منتدى عُمان 2023 يمهد الطريق نحو اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة
تطرق منتدى عمان للأعمال الذي انطلق اليوم إلى الحديث عن الجهود الوطنية التي قامت بها مختلف المؤسسات في سلطنة عمان لقيام مجتمع معرفي، واقتصاد قائم على الابتكار بهدف تعزيز القدرات لسلطنة عمان للاندماج مع الاقتصاد العالمي، والنهوض بالدور الفعال في التجارة العالمية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
كما بحثت الجلسات النقاشية في المنتدى الإجراءات والسياسات الإستراتيجية التي اتخذتها سلطنة عُمان لمواجهة التحديات الاقتصادية، والمواءمة بين الأولويات الوطنية، كما سلطت الجلسات الضوء على أهمية التحول إلى اقتصاد قائم على الابتكار من أجل تحقيق تنمية شاملة مستدامة، وتمكين القطاع الخاص، وأهمية تطوير بيئة ملائمة لتطور ريادة الأعمال.
وذلك بمشاركة مسؤولين وخبراء ومختصين من القطاعين العام والخاص ومؤسسات أخرى.
ورعى حفل افتتاح الدورة الحادية عشرة من منتدى عمان السنوي بعنوان "تمكين التحول نحو الاستدامة والمعرفة" معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار.
وقالت نجاح بنت محمد الراشدية المديرة العامة لمركز الابتكار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إن "رؤية عمان 2040" حددت الأولويات الوطنية لبناء منظومة وطنية فاعلة للبحث العلمي والإبداع والابتكار تسهم في بناء اقتصاد المعرفة، إضافة إلى إيجاد مصادر تمويل متنوعة ومستدامة للتعليم والبحث العلمي والابتكار. منوهة أن الوزارة تبذل قصارى جهدها لتسريع انتقال سلطنة عُمان إلى الاقتصاد القائم على المعرفة عبر تفعيل الممكنات الابتكارية المختلفة، وتعزيز بيئة الابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي، والتحول نحو اقتصاد تنافسي مستدام.
وأشارت الراشدية إلى أن الاستراتيجية الوطنية للابتكار وضحت الأدوار التكاملية لجميع المؤسسات للنهوض بسلطنة عمان في المؤشرات العالمية للتنافسية وجعلها في مصاف الدول المتقدمة. كما تطرق إلى جهود الوزارة في هذا الجانب، وذلك من خلال إنشاء مجمع الابتكار مسقط، كأول منطقة علمية في عمان، حيث يسعى المجمع من خلال مختلف المرافق والمكونات إلى ربط الآفاق المستقبلية عبر إيجاد بيئات ابتكارية تضم جهود المبتكرين مع الداعمين في نسق واحد، إضافة إلى جمع الأركان العامة المعنية بالبحث العلمي والتطوير والابتكار في مكان واحد، لتقديم عدد من الخدمات ضمن منظومة متكاملة هدفها توفير بيئة محفزة للبحث العلمي ومشجعة على الابتكار وتطوير الأفكار.
ولفتت الانتباه إلى أن المبنى الرئيسي لمجمع الابتكار يضم مساحات مفتوحة للمراكز والحاضنات، ومسرعات الأعمال الحكومية والخاصة، إضافة إلى مساحات مكتبية، لتقديم الخدمات الاستشارية والتوجيهية وإدارة لمكاتب نقل وتوطين التكنولوجيا بهدف تسهيل الحصول على الملكية الفكرية. فضلا عن وجود مساحات لمراكز المحاكاة والذكاء الاصطناعي وغيرها.
وأكدت الراشدية على أهمية الشراكة الاستراتيجية المثمرة بين القطاعين العام والخاص، التي تمثلت على مدى السنوات الماضية في مشاريع مشتركة مع مؤسسات عدة؛ منها برامج مخصصة لتشجيع المبتكرين وتحويل ابتكاراتهم إلى شركات ناشئة مبنية على الابتكار كبرنامج "أبجريد" الذي يركز على مشاريع التخرج للطلبة.
إضافة إلى المشاريع القائمة على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الحديثة في مجال الاتصالات ونظم المعلومات، والمشاريع الابتكارية في مجال الصناعة، وبرنامج منافع الذي يشجع الاستغلال المستدام للموارد الحيوانية والنباتية والبحرية والكائنات الدقيقة في عمان كمورد للتراث الطبيعي، وابتكار منتجات منها ذات قيمة اقتصادية كبيرة و صديقة للبيئة، بحيث توفر هذه البرامج فرصا لتأسيس الشركات للفائزين مع استمرار الدعم المالي والتوجيه الفني والتجاري والتسويقي.
تنمية مستدامة
من جانبه قال سعيد بن مسعود المعشني نائب الرئيس التنفيذي للمتحدة لخدمة وسائل الإعلام: تسعى مبادرة منتدى عُمان السنوية إلى دعم الجهود الوطنية المبذولة لخلق حوار ومناقشات هادفة بناءة في مختلف القضايا والتحديات، واستطاعت منذ انطلاقتها قبل أكثر من عقد إلى تناول العديد من الملفات والمواضيع المهمة، وخرجت بالعديد من التوصيات والمقاربات.
كما يتناول منتدى عُمان في هذه الدورة عنوان"تمكين التحول نحو الاستدامة والمعرفة" وهو مدخل مهم لتحقيق تنمية شاملة مستدامة؛ بحيث تسعى سلطنة عُمان إلى تبني اقتصاد قائم على المعرفة، واصفا إياها بأنها خطوة مهمة على صعيد تمكين الأدوات التي تسهم في دعم تنافسية سلطنة عُمان وترتقي بقدراتها لإرساء مرحلة جديدة تسير فيه البلاد بخطى واثقة نحو المكانة التي نتطلع إليها جميعًا، تقوم على مبدأ الاستخدام الأمثل والمتوازن للموارد وحماية للبيئة، ومواكبة لمختلف التطورات التقنية والمعرفية.
وتم على هامش المنتدى تكريم عدد من المبادرات الرائدة والمتميزة في مجال الاستدامة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. التي تسهم في نشر وتطبيق مفاهيم الاستدامة، كما تهدف الجائزة إلى إبراز المؤسسات والأعمال كوسيلة لتبادل أفضل الممارسات، وتسهم في دعم مساعي سلطنة عمان نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ضمن أولويات "رؤية عمان 2040".
