الاقتصادية

الازدهار الجديد للذهب - إلى متى يستمر؟

26 مايو 2023
ترجمة قاسم مكي
26 مايو 2023

يتدافع بعض أثرى أثرياء العالم لتخزين الذهب في قبو محصَّن بِحَي مَي فَير غرب لندن حيث الزجاج غليظ بما يكفي لمقاومة نيران الأسلحة الأوتوماتيكية. كما توجد به أربع غرف تحكم للمراقبة على مدار الساعة. الخزانات الصغيرة في الداخل والتي تصل تكلفة الواحدة منها إلى 12 ألف جنية إسترليني سنويا من المتوقع امتلاؤها تماما بنهاية العام مع لجوء زبائن القبو إلى تأمين المزيد من الأصول المحسوسة (الذهب) وهذا ما يؤشر إلى أن ثمة أوقات مضطربة قادمة. يقول أشوك سيونارين الرئيس التنفيذي لشركة "آي بي في انترناشونال فولتز" المالكة للقبو إن الزبائن يتزايد انتباههم للنظام العالمي الجديد. ويضيف: "لدينا انعدام ثقة بالبنوك وتضخم هائل وانقسام في العالم حول عملات الاحتياط". تهافت النخبة العالمية نحو اقتناء الذهب تماثله البنوك المركزية للبلدان الناشئة. ففي العام الماضي اشترت البنوك المركزية 1079 طنا من السبائك الذهبية. وهذه أكبر كمية منذ بداية تسجيل مشترياتها في عام 1950. نتيجة لذلك ظل سعر الذهب يتراوح عند 2.072 دولار للأوقية الترويسية وهي الوحدة التقليدية للمعادن الثمينة منذ شهر مارس. (الأوقية أو الأونصة الترويسية تساوي 31.103 جراما- المترجم). هذا أعلى سعر اسمي له على الإطلاق. ويحبس العديد من المضاربين في الذهب أنفاسهم انتظارا لبلوغ سعره رقما قياسيا جديدا. ظل الذهب منذ فترة طويلة ملاذا آمنا في الأوقات المضطربة. وهذا يصح اليوم أيضا؛ فجائحة كورونا والحرب في أوكرانيا وأزمة المصارف والتوترات الجيوسياسية ومخاوف التضخم وتزايد الديون العالمية وارتفاع أسعار الفائدة كلها عوامل دفعت المستثمرين لإعادة تقييم أصول الملاذ الآمن. وكان الذهب المستفيد من هذه المراجعة.

تقول نكي شيلز رئيسة استراتيجية المعادن بشركة أم كي أس بامب السويسرية لتجارة المعادن الثمينة: "في العقد الماضي كان هنالك انخفاض التضخم وارتفاع وتيرة النمو والعولمة والسلم واقتصاديات (دعه يعمل دعه يمر) واليد الخفية والتفوق التقني. كل هذه العناصر الهيكلية تتفكك في ذات الوقت الآن. وهذا ما يوجد بيئة إيجابية للذهب وسلع أخرى". هنالك أيضا عامل جيوسياسي مع تزايد حذر البلدان النامية من قوة الدولار الأمريكي. فبعد فرض الغرب عقوبات على روسيا عقب الحرب الروسية الأوكرانية جمدت الولايات 300 بليون دولار من موجودات العملة الصعبة المقومة بالدولار واليورو والجنيه الإسترليني. هذا أثار خشية العديد من البلدان التي لديها موجودات بالدولار الأمريكي وسارعت بنوكها المركزية إلى تنويع موجوداتها وشراء المزيد من الذهب. يقول سيباستيان دي مونتيسوس الرئيس التنفيذي لشركة إنتاج الذهب انديفَر للتعدين والمدرجة في بورصة لندن: "الذهب تتزايد أهميته الجيوسياسية باطراد". انتعاش حظوظ الذهب دفع مسؤولي البنوك المركزية ومديري الصناديق المالية ومستثمري التجزئة إلى التساؤل عما إذا كان العالم على وشك الدخول في حقبة ذهبية جديدة. يتوقع بعض المتنبئين اتجاه الذهب إلى ما يقرب من 3300 دولار للأوقية (بقيمة دولار اليوم) وهو السعر الحقيقي القياسي الذي سجله في عام 1980 عندما وضع التضخم المدفوع بالنفط والاضطراب في الشرق الأوسط حدَّا لتصاعد في الأسعار استمر لحوالي 9 سنوات بعد قرار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون فك الارتباط بين الدولار والذهب. إذا استمر التضخم الجامح اليوم وكذلك التوترات الجيوسياسية والتخلي عن الدولرة سيقول البعض إن الذهب سيستمر في اللمعان. تقول روث كرويل الرئيسة التنفيذية لرابطة سوق لندن للسبائك الذهبية: "هل هذا عهد جديد. ببساطة، نعم. التحول إلى الذهب يوشك أن يوجِد محفظة (استثمار) أكثر حيادا استجابة للأوضاع الجيوسياسية". من جهة أخرى اشتهرت أسعار الذهب بتقلّبها. فمع تقلب الخوف بين مد وجزر قد يتضح أن ارتفاع السعر مؤقت. إلى ذلك المخاوف من تأثير الذهب على البيئة يمكن أن تضعف من حظوظه في الأجل الطويل. وأيضا حقيقة أنه على خلاف معادن أخرى لا يلعب دورا في عملية التحول إلى الطاقة المتجددة.

