خطة لتوظيف 3500 مواطن في شركة «مواصلات» برواتب ما بين 760 إلى 800 ريال
4 رؤساء تنفيذيين في نقاش مفتوح مع الحضور بمنتدى «مسارات» -
بدء أعمال تحديث أسطول العبّارات الوطنية وطرح «شناص» للبيع بعد خدمة 10 سنوات -
كتب - زكريا فكري -
دشنت وزارة النقل والاتصالات أمس تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات أولى أمسيات منتدى “مسارات” بالتعاون مع النادي الثقافي، لربط جسور التواصل بين مشروعات الوزارة والمواطنين وإيجاد مساحات لتبادل الآراء والرد على الاستفسارات بما يصب في النهاية في مصلحة الوطن والمواطن. استضافت الأمسية التي أدارها الإعلامي أحمد بن عبدالكريم الهوتي 4 رؤساء تنفيذيين لكبرى الشركات العاملة في مجال نقل الركاب وهم: مهدي بن محمد العبدواني الرئيس التنفيذي لشركة العبارات الوطنية، وأحمد بن علي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة النقل الوطنية العمانية “مواصلات” والمهندس أحمد بن سليمان اليعربي مدير دائرة النقل البري بوزارة النقل والاتصالات، ويوسف بن احمد الهوتي مدير المشاريع الخاصة بشركة الابتكار للتقنية المعلوماتية “ابتكار”.
وكشفت الأمسية أمس عن العديد من الأخبار السارة حيث أعلنت شركة مواصلات عن بدء إجراءات تعيينات جديدة للشباب بدءًا من أغسطس القادم حيث من المقرر تعيين 3500 موظف بالشركة تدريجيًا برواتب تتراوح ما بين 560 إلى 800 ريال عماني، كما أعلنت شركة العبارات الوطنية عن بدء تحديث أسطول العبارات المكون من 10 عبارات حاليًا التي صنعت خصيصًا للسلطنة بتكلفة 35 مليون دولار لكل عبارة. وعت الشركة التجار وأصحاب الأعمال العمانيين لاستخدام خطوطها الملاحية الدولية مع إيران نظير رسوم معقولة لنقل الخضار والفواكه والبضائع الأخرى خاصة بعد الانتهاء من جسر السيارات في ميناءي بندر عباس وقشم الإيرانيين، وأكد مهدي العبدواني الرئيس التنفيذي للشركة أن وجود شركة قابضة “أسياد” ساعد على توفير 7 ملايين ريال من نفقات العبارات الوطنية سنويا.
كما كشفت جلسة مسارات أمس عن نجاح شركة ابتكار في ضم حوالي 600 سيارة لمشروع مرحبا تاكسي بضمان دخل لكل سيارة لا يقل عن 750 ريالًا شهريًا وفي المواسم يرتفع الدخل إلى 1300 ريال أسبوعيًا.
تفاصيل الجلسة
في البداية تحدث مهدي بن محمد العبدواني الرئيس التنفيذي لشركة العبّارات الوطنية موضحًا أن الشركة أنشئت لاعتبارات لوجستية وكخدمة عامة لنقل البضائع والركاب مقدمة من حكومة صاحب الجلالة، وهي حاليا ضمن مجموعة اللوجستيات القابضة “أسياد” منذ يونيو 2016 حيث نجحت الشركة بعد إجراء العديد من أعمال إعادة الهيكلة وفي ظل تبعيتها للقابضة “أسياد” نجحت في توفير 7 ملايين ريال عماني خلال عام. وقال: إن العبّارات تقطع المسافة بين مسقط - خصب في 5 ساعات على سرعة 48 عقدة أي من 90 إلى 95 كيلومترًا في الساعة وتستهلك 25 ألف لتر ديزل الذي كان لا يتراوح سعره عام 2008 حوالي 80 بيسة للتر، وحاليًا تضاعف سعره وبالتالي ارتفعت التكلفة، كما أن العبارة مسقط - خصب تسع لنحو 40 سيارة دفع رباعي وزاد عدد ركاب العبارات من 3 آلاف راكب إلى 220 ألف راكب.
