021

كتب - ياسر المنا

أعادت وفاة لاعب نادي مسقط مخلد الرقادي أثناء عملية الإحماء قبل مباراة فريقه أمام السويق ضمن منافسات بطولة دوري عمانتل الأذهان إلى حوادث سقوط لاعبين مغمى عليهم على أرضية الملاعب في العديد من الميادين الرياضية عبر العالم.

وفتحت الباب واسعا أمام المسؤولين في وزارة الثقافة والشباب والرياضة ووزارة الصحة واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية، وعلى رأسها اتحاد كرة القدم للوقوف والبحث في أسباب هذه الظاهرة واتخاذ التدابير الصحية والإدارية التي توفر الإسعافات الضرورية للتعامل مع أي حالة لسقوط لاعب في الملعب إثر السكتة القلبية أو أي طارئ آخر.

تقلق حالات سقوط اللاعبين في الملاعب ورحيل بعضهم وإنقاذ بعضهم الآخر ومن ثم نهاية مسيرتهم في عالم المستديرة منذ وقت، تفكير الاتحاد الدولي لكرة القدم والذي قام بعدة دراسات ولا يزال القسم الطبي في الفيفا يعمل ويدرس جميع الحالات خاصة في الفترة الأخيرة التي انتشر فيها وباء فايروس كورونا وألزم جميع الرياضيين بتلقي جرعات من لقاح التطعيم.

على الصعيد المحلي يتوقع أن تدفع حادثة اللاعب الدولي مخلد الرقادي اتحاد الكرة العماني لاستنفار جهوده وسعيه للعمل في الجوانب الصحية والإدارية في مقدمة ذلك التشدد في تطبيق اللائحة التي تنص على أهمية وجود سيارة إسعاف مجهزة في أي مباراة.

وربما تمتد جهود مجلس إدارة اتحاد الكرة إلى جميع المسابقات التي ينظمها في الموسم والتي يعاني بعضها من غياب سيارات الإسعاف وهو ما يتطلب تنسيقا بينه ووزارة الصحة بواسطة وزارة الثقافة والشباب والرياضة لمعالجة هذا الأمر لتوفير الحماية المطلوبة للاعبين الذين يسقطون في المباريات جراء أي إصابة يتعرضون لها.

لم تكن حادثة الفقيد مخلد الرقادي الأولى في ملاعب سلطنة عمان ولن تكون، لأن إصابات اللاعبين أمر معتاد وجزء من أي لعبة رياضية وتتفاوت حسب نوع الإصابة ما بين الخطرة والعادية ومع الإيمان بأن قضاء الله وقدره ينفذ دوما مهما توفرت الاحتياطات والاحترازات إلا أن مسألة القيام بالواجب وتوفير الشروط المهمة لحماية وإنقاذ أرواح اللاعبين تظل ضرورة وواجبا يستحقان التعاون بين المسؤولين في الدولة والاتحادات الرياضية المختلفة.

الفيفا تدرس المخاطر

بات الموت المفاجئ يشكل مصدر قلق للاعبين في مختلف بلدان العالم، ويعد أبرز هاجس يحير الأطباء والمتخصصين في المجال الرياضي وخاصة كرة القدم، التي تشهد زيادة نسبة الوفاة على المستطيل الأخضر.

ومع تفشي هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة بشكل يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب وطرق الوقاية، طالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) البلدان الأعضاء بتكثيف الفحوصات الدقيقة للقلب لدى اللاعبين، للتأكد من سلامتهم وقدرتهم على ممارسة الرياضة بشكل طبيعي.

كما عبر الاتحاد الدولي لكرة القدم غير ما مرة عن استعداده لدراسة اقتراح بتوسيع برنامجه للفحوص الطبية ليغطي جميع البطولات الدولية، منذ سنة 2011 بعد وفاة أنطونيو بويرتا، لاعب إشبيلية ومنتخب إسبانيا وهو في الـ 22 من عمره، وبعدها بيوم واحد لحق به المهاجم الزامبي تشيسوي أنسوفوا الذي توفي خلال تدريب فريقه.

وحذرت دراسة جديدة من أن مخاطر موت لاعبي كرة القدم بسبب توقف القلب عن الخفقان، أعلى بكثير مما كان يعتقد الأطباء من قبل.

عربيا وعالميا

شهدت كرة القدم العالمية والعربية الكثير من الحوادث المؤلمة والتي راح ضحيتها لاعبون وهم يلعبون الكرة وتتصدر المغرب عربيا عدد حالات الوفاة داخل المستطيل ولعل من أبرزهم يوسف بلخوجة، مدافع نادي الوداد الرياضي (شهيد الديربي البيضاوي)، وجواد أقدار، لاعب حسنية أقادير، ثم عادل التكرادي لاعب أولمبيك خريبكة، واللاعب الدولي التونسي السابق الهادي بالرخيصة في لقاء ودي ضد ليون الفرنسي،

ومن أبرز حالات الوفاة للاعبي كرة القدم عالميا، وفاة لاعب فريق الكاميرون مارك فيفيان فوي عن عمر يناهز 28 عاما، ووفاة مدافع منتخب انجلترا السابق أوغو إييوغو، الذي كان مدربا لفريق توتنهام، في العام الماضي عن عمر يناهز 44 عاما.

وفي الفترة الماضية تعرض لاعب إنتر ميلان الإيطالي، كريستيان إريكسن، لسكتة قلبية مفاجئة، أثناء مشاركته في لقاء منتخب بلاده الدنمارك أمام فلندا في كأس الأمم الأوروبية الماضية، فأسرع الجهاز الطبي إلى أرضية الملعب لإنقاذ حياته عن طريق تدليك قلبه.