مؤشر الخوف

هنالك محرك رئيسي لازدهار الذهب وهو عدم الاطمئنان إلى سلامة الاعتماد على الأصول السائلة الأخرى. فمع ازدياد تقلب الأسعار في الأسواق خلال الشهور الأخيرة اتجه المستثمرون نحو الذهب مرة أخرى. ومنذ نوفمبر ارتفع سعر الذهب بمعدل 20% ليقترب من 2000 دولار للأوقية الترويسية بعد انهيار ثلاثة بنوك أمريكية واستحواذ بنك "يو بي إس" على كريدي سويس. يقول روس نورمان الرئيس التنفيذي لشركة بيانات المعادن الثمينة ميتالز دَيلي: "الذهب يشير إلى أن هنالك درجة عالية من الخوف في الأسواق المالية. إنه نذير بما سيأتي". في نظر البعض هذا تأكيد لصحة الاعتقادات القديمة حول أمن الاقتصاد العالمي. ديفيد فرانكس الذي يملك مطعما لندنيا وأحد المؤمنين الجدد بالارتفاع الأبدي لسعر الذهب يستثمر أكثر من مليوني جنيه إسترليني في السبائك والنقود الذهبية وأسهم التعدين. لكنه ينأى بنفسه عن الاستثمار في أسواق الأسهم. يقول فرانكس حجم النقود الورقية التي طبعتها الحكومات بعد الأزمة المالية في عام 2008 لإعادة الاقتصادات إلى عافيتها جعل استثماره (في الذهب) أمرا مفروغا منه. ويستطرد قائلا: "في مرحلة ما سيصحو العالم ويجد أن لدى أمريكا ديونا تفوق قدرتها على الوفاء بها. لا أجد أي بديل آخر خلاف الذهب والفضة. قبل عام 2008 لم يكن أداؤه (كأصل استثماري) جيدا على نحو استثنائي. أنا مطمئن أنه سيكون جيدا يوما ما. ربما قبل أن أموت". مخاوفه من انعدام فئات الأصول الأخرى القابلة للاستثمار تتجاوز أقبية الذهب التي تتعامل مع زبائن يميلون إلى التفكير من منظور الأزمات والكوارث. وتتضح هذه المخاوف مع احتمال استمرار المفاوضات حول سقف الدين الأمريكي مرة أخرى حتى اللحظة الأخيرة خلال هذا الشهر. لقد حذرت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية من كارثة مالية واقتصادية إذا لم يوافق الكونجرس على رفع سقف الدين الفدرالي ببداية يونيو. وهو ما يمكن أن يثير احتمال حدوث أول عجز على الإطلاق عن سداد دين الخزانة. مارك بيستو الذي يقود "باريك جولد" ثاني أكبر شركة لإنتاج الذهب في العالم يتفق مع فرانكس. فهو يرى أن البنوك المركزية لم تعد لديها خيارات. لقد خرج جنِّي التضخم من القمقم والبلدان الناشئة تواجه مخاطر دوَّامة ديونها المقومة بالدولار الأمريكي. يقول "الحقيقة القاسية هي أنك (كبلد) عندما يكون لديك دين أكثر من الناتج المحلي الإجمالي هنالك سبيلان فقط للتخلص من ذلك. إما تصحيح مالي كبير أو زيادة الناتج الإجمالي بأكثر من الدين. نحن لا يمكننا زيادة الناتج. والسبيل الوحيد هو هبوط عالمي خشن".

