الرياضية

المنتخب النسائي لكرة اليد.. مواهب مجيدة وإنجازات محلية وخارجية

28 أكتوبر 2022
28 أكتوبر 2022

تحتفي سلطنة عمان يوم (26) أكتوبر من كل عام بيوم الشباب العماني؛ تقديرًا وتكريمًا لأهمية الشباب العماني لبناء الوطن والمستقبل، ولرعاية الشباب، وصقل مواهبهم وعطائهم، والتأكيد على أنه إحدى الركائز الأساسية لتحقيق النجاح والعلو في كل المجالات والقطاعات الحيوية. ويتم الاحتفاء في هذا اليوم بالطاقات الشبابية التي برزت وأخرجت مجموعة من الشباب الطموح، وأصبحت لديهم الكثير من الإنجازات، وأصبح يُنمي قدراته ويحاول إبراز كل هذه المواهب حتى ترى النور من الداعمين لهم لإكمال المسير، وتخطي كل العراقيل أمامهم. «عمان الرياضي» سلط الضوء على مسيرة المنتخب النسائي لكرة اليد وإبراز أهم إنجازاته خلال العام الجاري.

الانطلاقة

في البداية قالت مروة الهنائية إدارية المنتخب النسائي لكرة اليد: قررت اللجنة العمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين باللجنة الأولمبية العمانية تشكيل أول منتخب نسائي في 2012 بقيادة المدرب التونسي حمدي السنوسي، وتم اختيار اللاعبات وفق نتائج المباريات التي كانت تنظم بين الفرق، وشارك المنتخب في ذلك الوقت كأول مشاركة في بطولة الخليجية الأولى لكرة اليد بالكويت في عام 2013، وحصل على المركز الثاني، ومن ثم شارك في البطولة الخليجية الرابعة لرياضة المرأة بسلطنة عمان وحصل على المركز الثاني ويعود ذلك التتويج التوفيق من الله والاهتمام الكبير من العمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين لتوفيرها كل متطلبات واحتياجات المدرب واللاعبات في مشوارهم التدريبي.

وأضافت: انتهى العقد مع مدرب التونسي وانتقل المنتخب لمرحلة جديدة في عام 2019 تحت مظلة اللجنة العمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين، وتم تشكيل منتخب الناشئات برفقة المدرب العماني خليل المعشري الذي كان له دور كبير في تطوير لعبة كرة اليد في سلطنة عمان، ووضع بصمة وقفزة كبيرة للاعبات في مستواهن البدني والمهاري، وبمساعده المدرب جميل المعشري، وفي تلك الفترة تمكن المنتخب من المشاركة في معسكرات داخلية وخارجية بقيادة السيدة سناء بنت حمد البوسعيديه التي كانت لها دور كبير وملموس وملحوظ في تطوير والرقي بالرياضة النسائية وكرة اليد خاصة.

كما شارك المنتخب في العديد من المباريات الودية مع الدول الشقيقة التي لها دور كبير في تطوير مستوى لاعبات نتيجة خوضهم مواقف جديدة، واكتسابهم مهارات مختلفة باحتكاكهم بمستويات عالية، بالإضافة إلى المشاركات الخارجية في الدورات التدريبية في مجال كرة اليد، وحصولهم على مراكز متقدمة أوصلتهم لمنصة التتويج خلال مسيرتهم الرياضية في كرة اليد منذ عام 2012، وأبرز هذه الإنجازات المركز الثاني على التوالي في بطولة الخليجية الأولى لكرة اليد النسائية في عام 2013، والبطولة الخليجية الرابعة لرياضة المرأة بسلطنة عمان في عام 2015، والمركز الثالث في البطولة الخليجية السابعة لرياضة المرأة بالكويت 2019.

وتابعت الهنائية حديثها بالقول: في الفترة الأخيرة ظهر دور المرأة بشكل واضح وملموس في جميع الرياضات، وتكريمًا لدور المرأة تم افتتاح نادي المرأة للرياضة والإبداع الثقافي خلال الأيام الماضية، أما دور المرأة في مجال الرياضة هو تكثيف الوعي لممارسة الرياضة بشتى أنواعها، والاهتمام بالمرأة، وتفعيل دورها في المحافل الرياضية المختلفة، مضيفة ما ينقص الرياضة النسائية الوعي الكبير بأهمية الرياضة، والاشتراك في مجالات الرياضة المختلفة، أما من ناحية اللوجستية فوجود المرافق والبنى الأساسية المهيأة لاستقبال المرأة وممارسة خصوصياتها الرياضية فقط تحتاج إلى اهتمام أكبر من الجهات المعنية بها، واستثمار طاقتها بما يخدم الرياضة النسائية عامة. ويوم الشباب العماني دلالة كبيرة على أنه يمتلك طاقة ونشاطًا في المجال العلمي والعملي والرياضات العالمية.

