1390708
1390708
الرياضية

«العمة إيفا» كلمة السر الكرواتية !

14 يوليو 2018
14 يوليو 2018

(أ ف ب) - إذا تمكنت كرواتيا من كتابة التاريخ بفوزها بلقب كأس العالم في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخها على حساب فرنسا، ستكون لمديرة المنتخب إيفا أوليفاري التي يطلق عليها اللاعبون “العمة إيفا” أو “الزعيمة”، حصتها الوازنة في الإنجاز. إذا كانت طريق المنتخب الكرواتي إلى نهائي المونديال طويلة، ومثلت إنجازا بعد 20 عاما من بلوغ نصف نهائي 1998، فإن درب أوليفاري لم يكن أسهل. الجيل الكرواتي الجديد من اللاعبين هو انتصار شخصي لها. لاعبة كرة المضرب السابقة التي توقفت مسيرتها في الملاعب بسبب الإصابة، رافقت ولادة الاتحاد الكرواتي لكرة القدم في 1992، بعد نيل بلادها الاستقلال عن يوغوسلافيا. الآن، بزيها الرسمي الأنيق وشعرها الأشقر المنسدل على كتيفها، تجلس أوليفاري البالغة من العمر 49 عاما إلى دكة البدلاء، بين 23 لاعبا وأفراد آخرين في الجهاز الفني. وتقول أوليفاري لوكالة فرانس برس: “لم أتعرض للتمييز، لكن من الأكيد أنني سمعت عبارات من قبيل “يجب ألا تكون هناك، سيكون من الأفضل لو كان (المدير) رجلا، فهي لا تعرف شيئا عن كرة القدم...””.

لم تنل هذه التعلقيات من المرأة التي تتحدث بنبرة واثقة.

الآمرة الناهية

ما يحدث على أرض الملعب أثناء المباريات هو مسؤولية المدرب زلاتكو داليتش. أما كل ما عدا ذلك، فيعود إلى “العمة إيفا”.

وتوضح المسؤولة الكرواتية بابتسامتها المحببة “اللاعبون الشبان، يشعرون بالخوف والرهبة عندما يلتحقون بالمنتخب، هم لا يعرفون أين وصلوا، وينادونني “العمة ايفا” (...) مع الوقت يصبح الأمر أكثر بساطة”.

هي عمليا في موقع المسؤولية، وصاحبة سلطة واسعة.

تشرح “انطلاقا من كوني مديرة الفريق (...) أهتم بكل الأمور الإدارية، وبالتواصل مع الخصم، ومع الأندية، وتحضير السفرات... وكل ما تتطلبه المشاركة في الاستحقاقات الخارجية”.

كذلك يتضمن عملها مساعدة مدرب المنتخب في التنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). على سبيل المثال التبليغ بالتبديلات التي يعتزم المدرب القيام بها أثناء المباريات.

هي المرة الأولى التي تجد أوليفاري نفسها في مونديال لكرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى عالميا التي لا يزال عالمها يقتصر على الذكور إلى حد كبير (من الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخبات، والصحافة والحكام...).

قاهرة شتيفي جراف

تؤكد أوليفاري، وهي والدة لطفلين، أنها تحب “رؤية عدد أكبر من النساء على العشب الأخضر وخارجه. لا يقتصر تمثيلنا لكرة القدم على مزاولة اللعبة فقط: بل نستطيع ذلك من خلال العمل في الإدارة، والتعاطي بانتقالات اللاعبين...”.

كلاعبة لكرة المضرب، سبق لها الفوز على أسطورة اللعبة الألمانية شتيفي جراف خلال دورة خاصة بالناشئات. إلا أن الأمر أحتاج أكثر من 20 عاما لتصبح أوليفاري دور أساسي في الاتحاد الكرواتي لكرة القدم، الذي يترأسه هداف مونديال 1998 دافور شوكر، والذي قاد بلاده للمركز الثالث يومها.

خطت خطوتها الأولى كمديرة للمنتخب في نهائيات كأس أوروبا 2016 في فرنسا، بعد تعيينها في هذا المنصب عقب مونديال البرازيل 2014.

تقول “هذا الأمر رائع، سواء كنت رجلا او امرأة”.

انتهت تجربتها الأولى بحزن رافق خسارة المنتخب أمام البرتغال في ثمن نهائي بطولة أوروبا، بإصابة سجلها ريكاردو كواريسما، لتتوج البرتغال لاحقا بلقبها القاري والكبير الأول.

في روسيا، جاء المجد ليزنر منتخب كرواتيا الذي يقوده لوكا مودريتش. ولم ينس صانع ألعاب ريال مدريد احتضان “العمة إيفا”، إذ ارتمى بين ذراعيها بعد الفوز الصعب على الدنمارك في ثمن النهائي بركلات الترجيح.

تقول المديرة أوليفاري “أعتقد أن وقتنا قد حان لتحقيق أشياء لم يكن البعض ليصدق أننا نستطيع القيام بها في هذا المونديال”.

يوم الأحد، في ملعب لوجنيكي بالعاصمة موسكو، ستقف أوليفاري على مسافة قريبة من محاربي منتخب كرواتيا، في سعيهم الى تحقيق إنجاز غير مسبوق لبلادهم في تاريخ كرة القدم.