الأحمر يتعادل مع أوزبكستان في افتتاح كأس وسط آسيا
طشقند - وليد أمبوسعيدي
"تصوير: سالم المقبالي"
تعادل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مع نظيره منتخب أوزبكستان بهدف لمثله، في افتتاح مشواره ببطولة كأس أمم اتحاد وسط آسيا، في لقاء مثير أقيم على أرضية الملعب الأولمبي بالعاصمة طشقند، ونجح الأحمر في فرض شخصيته منذ البداية بتسجيل هدف مبكر عبر ناصر الرواحي، قبل أن يدرك أصحاب الأرض التعادل في الشوط الثاني، لتنتهي المواجهة بتقاسم النقاط في مستهل البطولة.
مجريات اللقاء
دخل منتخب أوزبكستان اللقاء منذ صافرة البداية باندفاع هجومي واضح، محاولًا استغلال عاملي الأرض والجمهور، حيث هدد مرمى منتخبنا الوطني عبر تسديدة مباغتة من اللاعب هوجيمات إيركنوف في الدقيقة الأولى، إلا أن مدافع منتخبنا المتألق ثاني الرشيدي كان حاضرًا بردة فعل مذهلة حرم بها أصحاب الأرض من افتتاح النتيجة بتصديه لتسديدة إيركنوف؛ لكن رد منتخبنا لم يتأخر كثيرًا، إذ نجح في مباغتة الأوزبكيين بهدف مبكر عند الدقيقة الرابعة، حينما تسلم ناصر الرواحي تمريرة بينية ساحرة من جميل اليحمدي، ليسددها على مرتين بعدما ارتدت الكرة أمامه، مودعًا إياها في الشباك ومعلنًا تقدم الأحمر بهدف ثمين أربك حسابات أصحاب الضيافة، ولم يستسلم المنتخب الأوزبكي وحاول فرض أسلوبه عبر تدوير الكرة من الخلف والاعتماد على الأطراف لصناعة الخطورة، لكن دفاعات منتخبنا بقيادة الرشيدي والخميسي أظهرت صلابة كبيرة في إغلاق المساحات، كما تصدى الحارس إبراهيم المخيني لتسديدة قوية من عزيزبك ترجبوف في الدقيقة 10، قبل أن يهدر الأوزبكي كرة رأسية خطيرة عبر حسين نورشيف علت العارضة في الدقيقة 16، ورغم الاستحواذ الأوزبكي الواضح، إلا أن منتخبنا حاول ضرب خصمه بالمرتدات، حيث انطلق الرواحي في هجمة سريعة لكنها انتهت دون خطورة تُذكر، وفي الدقيقة 26، قاد محمد الغافري هجمة جميلة ومرر للرواحي الذي سدد كرة ارتطمت بدفاع أوزبكستان، قبل أن يهدر جميل اليحمدي فرصة محققة في الدقيقة 29 بعدما انفرد بالحارس وحاول مراوغته لكن الأخير تصدى ببراعة، وأوقف الحكم الإيراني بنياديفارد مجريات اللعب عند الدقيقة 42 ليلجأ إلى تقنية الفيديو بعد لمسة يد مثيرة للجدل على حارب السعدي داخل المنطقة، إلا أن القرار جاء منصفًا بعدم احتساب ركلة جزاء كون اليد متكئة على الأرض.
وكان المشهد الأكثر جدلًا في الدقيقة الأخيرة من الشوط، حينما تعرض لاعب منتخبنا عبدالله فواز لعرقلة متعمدة من الأوزبكي عليجينوف الذي وجه له ضربة أثارت غضب لاعبينا والجهاز الفني، ليكتفي الحكم الإيراني بإشهار بطاقة صفراء وسط مطالبات من لاعبينا والجهاز الفني بطرد اللاعب، الأمر الذي أشعل اعتراض مدرب منتخبنا البرتغالي كارلوس كيروش ومنحه بدوره بطاقة صفراء، ومع هذه الأحداث المشحونة، أطلق الإيراني صافرة نهاية الشوط الأول بتقدم ثمين للأحمر بهدف نظيف.
ودخل منتخب أوزبكستان الشوط الثاني بوجه مغاير، باحثًا عن العودة سريعًا، بينما بدا منتخبنا أكثر تنظيمًا ورغبة في الحفاظ على التقدم، ولم تمضِ سوى دقيقتين حتى سنحت فرصة محققة لمنتخبنا، عندما مرر عاهد المشايخي كرة حريرية لمحمد الغافري المنفرد، لكن الأخير سددها في جسد الحارس الأوزبكي ليُضيع هدف تعزيز التقدم في الدقيقة 47، وردت أوزبكستان سريعًا بهجمات متواصلة عبر العمق والأطراف، وسط إصابة مؤثرة لظهيرنا أمجد الحارثي الذي غادر الملعب في الدقيقة 53 ليحل محله اللاعب محمود المشيفري، وبعدها بدقيقتين فقط، نجح الأوزبكيون في إدراك التعادل إثر دربكة دفاعية داخل المنطقة، استغلها المهاجم الأوزبكي هوجيمات إيرجنوف ليسدد كرة زاحفة ارتطمت بالقائم ودخلت المرمى في الدقيقة 55، وأعادوا المباراة من جديد إلى نقطة الصفر، وكاد أصحاب الأرض أن يقلبوا الطاولة سريعًا حين ارتقى سيرجيف برأسية قوية جاورت القائم، قبل أن ينقذ المخيني مرماه من كرة ارتدت من زميله ثاني الرشيدي بالخطأ.
