ارتفاع القوة الشرائية لشركات البناء والتشييد العمانية

سالم الحجري: الابتكار والإبداع في المشاريع ومواكبة التطورات عامل أساسي للنجاح -

مازن البوسعيدي: الجائحة نقطة انطلاقة المصنع وتميز بتوفير كميات كبيرة من المنتجات -

المهند العامري: القوة الشرائية كانت جيدة خلال الفترة الماضية ولم تتاثر مبيعات الشركة -

يونس الحارثي: بإعتبار شركتنا محلية خفضنا الأسعار مراعاة للمستهلكين -

واصلت الشركات العمانية العاملة في قطاع البناء والتشييد نموها على الرغم من تأثيرات الركود الاقتصادي، وتعد الشركات العاملة في قطاع التشييد الركيزة الأساسية للنمو الاقتصادي، فمن خلاله تنهض المشاريع الكبرى والمتوسطة والصغيرة، مما تعكس مدى متانة الاقتصاد والنمو في جميع الدول.

ووفق استطلاع صحفي التقت فيه "عمان الاقتصادي" ببعض مؤسسي وممثلي شركات البناء والتشييد العمانية في أحد المعارض، أشاروا أن القطاع يشهد نموا كبيرا، ولم يتأثر القطاع كثيرا بالجائحة رغم توقف القطاعات الأخرى عن العمل، كما أن الجائحة جاءت كنقطة انطلاق لرفع القوة الشرائية.

القوة الشرائية

أوضح المهندس سالم الحجري مؤسس شركة أركو ديزاين للتصميم المعماري والاستشارات الهندسية أن تأثر الشركة بجائحة كورونا والركود الاقتصادي العالمي كان ضئيلا جدا، وأن القوة الشرائية واصلت نموها فكلما طُرحت أفكار ونماذج جديدة للمستهلكين، كلما كان الأقبال من قبل المستهلكين أكثر، مشيرا إلى أن التجديد والابتكار والإبداع في المشاريع ومواكبة التطورات في السوق هو ما يدفع للنجاح والاستمرار.

وجاء تسويق الحجري لشركته عن طريق المشاركة في المعارض الاستهلاكية، ووسائل التواصل الاجتماعي.

مضيفا: أن الابتكار والتجديد في المشاريع لا تحده وسائل التوصل الاجتماعي فكلما كان مؤسس الشركة على متابعه بكل جديد في السوق ويعمل على طرح أفكار جديدة ومبتكرة في مشروعه كلما كان الإقبال أكثر من المستهلكين.

موضحا أن الشركة تعمل في الاستشارات الهندسية وفي تصميم المخططات الإنشائية، والحدائق والشاليهات والمنتجعات، والتصميم الداخلي والديكور، كما تقوم الشركة بعمل دراسة جدوى تصويرية (صناعية، تجارية، زراعية) لأصحاب المشاريع حيث يمكن إيصالها بسلاسة ووضوح للجهات الحكومية المعنية. وتأسست الشركة منذ عامين، ويقدم خدماته بأسعار رمزية مع زملائه أصحاب المكاتب.

توفر المنتجات

وقال مازن البوسعيدي من مصنع النجم للمنتجات اللاصقة: إن الجائحة كانت نقطة الانطلاقة للمصنع حيث كان متميزا في توفر المنتجات بكميات كبيرة كون جميع المواد الخام للمنتجات من داخل سلطنة عمان وكان المنتج البديل للكثير من المستهلكين، حيث كان المصنع يعمل باستمرار وكانت عمليات البيع تتم إلكترونيا عن طريق الموقع ووسائل التواصل وتوصيل المنتجات إلى باب المستهلك.

وأشار البوسعيدي أن القوة الشرائية الفترة الماضية لم تتأثر بل ارتفعت كون المنتجات محلية وذات تكلفة مالية أقل، ولا توجد مبالغ إضافية لعمليات الشحن والتصدير والاستيراد، وحظي المصنع بإقبال كبير من قبل المستهلكين.

واستقطب المصنع خلال العام الفائت أكثر من 100 ألف مستهلك، ويأمل أن يحقق بنهاية هذا العام ضعف العدد من المستهلكين، ويقوم المصنع بإنتاج مواد لاصقة لتركيب السيراميك والأحجار، وخلطة الأسمنت الجاهزة للبناء و يحتوي على محسنات كيميائية لمعالجة التشققات وتتميز الخلطة بتوفير الوقت، وتوازنها حيث تمر بمرحلتين غسل الرمل ومن ثم معالجته بإضافة المحسنات، وسعر الكيس 1.200 ريال و200 بيسة تغطي مساحة من 2 إلى 2.5 متر مربع.

