الأحمر يسقط في اختبار "الشمشون الكوري الجنوبي" ويتذيل جدول ترتيب المجموعة الثانية
أسدل الستار على مباريات الجولة الثانية من منافسات المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٦ المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، على وقع تذيل منتخبنا الوطني لجدول ترتيب مجموعته الثانية بجراب خاو من النقاط في أعقاب تجرعه مرارة الخسارة الثانية له على التوالي وهذه المرة أمام ضيفه المنتخب الكوري الجنوبي بثلاثة أهداف لهدف في المواجهة التي دارت رحاها مساء أمس على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر برسم الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية.
وخذل المنتخب الوطني جماهيره الوفية التي احتشدت لمساندته ومؤازرته من شتى محافظات سلطنة عمان، حيث لم يقدم ما يشفع له تحقيق نتيجة الانتصار، وظهر بأداء باهت ووجه شاحب على مدار شوطي اللقاء، واستنزف بدنيا خلال الربع ساعة الأخير مما كلفه استقبال هدفين متأخرين حل وقعهما كالصاعقة على الجماهير الوفية التي تدفقت لمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر من كل حدب وصوب، ولكن قلوبها فطرت في نهاية المطاف بخسارة صادمة لم تكن تستحقها بطبيعة الحال.
وكان الفريق الضيف سباقا إلى افتتاح باب التسجيل في الدقيقة العاشرة عن طريق مهاجم نادي ولفرهامبتون الإنجليزي هوانج هي تشان، قبل أن ينتزع المدافع الكوري الجنوبي جانع هيون سو الآهات من المدرجات الحمراء بإحرازه هدفا عكسيا بالنيران الصديقة في مرماه قبيل الدخول إلى حجرات الملابس بين الشوطين.
وامتلك المنتخب الكوري الجنوبي زمام المبادرة الهجومية في الشوط الثاني وسنحت له بعض الفرص المواتية للتسجيل، ولكن يقظة وبراعة حارس مرمى منتخبنا الوطني إبراهيم المخيني حالت دون ترجمة تلك الفرص إلى أهداف.
ووقف المخيني سدا منيعا لجميع المحاولات الهجومية الكورية ولكن الضغط الهجومي المتواصل للمنتخب الكوري أثمر عن هدفين متأخرين عن طريق نجم نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي سون هيونج مين في الدقيقة ٨٢، قبل أن يبصم جو مين كيو على الهدف الثالث في الدقيقة الحادية عشرة من الوقت بدل الضائع المقدر بنحو ١٦ دقيقة، مطلقا رصاصة الرحمة على منتخبنا الوطني ومجهضا آمال الجماهير العمانية التي انسحبت تلقائيا من مدرجات الملعب جارة أذيال الخيبة في أعقاب تلقيها كابوس الهزيمة بثلاثية مريرة.
في المقابل توج نظيره المنتخب الكوري الجنوبي هذا الفوز باعتلائه صدارة جدول ترتيب منتخبات المجموعة برصيد ٤ نقاط من فوز وتعادل مناصفة مع المنتخب الأردني الذي استفاد بدوره من فوزه على جاره المنتخب الفلسطيني بثلاثة أهداف لهدف في الجولة الثانية. ولحساب المجموعة ذاتها خيم التعادل السلبي على موقعة العراق والكويت في المواجهة التي جرت في عقر دار الأخيرة، لتحل العراق ثالثة برصيد ٤ نقاط من فوز وتعادل عقب تفوقها على منتخبنا الوطني بهدف نظيف في استاد جذع النخلة بالبصرة لحساب الجولة الافتتاحية، ولكنها تتخلف بفارق الأهداف عن الأردن وكوريا الجنوبية متصدر ووصيف جدول الترتيب على التوالي. في حين رفع المنتخب الكويتي رصيده إلى نقطتين محتلا المركز الرابع، وبقيت فلسطين خامسة برصيد نقطة يتيمة جنتها من تعادلها الثمين في أرض مضيفتها كوريا الجنوبية لحساب الجولة الافتتاحية.