بدوره تحرك كيروش في الدقيقة 63 وأجرى تبديلين دفعة واحدة بإشراك زاهر الأغبري ومصعب المعمري بدلًا من ناصر الرواحي وعاهد المشايخي، ليعيد الحيوية للشق الهجومي، وفعلًا، صنع الأغبري الفارق بتوغلاته الخطيرة من الجهة اليسرى، حيث مرر كرة عرضية رائعة في الدقيقة 65 لم يُحسن الخميسي التعامل معها، وواصل منتخبنا إهدار الفرص، فأضاع الغافري انفرادًا جديدًا بعد تمريرة ذكية من عبدالله فواز في الدقيقة 67، ثم رد الأوزبكيون برأسية ارتطمت بالقائم في الدقيقة 70 وسط دراما متصاعدة، وواصل زاهر الأغبري إشعال الجبهة اليسرى بمجهود فردي رائع في الدقيقة 72 أنهاه بتسديدة جانبت القائم، قبل أن يعود المخيني للتألق من جديد بتصديه لتسديدة أوزبكية قوية في الدقيقة 73، وأضاف كيروش دماء جديدة بإشراك المنذر العلوي وسلطان المرزوق بدلًا من عبدالله فواز وجميل اليحمدي، ثم دفع بصلاح اليحيائي مكان الغافري، وكاد اليحيائي أن يسجل فور دخوله عندما استلم تمريرة مصعب المعمري وسدد بيسراه كرة ضعيفة في يد الحارس عند الدقيقة 84.
وفي الدقائق الأخيرة ظل المنتخب الوطني صامدًا في وجه الاندفاع الأوزبكي، مع الاعتماد على المرتدات السريعة عبر اليحيائي والعلوي، حيث كاد الأخير أن يستغل تمريرة سريعة في الدقيقة 89 لكنه تباطأ لتضيع الفرصة، وفي الوقت بدل الضائع، كاد صلاح اليحيائي أن يخطف الانتصار بعد انطلاقة مميزة من الجهة اليمنى وعرضية مثالية لم تجد من يتابعها داخل الشباك، قبل أن يعيد الكرة مرة أخرى بانطلاقة مماثلة لكن دفاع منتخب أوزبكستان كان حاضرًا، لتنتهي المواجهة المثيرة بالتعادل الإيجابي (1-1)، ووضع منتخبنا بصمة مميزة في افتتاحية مشواره بالبطولة أمام منافس قوي ووسط حضور جماهيري بلغ 3491 متفرجًا. وسيلاقي منتخبنا الوطني الأول نظيره منتخب قرغيزستان بعد غدٍ الثلاثاء في لقاء التعويض ومحاولة تسجيل الفوز له في البطولة.
تشكيلة المنتخب
اعتمد المدير الفني للمنتخب البرتغالي كارلوس كيروش في مواجهة الافتتاح على تشكيلة متوازنة جمعت بين الخبرة والحيوية، حيث حرس المرمى الحارس إبراهيم المخيني، وأمامه رباعي الخط الخلفي المكوّن من أحمد الكعبي وأمجد الحارثي وثاني الرشيدي وأحمد الخميسي الذين شكلوا جدارًا دفاعيًا صلبًا أمام الهجمات الأوزبكية، وفي خط الوسط، أوكل كيروش المهمة لكل من عاهد المشايخي وحارب السعدي وعبدالله فواز وناصر الرواحي وجميل اليحمدي، لتأمين العمق وبناء الهجمات المرتدة السريعة، أما في الخط الأمامي، فقد منح الثقة للاعب محمد الغافري لقيادة الهجوم وصناعة الخطورة على مرمى أصحاب الأرض.
كيروش: خرجنا بمكاسب مهمة وتعلمنا الكثير
أكد البرتغالي كارلوس كيروش مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، أن نتيجة التعادل الإيجابي أمام أوزبكستان في افتتاح بطولة كأس وسط آسيا لا تعكس تمامًا ما قدمه الأحمر داخل أرضية الملعب، مشيرًا إلى أن الفريق خرج بمكاسب مهمة رغم ضياع عدة فرص حاسمة كانت كفيلة بترجيح الكفة.
وقال كيروش في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء: كانت مباراة جيدة وتعلمنا منها الكثير، لعبنا من أجل الفوز ولكن يجب أن نحسبها مع الفرص التي سنحت لنا، وأثبت اللاعبون داخل الملعب أنهم يملكون روحًا عالية وبذلوا جهدًا كبيرًا، لكن الحظ لم يكن في صفنا.
