عين حمران.. ينابيع متفجرة ومناظر آسرة في موسم الخريف
تُعد عين حمران في محافظة ظفار وجهة سياحية آسرة، تزداد بهاءً مع كل قطرة مطر في هذا الموسم الاستثنائي. فمع استمرار تساقط الرذاذ الخفيف الذي يميز المحافظة، تتفجر العيون المائية كلما امتلأت خزاناتها الجوفية، لتتحول إلى قبلة للزوار وعامل جذب سياحي لا يُضاهى.
تتربع عين حمران على رأس هذه العيون الساحرة، حيث تتدفق مياهها العذبة بنعومة بين الأشجار الوارفة والمروج الخضراء التي تبدو وكأنها سجادة طبيعية. ومع كل موسم ماطر، تنبثق ينابيع جديدة في أعلى الوادي، مستمرة في الجريان لأسابيع عديدة طالما استمر هطول الأمطار. وهذا التدفق الإضافي يأتي مكملًا للعين الرئيسية المسوّرة، التي تظل مياهها تتدفق بغزارة وثبات على مدار العام، محافظةً على منسوبها الجيد.
تُصنف عين حمران ضمن الوجهات المفضلة للعائلات الباحثة عن قضاء رحلات لا تُنسى. ويعود الفضل في ذلك إلى موقعها المميز، والظلال الوارفة التي توفرها الأشجار الكبيرة المنتشرة في كل مكان. هنا، يمكن للزائر الاستمتاع بإعداد وجبة الغداء تحت ظلال الشجر، والاستمتاع بالنسائم العليلة، وسماع موسيقى جريان الماء الهادئة، وزقزقة الطيور المختلفة التي تملأ الأجواء.
الوصول إلى عين حمران غاية في السهولة واليسر عبر طريق المعمورة-طاقة، بفضل اللوحات الإرشادية الواضحة المنتشرة على طول الطريق. لا تبعد العين سوى 14 كيلومترًا شرق ولاية صلالة. ولتكتمل روعة المكان، تحتضن المنطقة جنوب عين حمران بحوالي كيلومترين، على قمة تل مرتفع، بقايا قلعة أثرية مهمة لا تزال بعض جدرانها صامدة وشاهدة على التاريخ.
ويميز عين حمران عن غيرها من العيون هو وفرة وتنوع أشجارها، كأشجار الدوم والتين والنارجيل، التي تضفي عليها جمالًا فريدًا. إنها بالفعل متنفس طبيعي فسيح يضم مواقع خلابة وتلالًا على شكل هضاب، حيث يقضي السائح أوقاتًا ممتعة، خاصة في موسم الخريف حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير، وتتوارى أشعة الشمس خلف الغيوم، مانحةً المكان سحرًا لا يُنسى.