لم يكن أسوأ المتشائمين يتوقع أن منتخبنا الوطني بعد مضي جولتين من المرحلة الثالثة للتصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات مونديال 2026 سيظهر حملا وديعا متذيلا لمجموعته بدون رصيد من النقاط وبدون هوية في الملعب ولا شخصية في مباريات الأرض وخارجها وهو امتداد لما قدمه المنتخب في مباراة قرغيزستان في الجولة الأخيرة شر يونيو الماضي حيث كان ذلك بمثابة ناقوس خطر دق قبل 3 أشهر من الآن، ولكن لم يتم تدارك شيء ليكون المنتخب في موقف محرج فقط بعض مضي جولتين من التصفيات النهائية. ياروسلاف تشيلافي يفشل في ثالث اختبار على الوالي بعد أن بدأ مشواره مع المنتخب بانتصارات متواضعة على منتخبات من المستوى المتأخر في آسيا وهما ماليزيا (التصنيف 138 عالميا) التي انتصر عليها ذهابا وإيابا في مسقط وكوالالمبور ثم الفوز على الصين تايبيه (165 عالميا) بثلاثية، ولكن في أول اختبار 11 يونيو الماضي في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر فشل في الفوز على أحد المنتخبات المتوسطة في آسيا للمرة الثالثة على التوالي في لقاء رسمي وهذا من النادر أن يحدث خاصة وأنه لعب معه مرة في مسقط وأخرى في الدوحة وهي أجواء من المفترض أنها تميل لصالح الأحمر، اللقاء الأول خسره منتخبنا في الجولة الثانية من هذه التصفيات بهدف نظيف وهو انتصار تاريخي لمنتخب قرغيزستان على أحد منتخبات الخليج في لقاء رسمي بتصفيات كأس العالم، ثم في أمم آسيا الماضية أخرج نفس المنافس منتخبنا الوطني بعدها بشهرين من بطولة أمم آسيا "قطر 2023" من الدور الأول وهو ما كان بمثابة الصدمة، ثم جاءت مباراة رد الاعتبار ولم يُظهر منتخبنا وجهه المنتظر في لقاء كان فيه الضيوف هم المبادرون بالتهديد والتسجيل قبل أن يعود منتخبنا بهدف عكسي، وبدأ الشوط الثاني الضيوف أيضا بمبادرات هجومية دون أن يكون لمنتخبنا تلك الشراسة التي يجب عليها أمام جمهوره وقبل الانتقال للمرحلة الأهم، حتى أن منتخبنا لم يتمكن من السيطرة على وسط الملعب بالرغم من كون المنافس من المدارس الجديدة في آسيا ولا تمتلك تلك الخبرة الكبيرة وبلغت سيطرة منتخبنا الوطني فقط 52 ٪ مقابل 48 ٪ وهو رقم صادم قياسا بتصنيف منتخب قرغيزستان (102 عالميا) الذي يخوض المباراة خارج أرضه. طموحات المنتخب كبُرت بعد القرعة بسبب نوعية المنتخبات التي سيلعب أمامها المنتخب في المرحلة الثالثة، واختار تشيلافي وجهازه الفني ألا يخوض المنتخب أي مباراة دولية ودية قبل مستهل مشواره مع العراق، مكتفيا بمعسكر إسبانيا والذي كان مخططا له أن يلعب المنتخب 4 مباريات ودية هناك ولكنه خاض مباراتين فقط أمام نادي راسينج دي مورسيا والذي يلعب في دوري الدرجة الخامسة بإسبانيا، ونادي ريال أوفيدو الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية، ثم جاءت مباراة العراق حيث صدم الأحمر جماهيره بأداء باهت لا يرقى للمرحلة التي وصل إليها ولا الدعم اللا محدود الذي وجده من قبل المسؤولين والجماهير التي التفت حوله ودعمته معنويا وحفزته من أجل تسجيل بداية إيجابية من أجل ملامسة حلم طال انتظاره، في البصرة لم يُظهر منتخبنا تفوقه المعاد على الكرة العراقية حيث استقبل هدفا مبكرا لم ينجح بعد ذلك خلال 76 من رأسية أيمن حسين في إظهار ردة فعل حقيقية واكتفى ببعض الهجمات البسيطة والتي لم تمثل خطورة كبيرة على مرمى العراق وفشل في تشكيل ضغط على العراق والتي لم تقدم مستواها المعهود والذي قدمته في الفترة الأخيرة خلال نهائيات كأس أمم آسيا والمرحلة المزدوجة