تفاعل كبير في دورة الرابطة العالمية لمدربي السلة
كتب - خليفة الرواحي
"تصوير: عمار المسافر"
شهدت الجلسات النظرية والعملية التطبيقية لمناهج التدريب بدورة الرابطة العالمية لمدربي كرة السلة المستوى الأول تفاعلًا كبيرًا من المدربين والمدربات المشاركين في الدورة التي ينظمها الاتحاد العُماني لكرة السلة، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة السلة والرابطة العالمية لمدربي كرة السلة، وذلك خلال الفترة من 30 أغسطس الماضي إلى 4 سبتمبر الجاري بمشاركة 15 مدربًا ومدربة، ويحاضر فيها المحاضر الدولي الإيراني صفا علي أحمد كاملين، وذلك في الصالة الفرعية لمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.
وتناولت جلسات الدورة في يومها الثالث أفضل الخطط التدريبية وأحدثها في عالم تدريب كرة السلة، مركّزة على طرق بناء المهارات المختلفة للاعب في حالتي الهجوم والدفاع، وأهم الآليات الفاعلة، كما ركزت الجلسات على المهارات الأساسية الحركية كالجري بدون كرة والجري بالكرة والتوقف وقدم الارتكاز، وذلك في دورة المستوى الأول التأسيسية التي تضمنت محاضرات عملية ونظرية توضح الخطط الفاعلة لتنفيذ الحصص التدريبية للاعبين في حالات الدفاع والهجوم، وطرق غرس المهارات الفردية في الدفاع ومبادئ وفلسفة الدفاع ومبادئ وفلسفة الهجوم واللعب الانتقالي في وضعيات الدفاع والهجوم والدفاع والهجوم الاعتراضي وخطط دفاع الفريق وخطط الهجوم للفريق وآليات استخدام واستثمار حالات اللعب الخاصة (الوقت والنتيجة) وطرق تنظيم التدريب.
وسيخضع المشاركون في ختام الدورة لاختبارين نظري كتابي وعملي ميداني، ويُشترط اجتيازهما للنجاح في المستوى الأول، ويعد ذلك الطريق لتكملة بقية المستويات الأخرى في التدريب.
تأسيس مدربين كفؤ
وأكد المحاضر الدولي الإيراني صفا علي أحمد كاملين أهمية الدورة في مستواها الأول، وقال: إنها تؤسس نوعية جديدة من المدربين بطريقة منهجية وعلمية، كما تأتي في إطار تثقيف المدربين من الناحية العلمية وتزويدهم بالأسس الصحيحة لتعليم وتدريب كرة السلة.
وأضاف: تسعى الرابطة العالمية للمدربين من تنظيم هذه الدورة إلى تحقيق هدفين أساسيين من خلال هذه البرامج، ويتمثل الهدف الأول في توحيد معايير التدريب حول العالم بحيث تلتزم جميع الاتحادات الوطنية بمعايير ثابتة، بما يضمن مستوى تدريبيًا موحدًا ورفيعًا، فيما يركز الهدف الثاني على أن تكون عملية التعليم والتدريب في جميع الدول ممنهجة وعلمية وفق الطريقة نفسها.
وعن الفرق بين مستويات التدريبات الأول والثاني والثالث قال: دورة المستوى الأول مخصصة لتأهيل المدربين العاملين مع الفئات العمرية تحت 16 عامًا وما دون، مع التركيز على تأسيسهم على المهارات الأساسية، في حين يركز المستوى الثاني على التدريب المتقدم وتصحيح الأخطاء التي قد تظهر لدى اللاعبين الصغار، أما المستوى الثالث فيتجه نحو المدربين العاملين مع المنتخبات الوطنية والفئات العمرية العليا، وهو مستوى متقدم يتطلب خبرة أوسع.
وأوضح المحاضر الدولي الإيراني أن الدورة الحالية تندرج ضمن مظلة الاتحاد الدولي لكرة السلة، بخلاف بعض الدورات الأخرى التي تُنظم خارج إطار الاتحاد الدولي.
وعن تفاعل المشاركين مع جلسات الدورة، أوضح كاملين أن الأيام الثلاثة الأولى عادة ما تكون صعبة نسبيًا، حيث يواجه المشاركون موضوعات جديدة عليهم، ما يتطلب وقتًا أطول لفهمها واستيعابها، موضحًا أن اليوم الثالث كان تفاعل المدربين فيه ملحوظًا، إذ ازداد طرح الأسئلة والنقاشات يومًا بعد يوم، مما يعكس تطورًا في استيعابهم وتفاعلهم مع المناهج التدريبية الحديثة، كما أثنى على رؤية الاتحاد العُماني لكرة السلة في تأهيل لاعبين سابقين وتحويلهم إلى مدربين مؤهلين بشكل علمي ومنهجي.
رؤية
وحول رؤيته لتطوير اللعبة وانتشارها في سلطنة عمان، قال المحاضر الدولي: إن هناك عوامل متعددة يجب أن تتكامل لتطوير ونشر اللعبة، تبدأ من دور الاتحاد والأندية، مرورًا بالمدربين والحكام، وصولًا إلى المجتمع والإعلام، ومن المهم وجود خطة شاملة لتسويق اللعبة ونشرها إعلاميًا وتعريف المجتمع بها، لأن وعي المجتمع العُماني بكرة السلة سيدفع العائلات لإرسال أبنائهم إلى الأندية، مما يزيد من قاعدة الممارسين، مشددًا على أهمية التركيز على فئة "الميني باسكت بول" (تحت 12 سنة)، باعتبارها المرحلة الأهم في نشر اللعبة، فهي مرحلة ممتعة للأطفال، فإذا أحبوا كرة السلة فسوف ينقلون هذه المحبة إلى أسرهم وأصدقائهم، ما يسهم في انتشار اللعبة بشكل أوسع.
وأكد أن نشر اللعبة يتطلب اهتمام الأندية بها من خلال تأسيس فرق كرة السلة، مع الاستفادة من المدارس والأكاديميات الخاصة، متى ما سمحت الأنظمة المحلية بذلك، بهدف توسيع قاعدة الممارسين.
وختم حديثه قائلًا: هناك رغبة كبيرة لدى اللاعبين والمدربين والحكام والإداريين في سلطنة عُمان لتطوير اللعبة والوصول بها إلى مستويات عالية، لكن ذلك يحتاج إلى عمل ممنهج وخطط طويلة المدى لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
هذا وتأتي الدورة في إطار خطط وجهود الاتحاد العماني لكرة السلة بالتعاون الكامل مع الاتحاد الآسيوي لكرة السلة والرابطة العالمية لمدربي كرة السلة لتأهيل المدربين للحصول على التصنيف الدولي المعتمد بطريقة علمية ومواكبة للتطورات المتسارعة في عالم تدريب رياضة كرة السلة، بما ينعكس إيجابًا على تطوير اللعبة في سلطنة عمان وتأهيل الخبرات التدريبية الوطنية بأفضل الأساليب.
