الأحمر ينهار أمام الأردن .. ويقلّص حظوظه في حلم التأهل المباشر للمونديال!
عاش منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ليلة عصيبة أشبه بالكابوس المريع والمفزع على أرضية استاد عمَّان الدولي، وذلك حينما حلّ ضيفًا على نظيره المنتخب الأردني ضمن إطار الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثانية بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٦ المزمع إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وبدا واضحًا منذ بداية المواجهة أن منتخبنا الوطني قد حضر جسدًا وغاب روحًا على مدار شوطيها، حيث افتقد الأحمر من خلالها لهويته الفنية وبصمته التكتيكية، وبدا تائهًا مفكك الأوصال يئن أوجاع الرباعية المذلة والمهينة التي خدشت كبرياءه ومزقت أركان سمعته المعهودة.
وخرج منتخبنا الوطني يجر أذيال الخيبة بعد عرض كروي شاحب ونتيجة صادمة لم يتوقعها حتى أشد المتشائمين في الوسط الرياضي بسلطنة عُمان، وخصوصًا بعد الفوز العريض أداء ونتيجة على حساب المنتخب الكويتي الشقيق برباعية نظيفة في الجولة المنصرمة بمسقط.
وغلّفت الروح الانهزامية طابع الأداء لدى منتخبنا الوطني الذي بدا مكسور الجناحين ومهلهلًا في شقيه الدفاعي والهجومي في فصل المواجهة الأردنية، ولعل كابوس الرباعية المذلة التي تلقاها الأحمر في شباكه خير برهان وترجمان على النكسة التي عانى منها في ليلة الثلاثاء قاتمة السواد.
وتدنت حظوظ منتخبنا الوطني في فرص التأهل المباشر لنهائيات كأس العالم بعدما تلقى كابوس الرباعية المذلة التي حملت توقيع نجم المباراة يزن النعيمات في الدقيقتين ٢٦ و٥٤ والمهاجم علي علوان في الدقيقتين ٤٩ و٨٧، متجرعًا مرارة هزيمته الثالثة من أصل أربع مباريات لعبها في هذه التصفيات.
وعاش منتخبنا الوطني الجحيم حرفيًا على استاد عمَّان الدولي، حيث افتقد لاعبونا للتركيز في نقل الكرات وبناء الهجمات، وعاب عليهم البطء في التحضير والتباعد بين الخطوط الثلاثة، في الوقت الذي تجلّى فيه أصحاب الأرض وصعقوا منتخبنا الوطني برباعية مستحقة ترجمت واقع نجاعتهم الهجومية في هذا اللقاء.
واستغل المنتخب الأردني عامل ضعف القراءة الفنية لدى مدرب منتخبنا الوطني رشيد جابر وعاجله بتسجيل ثلاثة أهداف خاطفة في الشوط الثاني، لم تمهل له فرصة حتى لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب وحدة الصفوف، فخارت قواه وتزلزلت أقدام لاعبيه على أرضية استاد عمَّان الدولي، لتكون المحصلة العامة رباعية مخزية ومباراة أضحت طي النسيان!.
وبالرغم من وطأة صدمة النتيجة الكارثية التي حملت بين طياتها سقوط رباعي مدوٍ في اختبار الأردني العتيد، إلا أن منتخبنا الوطني ما زال يتشبث بقشة الأمل في بلوغ الحلم المونديالي المنشود لأول مرة في تاريخه، إذ يحتل المركز الرابع في جدول ترتيب منتخبات المجموعة الثانية برصيد ٣ نقاط متفوقًا بفارق الأهداف عن شقيقه المنتخب الكويتي خامس المجموعة، في الوقت الذي ينأى فيه بفارق ٤ نقاط فقط عن الأردن وصيفة المجموعة والعراق ثالثة الترتيب حيث يملك كلاهما ٧ نقاط، أما كوريا الجنوبية فتبتعد في صدارة جدول ترتيب المجموعة برصيد ١٠ نقاط.
