أهلي سداب يتوج بطلا لدوري الشباب للهوكي.. وصلالة وصيفا
كتبت - مريم البلوشية
"تصوير: عبدالواحد الحمداني"
توج نادي أهلي سداب بلقب دوري الشباب للهوكي لعام 2025، بعد أن قدم عرضًا قويًا أنهاه بفوز كبير على نادي صلالة بنتيجة 7-2، في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب هوكي عُمان بولاية العامرات، ليؤكد جدارته باللقب، ليحل نادي صلالة بالمركز الثاني، وجاء نادي مصيرة بالمركز الثالث. وعلى مستوى الجوائز الفردية، خطف اللاعب هزاع البلوشي من نادي صلالة جائزة هداف الدوري، بينما تألق الحارس قيس الوهيبي من نادي أهلي سداب لينال جائزة أفضل حارس مرمى، فيما ذهبت جائزة أفضل لاعب في الدوري إلى اللاعب محمد العلوي من نادي أهلي سداب.
وأقيم حفل ختام الدوري برعاية محمد المشرفي رئيس مجلس إدارة نادي قريات، وحضور الدكتور مروان آل جمعة رئيس الاتحاد العماني للهوكي وعدد من أعضاء مجلس الإدارة.
المباراة النهائية
انطلقت المباراة النهائية بإيقاع متوازن، حيث بدا الحذر واضحًا من الجانبين، وحاول نادي أهلي سداب فرض أسلوبه بالاستحواذ على وسط الملعب وبناء الهجمات المنظمة، بينما اعتمد صلالة على الكرات الطويلة والمرتدات السريعة التي قادها الثنائي هزاع البلوشي وراشد محمد، ورغم بعض المحاولات على المرميين، فإن الصلابة الدفاعية وتألق الحارسين منعا اهتزاز الشباك، لينتهي الربع الأول بنتيجة صفر/صفر.
وبدأ أهلي سداب الربع الثاني بشكل هجومي ضاغط، ومع الدقيقة 22 حصل على ركنية جزائية نفذها سعد الفزاري ليسجل الهدف الأول مانحًا فريقه التقدم، بعدها بدقيقة كاد صلالة أن يعود عبر ركنية جزائية أهدرها راشد بن محمد سالم، ليعود الضغط من لاعبي أهلي سداب سريعًا حيث حصل ليث الوهيبي على ركنية أخرى في الدقيقة 25 سددها إياد العلوي لترتطم بالقائم وتكمل طريقها خارج المرمى؛ ولكن الإصرار من لاعبي أهلي سداب أسفر عن الهدف الثاني بواسطة أنس السيابي من متابعة ذكية في الدقيقة 26، قبل أن يضيف اللاعب نفسه الهدف الثالث من ركنية جزائية متقنة في الدقيقة 29، وهكذا أنهى نادي أهلي سداب الربع الثاني متقدمًا بثلاثية نظيفة عكست تفوقه الواضح.
ودخل لاعبو أهلي سداب الربع الثالث بروح عالية ومعنويات مرتفعة، فأضاف راشد العلوي الهدف الرابع من ركنية جزائية في الدقيقة 31، وحاول صلالة تقليص الفارق من ركنية حصل عليها بعد دقيقتين، إلا أن راشد بن محمد لم ينجح في استغلالها، لتزداد متاعب الفريق، وفي الدقيقة 35 سجل سعيد الفزاري الهدف الخامس لنادي أهلي سداب، وأمام تراجع لاعبي صلالة وغياب التركيز في التعامل مع الركنيات الجزائية إذ أهدروا ثلاث محاولات متتالية، حافظ أهلي سداب على تفوقه لينتهي الربع الثالث بخماسية نظيفة عكست واقعية الأداء وقوة الخط الهجومي.
