967130
967130
الرياضية

ضعف التكوين الفني وعدم الاهتمام .. أهم أسباب تراجع المراحل السنية بمحافظة ظفار

28 مارس 2017
28 مارس 2017

المدربون يؤكدون على إلزام الأندية بإنشاء مدارس للكرة وتوفير الإمكانيات -

صلالة - عادل البراكة -

تعتبر المراحل السنية اللبنة الأساسية في صقل اللاعب ونواة حقيقية ورافدا أساسيا للفريق الكروي الأول لأي نادٍ إلا أن الملاحظ خلال السنوات الأخيرة التراجع الكبير لأندية محافظة ظفار في هذا الجانب وعدم تحقيق أندية المحافظة إنجازات في هذا القطاع المهم كون أندية المحافظة كانت الأندية الأبرز الولادة للمواهب الكروية والتي دائما ما تكون النواة الأساسي لمختلف المنتخبات الوطنية، لا شك هناك العديد من النقاط التي كانت خلف هذا التراجع المخيف في قطاع المراحل السنية والذي بات على أندية المحافظة أن توليه جل اهتمامها وليس أن تشارك لمجرد المشاركة والمنافسة على مستوى المحافظة بل عليها أن تستقطب أجهزة فنية ذات كفاءة كبيرة في هذا القطاع المهم، ومن أجل الوقوف على مسببات ذلك للتراجع يتواصل (عمان الرياضي) مع الأجهزة الفنية والإدارية لهذا القطاع في أندية المحافظة.

حضور ضعيف

سجلت فرق المراحل السنية خلال السنوات القليلة الماضية حضورا ضعيفا لأندية محافظة ظفار سواء على مستوى المحافظة أو من خلال المشاركة على مستوى السلطنة والتي لم تحقق أندية المحافظة النتائج المرجوة بالرغم من محاولاتها إلا أنها تظل ضعيفة في ظل المعضلات التي تصاحب مشاركاتها في مختلف استحقاقات المراحل السنية، وذلك أما لسوء اختيار الأجهزة الفنية أو لعدم وجود مدارس لصقل تلك المواهب الموجودة في مختلف الفرق والتي لا شك تتطلب وجود أجهزة فنية تملك من الخبرة الكثير في هذا الشأن إلا أنه للأسف الشديد باتت بعض أندية المحافظة تشارك لمجرد المشاركة لعدم وجود نظرة مستقبلية لهذا القطاع كونه نواة حقيقية للفريق الأول الذي أصبحت أندية المحافظة تستقطب لاعبين من مختلف أندية السلطنة وتدفع أموالا طائلة لهدف تحقيق إنجازات، وذلك لعدم وجود مخرجات من أبناء الأندية بالرغم من ذلك فإن سياسة أندية المحافظة تواصلت عبر الإدارات المتعاقبة ولا نعرف السبب في عدم التأني في بناء قاعدة متينة لتحقق من خلالها تلك الإنجازات، تظل تلك رؤية وأهداف واستراتيجيات إدارات أندية المحافظة التي بات عليها أن تترجل عنها قليلا وتترك مساحة لبناء قاعدة كون المحافظة تملك مواهب واعدة هي بحاجة ماسة وملحة لاهتمامات إدارات أندية المحافظة إذا أرادت أن تجني الثمار كما هو حاصل في محافظات أخرى في السلطنة.

الكثير من العمل

سعيد بن بشير عبيدون أحد الكوادر التدريبية المجيدة في قطاع المراحل السنية أكد أن عودة قطاع المراحل السنية في أندية المحافظة إلى نصابها تتطلب الكثير من العمل والجهد من إدارات الأندية في ظل عدم الاهتمام الكافي من قبل إدارات تلك الأندية بهذا القطاع المهم والحيوي.

وعن الأسباب التي أدت إلى تراجع هذا القطاع خلال السنوات الماضية قال: إن أهم الأسباب يعود إلى عدم اهتمام الأندية بالمراحل السنية كون اهتمامها ينجلي بالفريق الأول فقط مما أدى إلى ضعف ملحوظ في مختلف فرق المراحل السنية، ناهيك عن مشاركة الأندية في تلك الاستحقاقات من اجل المشاركة فقط، كذلك عدم وجود أهداف واستراتيجيات وخطط للمدى البعيد من قبل إدارات الأندية بالإضافة إلى عدم وجود الكوادر المؤهلة إداريا وتدريبيا لقيادة تلك الفرق، وعدم تشجيع أولياء الأمور لأبنائهم في الانضمام للأندية، كما أن توقيت المباريات لهذا القطاع غير مناسب وكذلك الملاعب التي تقام عليها مباريات المراحل السنية لا تكون بالمواصفات التي تخدم اللاعب لتقديم المستوى الإيجابي والمحافظة على سلامة هؤلاء اللاعبين صغار السن.

