الرياضية

الأحمر يتخطى تركمانستان.. ويطمح لخطف برونزية وسط آسيا أمام الهند

06 سبتمبر 2025
06 سبتمبر 2025

طشقند - وليد أمبوسعيدي

نجح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في تحقيق انتصار مهم على منتخب تركمانستان بنتيجة ٢-١، في ختام مباريات المجموعة الأولى من بطولة كأس أمم اتحاد وسط آسيا، في اللقاء الذي أقيم مساء الجمعة على ملعب جار بالعاصمة الأوزبكية طشقند، ورفع الفوز رصيد الأحمر إلى سبع نقاط وضعته في المركز الثاني خلف أوزبكستان التي تصدرت المجموعة بفارق الأهداف بعد فوزها الكبير على منتخب قرغيزستان برباعية نظيفة، ليتأهل منتخبنا لملاقاة المنتخب الهندي في مباراة تحديد المركز الثالث التي ستقام في طاجيكستان بعد غدًا الاثنين عند الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت مسقط على ملعب هيسور المركزي، فيما سيجمع النهائي المنتخب الأوزبكي مع نظيره الإيراني حامل لقب النسخة الماضية.

مجريات اللقاء

دخل منتخبنا المباراة بتشكيلة مغايرة عن اللقاء الماضي، حيث قادها من المنطقة الفنية مساعد المدرب البرتغالي روجيريو سا نظرًا لغياب المدرب كارلوس كيروش الموقوف بعد حصوله على بطاقتين صفراوين في الجولتين السابقتين، وشهدت البداية اندفاعًا تركمانيًا من الجهة اليمنى في الدقيقة الثانية أبعدها مدافع منتخبنا محمود المشيفري إلى ركنية، قبل أن يرد الأحمر بمحاولة في الدقيقة الرابعة عبر تمريرة أحمد الخميسي البينية التي وصلت إلى ناصر الرواحي لكن الحارس خرج من مرماه وأنقذ الموقف، وبعد سلسلة من المحاولات المتبادلة، جاء هدف السبق في الدقيقة ١٢ حين سدد جميل اليحمدي كرة على الطائر باتجاه المرمى تابعها عصام الصبحي برأسه لتسقط من يد الحارس وتتجاوز خط المرمى وسط احتجاج تركماني، إلا أن حكم اللقاء عاد لتقنية "الفار" واحتسب الهدف، ليضع الأحمر في المقدمة، ومنح الهدف لاعبي منتخبنا ثقة أكبر، فكاد الصبحي أن يضيف الثاني في الدقيقة ١٩ بعد عرضية رائعة من ناصر الرواحي لكن كرته ارتطمت بالعارضة، قبل أن تعود أمام عبدالرحمن المشيفري الذي سددها عالية عن المرمى، وتواصل ضغط الأحمر العُماني عبر تسديدة قوية من اللاعب عاهد المشايخي في الدقيقة ٢٢ لكنها مرت بعيدًا عن مرمى حارس المنتخب التركماني، ثم أهدر ناصر الرواحي فرصة محققة في الدقيقة ٣٧ بعد انفراده بالحارس واستطاع أن يراوغ الحارس بنجاح لكنه بعدها سدد كرة زاحفة ضعيفة ارتطمت بالمدافع. وفي المقابل هدد المنتخب التركماني مرمى بلال البلوشي بتسديدة قوية علت العارضة، لتنتهي بعدها أحداث الشوط الأول بتقدم منتخبنا بهدف نظيف.

