No Image
الاقتصادية

النفط ينخفض مع تبديد بيانات صينية ضعيفة إثر التقدم بشأن سقف الدين الأمريكي

31 مايو 2023
خام عُمان يتراجع لـ 71.7 دولار
31 مايو 2023

وكالات: حولت أسعار النفط مسارها إلى الانخفاض بعد أن بدأت تعاملات اليوم الأربعاء على ارتفاع، وذلك بفعل مخاوف من تباطؤ الطلب من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بعد صدور بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع.

وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي تسليم شهر يوليو القادم 71 دولارا أمريكيا و71 سنتا، منخفضا دولارين أمريكيين و41 سنتا مقارنة بسعر أمس البالغ 74 دولارا أمريكيا و12 سنتا.

كما تراجع المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر مايو الجاري إذ بلغ 78 دولارا أمريكيا و49 سنتا للبرميل، منخفضا 3 دولارات أمريكية و74 سنتا مقارنة بسعر تسليم شهر أبريل الماضي.

وأظهرت حسابات أجرتها رويترز بناء على بيانات من بورصة دبي للطاقة اليوم الأربعاء أن سعر البيع الرسمي للخام العماني سينخفض 11.57 دولار إلى 71.71 دولار للبرميل في يوليو.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس 28 سنتا إلى 73.43 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 26 سنتا إلى 69.20 دولار للبرميل. وهبط كلاهما بأكثر من أربعة بالمائة أمس الثلاثاء.

وانخفض المؤشر الرسمي لمديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية في الصين إلى 48.8 من 49.2 في أبريل، وفقا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء. وهذا أدنى مستوى للمؤشر في 5 أشهر وأقل من حاجز 50 نقطة الذي يفصل النمو عن الانكماش.

وخالف مؤشر مديري المشتريات التوقعات بارتفاعه إلى 49.4.

وفي الولايات المتحدة، تحسنت معنويات المتعاملين قليلا بعد أن اجتاز تشريع توسط فيه الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي لرفع سقف الدين الأمريكي البالغ 31.4 تريليون دولار عقبة مهمة في وقت متأخر من أمس.

ويتزامن الموعد النهائي لتسديد الديون الأمريكية تقريبا مع اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاء بينهم روسيا، فيما يعرف بتكتل أوبك+، في الرابع من يونيو. ولم يتضح بعد ما إذا كان التكتل سيزيد من تخفيضات الإنتاج بينما يلقي التراجع في الأسعار بثقله على السوق.

ودعا وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الأسبوع الماضي البائعين على المكشوف الذين يراهنون على أن أسعار النفط ستهبط إلى «الحذر» في إشارة محتملة إلى أن أوبك+ قد يخفض الإنتاج.

ومع ذلك، تشير تصريحات مسؤولين ومصادر نفطية روسية، بما في ذلك نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، إلى أن ثالث أكبر منتج للنفط في العالم يميل إلى ترك الإنتاج دون تغيير.

وفي أبريل، أعلنت السعودية وأعضاء آخرون في أوبك+ عن مزيد من التخفيضات في إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، ليصل الحجم الإجمالي لتخفيضات التكتل إلى 3.66 مليون برميل يوميا، وفق حسابات رويترز.

وقدر 7 محللين استطلعت رويترز آراءهم أن مخزونات النفط الخام انخفضت بنحو 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 مايو.

واتفقت المجموعة، المعروفة باسم أوبك+، في الثاني من أبريل على زيادة الخفض إلى 3.66 مليون برميل يوميا، وهو ما يعادل 3.7 في المائة من الطلب العالمي، بعدما تعهد عدة أعضاء بتخفيضات من جانب واحد.

وساعد هذا الإعلان المفاجئ على رفع الأسعار بنحو 9 دولارات للبرميل إلى ما فوق 87 دولارا للبرميل في الأيام التي تلته، لكن أسعار خام برنت فقدت مكاسبها منذ ذلك الحين.

وفيما يلي الأسباب الرئيسية وراء خفض أوبك+ للإنتاج: أولا، مخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي، وقالت السعودية إن الخفض الطوعي للإنتاج بواقع 1.66 مليون برميل يوميا بالإضافة إلى التخفيضات الحالية البالغة مليوني برميل يوميا يأتي كإجراء احترازي لتحسين استقرار السوق.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن من بين أسباب الخفض أزمة البنوك في الغرب وكذلك «التدخل في آليات السوق»، وهو تعبير تستخدمه موسكو للإشارة للحد الأقصى المفروض من الغرب على أسعار النفط الروسي.

وأدت المخاوف من حدوث أزمة مصرفية أخرى في الأشهر الأخيرة إلى قيام المستثمرين ببيع الأصول ذات المخاطر العالية، مثل السلع، في ظل انخفاض أسعار النفط إلى ما يقرب من 75 دولارا للبرميل من ذروة بلغت 139 دولارا في مارس 2022. وقد يؤدي حدوث ركود عالمي إلى انخفاض أسعار النفط.

وفرضت المخاوف بشأن مفاوضات سقف الدين الأمريكي والقلق من تخلف أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم عن سداد ديونها ضغوطا على أسعار النفط. وقال تاماس فارجا من بي.في.إم أويل: «أي تخلف محتمل عن السداد سيكون له تداعيات اقتصادية كارثية على الصعيدين المحلي والعالمي، وبالتالي تأثير سلبي على الطلب على النفط».

وتعد معاقبة المراهنين ثاني أسباب الخفض، حيث سيعاقب خفض إنتاج النفط البائعين على المكشوف أي أولئك الذين يراهنون على انخفاض الأسعار.

وحذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان التجار في عام 2020 من زيادة المراهنة في سوق النفط، وقال إنه سيحاول جعل السوق متقلبة وتعهد أن الذين يقامرون على سعر النفط سيتألمون.

وكرر تحذيره الأسبوع الماضي حين طلب من المضاربين توخي الحذر، وهو ما فسره العديد من مراقبي السوق والمستثمرين على أنه إشارة إلى أن أوبك+ قد تدرس زيادة خفض الإنتاج.

وقال محللون في بنك ستاندرد تشارترد في تقرير صدر الأسبوع الماضي إن اتجاه مراكز المضاربة قصيرة الأجل على سعر النفط الخام كانت هبوطيا في وقت سابق من الشهر الجاري، مثلما كان في بداية جائحة كوفيد-19 عام 2020 حين انهار الطلب على النفط وتراجعت الأسعار.

وقال أولي هانسن من ساكسو بنك إن أحدث البيانات تظهر أن مديري الأموال زادوا من صافي المراكز طويلة الأجل في خام برنت بأكثر من 30 ألف عقد، وهي أكبر زيادة في شهرين تقريبا.

وأضاف إنه بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط، أدى التحرك في الاتجاه المعاكس لانخفاض بمقدار 17 ألف عقد إلى 143 ألفا.