الرياضية

"البحرين" يتوج بفئة الرجال و"بتروجت" المصري لفرق النساء

05 سبتمبر 2025
05 سبتمبر 2025

كتب - عامر الأنصاري

"تصوير: خلفان الرزيقي"

تُوِّج نادي "البحرين" البحريني بطلًا في البطولة العربية لكرة الطاولة لفئة الرجال، فيما حققت لاعبات نادي "بتروجت" المصري الصدارة في الفئة نفسها عن فئة النساء، وذلك في ختام النسخة السادسة والثلاثين من البطولة التي احتضنتها مسقط خلال الفترة من 30 أغسطس وحتى أمس الموافق 4 سبتمبر 2025، بالصالة الرئيسية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.

وأُسدل الستار على البطولة في حفل ختامي أُقيم برعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، بحضور سعادة باسل بن أحمد الرواس، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، وخليل بن أحمد المهندي، رئيس الاتحاد العربي لكرة الطاولة، وعبدالله بن محمد بامخالف، رئيس الاتحاد العُماني لكرة الطاولة، إلى جانب جمع من الحضور والجمهور.

وسَبق حفل الختام، الذي أُقيم في الساعة الثامنة مساءً، إقامة مباراتين حاسمتين، كانت الأولى لفئة النساء، إذ جمعت الفريق المتوَّج بالبطولة نادي "بتروجت" المصري مع نظيره نادي "إنبي" المصري للنساء، وانتهت المباراة بفوز "بتروجت" بنتيجة 3 – 2، بعد أداء تنافسي قوي بين الفريقين.

بينما جاءت المباراة الثانية لفئة الرجال، حيث جمعت بطل الفئة نادي "البحرين" البحريني بمنافسه على اللقب نادي "إنبي" المصري، في مواجهة مثيرة تذبذبت فيها الكفة بين الطرفين، فتارةً ترجح لصالح البحرين وأخرى لصالح إنبي، وتنافس اللاعبون في جولات متعددة، حُسمت كل جولة بثلاثة إلى خمسة أشواط بحسب النتيجة، لتتجه الأنظار في الجولة الأخيرة نحو شاشة النتائج بترقب وقلق كبير.

وارتفعت في تلك اللحظات أصوات مشجعي الفريقين، البحريني والمصري، مع اشتداد المنافسة واقتراب الوصول إلى الحد الأقصى من النقاط، وهو 11 نقطة شرط أن يكون الفارق أكثر من نقطة واحدة. غير أن التعادل 10 – 10 رفع سقف الإثارة في الشوط الأخير والحاسم، لتُختتم المواجهة بنتيجة 13 – 11 لصالح نادي البحرين البحريني على حساب "إنبي" المصري، وبلغة الأشواط تفوّق البحريني بثلاثة أشواط مقابل شوط واحد.

تتويج الفائزين

وبعد نهاية المباراة الأخيرة بدأت لحظة التتويج بالميداليات، بداية بالفئة النسائية، حيث قُلدت لاعبات نادي "الفتاة" الكويتي الميداليات البرونزية لتحقيقهن المركز الثالث، كما قُلدت لاعبات "الكهرباء الرياضي" العراقي الميداليات البرونزية إذ حل النادي بالمركز الثالث مكرر، فيما توجت لاعبات نادي "إنبي" المصري بالميداليات الفضية لحصول النادي على المركز الثاني، وأخيرًا توجت لاعبات "بتروجت" المصري بالميداليات الذهبية وكأس البطولة في فئة النساء.

وفي فئة الرجال توج لاعبو "بتروجت" المصري، والاتحاد السعودي بالميداليات البرونزية، إذ حل كل نادٍ منهما في المركز الثالث، فيما حصل فريق "إنبي" المصري على الميداليات الفضية، وأخيرًا توج فريق "البحرين" البحريني بالذهب وبكأس البطولة، وقام بتكريم اللاعبين والكوادر التدريبية والفنية والإدارية كل من سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي راعي الحفل، وخليل بن أحمد المهندي، رئيس الاتحاد العربي لكرة الطاولة، وعبدالله بن محمد بامخالف، رئيس الاتحاد العُماني لكرة الطاولة.