وأكد سعيد بشير أن الحل يكمن في إلزام الأندية بإنشاء مدارس كرة قدم بمواصفات تخدم هذا القطاع، وإقامة دوري للبراعم، كذلك على إدارات الأندية إقامة بطولات داخلية في النادي ومهرجانات تساهم في بروز مواهب تلك الفئة واستمرار التمارين في الأندية بشكل متواصل وليس من اجل بطولة فقط، بالإضافة إلى إقامة حلقات عمل لمدربي المراحل السنية وندوات بهدف تطوير هذا الكادر ليكون مؤهلا للعمل كمدرب لهذه الفئة المهمة.

عمل تكميلي لروزنامة الموسم

قال مدين بن أحمد حبظة أمين السر العام بنادي النصر: كما هو ملاحظ أن المخرجات للمراحل السنية للسنوات القليلة الماضية لم تعد مثلما كانت في السابق ولعل السبب الرئيسي هو عدم إعطاء تلك الفئة الاهتمام الكافي من قبل الأندية من حيث توفير الكوادر التدريبية المؤهلة لبناء وتأسيس جيل يرفد الأندية وينعكس على رفد المنتخبات الوطنية.

وأشار أمين السر العام بنادي النصر إلى انه ما زالت النظرة لمسابقات المراحل السنية هو عمل تكميلي لروزنامة الموسم الرياضي فقط والدليل ما زالت المباريات تقام الساعة 4 عصرا في أجواء شديدة الحرارة وإذا ما رجعنا للواقع نجد أن هذه المراحل لا تجد الاهتمام الكافي للأسف الشديد كون الأندية تصب جام تركيزها على الفريق الأول لكرة القدم فقط.

وأكد أن المراحل بالأندية تعاني من عدم توفر ملاعب مخصصة وعدم توفر وسائل نقل ولا أدوات والفترة التي يقضيها اللاعب في الاستعداد للمسابقات غالبا لا تكون كافية نظرًا للظروف التي توجد بالأندية وتظل الحلقة مفقودة بين عمل الأندية والمنتخبات مما تعاني الأجهزة الفنية بالمنتخبات لإعادة بناء وتجهيز اللاعبين بالشكل الصحيح في ظل توجه الأندية لتسخير كل إمكانياتها للفريق الأول فقط وعملية شراء اللاعبين المنتقلين من نادٍ إلى آخر كان سببا مباشرا بعدم الاهتمام وإعطاء الفرصة لفئات المراحل السنية الاحتكاك والمشاركة وإثبات جدارتهم وذلك بسبب التحول لدوري المحترفين مما زادت المعاناة وارتفعت فاتورة التعاقدات مع العلم من ناحية تنظيمية وإدارية تعتبر أفضل في آخر 3 مواسم.

وتساءل أمين السر العام بنادي النصر هل يعقل أن تبني بدون أساس متين بالقاعدة؟ لذا إذا ما أردنا أن ننجح يجب الاهتمام بالمراحل السنية في اختيار الكفاءة التدريبية وتوفير البيئة والأدوات المناسبة من ملاعب ونقل وتغذية وإعطاء مخرجاتها الفرصة للمشاركة والاعتماد عليها مما ستعود بالفائدة الكبرى على الأندية والمنتخبات الوطنية لذا لا بد من المراجعة وتقييم الأمور بشكل صحيح.

لا يخدم الأندية ولا المنتخبات

أكد المدرب الوطني أحمد بن سعيد الشحري أن دوري المراحل السنية في واقعه لا يخدم الأندية ولا المنتخبات إطلاقا ومثال على ذلك في محافظة ظفار فريق الرديف يلعب 8 مباريات رسمية فقط في الموسم والصاعد منهم يلعب عددا بسيطا من المباريات وهذا لا يخدم اللعبة أبدا وبعد نهاية دوري الرديف قد يرحل للفريق الأول لاعب أو لاعبان فقط من هذا الفريق ويكون كلاعب احتياطي وليس أساسيا في ظل هوس الاحتراف وباقي اللاعبين تتبناهم الفرق الأهلية مما ينتهي إلى نفس مشوار من سبقوه.