وقال: إن العبّارات مضى عليها 10 سنوات وبالتالي فنحن نجري لها حاليًا عملية تحديث، وهذا التحديث سيشمل الأسطول كله، وقد طرحنا العبّارة شناص للبيع، وجاء مشترون لها من كوريا والصين، وقال العبدواني: إن خط شنة - مصيرة يعتبر من أكثر الخطوط حيوية وارتفع عدد ركابه إلى 180 ألف سنويًا، ونستهدف 500 ألف راكب، طرحنا أفكارا جديدة مثل: قوارب الأجرة يتم تخصيصها للسياح الراغبين استخدام البحر في تنقلاتهم، وهناك مشروع كروز للرحلات البحرية مثل كوستا.. وفكرنا في خط مسقط - صلالة لكننا وجدنا أن الرحلة سوف تستغرق 15 ساعة، وتحتاج العبارة للتزود بالوقود في البحر عند الدقم مثلا. وقال العبدواني: إن الشركة فتحت 3 خطوط ملاحية ونقل ركاب دولية مع إيران، وهذه الخطوط لم تستغل على الوجه المأمول، ودعا أصحاب الشركات والتجار والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لاستغلال هذه الخطوط لنقل بضائعهم وبأسعار مناسبة، مشيرًا إلى أنها فرصة أيضا لترسيخ مبدأ الاستيراد المباشر للخضروات دون الاعتماد على وسطاء خاصة، وأن المسافة لا تستغرق سوى 3 ساعات فقط، موضحًا أن جسر نقل السيارات على وشك أن ينتهي العمل فيه بميناءي بندر عباس وقشم الإيرانيين وسيسهل الكثير من التبادلات التجارية. وقال: إن الوطنية للعبّارات تحصل على دعم حكومي سنوي يبلغ 10 ملايين ريال عماني، وهذا الدعم يشمل أسعار التذاكر، وقد أجرينا دراسة جدوى بحيث نصل إلى نقطة التعادل، وبالتالي يتوقف الدعم، وقال: إن أسطول الشركة يتكون من 8 عبّارات، وكان لا يزيد عن عبارتين عندما انطلقت أول رحلة في عام 2008 علما أن تكلفة العبارة الواحدة بلغت 30 مليون ريال وجميعها تم تصنيعها خصيصًا للسلطنة.
وظائف جديدة في مواصلات
وتحدث أحمد بن علي البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة النقل الوطنية العمانية “مواصلات” عن القفزة التي حققتها الشركة بعد عام من انطلاق أسطولها المكون من 40 حافلة موزعة على 7 خطوط، تخدم 12 ألف راكب يوميًا منهم 40% مواطنين في الوقت الراهن في حين لم تكن هذه النسبة تتجاوز 5% في البداية، وأضاف: إننا درسنا عامل الوقت، وتأثير الزحام على مسار الحافلات ونجحنا في التغلب على ذلك، وتحقيق عامل الوقت بنسبة إقلاع 100%، كما تمت زيادة عدد الرحلات لبعض المحافظات، وتعاقدنا مع جامعة السلطان قابوس ووزارة التربية والتعليم، لدينا خطط ونتوسع باستمرار ووفقًا لاستراتيجية “مواصلات” فنحن نعمل على التحول إلى شركة ربحية وفقًا لوثيقة نعدها حاليًا، علمًا أن كل شركات نقل الركاب في العالم هي شركات مدعومة من الدولة، ومنها على سبيل المثال نقل الركاب في بريطانيا.