مشاركة قياسية

أعرب عبدالله بن محمد بامخالف، رئيس الاتحاد العماني لكرة الطاولة، عن بالغ سعادته بالختام الناجح لمنافسات بطولة الأندية العربية لكرة الطاولة لعام 2025م بمسقط، مشيدًا بالمشاركة العربية الواسعة والقياسية في هذه النسخة من البطولة، والتي شهدت مشاركة 35 نادياً، ولأول مرة في تاريخ البطولات العربية للأندية، مثمّناً تجاوب الأندية العربية وتعاونها الكبير في إنجاح البطولة، شاكراً كذلك جهود الاتحاد العربي لكرة الطاولة وثقتهم الكبيرة في سلطنة عمان ممثلة بالاتحاد العماني لكرة الطاولة لاستضافة هذه النسخة من البطولة في العاصمة مسقط.

وأضاف بامخالف: "هذه النسخة من البطولة كانت متميزة وسجلت تنافساً كبيراً من الأندية خصوصًا بأن ضوابط البطولة الفنية قد أجازت مشاركة لاعب محترف واحد بالنادي، مما ساهم في ارتفاع المستويات الفنية العالية للبطولة".

وأثنى رئيس الاتحاد العماني لكرة الطاولة على جهود أعضاء الاتحاد وحكام البطولة والإداريين والمنظمين والمتطوعين الذين ساهموا في إنجاح البطولة، مشيراً إلى أن هذه الخبرات والإمكانيات التي يتمتع بها كافة الأعضاء والمنظمين أصبحت تراكمية وتساعد الاتحاد في تنظيم كبرى الأحداث الرياضية، لافتًا إلى أن الاتحاد مقبل على استضافة دولية كبيرة في شهر نوفمبر المقبل وسيتم الكشف عن تفاصيلها قريبًا عبر مؤتمر صحفي موسع.

وأوضح بامخالف أن أشادة المسؤولين بالاتحاد العربي لكرة الطاولة ورؤساء الوفود على نجاح البطولة تنظيمياً وفنياً ولوجستياً ستضاعف من مسؤولية الاتحاد العماني لكرة الطاولة في الاستحقاقات الرياضية المقبلة لتنظيم أحداث رياضية على مستويات أكبر بإذن الله.

كما أثنى رئيس الاتحاد على الدعم المستمر لوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وأشاد بالتغطية الإعلامية للبطولة ودور قناة عمان الرياضية، وكذلك باقي وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة المحلية لتغطية الحدث، ولكافة الشركات والمؤسسات الراعية على تعاونهم المستمر مع الاتحاد.

أقوى البطولات

وأشار لاعب نادي البحرين البحريني، محمد عباس، إلى أن البطولة العربية للأندية لكرة الطاولة التي استضافتها سلطنة عمان تُعد من أقوى البطولات التي شارك فيها خلال مسيرته الرياضية، مبيّناً أنها ضمت 24 فريقاً من بينها 23 فريقاً يضم عددًا من المحترفين، قائلاً: "هذه البطولة من أقرب وأقوى البطولات العربية التي لم نشهد مثلها من قبل، أي في نسخها السابقة؛ فالمنافسة في هذه النسخة الـ36 كانت شرسة منذ البداية، وكل مباراة خضناها شعرنا أنها بمثابة نهائي بالنسبة لنا، وواجهنا عددًا كبيرًا من المحترفين، وهو ما ضاعف من روح التنافس والعزيمة".

وتحدث عباس عن أبرز المحطات في مشوار فريقه خلال البطولة، فقال: "في الواقع فريق قطر القطري كان من أصعب الفرق التي واجهناها، فقد امتلك محترفًا أجنبيًا استطاع أن يحقق انتصارين علينا، وهو ما منحهم أفضلية واضحة، لكننا استطعنا أن نوازن الكفة من خلال أداء اللاعبين المحليين وجهودنا الجماعية".

وعن حضوره إلى سلطنة عمان، أوضح عباس أنه سبق له أن زارها عام 2015، قائلاً: "سعيد جدًا بعودتي إلى سلطنة عُمان بعد سنوات طويلة، فهذه المرة لم تتح لي فرصة كبيرة للتجوال بسبب ضغط البطولة، لكن التنظيم كان رائعًا، واللجنة المنظمة وفّرت كل متطلبات الفرق، حتى أن جدول المباريات تم تعديله لتخفيف الضغط على اللاعبين".