مشاركات عديدة

من جانبها، قالت اللاعبة أميرة بنت سالم الحارثية: انطلاقتي في كرة اليد النسائية بدأت من المدرسة وفي الصف السابع تحديدًا،حيث كنا نمارس أنا وزميلاتي اللعبة كهواية في وقت الفراغ، ومن خلال تلك الممارسات لاحظت معلمة التربية الرياضية مهاراتي البسيطة في اللعبة، وقامت بضمي إلى فريق المدرسة للمشاركة في دوري المدارس، وبعد ذلك بدأت بتطوير نفسي في اللعبة، وواصلت مشواري في مرحلة الدراسة بفضل الدعم الدائم الذي كانت تمدني به عائلتي، وانضممت إلى عدة أندية وشاركت في العديد من الدورات والتمارين؛ لصقل موهبتي في لعبة كرة اليد، كما أن المدربين لهم دور كبير في تطوير مستواي الفني في اللعبة من خلال الجرعات التدريبية المكثفة والمتنوعة، ولا ننسى اللجنة العمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين وعلى رأسهم السيدة سناء البوسعيدية رئيسة اللجنة ودورها في تسهيل وتوفير المعسكرات والمباريات الودية، وجهدها الكبير للمساهمة في تطوير مستوى اللاعبات في مختلف الرياضات، حيث وصلت إلى قائمة المنتخب عن طريق البطولات والمسابقات التي تنفذها اللجنة، وشاركت في عدة بطولات من أهمها بطولة الأندية للمرأة في عام 2021 وحصلت على المركز الثاني، كما حصلت على المركز الثالث في بطولة الأندية للمرأة في2017، وحققت المركز الثاني في بطولة جامعة السلطان 2017 وشاركت في مباراتين وديتين مع فريق الجالية التونسية.

وأضافت: أما على صعيد المشاركات الخارجية شاركت في الدورة الخليجية السابعة لرياضة المرأة بالكويت، وحصلت على المركز الثالث، كما شاركت في بطولة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى مشاركتي في معسكر في دولة تونس، والمشاركة في مباراة ودية مع منتخب الكويت، وأطمح خلال المشاركات القادمة في تحقيق المركز الأول في البطولة الآسيوية ورفع علم سلطنة عمان عاليًا، مضيفةً بمناسبة يوم الشباب العماني أقدم دعوة لكل شابة لديها الشغف والحماس لممارسة أي لعبة أو رياضة أن تواصل العمل، وتبحث عن الفرص التي ستستثمر موهبتها حتى تصل إلى هدفها المنشود، وتخصيص يوم لشباب العماني ما هو إلا دليل على أهمية دور الشباب في التنمية الشاملة، فهم السواعد التي تبنى بهم الأمم، والعقول القادرة على مواكبة التطورات التي تعزز قدراتهم نحو مستقبل مشرق في كافة القطاعات.

شغف وحماس

أما اللاعبة سندس بنت سعيد الهنائية فقالت: لدى كل شخص حاجة مختلفة يتميز بها عن غيره يحبها ويبدع فيها، وكرة اليد أبرز طموحاتي التي قدمت لها أفضل ما لدي، وأعطيتها الكثير من وقتي، واستلهمت هذا الحب لهذه اللعبة من والدتي التي كانت لاعبة كرة يد سابقًا، وقد بدأتُ أمارسها منذ المرحلة الثانوية، حيث انضممت إلى الفريق في الصف الحادي عشر بواسطة معلمتي مروة الهنائية، وكان لها دور كبير في اكتشاف موهبتي وصقلها، ومع تمسكي بشغفي في اللعبة، وتشجيع عائلتي المستمر تمكنت من تطوير نفسي، والتزمت الحضور للتمارين بدون انقطاع، بالإضافة إلى اللجنة العمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين تكفلت بتدريب اللاعبات، وتوفير الأدوات الأساسية في اللعبة للوصول إلى أعلى مراتب الجاهزية الفنية. وواصلت مشواري كلاعبة هاوية للعبة حتى حصلت على فرصة للانضمام إلى المنتخب النسائي.