في الربع الأخير، واصل أهلي سداب تألقه وسجل ليث الوهيبي الهدف السادس من ركنية جزائية في الدقيقة 48، وبعد محاولات عديدة، تمكن لاعبو صلالة من تقليص الفارق في الدقيقة 54 بواسطة راشد بن محمد من ركنية جزائية ناجحة؛ لكن رد أهلي سداب جاء سريعًا عبر أنس السيابي الذي أحرز هدفه الشخصي الثالث (هاتريك) والهدف السابع لفريقه في الدقيقة 56، ورغم تسجيل راشد محمد الهدف الثاني لصلالة في الدقيقة 58 من ركنية أخرى، إلا أن ذلك لم يغير من واقع تفوق أهلي سداب الذي أنهى المباراة منتصرًا 7-2 ومتوجًا باللقب.
الاهتمام بالفئات السنية
وبعد ختام الدوري، قال راعي الختام محمد المشرفي رئيس نادي قريات: سعدت برعايتي لحفل ختام دوري الشباب للهوكي، حيث شهدنا مستوى فنيًا جيدًا من الفريقين المتأهلين للمباراة النهائية، أهلي سداب وصلالة، وقد كان الأداء رائعًا ويعكس الجهد الكبير الذي تبذله الأندية في إعداد لاعبيها.
وأضاف المشرفي: أود أن أشيد بالجهود التي بذلها الاتحاد العماني للهوكي وأعضاء مجلس الإدارة، في التنظيم المميز لهذا الدوري، والاهتمام بالفئات السنية التي تعد من الركائز الأساسية لاكتشاف المواهب وصناعة جيل قادر على تمثيل المنتخبات الوطنية في المستقبل.
وأشار إلى أن هذا الدوري فرصة مهمة لاكتشاف مجموعة من اللاعبين الموهوبين للمشاركة في البطولة العالمية المقبلة المقررة في شهر يناير من العام القادم، وإتاحة المجال أمامهم للاحتكاك الدولي، إلى جانب صقل مهارات اللاعبين المجيدين من خلال خوض مباريات متعددة تمنحهم خبرة أكبر.
وحول نشاط نادي قريات في لعبة الهوكي أوضح المشرفي أن نادي قريات يعد من الأندية التي كانت من أوائل من شارك في لعبة الهوكي منذ بداياتها، وحقق بطولات في هذه الرياضة، ونحن اليوم نواصل هذا الإرث الكبير.
وتابع قائلًا: نستعد هذا العام للمشاركة في دوري الدرجة الأولى وكأس جلالة السلطان للهوكي، ونتطلع إلى أن نحقق نتائج إيجابية، كما نسعى للمنافسة في الدوري بشكل قوي، رغم التحديات التي تواجه الأندية من حيث الموارد المالية والإمكانات المحدودة.
نظام الدوري لا يطور اللاعبين
من جانبه، قال أيمن الكثيري مدرب نادي أهلي سداب: نبارك للاعبينا وجمهورنا والجهازين الفني والإداري هذا الإنجاز الذي يضاف إلى إنجازات النادي، لقد كنا حاملين اللقب في العام الماضي، وتمكنا من الحفاظ عليه للعام الثاني على التوالي. ورغم سعادته بالتتويج، عبّر الكثيري عن عدم رضاه بشأن نظام الدوري، قائلًا: أنا غير راضٍ عن نظام الدوري، لأننا حتى الوصول إلى النهائي لعبنا أربع مباريات فقط، وهذا عدد قليل جدًا لا يساعد على تطوير اللاعبين بالشكل المطلوب.
وأضاف موضحًا: طموحنا من هذا الدوري هو أن يخوض اللاعبون في المراحل السنية أكبر عدد ممكن من المباريات لاكتساب الخبرة وصقل مهاراتهم، لكننا تفاجأنا في النهاية بأن النظام جعل بعض المجموعات تضم فريقين فقط، وهو أمر لا يخدم الهدف الأساسي من الدوري.
خسارة موجعة
فيما قال وائل محمود يحيى مدرب نادي صلالة، عقب خسارة فريقه في نهائي الدوري: الخسارة كانت موجعة وقوية، لكننا لم نكن جاهزين بالشكل المطلوب لهذا الدوري، وأهلي سداب كان أكثر استعدادًا بعدما خرج من دوري الناشئين وهو في جاهزية كاملة، بينما نحن واجهنا ظروفًا صعبة خلال الفترة الماضية.