انعدام الثقة في الدولار

بخلاف المستثمرين الأفراد، الارتفاع في سعر الذهب مدفوع جزئيا بتحول عالمي بعيدا عن الدولار. منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008 كان هنالك اندفاع واضح لتنويع عملات الاحتياط. فحصة العملة الأمريكية من احتياطيات النقد الأجنبي تراجعت من 70% في عام 2000 إلى 60% اليوم. هذا التحول الكبير تقوده روسيا والصين وتركيا والهند. يقول دو مونيسوس الرئيس التنفيذي لشركة اندَيفَر للتعدين: "بلدان كثيرة أدركت أن الدولار كان سلاحا يخدم الولايات المتحدة". بالنسبة لروسيا عقوبات الغرب لم تفعل شيئا سوى زيادة اعتمادها على الذهب الذي تستخرجه أيضا داخل أراضيها. فعندما اندلعت الأزمة المالية العالمية في عام 2008 امتدح الرئيس فلاديمير بوتين احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الصعبة واصفا إياها بأنها "وسادة أمان" للكرملين يخفف بها من المعاناة الاقتصادية لملايين الروس. بعد ثلاثة سنوات لاحقا زار بوتين خزائن البنك المركزي في وسط موسكو ورفع سبيكة ذهبية تزن أكثر من 10 كيلوجرامات. في ذلك الوقت كان البنك المركزي الروسي في بداياته الأولى لزيادة حصته في هدوء من المعدن الثمين في احتياطياته الدولية. واليوم يشكل الذهب حوالي 25% من احتياطيات روسيا التي تبلغ قيمتها 600 بليون دولار مرتفعا بحوالي ستة أضعاف (من حيث الوزن) منذ عام 2007. مع بحث البلدان عن بدائل للدولار هنالك سؤال مفتاحي وهو ما الدور الذي سيلعبه الذهب في خطط الصين لعولمة عملتها الرينمينبي. في ديسمبر امتدح شي جينبينج تسوية مدفوعات النفط والغاز السعوديين بواسطة الرينمينبي والذي يقول المحللون أنه سيحقق نجاحا فقط إذا أمكن تحويله إلى ذهب. يقول بول وونغ خبير استراتيجيات السوق بشركة سبروت لإدارة الأصول: "الذهب يدخل مجددا إلى السوق كوسيلة مدفوعات". لدى بنك الشعب الصيني أكبر احتياطيات من العملة الصعبة في العالم تبلغ حوالي 3.2 مليون دولار. وذُكِر أنه أضاف إليها ذهبا على مدى ستة شهور متواصلة. ويشك عديدون في صناعة الذهب أن مستويات الشراء أعلى من الأرقام الواردة رسميا. يقول اوليفر رامسْبوتوم الشريك في ماكينزي هذا يمكن أن يساعد الصين في تحدي العملة الأمريكية. ويضيف: "من الممكن تفسير شراء الصين المستدام للذهب بأنه جزء من سياسة طويلة الأمد للتقليل من ضوابط رأس المال وبالتالي تعزيز تحدي الرينمينبي للدولار الأمريكي". الاقتصادات التي تعاني من ضائقات والمثقلة بالديون المقومة بالدولار الأمريكي أيضا تتجه إلى الذهب. فدولة غانا قبل عجزها عن السداد في ديسمبر، وهي سادس أكبر منتج للذهب في العالم، اقترحت سداد قيمة وارداتها من النفط بسبائك الذهب. وذلك على نحو لا يختلف عن تجارة مقايضة الملح بالذهب التي كانت سائدة بين اقتصادات البحر المتوسط وغرب إفريقيا في العصور الوسطى. زمبابوي بلد آخر يدشن عملات رقمية مدعومة بالذهب في مسعى منها لتعزيز عملتها التي يعصف بها التضخم.