وأشار الشحري إلى أنه في ظل تلك الظروف لا يوجد بناء للفرق بل هدم بكل أسف واقترح إقامة دوري للرديف قوي مثل الفريق الأول ويشارك في دوري السلطنة عامه مثل دوري عمانتل، أما بقية الفئات السنية الناشئين والشباب فهم أيضا يعانون من مشاكل أكبر، كل نادٍ بحاجة إلى خبير فني يؤهل ويساند المدربين الوطنيين ويغير الفكر غير الاحترافي السائد في معظم هذه الفئات وكلهم من الطلبة دراسة وتدريب ومباريات وتوقيت المباريات وسهر وعدم الانضباط وعدم وجود أي حوافز لتلك الفئات كون الأندية فقيرة ولا تستطيع حتى توفير مستلزمات اللعبة، التخطيط المستقبلي على المدى البعيد للكره العماني بكل أسف صفر ونحن بحاجة إلى مراجعة حساباتنا ونتساءل ماذا يفعل الخبير وما حاجتنا له؟.

غياب الكفاءة التدريبية

المدرب الوطني حمدي هوبيس هو أيضا أكد أن تراجع تدني مستوى المراحل السنية في محافظة ظفار يعود إلى عدة نقاط أبرزها إدارات الأندية لعدم اهتمامها الكافي بهذه الفئة العمرية التي تعتبر البذرة واللبنة التي يمكنك تشكيلها وزراعة ما تريد فيها كالسمات الشخصية والثقافية والرياضية والتدريبية ومن خلالها تمنح هذا اللاعب في هذه المرحلة أسسا يشيب عليها فإما أن تجعل منه رياضيا وقدوة حسنة وذا موهبة يكون ذا منفعة له ولناديه وللرياضة العمانية بشكل عام أو أن تجد في هذا اللاعب مستقبلا وقتيا ينتهي بشكل أسرع وإن واصل مسيرته الرياضية إلا أنه سوف يفتقد النجومية وحتى في الجوانب الإدارية تكون ضعيفة وذلك يعود إلى عدم التنشئة السليمة وهذه بعض النقاط في الجانب الإداري التي تفتقرها إدارات الأندية.

وتحدث هوبيس بعمق عن الجانب الفني كونه سبق وأن عمل كمدرب موسمين لفريق الشباب بنادي النصر وموسما في نادي ظفار ومثله في نادي الاتحاد بأن المفاجئ في الأمر انحصار تفكير اللاعب الذي استقاه من مدربين سابقين في كيف الفوز فقط بعيدا عن أساسيات كرة القدم الذين يفتقدونها للأسف الشديد وأكبر مثال هو الفريق الكروي الأول بنادي النصر إذا ما رجعت إلى تشكيلة الفريق سوف تجد مستواهم عاديا جدا لا يوجد لهم أي تأثير إيجابي على المجموعة كذلك من جانب الكم العددي تجد عددا قليل منهم في الفريق الأول وهذا يعود إلى عدة أمور وهي أن اللاعب خلال فترة التنشئة لم يستفد الاستفادة الكبيرة من تلك الفترة، وذلك لعدم وجود المدرب الذي يعلم هذا اللاعب أساسيات اللعبة لذا فإنه في حالة توليه إدارات الأندية لمدرب ليست لديه الكفاءة التدريبية لماذا تنتظر أن يكون الناتج فهناك أربعة جوانب في أساسيات اللعب وهي بدني وتكتيكي وتكنيكي وسيكولوجي وهو الجانب النفسي فإذا لم توجد لدى المدرب القدرة على التأثير على اللاعب من خلال هذه الجوانب فإنه لا يمكن أن يؤثر على اللاعب في الجوانب الأخرى لذا فإن اختيار الأجهزة الفنية مشكلة كبيرة تواجهه إدارات الأندية كمثل استقطاب الشيخ علي الرواس رئيس نادي ظفار أجهزة فنية من مصر فمن وجهة نظري توجد أجهزة فنية وطنية في المحافظة ذات كفاءة من تلك الأجهزة الفنية المستقطبة ولكن إدارات الأندية لا تمنح تلك الكفاءات الفرصة لأسباب عدة منها شخصية وللأسف الشديد بعض الإدارات تدمج العمل مع الشخصنة في اختيار المدرب وتتناسى بأن المدرب والإدارة منظومة واحدة إلا أنها تسعى إلى إبعاد تلك الكفاءات القادرة على زرع أساسيات اللعبة وبالتالي تكون هناك مخرجات لها قيمتها سواء على مستوى النادي أو المنتخبات الوطنية.