وتابعت حديثها بالقول: كل مشاركاتي كانت بفضل الفرص التي وفرتها لنا اللجنة العمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين باللجنة الأولمبية العمانية، حيث شاركت في العديد من بطولات الداخلية، وحققت فيها مراكز متقدمة، كما شاركت في البطولات الخارجية، منها بطولة الخليج في دوله الكويت، وكان أول ظهور رسمي لي في المنتخب، حيث حققنا المركز الثالث بقياده المدرب خليل المعشري، ومساعد المدرب جميل، والإدارية مروة الهنائية، بالإضافة إلى بعض المعسكرات الخارجية منها في تونس والكويت. ومن أبرز أهدافي المستقبلية أن أكون شخصية رياضية طموحة في سلطنة عمان، وأن يكون لي بصمة في كرة اليد، وأصل إلى مرحلة الاحتراف الخارجي، وبلا شك أن الشابات العمانيات أصبح لهن حضور بارز في المجالات الرياضة، ولكن ينقصها المزيد من الاهتمام، وتسليط دور الإعلام عليها، وكل شاب في المجتمع العماني يستطيع أن يقدم إنجازات في القطاع الرياضي بعزيمته المتوقدة، وإصراره للوصول إلى ما يطمح فيه، ويحق له أن يفتخر كونه الجزء الأهم في المجتمع، وأنه قادر على إحياء الوطن، والنهوض به للأفضل. وأنصح كل شابة وشاب عماني أن يبرز موهبته، ويهتم فيها، ويقدم لها وقته وجهده؛ لخدمة نفسه ومجتمعه ووطنه، وأن يكون قدوة تقتدي بها الأجيال القادمة.

البحث عن الفرص

فيما قالت اللاعبة كفاح السعدية: اكتشفت موهبتي في كرة اليد في المرحلة الدراسية في 2014، حيث كانت المديريات التعليمية في المحافظات تنظم دوريات بين المدارس لاختيار أفضل العناصر لتمثيل المحافظات في فرق كرة اليد للفتيات، وتم اختياري ضمن قائمة فريق محافظة جنوب الباطنة، وكنت مقيدة في الصف العاشر وبعدها رشحت للمشاركة في البطولة المدرسية التي أقيمت في محافظة البريمي، وحققت فيها المركز الأول على مستوى سلطنة عمان، واستمررت في ممارسة اللعبة بكل شغف وحماس حتى تمكنت من الانضمام إلى منتخب الفتيات لفئة الناشئات، وحصلت على فرص كثيرة للتدرب مع المنتخب النسائي لفئة العموم، وفي هذا الجانب كان للجنة العمانية لرياضة المرأة وأخص منهم السيدة سناء البوسعيدية رئيسة اللجنة كان لها الدور الكبير في تبني وتعزيز مواهب الفتيات في كرة اليد وبقية الألعاب، حيث وفرت لنا اللجنة كافة المستلزمات والاحتياجات الضرورية، وكان لها دور في تطوير وتحسين وإعداد الكوادر الرياضية النسائية، وتوفير الصالات المناسبة، والقيام بمهرجانات رياضية نسائية، وتنظيم معسكرات داخلية وخارجية لإعداد الفريق بشكل أكثر جاهزية.

وأضافت السعدية: شاركت في العديد من البطولات على مستوى سلطنة عمان في مجال النشاط الرياضي لكرة اليد ومن أهمها البطولة المدرسية في محافظة البريمي في العام الدراسي (2014 /2015)، والمشاركة في تصفيات دوري كرة اليد للأندية في نادي صحار الرياضي. أما على المستوى الخارجي فشاركت في بطولة التسامح بدولة الإمارات في 2019، والمشاركة في اللقاء الودي مع فريق الكويت لكره اليد في 2019، بالإضافة إلى المشاركة في معسكر خارجي في دولة تونس، والمشاركة في البطولة الخليجية السابعة لرياضة المرأة بالكويت 2019.

وأضافت: من خلال هذه المشاركات حققت إنجازات عديدة منها المركز الأول على مستوى سلطنة عمان في كرة اليد للفتيات، وحصلت على المركز الأول خلال اللقاء الودي بين منتخب سلطنة عمان والكويت لكرة اليد، والمركز الثالث في البطولة الخليجية السابعة لرياضة المرأة بالكويت 2019، وأطمح مستقبلًا في الحصول على إنجازات ومشاركات أكثر، والحصول على مراكز مشرفة لسلطنة عمان، والعمل على رفع المستوى البدني والفني والارتقاء بالمستوى، والحصول على مكانة مرموقة في مجال الرياضة النسائية العمانية. مختتمة حديثها: أدعو كافة الشابات والشباب إلى التمسك بأحلامهم والسعي لتحقيقها، والبحث عن وسائل الدعم، وتحقيق الإنجازات؛ للاحتفاء بها في يوم الشباب العماني الذي تكمن أهميته في توعيه الشباب بضرورة خدمة هذا الوطن الغالي، وتعزيز مكانته الرياضية بين دول العالم.