الاقتصادية

الاستثمار الزراعي في محافظة ظفار فرصة واعدة للشباب وتنوع المحاصيل يشكل قاطرة النمو

06 سبتمبر 2025
06 سبتمبر 2025

أكد المهندس فائل بن محمد الجحفلي المدير العام المساعد للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمديرية ظفار، أن الزراعة والثروة الحيوانية تمثلان ركيزتين أساسيتين للاقتصاد والمجتمع في محافظة ظفار، حيث تتميز المنطقة بمناخها الفريد وتضاريسها الخصبة، مما يدعم الأنشطة الزراعية والرعوية. وتعد الزراعة والثروة الحيوانية مصدرًا أساسيًا لتوفير المنتجات الغذائية مثل الحبوب، والفواكه، واللحوم، والألبان، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات. ويعتمد عدد كبير من سكان ظفار، خاصة في المناطق الريفية، على الزراعة وتربية الماشية كمصدر رئيسي للدخل، ويشهد القطاع الزراعي في ظفار تطورًا ملحوظًا بفضل اهتمام الحكومة بإدخال النظم الزراعية الحديثة، مثل أنظمة الري المتطورة وأدوات الميكنة.

ولفت إلى أن الوزارة تعمل على إدخال أصناف جديدة من المحاصيل التي تتلاءم مع الظروف المناخية في المحافظة، مع تنفيذ برامج لحماية المحاصيل من الآفات والأمراض، مما عزز الإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، تُعد منطقة النجد وجهة واعدة للتوسع في الاستثمار الزراعي، مع زيادة نسب الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي.

وأوضح الجحفلي أن القطاع الزراعي يواجه عدة تحديات أبرزها الآفات الزراعية والأمراض التي تؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الإنتاج وتكبّد المزارعين خسائر فادحة، والتسويق الذي يمثل هاجسًا كبيرًا للمزارعين بسبب صعوبة تسويق المنتجات وانخفاض الأسعار، مما يؤثر على العائد المالي، وارتفاع التكاليف ومنها تعرفة الكهرباء، أسعار الأسمدة والمبيدات، وأجور العمالة.

وأضاف الجحفلي: إن الحل يكمن في تعزيز البنية الأساسية، وتوفير الخدمات اللوجستية، وفتح نوافذ تسويقية خارجية للمنتجات المحلية. كما دعا إلى تسهيل إجراءات الاستثمار لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخلق فرص عمل حقيقية.

التعمين في القطاع الزراعي

أكد الجحفلي أن الاستثمار في القطاع الزراعي يمثّل فرصة واعدة للشباب العماني، نظرًا لكونه مهنة الأجداد ذات أهمية اقتصادية واجتماعية. ويمكن للشباب استغلال أنماط الزراعة الحديثة لتحسين الإنتاجية وفتح آفاق جديدة. وأشار إلى مشاريع تنموية، مثل توطين زراعة الكركم والزنجبيل، إضافة إلى مشروع زراعة البن العربي، التي حققت نقلة نوعية في دعم الأسر العمانية.

المحاصيل الزراعية المميزة في ظفار

تتميز محافظة ظفار بزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل، بفضل بيئاتها المختلفة؛ ففي سهلي صلالة وطاقة تُزرع محاصيل استراتيجية مثل النارجيل، والفافاي، والموز، والخضروات، وفي الجبال يتم إنتاج الفواكه الاستوائية مثل الليمون، والمانجو، والرمان، والتين. كما تتميز مزارع النجد بإنتاج كميات كبيرة من البطيخ، والطماطم، والحبوب مثل الذرة والقمح.

وأشار الجحفلي إلى أن بعض المحاصيل مثل النارجيل، والموز، والفافاي تواجه خطر الانقراض بسبب تقلص المساحات الزراعية والتوسع العمراني. وأوضح أن الوزارة أطلقت مشاريع لتعزيز زراعة النارجيل، منها مشروع زراعة 50,000 شتلة نارجيل بأصناف محسّنة مستوردة من ساحل العاج. كما تم إنشاء مزرعة نموذجية في رزات لتطوير إنتاج النارجيل وتصنيع منتجاته. وأكد أن الوزارة أنشأت بنكًا جينيًا في محطة البحوث الزراعية لجمع وتقييم أصناف الموز والفافاي، ويتم اختيار الأصناف التي تُظهر إنتاجية وجودة عالية، مثل الأصناف المحلية والهجينة، لتوسيع زراعتها.

سلة غذاء

تعد منطقة النجد من أهم المناطق الزراعية في ظفار، حيث تشهد استثمارات كبيرة في محاصيل الأمن الغذائي مثل القمح، والبطيخ، والبصل. وأوضح الجحفلي أن هناك 110 مشاريع استثمارية قيد التنفيذ بقيمة تتجاوز 145 مليون ريال عماني. كما خصصت الوزارة مليوني ريال عماني لتوصيل خطوط الكهرباء والخدمات لدعم المستثمرين.

ودعا المزارعين إلى العودة لأراضيهم واستغلالها بطريقة منظمة، مشيرًا إلى دعم الوزارة لهم من خلال توفير الشتلات، ومكافحة الآفات، وتقديم فرص استثمارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما أكد أهمية استخدام التكنولوجيا لتطوير الإنتاج الزراعي وتحقيق عائد اقتصادي أكبر.