التهافت على الذهب

فيما يستمتع الذهب بلحظة لمعانه من الصعب التنبؤ بمدى استدامة ارتفاع سعره. أحيانا يتم تشبيه من يتنبؤون بسعر هذا المعدن الثمين بركاب المقعد القابل للطي والذي يتجه إلى الخلف في سيارات الأجرة اللندنية. فهم لا يمكنهم أن يروا ألا ما تجاوزته السيارة وليس ما لا يزال أمامها. أحد أسباب ذلك أن ما تساوي قيمته 12 تريليون دولار من الذهب يوجد فوق سطح الأرض (تم تعدينه سلفا) مع ازدياد الإمداد بنسبة 2% في العام الماضي مما يسلط الضوء بقدر أكبر مما ينبغي على عوامل رفع الطلب والتي تعمل بطرائق معقدة لا يمكن التنبؤ بها. فقد انهارت أسعار الذهب من 1920 دولار للأوقية الترويسية في عام 2011 بعد الأزمة المالية العالمية إلى ما يقرب من 1200 دولارا بعد عامين لاحقا. سيكون العامل المفتاحي لتحديد أسعار الذهب في الأجل القريب المسارَ الذي يتخذه بنك الاحتياط الفدرالي للموازنة بين الحفاظ على عافية الاقتصاد والسيطرة على التضخم. وسيلعب ذلك دورا محوريا في تحديد انضمام مدراء الأصول إلى مستثمري التجزئة والبنوك المركزية في اكتناز السبائك الذهبية بعد 10 شهور من خروج الأموال من صناديق الاستثمار المتداولة والمدعومة بالذهب حتى شهر مارس. أشار مسؤولو بنك الاحتياط في الأسبوع الماضي إلى أنهم لن يمتنعوا عن رفع سعر الفائدة لمعالجة التضخم بعد تصاعد توقعات السوق بتوقف البنك لوهلة عن رفعها. وذلك ما تسبب في تراجع سعر الذهب إلى حوالي 1970 دولارا للأوقية الترويسية نظرا إلى أن رفع الفائدة يجعل الاستثمار في السندات أكثر جاذبية من السبائك الذهبية التي لا تحقق عائدا. النجاح في خفض أسعار الفائدة من مستوياتها في أبريل عند 4.9% إلى 2% وهو المعدل المستهدف من البنك سيضعف أكثر من الحماس لشراء الذهب كتحوط من التضخم. كما يمكن أن يشكل الاتفاق حول سقف الدين الأمريكي (بين إدارة بايدن والمشرعين الجمهوريين) ضغطا على أسعاره. في الأجل الطويل قد تتراجع شهية المستهلكين لشراء المعدن الثمين بسبب أوضاع صناعة تعدين الذهب نفسها خصوصا مع تعاظم الضغوط عليها لخفض انبعاثات الكربون والتقليل من تأثيرها على المناخ وإبداء المزيد من الشفافية. يقول توم بالمر الرئيس التنفيذي لمؤسسة نيومونت أكبر شركة لتعدين الذهب في العالم والتي أبرمت صفقة بقيمة 19 بليون دولار استحوذت بها على منافستها الأسترالية نيوكريست هذا الشهر "نحن الآن نتموضع تماما في عالم التخلص من انبعاثات الكربون". ويتوقع أن يدفع هذا إلى المزيد من الإندماجات في صناعة تعدين الذهب نظرا إلى أن الشركات تحتاج إلى مناجم أطول عمرا للوفاء بأهدافها المناخية والبيئية. يقول بالمر "نحن في صناعة تُدمِج شركاتِها". الذهب أحد العناصر الأقل تفاعلا (كيمائيا) وليس له دور يذكر في الانتقال إلى الطاقة المتجددة بعكس العديد من المعادن الوظيفية الأخرى. لكن كثيرا ما توجد ترسباته إلى جانب النحاس البالغ الأهمية لتقنيات خفض الكربون كتوربينات الرياح والسيارات الكهربائية