الحارات القديمة في ضنك .. إرث يحكي عبق التاريخ وجمال المكان
تُعد الحارات القديمة بولاية ضنك في محافظة الظاهرة من أبرز المعالم التاريخية والسياحية التي تزخر بها الولاية، بما تمتلكه من إرث حضاري عريق وموقع جغرافي فريد، فقد شكّلت هذه الحارات منذ قرون مضت موطنًا للسكان، وبقيت شاهدة على فصول متعاقبة من التاريخ العُماني.
وتقع هذه الحارات في مواقع مرتفعة بين الجبال، تحيط بها البساتين الغنّاء والأفلاج المتدفقة، وتزدان بجمال طبيعي يأسر الزوار، وتجسّد البيوت الطينية التي تنتشر في أرجائها نموذجًا معماريًا فريدًا، حيث شُيدت بأيادٍ عُمانية ماهرة مستخدمة مواد طبيعية صلبة لتنتج تصاميم عمرانية مدهشة وزخارف إبداعية لا تزال تحكي قصة الحِرفة والبراعة.
وتُقسّم هذه البيوت من الداخل إلى عدة أقسام بمسميات محلية مثل: الدهريز، والصفة، والمراح، وغيرها من الغرف التي لا تزال قائمة رغم عوامل الزمن، وتُشاهد من مسافات بعيدة لتشكّل نقطة جذب سياحي بارزة تستقطب الزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
ومن المعالم البارزة المجاورة يبرز حصن المرقوع الذي لا يزال صامدًا رغم اندثار بعض أجزائه بفعل العوامل الطبيعية، ويُعد هذا الحصن تحفة معمارية وتراثية جمع في أروقته ذكريات ومواقف تاريخية أسهمت في تشكيل ملامح المجتمع المحلي، شُيّد الحصن بأيادٍ عُمانية وكان مركزًا مهمًا لأبناء الولاية ومكانًا للقاء القبائل في مختلف المناسبات. ويقع هذا المعلم في وسط الولاية تحدّه من الشرق بلدة العلاية، ومن الجنوب سفالتي الوحاشا والشكور، ومن الشمال بلدة المعذاء، ومن الغرب حي العزيزي.
وتبقى الحارات القديمة في ضنك شاهدًا حيًا على عراقة التاريخ وذاكرة تتحدث عن ماضٍ زاخر بالأصالة والقيم، لتربط بين الأمس واليوم، وتقدّم للأجيال إرثًا يستحق الحفظ والاهتمام.