وأضاف الرئيس التنفيذي لمواصلات: لدى الشركة خطة لتوظيف 3500 عماني سنطرح منهم قريبًا 1500 وظيفة بالتدريج براتب يتراوح ما بين 560 إلى 800 ريال عماني، موضحًا أن شهر أغسطس القادم سنبدأ في إجراءات تعيين 400 مواطن في الشركة، كما نتعاون أيضًا مع شباب عماني لتشغيل أجهزة التكييف في محطات الحافلات بالطاقة الشمسية.
لا خصخصة لنقـل الركـاب خارج مسقط
وقال المهندس أحمد بن سليمان اليعربي مدير دائرة النقل البري بوزارة النقل والاتصالات: إن اللائحة التنفيذية لقانون النقل البري ستصدر قريبًا متضمنة كافة الاشتراطات والضوابط وفقًا للاستراتيجية المعلنة 2015 - 2025، وتتضمن اللائحة الجديدة العديد من التسهيلات للشركات والأفراد لمواجهة التجارة المستترة في هذا القطاع والحد من الناقل الأجنبي، الذي صدرت بالفعل قرارات وزارية تنظم دخوله وخروجه وعدم بقاء الناقلات في البلاد أكثر من 7 أيام إلا بتصريح. مشيرًا إلى أن السلطنة ليس لديها عدد كاف من المبردات والناقلات لذا تسمح بعمل الناقلات الأجنبية وطالب الشركات العمانية بإدخال الناقلات والمبردات وسيتم الموافقة لها فورًا.
وقال اليعربي: إن التوجه الحالي، وتأكيدات مجلس الوزراء تدعم وتساند التطبيقات الذكية في مجال النقل البري، ونقل الركاب، وقد أدرجت تشريعات من قبل مجلس الوزراء ترخص لهذا النوع من التطبيقات، وقد صرح لشركتي ابتكار ومواصلات، بتسيير أسطول نقل الركاب عبر سيارات الأجرة وإلزامهما باستخدام التطبيقات الذكية، وسوف تطرح مناقصة لإدارة سيارات الأجرة المتقدمة من خلال التطبيقات الذكية. وأضاف اليعربي: إن هناك فرصًا كبيرةً تقدم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمواطنين في مجال النقل البري ودليل ذلك مناقصة شركة مواصلات لاستئجار مركبات. وحول خصخصة النقل العام خارج مسقط قال اليعربي: إن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة لان النقل نوعان، منتظم وغير منتظم.
نجاح مشروع «ابتكار»
وقال يوسف بن أحمد الهوتي مدير المشاريع الخاصة بشركة الابتكار للتقنية المعلوماتية “ابتكار”: إن المشروع الخاص بسيارات الأجرة شهد العديد من التحديات والشد والجذب لإقناع أصحاب السيارات بأهمية التغيير وأنه لصالحهم ويضمن لهم عائدًا أكبر وجهدًا أقل وتوفيرًا في الوقود، وقد نجحنا في التعاقد مع 400 سيارة، وسيصل العدد إلى 600 سيارة بنهاية هذا الأسبوع، ونجحنا في تجاوز جميع نقاط الخلاف ووفرنا لكل سيارة دخلًا شهريًا لا يقل عن 750 ريالًا عمانيًا وبعد دخول موسم السياحة “الموسم الشتوي” سيصل دخل كل سيارة إلى 1300 ريال شهريا. وأضاف: إن “ابتكار” أصبحت اليوم توفر خدمة نقل الركاب عبر مرحبًا تاكسي وبأساليب متنوعة منها خدمات لكبار الشخصيات وعقود شهرية للأفراد والموظفات.
وكانت المناقشات التي تضمنتها الجلسة أمس قد تناولت العديد من المحاور منها انتشار التجارة المستترة في قطاع النقل البري وانتشار الناقلات والمبردات الأجنبية، كما تطرقت النقاش إلى إمكانية خصخصة قطاع النقل البري خارج مسقط، وحجم الدعم السنوي الذي تحصل عليه شركات النقل الوطنية.
