No Image
الاقتصادية

مشروع «يتي» السياحي المتكامل يعزز السياحة المستدامة في سلطنة عمان ويمكن المنطقة اقتصاديا

03 نوفمبر 2022
وسط إشادة عالمية بأهميته في تعزيز قطاع الضيافة
03 نوفمبر 2022

توقع تقرير نشرته المؤسسة المالية «ألبن كابيتال» بداية أكتوبر المنصرم أن يواصل قطاع الضيافة في سلطنة عمان نموه بنسبة تقترب من 91 بالمائة هذا العام، وأرجعت السبب في ذلك إلى المشروعات السياحية المختلفة التي تُنفذ في مختلف المحافظات التي من المؤمل أن تشجع السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، وخصت المؤسسة في تقريرها بالذكر مشروع تطوير منطقة يتي من خلال المشروع السياحي المتكامل الذي تتولى تنفيذه مجموعة «عمران».

وتمثل المدينة المستدامة «يتي» التي سيجري تطويرها ضمن المرحلة الأولى في المخطط العام لمشروع يتي السياحي المتكامل؛ أول مشروع يلبي أعلى معايير الاستدامة والاقتصاد الأخضر في سلطنة عمان على مساحة إجمالية تصل إلى مليون متر مربع وبقيمة استثمارية تبلغ قرابة مليار دولار أمريكي وذلك بالتعاون مع «دايموند للتطوير العقاري» إحدى الشركات الرائدة في تطوير المدن المستدامة، حيث سيركز المشروع على تلبية جميع ركائز الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية (الاقتصاد الدائري الأخضر) وأسس صناعة المكان، بما يتماشى مع رؤية عمان الرامية إلى إثراء القطاع السياحي في سلطنة عمان وتحقيق النمو المستدام. وستضم المدينة عددا من مرافق الضيافة، متمثلة في منتجع من فئة الخمس نجوم وفندق من فئة أربع نجوم.

وللاقتراب من أهم مرافق المشروع ومعالم المدينة المستدامة، حاورت «عُمان» المهندس عمار بن سليمان الخروصي، مدير عام التطوير من شركة يتي لتطوير السياحة. وفيما يلي أبرز المحاور التي تمت مناقشتها.

ما سبب اختياركم لمنطقة يتي وجهةً لـتنفيذ المشروع؟

وقع الاختيار على مدينة يتي للعديد من الأسباب، من أهمها القرب من سواحل بحر عمان ومقوماتها الطبيعية الثرية التي تجمع الشطآن الممتدة والجغرافيا الفريدة التي تضم الجبال والمنحدرات الصخرية الرائعة، فضلا عن الأودية التي تتناغم ضمن طبوغرافية الموقع، إلى جانب سهولة الوصول إلى الموقع عبر شبكات النقل، حيث تبعد المدينة 40 دقيقة فقط عن مطار مسقط وأقل من 30 دقيقة عن قلب مدينة مسقط.

ما نسبة الإنجاز في المشروع؟ ومتى ستبدأ مبيعات الوحدات السكنية؟

أعمال الإنشاء متواصلة لجميع مرافق ومباني المدينة، حيث إن العمل يسير وفق البرنامج الزمني والخطة التنفيذية، والتي ترمي إلى إنجاز المشروع في عام 2025.

وسنبدأ بطرح فرص المبيعات خلال الأسابيع القادمة، حيث ستتاح فرص الشراء والاستثمار في المرحلة الأولى من المبيعات التي تشمل 300 فيلا سكنية في قلب المدينة المستدامة -يتي، كما سنعلن قريبا عن مجموعة من الشراكات مع عدد من البنوك المحلية لتسهيل فرص الشراء والتمويل للزبائن.

ما الفرص والأعمال التي سيوفرها المشروع لأبناء المنطقة والعمانيين بشكل عام؟

سيكون للمشروع دور بارز في تعزيز القيمة المحلية المضافة، حيث تمتد منافعه إلى المجتمع المحلي ليسهم في تنمية الكوادر المحلية ومجالات الابتكار وتحفيز السوق المحلي. ومن المتوقع أن تسهم المرحلة الأولى في إيجاد المئات من الفرص الوظيفة المباشرة وغير المباشرة وفتح مجالات رحبة للتعاون مع القطاع الخاص والشركات المحلية، علاوة على الفرص الريادية المتنوعة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

لقد تم التعاقد مع مجموعة من الاستشاريين والموردين والمقاولين المحليين في المراحل الإنشائية للمدينة المستدامة -يتي.

وسيوفر المشروع عددا من فرص العمل بدوام كامل أو جزئي في عدة مجالات، مثل: البيع بالتجزئة والضيافة والتعليم والترفيه. ومن المتوقع أن توفر المرحلة الأولى من المشروع 900 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلا عن فتح آفاق جديدة لممارسة الأعمال أمام الشركات المحلية والشركات الصغيرة والمتوسطة.