وغيب الموت محمد عبد الوهاب، لاعب النادي الأهلي، أثناء مشاركته في مران فريقه بالقلعة الحمراء، في 31 أغسطس عام 2006، نتيجة لإصابته بأزمة قلبية حادة.

ورحل دافيد أستوريتوفي قائد فريق فيورنتينا، عن عمر ناهز 31 عامًا، حيث خطفه الموت نتيجة لإصابته بأزمة قلبية مفاجئة خلال تواجده بمعسكر فريقه، استعدادًا للمواجهة المرتقبة أمام نادي أودينيزي،

ورحل دانيال خاركي، قلب دفاع إسبانيول الإسباني، عندما أصيب بأزمة قلبية أثناء مشاركة في إحدى مباريات فريقه، ليرحل عن عالمنا في 8 أغسطس 2009 قبل أن يتم عامه الـ 27.

دراسة انجليزية

اهتمت إنجلترا التي ولدت فيها لعبة كرة القدم بدراسة عن ضحايا الملاعب من اللاعبين وأصدرت بيانات ومعلومات طبية عن 11 ألف لاعب كرة قدم شاب في بريطانيا على مدار 20 عاما.

وقال الأطباء إن هناك واجبا يقتضي حماية اللاعبين وحددت ذلك بعدد من الشروط الصحية والفنية والإدارية.

وتعرف الأمراض التي تصيب عضلة القلب بأنها القاتل الصامت نظرا لأن أول أعراضها توقف القلب فجأة.

ولهذا السبب تعتمد أندية كرة القدم برنامجا لفحص اللاعبين في أكاديمية كرة القدم في سن 16 عاما.

وتتزايد المخاطر بين اللاعبين المحترفين المشهورين لأن إرهاق القلب في التدريبات المكثفة يزيد من خطر إصابتهم بالأمراض وقد يؤدي الأدرنالين والجفاف إلى خطر التسبب في توقف القلب.

لكن لم يتأكد أحد من كيفية حدوث الوفيات الشائعة من السكتة القلبية وتشير التقديرات إلى وفاة اثنين من بين كل 100 ألف لاعب، ولكن الدراسة الأخيرة تفيد بأن الرقم أعلى ويصل إلى سبعة من بين كل 100 ألف لاعب.

وقال أخصائي أمراض القلب البروفيسور سانجاي شارما، الذي قاد البحث في جامعة سانت جورج في لندن «هذا يعني أننا بحاجة إلى إدراك حقيقة أن معدلات الوفيات أعلى مما كنا نعتقد، على الرغم من أنها ما زالت نادرة».

وتتضمن العلاجات المقترحة لهم الجراحة التصحيحية وعقاقير القلب، وهو ما يعني أن 30 منهم يمكنهم المضي قدما في ممارسة كرة القدم، أما البقية 12 لاعبا فقد نصحهم الأطباء بالتوقف عن ممارسة الرياضة التنافسية.

وجود الطبيب

ينصح الدكتور زاف إقبال، طبيب في نادي كريستال بالاس بضرورة وجود طبيب في كل مباراة في المنافسات، بجانب وجود مسعفين طبيين ومعدات طبية إلزامية».

وقال إنه بالإضافة إلى برنامج الفحص، كان لدى النادي أجهزة تنظيم ضربات القلب، التي تعمل على إنعاش القلب على أرض التدريب وتم تدريب الموظفين على استخدامها.

وقال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إنه يعتمد واحدا من أكثر برامج فحص القلب شمولا في الرياضة وقدم التدريب الطارئ للفرق الطبية في الأندية المحترفة.

دراسات عديدة

على مدار السنوات الماضية، أجريت دراسات عديدة عن مدى جدوى إجراء مسحٍ عامٍ بالكشف الطبي على القلب، مع إجراء بعض الفحوصات مثل رسم القلب الكهربي، والموجات الصوتية على القلب، لجميع الرياضيين المحترفين الحاليين، وكذلك من ينوون مستقبلًا ممارستها. لكن تضاربت النتائج والآراء حول مدى فعالية مثل تلك الإجراءات في الوقاية من هذه الظاهرة المخيفة، مقارنة بالكلفة المادية والنفسية الكبيرة لها.

تكمن المشكلة في أن بعض الحالات القلبية النادرة قد لا يكتشف وجودها الفحص الطبي الخارجي الدوري، ورسم القلب الكهربائي، وموجات القلب الصوتية. كذلك فالكشف الطبي على ملايين الأشخاص من أجل اكتشاف بضعة آلاف من المصابين الفعليين، سينجم عنه عدد غير قليل من التشخيص الإيجابي الخاطئ، مما يتطلب المزيد من التحقق و إجراء اختبارات أقوى وأكثر كلفة؛ مثل القسطرة القلبية التشخيصية، أو الرنين المغناطيسي على القلب، أو أخذ عينة من عضلة القلب وفحصها.

وحسب ما خلصت له الدراسات يمكن تركيز تلك الفحوصات على الشرائح الأكثر خطورة، كمن حدث لهم سابقًا توقف مؤقت في عضلة القلب، أو بعض الأعراض الخطيرة المرجحة لحدوثه مثل آلام الصدر، أو من يوجد في التاريخ المرضي العائلي لهم حالات من الوفاة المفاجئة خاصة في سن الشباب أو أثناء ممارسة الرياضة.