سلطنة عُمان وقطر تخطوان بثبات في تعزيز علاقاتهما الاقتصادية والاستثمارية
- العام الحالي.. بدء إنتاج مصنع «كروة موتورز» بشراكة استراتيجية بين البلدين
- الطيران العُماني والخطوط الجوية القطرية يعملان معا بشكل وثيق
- مواد البناء والمحاجر والمعادن والقمح.. أهم الصادرات العمانية لقطر
- الألمنيوم والمعادن والأدوية الطبية.. أهم الواردات العمانية من قطر
ارتفعت وتيرة التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي بين سلطنة عُمان ودولة قطر الشقيقة خلال الأعوام الماضية، مسجلة نموا كبيرا في حجم وقيمة المشاريع الاستثمارية بين البلدين، بالإضافة إلى الدخول في شراكة استثمارية في عدد من المشاريع الكبيرة في المناطق الاقتصادية والمدن الصناعية مع دخول شراكات في تطوير المجمعات السكنية السياحية وتعزيز الأمن الغذائي وإنشاء سلسلة من المجمعات التجارية للمواد الاستهلاكية.
وبلغ التبادل التجاري بين البلدين العام الفائت ما يقارب 490 مليون ريال عماني حسب ما أفادت غرفة تجارة وصنا عة عمان، وبلغ إجمالي الصادرات العمانية إلى قطر 234 مليون ريال عُماني، وتوزعت في مواد البناء والمحاجر والمعادن والقمح. واستحوذت المنافذ البحرية على القيمة الأعلى من إجمالي الصادرات ليصل خلال عام واحد إلى 223 مليونا و52 ألف ريال عُماني، تليها المنافذ الجوية بقيمة 11 مليونا و76 ألف ريال عُماني من إجمالي الصادرات خلال العام الفائت.
وفيما يتعلق بواردات السلطنة من دولة قطر فقد بلغ إجمالي قيمتها 256 مليون ريال عُماني خلال العام الماضي، وسجلت قطاعات الألمنيوم والمعادن والأدوية الطبية الأعلى بين الواردات. واستحوذت المنافذ الجوية على القيمة الأعلى من إجمالي الواردات لتبلغ 203 ملايين و955 ألف ريال عُماني، يليها المنافذ البحرية بقيمة 52 مليونا و377 ألف ريال عُماني، وبلغت قيمة واردات السلطنة من قطر 435 ألف ريال عماني.
- المشاريع التنموية
ومن المشاريع التنموية التي تنفذ داخل السلطنة مشروع ديار رأس الحد، التي تعنى بتطوير منطقة رأس الحد لتكون وجهة سياحية مميزة في المنطقة، وجاء المشروع بشراكة بين الشركة العُمانية للتنمية السياحية (عُمران) وشركة الديار القطرية. ويُعد مشروع ديار رأس الحد من مشاريع المجمعات السياحية المتكاملة في السلطنة، ويضم مجموعة فنادق ووحدات سكنية ومتنزهات طبيعية تخدم الرؤية السياحية المُستقبلية للسلطنة بجعلها وجهة استقطابية في خارطة السياحة العالمية. وتم اختيار منطقة رأس الحد بعناية فائقة لما تتميز به محافظة جنوب الشرقية من أجواء ومقومات سياحية تستقطب سنويا العديد من الزوار. وسوف يوفر المشروع فرصا للباحثين عن عمل ويعزز عناصر الجذب السياحي، مما يفتح آفاقاً واسعة لأعمال الاستثمار السياحي داخل المحافظة. كما دخل عدد من الشركات القطرية في استثمارات الأمن الغذائي مع شركات عمانية، منها الاستثمار في القطاع السمكي، حيث أعلنت شركة حصاد الرائدة في الاستثمار الغذائي، عن مساهمتها بنسبة 20% في مشروع استثماري في القطاع السمكي في سلطنة عُمان، ويستهدف هذا المشروع السوق المحلي والأسواق العالمية، مما يرفع من كفاءة الاستثمارات الغذائية بين البلدين. ويعد المشروع من ضمن الخطوات الناجحة التي تنتهجها الدولتان في تحقيق رؤيتهما الغذائية.
- توسع مشاريع المواد الاستهلاكية
كما يعد توسع شركة الميرة القطرية للمواد الاستهلاكية، داخل السلطنة حافزا آخر لتوجه الدولتين في توفير الأمن الغذائي والمواد الاستهلاكية، حيث إن الشركة ركزت خلال الأعوام الماضية على مضاعفة سلسلة فروعها في سلطنة عمان. ويأتي توسع شركة الميرة في السلطنة ليوفر مجمعات تجارية متكاملة تضمن التسوق المريح، وتجمع المواد الاستهلاكية الأساسية في مكان واحد.