ومع بداية الشوط الثاني، أجرى الجهاز الفني عدة تغييرات لتعزيز القوة الهجومية، فأشرك محسن الغساني وصلاح اليحيائي وزاهر الأغبري، لكن المنتخب التركماني نجح في العودة سريعًا حين سدد اللاعب بيلمارات كرة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة ٥٠ لم يتمكن الحارس بلال البلوشي من التصدي لها، مدركًا التعادل، وجاء رد منتخبنا سريعًا عبر محاولات خطيرة من صلاح اليحيائي الذي سدد كرة قوية تحولت إلى ركنية، ثم أطلق محسن الغساني تصويبة قوية تصدى لها الحارس ببراعة في الدقيقة ٥٩، ومن ركنية كاد الخميسي أن يسجل برأسية جاورت القائم، وفي الدقيقة ٦٩ تألق الحارس بلال البلوشي في إنقاذ مرماه من انفراد خطير كاد يمنح التركمان التقدم. وبعدها واصل منتخبنا اندفاعه الهجومي، وأضاع زاهر الأغبري فرصة محققة في الدقيقة ٧٢ حين سدد كرة فوق المرمى بعدما تهيأت له على طبق من ذهب من اللاعب صلاح اليحيائي، ثم سدد البديل سلطان المرزوق كرة قوية مخادعة في الدقيقة ٧٦ أنقذها الحارس التركماني ببراعة، قبل أن يضيع الغساني رأسية رائعة في الدقيقة ٨٠ بعد عرضية متقنة من عبدالرحمن المشيفري، ومع استمرار الضغط، بدا أن المباراة في طريقها للتعادل حتى جاءت اللحظة الحاسمة، ففي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، قاد زاهر الأغبري هجمة مرتدة سريعة ومرر الكرة إلى محسن الغساني الذي بدوره سدد كرة زاحفة بيمناه في الزاوية اليسرى لمرمى الحارس التركماني مسجلًا الهدف الثاني ومهديًا منتخبنا فوزًا ثمينًا، وكاد المرزوق أن يعزز النتيجة في الدقيقة الأخيرة بعد عرضية من صلاح اليحيائي لكنه لم يحسن استغلالها، لتنتهي المباراة بفوز الأحمر بهدفين مقابل هدف. وبعد اللقاء، اختير محسن الغساني صاحب هدف الفوز كأفضل لاعب في المباراة، بعدما سجل هدفًا حاسمًا وأثبت جاهزيته لتقديم الإضافة المطلوبة في الخط الأمامي.

تشكيلة مختلفة

دخل منتخبنا الوطني لقاءه أمام تركمانستان بتشكيلة مغايرة نوعًا ما عن المباريات السابقة، حيث دفع الجهاز الفني بالحارس بلال البلوشي أساسيًا لأول مرة في البطولة، وأمامه رباعي الدفاع المكون من ثاني الرشيدي وأحمد الخميسي وأحمد الكعبي ومحمود المشيفري، فيما حضر في وسط الملعب عاهد المشايخي وحارب السعدي وعبدالرحمن المشيفري وجميل اليحمدي، إلى جانب ناصر الرواحي لدعم خط المقدمة الذي قاده المهاجم عصام الصبحي. وحضر في دكة البدلاء كل من: مصعب الشقصي وزاهر الأغبري وغانم الحبشي وفايز الرشيدي وعبدالله فواز وعلي البوسعيدي وحاتم الروشدي وعمر البلوشي وأحمد الرواحي وسلطان المرزوق ومحسن الغساني وأحمد الريامي.

اختبار حقيقي للاعبين

وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، تحدث مساعد المدرب البرتغالي روجيريو سا بصراحة وشفافية كبيرة، حيث استهل حديثه بتقييم عام لمشاركة الفريق في هذه المرحلة من البطولة، مشيرًا إلى أن خوض ثلاث مباريات كان بمثابة اختبار حقيقي لقياس جاهزية اللاعبين ومستوى الانسجام بينهم، وأوضح أن النظام المعتمد في البطولة، والذي يقود المنتخبين المتصدرين من كل مجموعة إلى المباراة النهائية، يضع ضغوطًا إضافية على كل الفرق، لكنه أكد في الوقت ذاته أن المنتخب أظهر شخصية مميزة في المباريات الثلاث. وتوقف مساعد المدرب عند مواجهة منتخب تركمانستان، التي وصفها بالمفاجئة من حيث الجودة والصلابة، مؤكدًا أنه لم يكن يتوقع أن يقدم منتخب تركمانستان ذلك المستوى العالي، وأضاف: في المباراة الأولى أمام منتخب أوزبكستان شعرنا أننا الأفضل، ومع ذلك لم نستثمر هذه الأفضلية بالشكل المطلوب، واليوم نجلس هنا وقد جمعنا سبع نقاط من أصل تسع ممكنة، وهي حصيلة جيدة إذا نظرنا إليها من منظور الأرقام، لكن في داخلنا نشعر بخيبة أمل لأننا كنا نطمح إلى العلامة الكاملة.