من التصفيات. وفي مباراة كوريا الجنوبية الأخيرة والتي شهدت حضورا جماهيريا غفيرا تفاعلا مع الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب وتفاعل معها الصغير والكبير، وحسابيا الحضور الجماهير في أمام كوريا الجنوبية والذي تعدى 27 ألف متفرج هو الأول لمنتخبنا حينما يلعب في أرضه منذ 12 عاما حيث كان الحضور الجماهيري أمام الأردن في المرحلة النهائية من تصفيات مونديال 2014 بلغ 26 ألف متفرج شهر أكتوبر من عام 2012 والتي انتهت بفوز منتخبنا بهدفين بهدف، وبعدها بشهر فقط احتشد 28360 أمام اليابان في ذات التصفيات وخسر الأحمر حنيها بهدف في الدقائق الأخيرة بعد مستوى جيد، أمام مباراة الثلاثاء كانت بمثابة الصدمة حيث عجز المنتخب عن إظهار ردة فعل لتعويض خسارة المواجهة الثانية كما فشل اللاعبون والجهاز الفني في رد جميل هذا الحضور الجماهيري الكبير سواء في بداية المباراة أو نهايتها، واحتاج منتخبنا الوطني 28 دقيقة من أجل أن يتخلص من الضغط الذي مارسه سون ورفاقه عليه في أرضه، ولولا تألق إبراهيم المخيني كانت ستُسجل نتيجة تاريخية ضد الأحمر بسبب الهجمات المستمرة التي شنها الكوريون طوال مجريات المباراة وأيضا حكم تقنية الفيديو الذي تدخل وألغى ركلة جزاء للضيوف كادت أن تساهم في هزيمة أكبر وخسارة أكثر فداحة، بعد ثلاث مباريات كانت بمثابة اختبار للمدرب ياروسلاف تشيلافي سجل منتخبنا هدفين واللافت للنظر أن الهدفين سُجلا من أقدام المنافس "هدف عكسي"، أمام قرغيزستان لعبها عبدالعزيز الشموسي وحولها مدافع قرغيزستان إيرزان توكو تاييف وفي المباراة الأخيرة لعبها حارب السعدي وحولها المدافع الكوري سيونج هيون في مرماه وهو يعكس غياب النجاعة الهجومية وفشل المدرب في إيجاد حلول لثالث اختبار يخوضه المنتخب تحت قيادته. أسوأ بداية في المرحلة النهائية منتخبا يتأهل للمرحلة النهائية من تصفيات المونديال للمرة الرابعة في تاريخه بعد 2002 و2014 و2022 ولكن في هذه النسخة يسجل منتخبنا أسوأ بداية له مقارنة في التجارب الثلاث التي خاضها، في تصفيات كأس العالم 2002 والتي لعبها الأحمر لأول مرة وقاده حينها المدرب الألماني بيرند شتانجه بدأ الرحلة بتعادل سلبي أمام المنتخب القطري في الدوحة ثم خسر أمام المنتخب الصيني بهدفين نظيفين في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر وأضاع يومها ركلة جزاء احتسبها الحكم الماليزي أحمد صبح الدين، وفي تصفيات مونديال 2014 والتي دخلها منتخبنا تحت قيادة المدرب الفرنسي بول لوجوين بدأ مشواره بخسارة صادمة في سايتاما أمام اليابان بثلاثية نظيفة وبعد خمس أيام فقط كان عليه مواجهة المنتخب الأسترالي في مسقط وتمكن حينها الأحمر من استجماع قواه وخرج بتعادل سلبي، وفي التصفيات الماضية استهل الأحمر مشواره في استاد سويتا بأوساكا أمام المنتخب الياباني تحت قيادة المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش وفجر حنيها مفاجأة سارة للجماهير العمانية حينما عاد بانتصار تاريخي هو الأول على المنتخب الياباني وبعد خمس أيام خسر أمام السعودية في مسقط بهدف نظيف وأداء جيد أضاع فيها مهاجمو الأحمر العديد من الفرص المواتية للتسجيل، ولكن في هذه التصفيات يبدأ حلم 2026 بخسارتين متتاليتين فتحتا الكثير من الأسئلة مبكرا. وكانت خسارة أمس هي رقم 13 في المباراة الـ 28 التي يلعبها المنتخب بالمرحلة النهائية وبلغ عدد الأهداف التي استقبلها 40 هدفا مقابل 26 هدفا سجلها في شباك الخصوم.
27144 متفرجا بمدرجات ملعب المباراة -