كما أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة العمانية والقطرية بدأت في التوسع داخل البلدين، بعد تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مسجلة ارتفاعا خلال السنوات القليلة الماضية. وتأتي هذه المشاريع لتخدم العديد من المستهلكين الباحثين عن جودة المنتجات ورغبة في الحصول على التسهيلات الاستثمارية بين البلدين.
وشكل التبادل التجاري قفزة عالية بين البلدين خلال عام 2019 وجاء بنسبة 50 بالمائة خلال الربع الأول من العام ليصل إلى 2.1 مليار ريال قطري مقارنة مع 1.3 مليار ريال قطري خلال عام 2018.
وحسب بيانات رسمية صادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات جاءت دولة قطر في المرتبة الثانية من بين أكثر الدول في إعادة التصدير، وبلغت قيمة إعادة التصدير 95.4 مليون ريال عُماني بنهاية يونيو الماضي.
- كروة موتورز
ومن بين الشراكة الاستراتيجية بين السلطنة ودولة قطر الشقيقة مشروع شركة كروة موتورز، حيث إن شركة كروة شركة مساهمة مغلقة بين جهاز الاستثمار العماني ومواصلات قطر حيث إن حصة مساهمة جهاز الاستثمار العماني تبلغ 30%، وشركة مواصلات قطر حصة 70% بإجمالي استثمار يبلغ 27.3 مليون ريال عُماني.
وبدأ مصنع كروة لتصنيع وتجميع الحافلات بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، الإنتاج التجريبي العام الجاري، وستبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع في مراحله الأولى 500 حافلة سنويا، وتبلغ مساحة المصنع 600 ألف متر مربع، ويتكون من ورش الإنتاج المختلفة لأعمال التقطيع واللحام والصباغة وتجميع مكونات ومواد الإنتاج وورشة تجميع المعدات والمحركات، وكذلك ورشة الصيانة المركزية والمخازن ومحطات الكهرباء الفرعية وغرفة معدات التبريد، ومحطة للوقود، ومبنى الإدارة وبعض المرافق الأخرى.
واختارت شركة كروة موتورز شركة «هايجر» الصينية المتخصصة في مجال تصنيع الحافلات لتكون شريكا استراتيجيا لها. وستحمل الحافلات المنتجة في الشركة العلامة التجارية «KARWA» وستكون مواصفاتها مطابقة للمواصفات القياسية الخليجية والمواصلات الدولية.
- قطاع الطيران
ويجمع بين السلطنة ودولة قطر الشقيقة تاريخ حافل بالشراكة والتعاون في مختلف المجالات بما فيها قطاع الطيران، حيث يعمل الطيران العُماني والخطوط الجوية القطرية معا بشكل وثيق، واتخذ الطيران العُماني والخطوط الجوية القطرية خطوة إضافية في سبيل مواصلة تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الناقلين الجويين، وذلك من خلال تطوير اتفاقية الرمز المشترك لتشمل أكثر من 80 وجهة على شبكة وجهات الخطوط الجوية القطرية.
وأبرم الطيران العُماني والخطوط الجوية القطرية شراكة ولاء متبادلة يمكن فيها لأعضاء نادي الامتياز التابع للخطوط الجوية القطرية ونادي السندباد التابع للطيران العُماني، كسب الأميال عند السفر على متن رحلات الناقلتين بين الدوحة ومسقط في كلا الاتجاهين.
- تعزيز التعاون
وفي سبتمبر من عام 2017م تم الإعلان عن إنشاء المركز العماني القطري للأعمال كمبادرة من مجلس الأعمال المشترك بين البلدين، ويهدف المركز إلى دعم وتعزيز وجود مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال العمانيين في قطر، وكذلك سوف يدعم الشركات والمستثمرين القطريين في سوق السلطنة.
وفي يناير من عام 2018م عقدت في مسقط جلسة مباحثات رسمية بين السلطنة ودولة قطر الشقيقة تناولت مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية وسبل تطويرها وفتح آفاق أوسع لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات ووجهات النظر بين البلدين، وجرى خلال الجلسة التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين تتعلق بمجالات الإنتاج الغذائي والتسويق والاستثمار المشترك وتصدير المنتجات العُمانية إلى دولة قطر الشقيقة، وتضمنت المذكرة سبل بحث الفرص الممكنة للاستثمار في السلطنة بالقطاع السمكي والزراعي والغذائي.