وخطوط نقل الكهرباء. يُستخدم 8% فقط من الذهب في تطبيقات مثل التقنية والطب والصناعة. أما الباقي فمخصص أساسا للمجوهرات والاستثمار. ذلك لم يغِب عن مسئولي صناعة تعدين الذهب. فالعديد منهم يحاولون زيادة إنتاجه. يقول بالمر: "إذا أمكننا الانتقال بآلة الزمن 10 سنوات إلى المستقبل سنجد أن الكثير من شركات الذهب تنتج النحاس." لكن التحول إلى عالمٍ منخفض الكربون سيكون في غير صالح مُعدِّني الذهب أيضا. فهنالك زمرة من الباحثين ينادون بالحد من تعدينه بسبب أثره على المناخ. وجدت ورقة نشرت مؤخرا وأعدها فريق باحثين بقيادة ستيفن ليزاك من معهد سكوت بولار بجامعة كمبردج أن الأثر الكربوني لاستخراج الذهب يماثل على الأقل انبعاثات الكربون من حركة الطيران في أجواء أوروبا. وتنوِّه الورقة إلى إن الطلب العالمي على الذهب يمكن الوفاء بمعظمه من خلال إعادة تدويره. يقول ليزاك وهو يشير إلى آثار تعدين الذهب كأبخرة الزئبق واستخدام المياه وانبعاثات الكربون "عندما تفكر في الذهب فأنت تفكر في هذه المادة النظيفة والنقية والفاخرة. لكن ذلك يخالف واقع إنتاجه". في تقرير نشر في مارس اتهمت المنظمة غير الحكومية "سويس أيد" معامل تكرير الذهب بعدم الرغبة في الكشف عن هوية المناجم التي تزودها به بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان وصحة البيئة. وفي حين يحاجج العديد من مسؤولي شركات الذهب بأنهم ساهموا في تحسين أوضاع الحياة في المجتمعات المحلية بإيجاد وظائف وأنهم يقللون تأثيراتهم على البيئة من المتوقع أن تتزايد المخاوف حول استدامة مثل هذه التحسينات في السنوات المقبلة. ذلك قد لا يحسِّن سمعة الذهب في أوساط المستثمرين الشباب الذين غالبا ما سيتجهون إلى الاستثمارات الرقمية مثل "الرموز غير القابلة للاستبدال" أو العملات المشفرة. رغم شروع مجلس الذهب العالمي في إعداد خطط لإطلاق "عملة مستقرة" مدعومة بالذهب يعتقد آندرياس هابليتزل الرئيس التنفيذي لشركة تجارة الذهب الأوروبية ديجوسا جولدهاندل أن الرقمنة وتحديات الاختلاف بين الأجيال ستحدّ من استمرار ارتفاع أسعار الذهب.

يقول: "في أوروبا الجيل الجديد لا يميل حقا إلى الاستثمار في الذهب. ولا أعتقد أن هنالك فرصة كبيرة لكي يستمر سعره في الارتفاع". وعلى الرغم من انهيار منصة تداول العملات المشفرة "اف تي إكس" إلا أنه تأسف على عودة الثقة في العملات المشفرة التي يقول إنها "سيكون لها مستقبل كفئة أصول". ويشترك المتحمسون للاستثمار في العملات الرقمية مع نظرائهم مستثمري الذهب في شيء واحد وهو التعاطف مع فكرة أن نظام العملة الورقية تفكك ويتجه إلى الانهيار. وفي حين تظل المخاطر موجودة في اقتصاد العالم ومع ظهور مؤشرات على تراجع الأسهم والسندات عن صعودهما المتزامن طوال 20 عاما سيستمر عديدون في الثقة بالاستثمار "المحسوس" في الذهب. يقول نورمان الرئيس التنفيذي لشركة ميتالز ديلي "من الصعب مقاومة أصل له تاريخ يمتد إلى 5000 عاما في توليد الثروة".