وأوضح أن فترة الإعداد لفريقه لم تكن مثالية بسبب تزامن الدوري مع موسم الخريف في ظفار وانشغال اللاعبين بأعمالهم، مضيفًا: كنا نتمنى أن يتأجل الدوري قليلًا حتى نستعد بشكل أفضل، ومع ذلك، وصولنا إلى النهائي يعد إنجازًا.
وتابع يحيى حديثه عن مجريات اللقاء قائلًا: في المباراة الأولى خلال الأدوار النهائية قدمنا أداء جيدًا أمام أهلي سداب وكنا نقرأ مجريات اللعب بشكل صحيح، لكن في النهائي تفوقوا علينا بفضل استغلالهم الجيد للفرص وثباتهم الكبير خاصة في الربع الأول، وحارس مرماهم كان أكثر خبرة وثباتًا مقارنة بحراسنا الصغار الذين شعروا ببعض الارتباك.
كما وجه التهنئة لنادي أهلي سداب قائلًا: أبارك لهم على تحقيق لقب الدوري، ولدى النادي لاعبون أصحاب قدرات تؤهلهم للعب في الفريق الأول، وقد استحقوا الفوز.
وأضاف متحدثًا عن أخطاء فريقه: الانفعالات العصبية لدى بعض اللاعبين وعدم تحملهم الضغط أثرت على أدائنا، فحصلوا على بطاقات عديدة وانشغلوا بالاعتراض على التحكيم بدلًا من التركيز في الواجبات داخل الملعب، وهذا أمر طبيعي لأن بعضهم جاء من فترة راحة طويلة ولم يكن في أفضل جاهزية بدنية، واللاعب عندما يكون في قمة جاهزيته يركز على المباراة أكثر من أي شيء آخر.
واختتم مدرب صلالة حديثه مؤكدًا أهمية تنظيم المزيد من المسابقات المحلية لتطوير المستوى الفني للاعبين، لأن خوض ثلاث مباريات فقط لا يكفي لإعداد لاعب قوي، والدوري إذا امتد لثلاثة أو أربعة أشهر سينتج لاعبين أفضل، وهذا سينعكس بشكل مباشر على المنتخب الوطني، وأغلب اللاعبين في الفريقين هم أبناء المنتخب، ونتمنى لهم التوفيق في المستقبل.
ثمرة التدريبات اليومية
وعبّر راشد العلوي لاعب نادي أهلي سداب، عن فرحته الكبيرة بعد التتويج بلقب دوري الشباب للهوكي، مؤكدًا أن الفوز جاء نتيجة عمل جماعي وجهود مشتركة من جميع عناصر الفريق، قائلًا: شعوري لا يوصف، فالتتويج بالدوري يظل لحظة خاصة في مسيرتي، وهذه ليست المرة الأولى التي نحقق فيها اللقب، لكن لكل دوري ظروفه الخاصة، ونعد جماهيرنا بأن القادم سيكون أجمل.
وعن الانتصار الكبير الذي حققه الفريق في النهائي، أوضح العلوي قائلًا: النتيجة العريضة لم تأتِ من فراغ، بل كانت ثمرة التدريبات اليومية المكثفة، والانضباط التكتيكي الذي رسمه المدرب لنا، كنا نلعب بتركيز عالٍ وبروح قتالية، ووفقنا في استغلال الفرص.
وحول الفوائد المكتسبة من المشاركة في الدوري، أوضح العلوي بقوله: هذا الدوري شكّل محطة مهمة لي ولزملائي من أجل تطوير مستوانا وزيادة خبرتنا. بالنسبة لي، طموحي أن أخوض تجربة الاحتراف خارج سلطنة عمان وأن أكون عنصرًا فاعلًا في المنتخب الوطني، وأسعى لتحقيق هذا الحلم خطوة بخطوة.
وأشاد بالدور الكبير للجهاز الفني، قائلًا: استفدت كثيرًا من المدرب الذي قاد الفريق، فهو يملك خبرة واسعة وفكرًا تكتيكيًا عاليًا، وتوجيهاته ساعدتنا على فهم تفاصيل اللعبة بشكل أعمق، ومنحنا الثقة داخل الملعب، وهذا ليس بغريب على مدرب بهذا المستوى.