ما أهم المرافق الرئيسية للمدينة التي من المتوقع أن نشهدها بحلول 2025؟

سيعزز تصميم المشروع نمط الحياة الصحي عبر توفير مرافق رياضية متنوعة تشمل مسارات الدراجات والركض وناديا للفروسية ومرافق صحية، بجانب مركز للتوحد ومركز ثقافي ومسجد «مستدام»، كما ستضم المدينة خيارات متنوعة من المتاجر والمطاعم والمقاهي بالإضافة إلى الشقق والمكاتب، ومنطقة زراعية تعتمد على أحدث تقنيات الزراعة العمودية لإنتاج الخضراوات والفواكه والأعشاب، ومدرسة مستدامة ومختبر ومعهد «سي» لعرض أحدث حلول إنتاج الطاقة والزراعة الداخلية والعمودية.

وسيحوي المشروع كذلك على العديد من المرافق السكنية المهيأة والمتمثلة في 1657 وحدة سكنية بينها 300 فيلا و1225 شقة و132 شقة فاخرة، التي تتسع جميعها لنحو 10 آلاف مقيم، بجانب منتجع من فئة الخمس نجوم يتألف من 170 غرفة وفندقا من فئة الأربع نجوم يتألف من 197 غرفة.

ما معايير الاستدامة المطبقة في المشروع وانعكاساتها المستقبلية على المنطقة؟

يستند العمل في المدينة المستدامة يتي إلى ركائز الاستدامة المعروفة والتركيز على استخدام مواد صديقة للبيئة في جميع العمليات الإنشائية، التي نهدف خلالها إلى التقليل من الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، بجانب إعادة تدوير المياه والنفايات بنسبة 100%، وإنتاج الغذاء، بالإضافة إلى الاعتماد على المركبات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة للتنقل داخل المدينة وإعطاء الأولوية للمشاة والدراجات الهوائية، كما ستضم المدينة عددا من المرافق الخدمية والتعليمية والرياضية والصحية والترفيهية لضمان تحقيق الاستدامة الاجتماعية.

وينصب تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري إيجابا على القاطنين في المدينة، حيث تكمن الاستفادة في التقليل من تكاليف إنتاج واستهلاك الكهرباء والمياه، إذ ستكون جميع المنازل مزوّدة بأجهزة موفرة للطاقة لتقليل استهلاك الموارد وخفض التكاليف المرتبطة بها. وبالمجمل، تقوم المدينة المستدامة على تحقيق معادلة العيش والعمل والترفيه بصورة متكاملة.

ويطمح المشروع إلى تحقيق أعلى معايير الاستدامة في جميع الجوانب الحياتية، حيث سيسهم في خفض الانبعاثات الكربونية للشخص الواحد من المقيمين في المدينة بنسبة 75% في الحدّ الأدنى مقارنة بالمساكن وأنماط الحياة التقليدية. ويتم ذلك من خلال خفض الانبعاثات عبر جميع الركائز الست للاستدامة، والتي تشمل الغذاء والطاقة والمياه والمنتجات والتنقل والنفايات.

ويأتي ذلك ضمن سعينا لتحقيق الأهداف البيئية المحددة في اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ في باريس لعام 2050، وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، ورؤية عمان 2040. كما ستعمل المدينة على استقطاب مجموعة من الخبراء والمهتمين من مختلف الجنسيات لتبادل الخبرات فيما يتعلق بأفضل الممارسات البيئية في مجال المدن الخضراء وتغير المناخ واستكشاف استراتيجيات جديدة لتحسين البيئة وحماية الموارد الطبيعية.

ما تأثير المشروع على أسلوب ونمط حياة المقيمين والزوار؟

لا شك أن جودة ونمط حياة المقيمين في المدينة المستدامة - يتي وزوارها ستنعكس من خلال جميع المرافق، والبيئة المستدامة التي ستقدمها هذه الوجهة الفريدة. وستؤثر المدينة في كافة القانطين فيها من خلال تشجيعهم على تطبيق مبدأ الاستدامة عبر العديد من المبادرات والخيارات، مثل الزراعة الحضرية والبستنة المجتمعية ومشاركة العربات الكهربائية، كما ستوفر الأحياء السكنية مناطق خالية من السيارات لتشجيع التنقل الصحيّ وممارسة المشي، بالإضافة لتقوية الروابط الاجتماعية بين سكان الحي الواحد.

ولأننا ندرك أهمية التعليم ونشر الوعي، سيتم تنظيم مختلف الفعاليات وحلقات العمل التي تسهل على المقيمين والزوار التعرف على أفضل السبل لتبنّي الممارسات الخضراء في حياتهم اليومية، والتعرف على المزايا والحلول التي توفرها المدينة لخفض انبعاثات الكربون لكل فرد.

عمار الخروصي لـ« »:

ستوفر المرحلة الأولى من المشروع

900 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وأعمالا للشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة

ستتاح فرص الشراء والاستثمار

في المرحلة الأولى خلال الأسابيع

القادمة وستشمل 300 فيلا سكنية

تهدف المدينة لخفض الانبعاثات الكربونية للشخص الواحد من المقيمين بنسبة 75%

في الحدّ الأدنى مقارنة بالمساكن التقليدية