ارتفاع كمية المبيعات

وأشار المهند العامري من شركة إعمار للصناعات أن القوة الشرائية جيدة خلال الفترة الماضية حيث لم يكن هناك أي تأثير على مبيعات الشركة خلال فترة الركود بل ارتفعت كمية المبيعات ويأمل أن تستمر القوة الشرائية في الارتفاع في سلطنة عمان.

وتتواجد شركة إعمار للصناعات في مدينة سمائل الصناعية وتعمل في صنع وتركيب المنتجات المعدنية المستخدمة في البناء والتشييد مثل النوافذ والأبواب والسلالم والمظلات وأشغال معدنية مثل ورش الحدادة وصناعة الألواح العازلة التي تستخدم في بناء المصانع والكرفانات وغرف التبريد، وبيّن العامري أن كمية الإنتاج تقدر بما يقارب 10 آلاف متر مربع في اليوم.

وعن القوه الشرائية في شركة المدينة للمنتجات الأسمنتية في الفترة الأخيرة بيّن يونس الحارثي أن القوة الشرائية قلت بنسبة طفيفة جدا، وفي فترة الجائحة كان التحدي في التسويق والبيع وحاول العاملين في الشركة إيجاد حلول للتسويق والبيع، باستخدام التسويق الرقمي عن طريق الموقع وحسابات التواصل الاجتماعي حيث بإمكان المستهلك اختيار المنتج الذي يرغب فيه والدفع إلكتروني وتقوم الشركة بعد ذلك بتوصيل المنتج إلى المنزل، وحظيت على إقبال كبير من قبل المواطنين والمقيمين.

ومتابعا الحارثي حديثه بقوله: كون أن الشركة محلية عمانية نحاول تخفيض الأسعار مراعاة للمستهلكين وبما يتناسب مع متوسط الدخل كون المواد الخام متوفرة في سلطنة عمان ولا تستورد من الخارج فلا حاجة إلى إضافة مبالغ إضافية.

وتعمل الشركة بكوادر عمانية 100% وتنتج الأنترلوك، بلاط التيرازو، الطابوق الأسمنتي، والتركيب وتتميز الشركة بإنتاج الطابوق الأسمنتي العازل والمعروف بـ(الليكا) وهو نوع من أنواع الطابوق وهو منتج ذات جودة عالية وتتم صناعته من مادة الليكا الأساسية والأسمنت والرمل بالإضافة إلى مواد أخرى مستخرجة من محاجر عمانية مختلفة.

ويتميز الطابوق الأسمنتي العازل في أنه يعمل كعازل للصوت والحرارة وذلك وفقا للمعايير المثالية ولتميزه بمجموعة من الخصائص الفيزيائية والكيميائية وصلابته وخفة وزنه حيث يبلغ وزنه 12 كيلوغراما تقريبا أي نصف وزن الطابوق العادي وكذلك مقاومته للحريق بالإضافة إلى أنه مصنوع من مادة طبيعية صديقة للبيئة وذلك بناء على تقارير الفحوصات المخبرية الصادرة من الجهات الحكومية المعنية بهذا الشأن.

وأوضح الحارثي أن كمية الإنتاج تتراوح بما يقارب 10 آلاف متر مربع يوميا، وتغطي منتجات الشركة السوق المحلي، وتسعى أن تتوسع مستقبلا عالميا.

توظيف أحدث التقنيات

وختاما شهدت الشركات العمانية العاملة في قطاع البناء والتشييد نقلة نوعية من خلال توظيف أحدث التقنيات في استغلال موارد البيئة العمانية الطبيعية، وإنتاج مواد ذات جودة عالية بأسعار رمزية تلبي احتياجات السوق والمستهلكين، وبما يتواكب مع التطورات الحالية في قطاع البناء، والتشييد والتصميم.

وتعد سلطنة عُمان واحدة من أسرع الدول نموا من حيث تطوير البنى الأساسية، و تحدد الخطة الخمسية العاشرة ورؤية عمان ٢٠٤٠ خريطة طريق معدة لتنويع الاقتصاد من خلال زيادة الإنفاق الحكومي على القطاعات الرئيسية غير النفطية وتشجيع الاستثمارات الخاصة في مختلف القطاعات بما في ذلك صناعات البنى الأساسية والبناء.

وتأتي أهمية هذا القطاع من خلال مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي كما يسهم في توفير فرص عمل في جميع أنشطته الاقتصادية.