No Image
الاقتصادية

ضمان جودة المنتجات ورقابة مستمرة على سلامة الأغذية المستوردة

09 أكتوبر 2022
رصد المخالفات وسحب العينات من الأسواق
09 أكتوبر 2022

الهدابي: تسجيل جميع المنتجات الغذائية المستوردة والمصنعة محليًا لسهولة تتبعها

تعد سلامة الأغذية وجودتها عاملًا أساسيًا لصحة الإنسان، وكما هو معلوم أن ملايين البشر يعانون من أمراض منقولة من خلال الغذاء، وأصبحت هذه المشكلة مؤرقة على المستوين الحكومي والفردي خاصة إذا ما عرفنا أن العديد من المنتجات والمحاصيل الزراعية والمبيدات الزراعية والأسمدة يتم استيرادها من الخارج، ولذلك تحتاج إلى رقابة لصيقة، وتشريعات قانونية رادعة لمن أراد أن يضر بصحة المواطن والمقيم، وهذا يشكل هاجسًا وتحديًا كبيرًا على المؤسسات المعنية بالمراقبة والتفتيش على السلع الواردة إلى الدولة من جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية.

وتحتاج المؤسسات التي تشرف على هذه المهام إلى تطوير آليات عمل الرقابة، وتفعيل العديد من التدابير للحفاظ على سلامة الأغذية، وتطوير آليات تبادل المعلومات على المستويين الوطني والعالمي، وتعزيز وعي المجتمع بالممارسات الغذائية السليمة. ولتسليط الضوء على كل ما يتعلق بسلامة وجودة الغذاء وأهميتها في حياتنا المعيشية اليومية حاورت «عمان» المهندس عبدالله بن محمد الهدابي مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بشمال الباطنة للرد على عدد من المحاور والتساؤلات التي تدور في أذهان المجتمع وإليكم الحوار:

- ما هو الدور الذي تقوم به المديرية في المراقبة والتفتيش على المحاصيل الزراعية ؟

تقوم دائرة سلامة وجودة الغذاء بالمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة بزيارة مزارع الإنتاج النباتي، والمشروعات الريفية في المحافظة؛ لتقييم المخاطر الغذائية المحتملة، ومراقبة مصادر التلوث الغذائي، ومتابعة الأغذية المنتجة للتأكد من خلوها من الملوثات المختلفة، واتخاذ التدابير اللازمة؛ لضمان عدم وصولها للأغذية المنتجة، والتأكد من الالتزام بالممارسات الصحية الجدية، والاشتراطات الصحية، والمواصفات القياسية للمشروعات والمنتجات، ومراقبة المبيدات المستخدمة في رش المحاصيل الزراعية، والتأكد من مأمونيتها، وأنها غير محظورة وذلك من خلال دائرة الرقابة بالمديرية.

كما تقوم المديرية بالمتابعة المستمرة للأغذية من خلال الزيارات الميدانية للمنشآت الغذائية ومزارع الإنتاج الحيواني والنباتي؛ لتأكد من تنفيذ الضوابط الخاصة بها، إضافة إلى رصد الأوبئة والتسممات الغذائية إن وجدت، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، ورصد البلاغات والإنذارات الخاصة بالأغذية، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، وتقييم المخاطر الصحية ذات الصلة بالأغذية التي تهدد صحة الإنسان والحيوان والنبات وإدارتها، إضافة إلى تقصي المشاكل الغذائية الطارئة، وحالات التسمم الغذائي ودراستها بالتنسيق مع المختصين بالجهات المعنية.

- وحول رقابة الأغذية التي تدخل من المنافذ البرية والبحرية والجوية قال الهدابي:

المنافذ الحدودية للسلطنة عمان تعد خط الدفاع الأول لسلامة وجودة الغذاء، فمن خلالها يتم استيراد الأغذية إلى عمان، وتطبيق آليات تضمن دخول المواد الغذائية ذات الجودة العالية والصالحة للاستهلاك الآدمي، بالإضافة إلى وضع أنظمة تنظم عملية الاستيراد للمنتجات الغذائية وتصديرها. كما يوجد للمديرية فرق تفتيش تعمل من أجل التأكد من استيفاء الشحنات الواردة لجميع الوثائق المطلوبة، ويتم تفتيش جميع الإرساليات، والتأكد من مطابقة بطاقة البيانات للمنتجات المستوردة، وسلامة المنتج ظاهريًا، كما تقوم فرق التفتيش بالمنافذ بسحب عينات عشوائية من الشحنات الغذائية المتنوعة لإجراء تحليل في المختبر، والتحفظ عليها لحين ظهور النتائج في حالات الشك في الشحنات الغذائية من حيث صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، والمنظر العام، أو وجود شوائب، والتأكد من مطابقتها للاشتراطات والمواصفات القياسية المعتمدة في سلطنة عمان، وفحص الآفات ومتبقيات المبيدات للمنتجات الزراعية.