وأشار إلى أن إدارات الأندية تستقطب أجهزة فنية تفتقر إلى شهادات تدريبية مؤهلة كونهم لم يكونوا لاعبين سابقين لهم مكانتهم هذا جانب والجانب الآخر نجد انعدام استراتيجية الأندية وخططها لهذه الفئة وتوفير الأدوات التي من خلالها تهيئة الأجواء المناسبة كتوفير المواصلات والأجهزة الفنية متكاملة مؤهلة وأجهزة إدارية يملكون خيارات تراكمية لذا فإن الناتج لن يكون بالطموح كون اللاعب يفتقر إلى أساسيات اللعبة خصوصا عند التأهل إلى المرحلة الثانية من استحقاقات المراحل السنية نصطدم بأندية المحافظات الأخرى يملكون لاعبين تأسسوا بشكل صحيح من كافة الجوانب بالرغم من افتقارهم للموهبة إلا أنهم تأسسوا على أساسيات اللعب بالشكل السليم بخلاف لاعبي المحافظة الذين اصبح السهر عنصرا أساسيا ليس للاعب فحسب بل للأجهزة الفنية بالنفس وهذا هو الفارق.

وأضاف: يستوجب على إدارات الأندية الاهتمام بهذه الفئة من كافة الجوانب وتثقيفهم التثقيف السليم من حيث الحضور للتمارين والانضباط وحتى الاهتمام بالجانب التعليمي حتى يشعر اللاعب بوجود منظومة متكاملة والابتعاد عن زرع الأفكار الهدامة وإيحاء اللاعب بأنه نجم ولاعب كبير لأن مثل هذه الأمور لن تساعد على استمرارية اللاعب خصوصا أنه يفتقد إلى التأسيس الصحيح وسوف يكون مصيره الانتهاء سريعا لذا فإننا نستنتج من تراجع تلك الفئة إلى عدد من النقاط متمثلة في الاختيار غير الصحيح للأجهزة الفنية والإدارية بالإضافة إلى الخطط العملية للأندية خلال مرحلة خمسية وماذا يريدون إنجاز خلال تلك المرحلة والمحصلة سوف تجد لاعبين فقط من أبناء النادي في الفريق الأول وباقي العناصر مستقطبة من مختلف أندية السلطنة بالإضافة إلى المحترفين الأجانب.

ضعف التكوين الفني والمهاري

بينما أكد المدرب الوطني محمد بن عوفيت الحضري إلى أن ضعف التكوين الفني والمهاري في إعداد اللاعبين يعد ابرز الأسباب في تراجع المراحل السنية في محافظة ظفار مما يستوجب وجود مدربين مؤهلين في هذا الجانب المهم كذلك البنية الجسمية للاعب في المحافظة مقارنة بالمحافظات الأخرى في السلطنة تجدها ضعيفة نوعا ما بالإضافة إلى نمط الحياة في المحافظة خاصة فيما يتعلق بالسهر اثر كثيرا على مستوى وأداء اللاعبين ولا ننسى ظهور المواهب الكروية في مختلف محافظات السلطنة الأخرى التي لم تكن موجودة في السابق إلا أنها في الفترة الأخيرة بدأت في الظهور وبدا الإنتاج على مستوى عالٍ على مستوى جميع المراحل كون تلك المواهب كانت سابقا مقتصرة على محافظة ظفار وأندية الشرقية وبعض أندية مسقط ولكن الآن بدأت أندية الباطنة والداخلية والظاهرة مما عملت منافسة بينها.

وأشار الحضري إلى أن من الأسباب التي اثر في تراجع مستوى المراحل السنية في محافظة ظفار عدم اهتمام إدارات الأندية بهذه الفئة كونها تصب تركيزها على الفريق الأول فحسب وتولي الأندية اهتماما ضعيفا جدا بفئة المراحل السنية من حيث ضخ الإمكانيات وتوفير الملاعب والمدربين المؤهلين فكل تلك العوامل أثرت على أداء المراحل السنية.

وأضاف الحضري: إن هناك عدة حلول من شأنها إعادة المراحل السنية إلى نصابها حيث يأتي في المقام الأول اختيار الكادر الفني المؤهل لتكوين هذه الفئة التكوين السليم كونها اهم مرحلة لتلك الفئة التي تتطلب وجود مدرب مؤهل يستطيع صقل اللاعبين من خلال الجرعات التدريبية والعمل وفق منهج مقنن يتناسب مع أعمار اللاعبين حسب إمكانياتهم وقدراتهم الذهنية والبدنية كذلك تنظيم نمط الحياة في المحافظة خاصة فيما يتعلق بالتغذية والنوم المبكر كونهما عنصرين مهمين جدا في بداية تكوين اللاعبين.