بلغ مجموع الحضور الجماهيري في لقاء منتخبنا الوطني ونظيره الأردني برسم الجولة الرابعة من تصفيات المرحلة الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس العالم ١٤٥١٥ متفرجًا، وقد تزينت مدرجات استاد عمَّان الدولي بالجماهير الأردنية الصاخبة التي رفعت «التيفو» في بداية اللقاء، وتوشحت بأعلام وشعارات منتخب بلدها، وصدحت حناجرها المدوية بأعذب الأهازيج والهتافات، وتفاعلت بشكل هيستيري مع كل هدف أردني انتزع الآهات من المدرجات. وبلغت الجماهير الأردنية ذروة الجنون في تشجيع منتخب بلادها خصوصًا مع توالي الأهداف في شوط المباراة الثاني، مما جعلها تعيش حالة من الهيستيريا الاستثنائية الصاخبة، التي تصاعدت حدتها تدريجيًا لترسم لوحة كورنفالية رائعة في المدرجات. وفي الجانب الآخر أبلت رابطة منتخبنا الوطني بلاء حسنًا في المدرج الخاص بها حيث ترنمت حناجرها بترديد أشهر الشيلات والأهازيج والهتافات المغناة في حب الأحمر، بيد أن النتيجة كانت صادمة وخرجت من مدرجات استاد عمَّان الدولي مطأطأة الرأس تئن أوجاع الرباعية المؤلمة التي هزت كبرياء الأحمر وخدشت سمعته في الصميم. إلى ذلك ملأت جماهيرنا الوفية الحصة المخصصة لها من المقاعد البالغة نسبتها ٨٪ حسبما حدد لها سابقًا، حيث حضر ١٠٦٠ مشجعًا عمانيًا لمساندة ومؤازرة الأحمر في استاد عمَّان الدولي، علمًا أنه تم توزيع ١٠٠٠ تذكرة مجانية لجماهيرنا وخصصت لها البوابة رقم ٣ للدخول، إلا أن قدرها المحتوم وحظها العاثر أرغمها على تقبل سيناريو الخروج بخفي حنين من المباراة جارة أذيال الخيبة من استاد عمَّان الدولي بعدما زحفت ملبية نداء الواجب الوطني وقطعت آلاف الكيلومترات برًا وجوًا، ولكن كابوس الهزيمة المجلجلة والجحيم الأردني المزلزل كان في انتظارها.
وجّه المغربي جمال السلامي مدرب المنتخب الأردني لكرة القدم الشكر إلى لاعبيه على الأداء اللافت الذي ظهروا به خلال الفوز الكاسح الذي حققوه على حساب منتخبنا الوطني بأربعة أهداف دون رد، مساء أمس ، ضمن الجولة الرابعة من المجموعة الثانية لتصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026. وقال السلامي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الفوز العريض: أشكر جمهور المنتخب الأردني على الحضور والمساندة، رغم الظهور الباهت أمام كوريا الجنوبية في المباراة الماضية، ونود أن نشكرهم على هذا الحضور، ونحن نستحق وجودهم، ونتمنى أن يكونوا سندًا دائمًا لنا. وأضاف: كنا على أتم الجاهزية، كما كنا واعين بحجم المسؤولية، وكان نعرف ماذا يمكن أن نفعل في مواجهة عُمان، والأهداف التي سجّلناها كانت في فترات مهمة. وتابع قائلًا: أشكر اللاعبين على المجهود الذي بذلوه، وليس من السهل الظهور بهذا الأداء الكبير بعد الإخفاق والانتقادات. فيما شدد المدرب المغربي على أن منتخب الأردن يحتاج إلى مزيد من الوقت، وفي هذا الشأن علّق قائلًا: لدينا تصور واضح للمراحل المستقبلية لمنتخب الأردن. وأكمل السلامي مساحة حديثه قائلًا: أهنئ جميع اللاعبين على أدائهم الكبير، وأهنئ بشكلٍ خاصٍ علي علوان الذي قدّم مباراة كبيرة رغم الإصابة، وكنت أتمناه أن يسجّل ويبرز وهو ما فعله في المباراة.