وأشار اللاعب البحريني إلى تجربته الاحترافية خارجياً، فإلى جانب كونه لاعبًا في فريق البحرين البحريني، وكذلك ضمن صفوف منتخب البحرين، فإنه أيضًا محترف في الدوري الصربي، موضحًا: "أنا متفرغ تمامًا لكرة الطاولة، وهذا يمنحني التركيز الكافي للاستعداد لكل بطولة"، لافتًا إلى أن لديه استحقاقات مقبلة مهمة، أبرزها "البطولة العربية في المغرب خلال الفترة القريبة المقبلة، ثم بطولات أخرى مع المنتخب البحريني في شهر ديسمبر".

طعم خاص

بينما تحدثت اللاعبة المصرية مريم هشام الهضيبي، إحدى لاعبات نادي "بتروجت" المتوج بالذهب، معبّرة عن سعادتها بهذا الإنجاز، وقالت: "الحمد لله، البطولة كانت قوية والتنظيم رائع، ليست المرة الأولى التي أشارك فيها هنا، وكل البطولات السابقة كانت مميزة، البطولة ضمت مباريات سهلة وأخرى صعبة، خصوصًا أن معظم الأندية كانت تضم محترفين، وهو ما جعل المنافسة تحديًا حقيقيًا، لكننا كنا على قدر المسؤولية وتمكنا من الفوز باللقب".

وأضافت: "بلا شك، النهائي أمام نادي "إنبي" المصري كان الأصعب، فهو نادٍ كبير، وكنا قد خسرنا أمامه في النسخة الماضية من البطولة العربية، ولذلك كان الفوز هذه المرة له طعم خاص، وأهدي هذا الفوز لفريقي الذي بذل جهدًا كبيرًا، ولأسرتي وزوجي ومدربيَّ، وأتمنى أن يرافقنا النجاح دائمًا".

أما عن مشاركاتها المقبلة، فقد أكدت: "بعد أن حققنا الدوري المصري مؤخرًا، سنستعد مع المنتخب لبطولة إفريقيا، وكذلك بطولات في الصين، وأتمنى أن نحقق فيها نتائج مشرّفة". وعن بداياتها في اللعبة، قالت: "بدأت لعب تنس الطاولة منذ أن كان عمري ثماني سنوات، وانضممت إلى المنتخب المصري للفتيات وأنا في الحادية عشرة، والآن لي أكثر من 15 عامًا في صفوف المنتخب".

واختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية اللياقة البدنية في اللعبة، قائلة: "التدريب المستمر أساس النجاح، فاللياقة في تنس الطاولة قد تكون أهم من تقنيات اللعب نفسها؛ لأنها تمنح اللاعب القدرة على الحركة والسرعة على الطاولة، وكلما تعبنا أكثر في التمرين، كان الفوز أقرب إلينا".

35 نادياً عربياً

واستقطبت البطولة العربية لكرة الطاولة في نسختها الـ36، التي أقيمت بتنظيم من الاتحاد العماني لكرة الطاولة بالتعاون مع الاتحاد العربي، مشاركة واسعة تمثلت في مشاركة 35 نادياً عربياً، توزعت على 24 فريقًا في فئة الرجال و11 فريقًا في فئة النساء.

ففي منافسات الرجال، حضر ممثلو أندية جيبوتي إف سي من جيبوتي، والفحيحيل واليرموك والساحل من الكويت، وغاز الجنوب ونفط الشمال والسليمانية من العراق، إلى جانب العربي وقطر والسد من قطر، والاتحاد والشباب من السعودية، والوداد المغربي من المغرب، والرواد الرياضي والسلمية من سوريا، إضافة إلى إنبي وبتروجت من مصر، والبحريني وسار من البحرين، والكرك من الأردن، وشباب الأهلي من الإمارات، فضلاً عن ثلاثة أندية عمانية هي السيب وعبري وصلالة.

أما على صعيد الفتيات، فقد شهدت البطولة مشاركة أندية الرياضي الهاوي النسوي من الجزائر، وفتيات العيون والقادسية والفتاة من الكويت، وغاز الجنوب والكهرباء الرياضي من العراق، والوداد المغربي من المغرب، إلى جانب الرواد الرياضي والسلمية من سوريا، وإنبي وبتروجت من مصر، وأخيرًا نادي قطر من قطر.