- ما هي الإجراءات التي تتم في رقابة المصانع التي تنتج المحاصيل الزراعية واللحوم البيضاء إضافة إلى المسالخ؟

تقوم دائرة سلامة وجودة الغذاء بالمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة بالرقابة على المزارع «المصانع» التي تنتج المحاصيل الزراعية واللحوم البيضاء؛ بهدف تقييم المخاطر الغذائية المحتملة، ومراقبة مصادر التلوث الغذائي، ومتابعة الأغذية المنتجة للتأكد من خلوها من الملوثات المختلفة، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم وصولها للأغذية المنتجة، والتأكد من الالتزام بالممارسات الصحية الجدية والاشتراطات الصحية والمواصفات القياسية للمشروعات والمنتجات، ومراقبة المحاصيل الزراعية، والتأكد من مأمونيتها، وأنها خالية من المبيدات المحظورة.

- هل تم رصد مخالفات وكم عددها وما نوع العقوبة التي صدرت ضدها؟

تم رصد عدة مخالفات تمثلت في عدم استيفاء الاشتراطات الصحية المطلوبة للمنشآت الغذائية، حيث تم توجيه أصحاب المصانع لتعديل أوضاعهم ومعالجة المخالفات، وإعطائهم فترة للتعديل، وفي حالة عدم الالتزام بتطبيق الاشتراطات المطلوبة يتم رفع الموضوع لدائرة الرقابة أو للجهات الحكومية ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حسب الأنظمة المتبعة مثل المخالفات المالية وغلق وإيقاف المنشأة.

- هل هناك تعاون بين وزارة الزراعة وبلدية شمال الباطنة فيما يتعلق بالتفتيش على الأغذية بأنواعها؟

التعاون موجود ويكون في حالة وجود بلاغات أو إنذارات عن منتج غذائي معين يتم التنسيق مع الداخلية ممثلة في بلديات شمال الباطنة للبحث عن المنتجات، وسحب العينات من الأسواق أو للتأكد من تطبيق بعض القرارات الخاصة ببعض المنتجات كقرار منع الزيوت المهدرجة جزئيًا.

- ما هي الخطط أو التجارب الجديدة التي سيتم تطبيقها أو العمل بها فيما يتعلق بسلامة الغذاء ؟

هناك خطط أعدت في هذا الشأن ومن تلك الخطط دور دائرة سلامة وجودة الغذاء في البرنامج الإلكتروني لتسجيل الأغذية بسلطنة عمان الذي يتبناه مركز سلامة وجودة الغذاء الذي يهدف إلى تسجيل جميع المنتجات الغذائية المستوردة والمصنعة محليًا؛ لسهولة تتبعها واستدعاها، ورصد المخالفات، وسحب العينات من الأسواق والرقابة على الأغذية في بشكل عام.

كما ستقوم الدائرة بإعداد ودراسة إنشاء نظام إلكتروني، وتطبيق للهاتف الجوال؛ لتسهيل تجميع وعرض وشراء المنتجات الغذائية المصنعة محليًا (منتجات المرأة الريفية)؛ لترويج المنتجات الغذائية المصنعة محليًا، وتعريف المجتمع المحلي بها. يهدف النظام إلى حصر أنواع الأغذية المصنعة محليًا، والتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية والاشتراطات الصحية المطلوبة، والتحكم ومراقبة مصادر التلوث الغذائي، ومتابعة الأغذية المنتجة للتأكد من خلوها من الملوثات الغذائية المختلفة.

- حدثنا عن التجربة التي تقوم بها الوزارة الآن في شمال الباطنة فيما يختص بفحص متبقيات المبيدات للحوم التي تربى في الحضائر والخضار؟

تقوم الوزارة بالرقابة المستمرة على حظائر الثروة الحيوانية عمومًا، وحظائر الدواجن خصوصًا، حيث يتم أخذ عينات من الدواجن لمتابعة نسبة متبقيات المضادات الحيوية؛ لأهمية الدور الرقابي المستمر على مشروعات الثروة الحيوانية عمومًا، ومشروعات الدواجن اللاحمة خاصة؛ لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين، وسعرها في متناول الجميع، كما أن دورتها الإنتاجية سريعة عليه يتم أخذ عينات دواجن عشوائية، وذلك لفحصها والتأكد من خلوها من متبقيات المضادات الحيوية والهرمونات وفي الفترة القادمة سيكون هناك فحوصات للدواجن من خلال أخذ عينات من حظائر الدواجن التي تؤكل كلحوم من خلال الزيارات التي ستقوم بها دائرة الرقابة للتفتيش على المتبقيات، أما فيما يتعلق بفحص متبقيات الخضار، فالتجربة كانت ناجحة ومستمرة على المنوال نفسه في فحص متبقيات المبيدات التي لاقت صدى واسعًا، كما يتم الفحص في السوق الداخلي رغم أن الأسواق الداخلية من مسؤولية بلديات شمال الباطنة.