وتطرق المدرب إلى قضية الغيابات، مؤكدًا أن افتقاد المنتخب لعدد من اللاعبين الأساسيين لم يُفقد الفريق توازنه، وأضاف: في مثل هذه البطولات، الغائب هو الخاسر الحقيقي، ونحن لعبنا بما هو متاح، لكن المجموعة أظهرت شخصية قوية وقدرة على مجاراة خصم يملك خبرة كبيرة.
أما عن طموحات المنتخب، فقد شدد كيروش على أن الهدف الأهم هو الاستمرار في رحلة البناء والتأهل لمونديال كأس العالم المقبلة، مضيفًا: علينا أن نكون أقوياء في خوض مواجهاتنا خارج الأرض، وهذه البطولة فرصة مثالية لتجهيز الفريق لما هو قادم، إذا كان الأداء في الأدوار القادمة بالمستوى الحالي نفسه؛ فسوف نكون على الطريق الصحيح، والأهم أننا اكتسبنا المزيد من المكاسب والخبرات والتجارب.
الكعبي: الأداء أهم من النتيجة ونسعى للتطور مباراة بعد أخرى
أكد مدافع منتخبنا الوطني أحمد الكعبي أن التعادل الإيجابي أمام أوزبكستان في افتتاح بطولة كأس أمم اتحاد وسط آسيا يعد خطوة مهمة على طريق التحضير للاستحقاقات القادمة، مشيرًا إلى أن التركيز في مثل هذه المباريات يجب أن يكون على الأداء قبل النتيجة، وقال الكعبي: الحمد لله على التعادل، صحيح أننا كنا نطمح لتحقيق الفوز، لكن الأهم هو الأداء العام وتطورنا من مباراة لأخرى حتى نصل إلى المستوى المطلوب.
وأضاف الكعبي: إن وجود جهاز فني جديد بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش يمنح اللاعبين دافعًا إضافيًا لبذل المزيد من الجهد، ونحاول تطبيق التعليمات والعمل الذي يطلبه منا المدرب خطوة بخطوة، وما زال أمامنا مباراتان أو ثلاث قبل تصفيات المونديال، ونسعى خلالها للوصول إلى الجاهزية الكاملة.
وعن الدروس المستفادة من المواجهة، شدد الكعبي على أن مثل هذه المباريات تمثل فرصة كبيرة لتقييم الأداء الفردي والأداء الجماعي، قائلًا: أول درس هو الالتزام بالتعليمات الفنية، والدرس الثاني أن نقف على جاهزيتنا البدنية ونقيم أنفسنا بشكل صادق، نحن جاهزون بإذن الله، والمباريات القادمة ستكون فرصة للوصول لأفضل مستوى قبل الدخول في التصفيات.
المخيني: التعادل خطوة إيجابية والأداء يتصاعد
عبر حارس منتخبنا الوطني الأول إبراهيم المخيني عن رضاه بأداء الفريق والنتيجة التي انتهت عليها مواجهة أوزبكستان بالتعادل الإيجابي، مؤكدًا أن المباراة حملت الكثير من الإشارات الإيجابية التي يمكن البناء عليها في قادم المشوار، وقال المخيني: الحمد لله على النتيجة والأداء بشكل عام، الفريق قدم ما يرضي الطموحات خاصة في ظل الفترة القصيرة التي سبقت البطولة، إذ لم نملك سوى أسبوع واحد من المعسكر قبل الدخول مباشرة في أجواء المنافسات.
وأضاف حارس منتخبنا: إن المنتخب واجه خصمًا قويًا وعنيدًا على أرضه وبين جماهيره، ومع ذلك استطاع أن يقدم مستوى مقنعًا ويخرج بنقطة مهمة، مشيرًا إلى أن الانسجام مع أفكار الجهاز الفني الجديد بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش ما زال في طور البناء، مشيرًا إلى أنه كان من المهم أن يظهر المنتخب بشخصية واضحة في الملعب وتطبيق ما يطلبه المدرب خلال المباراة، والفريق يمر بمرحلة تجديد وتغيير في التشكيلة مع عودة بعض المصابين، وكل ذلك يتطلب وقتًا حتى نصل إلى الجاهزية الكاملة.
وشدد المخيني على أن المنتخب يتطور تدريجيًا مباراة بعد أخرى، لافتًا إلى أن التركيز الحقيقي سيكون على الاستحقاقات القادمة في شهر أكتوبر، حيث تنطلق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم. وقال: الهدف الأهم بالنسبة لنا هو أن نكون في قمة الجاهزية البدنية والفنية عندما تبدأ التصفيات، ونعمل جميعًا بروح واحدة لتحقيق ذلك، وتكاتف الجميع سيقودنا بإذن الله إلى مرحلة أفضل، مؤكدًا أن المنتخب يسير في الطريق الصحيح رغم بعض التحديات، موضحًا أن التعادل أمام أوزبكستان يمثل بداية جيدة تمنح اللاعبين الثقة لمواصلة المشوار بروح عالية وطموح متجدد.
