لقطة حديثة لمنظر من وادي دربات مع دخول موسم الخريف
لقطة حديثة لمنظر من وادي دربات مع دخول موسم الخريف
الاقتصادية

اليوم.. ظفار تستقبل فلكيا دخول موسم الخريف

20 يونيو 2023
826 ألف زائر العام الماضي.. و86 مليون ريال إجمالي الإنفاق
20 يونيو 2023

يعتبر 21 يوينو بحسب التقويم الفلكي أول أيام دخول موسم خريف ظفار الذي يستمر حتى 21 سبتمبر، ويعد موسم خريف ظفار أكبر حدث سياحي في سلطنة عمان وكما يعد من المواسم السياحية المميزة في منطقة الخليج بشكل عام حيث تشهد محافظة ظفار في هذا الموسم انخفاضا في درجات الحرارة وتساقط الرذاذ المتقطع وارتفاع منسوب مياه العيون الطبيعية التي تنفجر كلما زاد منسوب المياه الجوفية نتيجة تساقط الأمطار مما يسبب جريانها بغزارة وتساقط الشلالات المائية لبعض الأودية مثل عين أثوم في وادي خشيم وعين كور في وادي جردوم وعين خيوت في منطقة جوجب وشلال وادي دربات الشهير بولاية طاقة وتتحول ظفار في هذا الموسم الاستثنائي إلى واحة خضراء تظللها الغيوم ويلفها الضباب ويتساقط فيها الرذاذ الماطر لتكتسي سهولها وجبالها ثوبها الأخضر الزاهي وتزدان جبالها وتلالها بألوان الطبيعة الخضراء.

وبالإضافة إلى ما تكتنزه ظفار من مناظر طبيعية خلابة ومواقع سياحية جميلة فهي كذلك تحتفظ بخصوصية تراثية وثقافية عريقة تتمثل في مواقعها الأثرية وفنونها التقليدية وتاريخها القديم كمصدر مهم لتجارة اللبان والبخور التي من خلالها امتدت جسور علاقاتها مع الحضارات القديمة التي نشأت في بلاد ما بين النهرين وحضارات وادي النيل والإغريق والصين وشبه القارة الهندية وحضارات اليمن المتعاقبة مما جعل منها مقصدا سياحيا مهما على خارطة السياحة العالمية وذلك بتنوع بيئاتها المختلفة مما ساعد على تعدد الأنماط السياحية في المحافظة إضافة للسياحة الطبيعية حيث يتمتع الزائر بخيارات عدة في جولاته السياحية لاختيار النمط السياحي الذي يستهويه مثل السياحة التراثية والثقافية والسياحة الدينية من خلال المزارات الدينية وسياحة التسوق من خلال المراكز التجارية الحديثة والشعبية المنتشرة في ولاية صلالة.

مواقع سياحية

وتعتبر المواقع التراثية المنتشرة في محافظة ظفار من المقاصد المهمة التي يحرص كل سائح على زيارتها خاصة مواقع أرض اللبان التي أدرجتها منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي وتتنوع هذه المواقع الأثرية التاريخية من حيث مواقعها والحقب التاريخية التي ازدهرت فيها ومن هذه المواقع التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي، موقع البليد الأثري، الذي يحتضن متحف أرض اللبان في ولاية صلالة وموقع المدينة الأثرية سمهرم في خور روري وموقع وبار في (شصر)، ومحمية وادي دوكة (محمية أشجار اللبان) بثمريت. وقد بلغ زوار مواقع أرض اللبان العام الماضي 99852 زائرا بنسبة ارتفاع بلغت 70% مقارنة بعام 2021م الذي بلغ عدد الزوار فيه 41499 زائرا من مختلف الجنسيات.

وأعلنت بلدية ظفار في وقت سابق أن عدد الوافدين لخريف ظفار موسم 2022م بلغ 826 ألف زائر وقدر إجمالي الإنفاق لزوار الموسم بـ 86 مليون ريال عماني وبلغ عدد زوار فعاليات خريف ظفار للموسم نفسه أكثر من 5 ملايين سجلت كزيارات متكررة وتنوعت فعاليات الموسم الماضي بين الحفلات الفنية والمعارض التخصصية والعروض المسرحية وفعاليات التحدي والمغامرات وفعاليات الفروسية وفعاليات تراثية وشعبية وفعاليات رياضية مختلفة وندوات علمية وثقافية.

ويعد هذا الموسم السياحي فرصة سانحة لنشاط ريادة الأعمال حيث استطاع كثير من الشباب العمانيين خلال موسم العام الماضي إظهار قدرتهم على إدارة الكثير من المشاريع المختلفة وقد أبرزت المواسم السياحية في محافظة ظفار إمكانيات رواد الأعمال العمانيين في إدارة فعاليات سياحية على مستوى كبير وبأفكار متطورة استطاعت كسب ثقة الجهات الحكومية حيث أسند لها إدارة عدد من الفعاليات السياحية ضمن فعاليات موسم خريف ظفار السياحي في مواقع مثل حديقة عوقد ووادي دربات وبرز كثير من رواد الأعمال في إدارة مشاريعهم في هذه المواقع السياحية.

ومن العلامات التي تسبق دخول موسم الخريف مباشرة الرحلات الموسمية لأصحاب الريف حيث يبدأ أصحاب قطعان الإبل والأغنام بالنزول إلى السهول حتى ينقضي موسم الخريف أو بالاتجاه شمالا صوب النجد بعيدا عن الجبال حيث لا تستطيع الأغنام والإبل المكوث طوال فترة تساقط أمطار الخريف في الجبال باستثناء قطعان الأبقار التي تتأقلم مع هذه الأجواء بامتياز ومنذ قديم الأزل كانت للإبل مواقعها ومراتعها المعروفة في هذا الموسم الاستثنائي حيث تمكث فيها طوال فترة الخريف وتعد هذه المواقع مختارة بعناية لعدة اعتبارات مناخية وقد توارث أصحاب الإبل هذه الأمكنة المختارة عن أسلافهم وهم على يقين بأن هذه الأمكنة هي الأفضل دائما لتكون مخرفا للإبل في موسم الخريف وكأن هذه الأمكنة أصبحت عرفا تقليديا أو نمطا سائدا لا يقبل تغييرها ومع التوسع العمراني واحتياجات التنمية الشاملة لإقامة المشاريع المختلفة سواء السكنية والخدمية والسياحية في المحافظة أصبحت هذه المواقع مشاريع قائمة وابتعد عنها أصحاب الإبل إلى أماكن أخرى. وكما تشهد بداية موسم الخريف زراعة بعض المحاصيل الموسمية التي كانت تزرع قديما في ظفار ولا يزال عدد من الأهالي حريصون على هذا التقليد الزراعي حيث يتم زراعة الذرة والخيار واللوبيا الذي يعرف محليا (الدجر) التي تعتمد في ريها على أمطار موسم الخريف ويتم حصاد هذه المحاصيل بعد انقضاء الخريف ودخول موسم الربيع الذي يعرف محليا بموسم الصرب والذي يكون مباشرة بعد خروج موسم الخريف في 21 سبتمبر.