فرطنا في العلامة الكاملة

وأشار إلى أن الإحباط الذي يعيشه الجهاز الفني واللاعبون ليس ناتجًا عن سوء النتائج بقدر ما هو شعور بأن المنتخب كان قادرًا على تحقيق الأفضل، خصوصًا في المباراة الافتتاحية التي يرى أنها كانت في متناول اليد، وأضاف: كنا نستطيع الفوز، بل كان يجب أن نفوز، والفرص كانت واضحة، والسيطرة كانت لنا، لكن الاستغلال لم يكن بالمستوى المطلوب.

وانتقل مساعد المدرب إلى الحديث عن أبرز ملامح الأداء الفني للمنتخب، فأوضح أن المشكلة الكبرى التي تواجه الفريق لا تكمن في الجانب الدفاعي كما يظن البعض، بل في الفاعلية الهجومية، وأردف قائلًا: إذا نظرنا إلى عدد الفرص التي نصنعها مقارنة بعدد الأهداف التي نسجلها، سنجد أن النسبة منخفضة جدًا، وهذا يؤكد أن مشكلتنا الأساسية في التسجيل وليس في بناء الهجمات، وأكد أن الجهاز الفني يعي هذه النقطة جيدًا، وسيعمل بجدية على معالجتها خلال الفترة المقبلة، لأنها تمثل حجر الزاوية لأي منتخب يريد المنافسة على التأهل.

اللاعبون سيعودون أفضل

وفي رده على سؤال حول تأثير المباريات المحلية على جاهزية اللاعبين، خاصة مع انطلاق دوري النخبة مؤخرًا، أوضح مساعد المدرب أن العودة للأندية سيكون لها أثر إيجابي، حيث سيحصل اللاعبون على فرص أكبر للمشاركة واكتساب حساسية المباريات، إضافة إلى شحن طاقاتهم من جديد بعد فترة معسكر طويلة امتدت لثلاثة أسابيع، وقال في هذا السياق: نحن نؤمن أن اللاعبين عندما يعودون إلى أنديتهم سيخوضون تجارب مختلفة، وسيكتسبون ثقة أكبر، وعندما يعودون إلينا مرة أخرى سنجدهم أكثر جاهزية وقدرة على تقديم الأفضل. وشبّه المدرب المساعد عودة اللاعبين من أنديتهم بالبطاريات التي تعاد شحنها، مضيفًا: كأننا نتحدث عن هاتف محمول يحتاج إلى بطارية مشحونة بالكامل، واللاعبون الآن سيعودون لأنديتهم ويتنافسون ويرفعون لياقتهم، وحين يعودون للمنتخب في معسكر أكتوبر سيكونون بطاقة جديدة أقوى وأكثر حيوية، وأكد أن الهدف الأساسي للجهاز الفني هو التحضير المثالي لمباريات التصفيات المقبلة في أكتوبر، لأنها تمثل المحطة الأهم في مسيرة المنتخب نحو تحقيق حلم التأهل.

وأنهى البرتغالي حديثه بالتشديد على أن المرحلة المقبلة تتطلب عملًا مكثفًا وتركيزًا أعلى، خصوصًا على الجانب الهجومي، مكررًا أن المنتخب يملك الإمكانيات اللازمة، لكن ترجمة هذه الإمكانيات إلى نتائج ملموسة تحتاج إلى صبر وعمل يومي متواصل، كما أبدى ثقته في أن اللاعبين يدركون حجم التحديات التي تنتظرهم، وأنهم سيعودون في أكتوبر وهم أكثر حماسة وعزيمة لكتابة فصل جديد في مسيرة المنتخب.