قرية حلة الحصن بالخابورة .. ذاكرة محملة بحكايات الزمن القديم
تحتوي تراث أجداد خلدوا معاني الحياة على رمال البلدة -
الخابورة ـ حمد بن سعيد المقبالي -
حلة الحصن هي قرية ساحلية بولاية الخابورة تفوح منها رائحة الماضي العريق وذلك لما تحتضنه من رموز وشواهد تاريخية عكست التاريخ العريق لهذه المنطقة .
وقرية حلة الحصن تقع على طول خط الساحل الممتد من محافظة مسقط وصولاً إلى ولاية شناص تحدها من الشرق منطقة محيضيب ومن الغرب منطقة الواسط وتتميز حلة الحصن بمناخها المعتدل شتاءً وشديد الحرارة صيفاً ٠ وهذه البلدة ذات التاريخ العريق والذي يجسده السوق القديم المحاذي لشاطئ البحر والذي يقع تحديدا بجانب حصن الولاية يعتبر من أهم الأسواق ليس فقط على مستوى الولاية وإنما على امتداد الشريط الساحلي لمنطقة الباطنة بأكمله فقد كان بمثابة مرسى للسفن والمراكب التي تأتي إلى شواطئ الولاية من كل الجهات محملة بالبضائع والمواد الاستهلاكية كما كان اعتماد سكان معظم المناطق الجبلية والساحلية بالمنطقة عليه في التزود بما يحتاجونه من زاد ومؤن ولا يزال السوق محتفظا برونقه التقليدي ويعد هذا الحصن واحدا من المعالم التاريخية التي تزخر بها الولاية ورمزا سياحيا هاما حيث يتميز بسهولة الوصول إليه وروعة الموقع وسيخدم القطاع السياحي إلى جانب المواقع السياحية الأخرى التي تنتشر في مختلف القرى والبلدات .
معالم وذكريات
وسميت هذه القرية بحلة الحصن لوجود حصن الخابورة بها والذي يعتبر من بين تلك الشواهد التي تحكي عظمة هذه الولاية وتاريخها الضارب في جذوره أعماق التاريخ كغيرها من ولايات السلطنة بالإضافة إلى احتضان بيوتها لمعالم وذكريات ووجود مكاتب خدمية كان يرتادها القاصي والداني ومن بلدة حلة الحصن طاف العديد من الوجوه وزارها الكثير من الشخصيات التي رسمت هندام ومقام حلة الحصن البارز الذي سطر ملحمة على مر الزمن وتراث وأجداد خلدوا معاني الحياة على رمال تلك البلدة وجمال البحر وتناغم يبهر القلوب بمهنة صيد السمك التي تبقي وسام عليل يهز المشاعر ويعطيها جاذبية تتزين وتتكحل منها العيون . حلة الحصن البلدة الساكنة في وهج العطاء ذات المدلول الوفير من نقاء ولقاء ومتعة وانسجام ومباهاة كانت ولازالت منذ القدم ، وحلة الحصن حكاية تبقيك في صياغة الحدث وتبتسم لوجودك بين حنايا تلك البلدة المليئة بالحكايا ، التي امتزجت بالزمن الماضي الجميل وبين تاريخ لن يغيب عن حاضرها.
فنون شعبية وصيد تقليدي
وتعتبر حلة الحصن مزاراً سياحياً لكثير من السياح حيث أنها تمتلك مقومات السياحة المثالية ولربما تأخذك معالم هذه البلدة إلى الماضي البعيد حيث إن سكانها يعيشون حياة بسيطة تجسد الحياة قبل النهضة المباركة للسلطنة وبعض سكانها يعتمدون على مهنة صيد الأسماك كما أسلفنا والذي يعتبر الوجبة الرئيسية لسكان البلدة والبعض يعمل بالتجارة تخليداً للتقاليد التي رسخها الآباء في نفوس أبنائهم بينما اتجه الجانب الآخر للهجرة إلى محافظة مسقط والمحافظات الأخرى للعمل فيها وخصوصاً بعد بزوغ شمس النهضة المباركة أما عن ممارسة الفنون فتجد أهالي حلة الحصن يمارسون ويحيون بعض الفنون الشعبية في المناسبات والاحتفالات الوطنية مثل (فن الرزحة والوهابية والقصافي ، وفن العازي والميدان) وغيرها من الفنون محافظين بذلك على التراث العُماني الأصيل ٠قديماً كان يوجد بالحلة مقراً للقاضي وآخر للوالي ، كما يوجد بها مكتباً لاستقبال السفن بما يسمى بـ ( الفرضة ) ومقراً وملعباً لنادي الخابورة وفريقه الأهلي ( اليرموك ) ويوجد بها كذلك مركز صحي الخابورة ومدرسة الحواري بن مالك الإعدادية ولكن مع الزحف والتقدم العمراني انتقلت تلك المرافق والمكاتب الخدمية إلى مناطق أخرى أبرزها حالياً منطقة السرحات ٠
