No Image
الاقتصادية

أسواق النفط العالمية تترقب وسط توترات جيوسياسية وآمال اقتصادية متراجعة

22 أغسطس 2025
خام عُمان عند 69.9 دولار
22 أغسطس 2025

تواصل أسعار النفط العالمية تحركها ضمن نطاق محدود، في وقت يسود فيه الترقب أوساط المستثمرين نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتراجع احتمالات التوصل إلى تسوية قريبة للنزاع الروسي الأوكراني. وترافق ذلك مع ارتفاع طفيف في العقود الآجلة، مدعوما بانخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي رغم التقلبات.

وتتأثر الأسواق حاليا بعدة عوامل، من بينها بيانات اقتصادية رئيسية وتطورات السياسة النقدية الأمريكية، إضافة إلى متابعة مستمرة لنتائج ندوة جاكسون هول الاقتصادية، التي قد تحمل إشارات بشأن مستقبل أسعار الفائدة والنمو العالمي.

حركة محدودة للنفط

وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم  تسليم شهر أكتوبر القادم 69 دولارا أمريكيا و98 سنتا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعا بلغ 26 سنتا مقارنة بسعر يوم الخميس والبالغ 69 دولارا أمريكيا و72 سنتا. تجدر الإشارة إلى أن المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أغسطس الجاري بلغ 69 دولارا أمريكيا و37 سنتا للبرميل، مرتفعا 5 دولارات أمريكية و75 سنتا مقارنة بسعر تسليم شهر يوليو الماضي.

وعلى الصعيد العالمي، لم يطرأ تغير يُذكر على أسعار النفط اليوم لكنها في طريقها لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين مع تضاؤل الأمل في تحقيق سلام سريع بين روسيا وأوكرانيا، مما زاد من علاوة المخاطرة التي يطلبها بائعو النفط.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت أربعة سنتات إلى 67.63 دولار للبرميل، وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتا واحدا إلى 63.51 دولار. وارتفع كلا العقدين بأكثر من واحد بالمائة عند التسوية في الجلسة الماضية. وعلى أساس أسبوعي، كسب خام برنت 2.7 بالمائة وخام غرب تكساس الوسيط 1.1 بالمائة حتى الآن.

ويتوقع المتعاملون مزيدا من المخاطر مع تلاشي الأمل في أن تنجح جهود وساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل سريعا إلى اتفاق لإنهاء الحرب. وكانت الآمال في إنهاء الحرب العامل وراء عمليات بيع النفط خلال الأسبوعين الماضيين. وتلقت أسعار النفط دعما من انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى قوة الطلب.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء: إن المخزونات انخفضت ستة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس. وكان محللون قد توقعوا انخفاضا يبلغ 1.8 مليون برميل. ويتابع المستثمرون أيضا ندوة جاكسون هول الاقتصادية في وايومنج بحثا عن دلائل قد تشير إلى خفض سعر الفائدة الأمريكية الشهر المقبل. ويمكن أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط، مما قد يعزز الأسعار.

تباين في أسواق الأسهم

وعلى صعيد الأسواق العالمية، انخفضت الأسهم الأوروبية اليوم مع ترقب المتعاملين لكلمة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) للحصول على مؤشرات بشأن توقعات السياسة النقدية.

وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 بالمائة، لكنه لا يزال يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي. وتباين أداء معظم البورصات الأوروبية، وانخفض المؤشر داكس الألماني 0.2 بالمائة.

وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أن اقتصاد البلاد انكمش 0.3 بالمائة في الربع الثاني من عام 2025 بأكثر مما كان متوقعا في البداية، وجاء أداء الإنتاج الصناعي أسوأ مما كان متوقعا.

ويضغط الاتحاد الأوروبي من أجل تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية على قطاعات معينة بعد إبرام اتفاق تجاري. وقال التكتل: إنه سيعمل على تقليل الرسوم الجمركية المفروضة على صادرات السيارات بأثر رجعي اعتبارا من الأول من أغسطس مع مواصلة الضغط من أجل فرض رسوم تفضيلية على النبيذ والمشروبات الروحية.

وعلى صعيد متصل، ارتفعت الأسهم اليابانية اليوم  بدفعة من ارتفاع عوائد السندات التي أدت إلى دعم أسهم البنوك وشركات التأمين، كما استفادت شركات تصنيع السيارات من هبوط الين. واختتم المؤشر توبكس الأوسع نطاقا الجلسة مرتفعا 0.6 بالمائة عند 3100.87 نقطة، منهيا سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام.

وصعد المؤشر الياباني 0.05 بالمائة فقط ليصل إلى 42633.29 نقطة، مع انخفاض أسهم شركات ذات وزن نسبي كبير على المؤشر مثل فاست ريتيلينج وأدفانتست، مما أثر على أداء المؤشر بشكل عام.

وحظي قطاع التأمين بأفضل أداء بين مؤشرات القطاعات الفرعية البالغ عددها 33 في بورصة طوكيو وصعد بنسبة اثنين بالمائة، تلاه قطاع شركات الأوراق المالية بنسبة 1.7 بالمائة، والقطاع المصرفي بنسبة 1.5 بالمائة. ويعزز ارتفاع عوائد السندات توقعات الإيرادات من الاستثمار والإقراض. وزاد العائد القياسي للسندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى في 17 عاما مقتفيا أثر التقدم في عوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال الليل، بعد أن منحت استطلاعات مديري المشتريات القوية المستثمرين المزيد من الثقة في متانة الاقتصاد الأمريكي.

ووفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن، أدى ذلك إلى تقليص الرهانات على خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر المقبل إلى 70 بالمائة من 80 بالمائة في اليوم السابق.

وتراجع الين إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 148.77 مقابل الدولار، مما يعزز قيمة الإيرادات الخارجية لدى شركات صناعة السيارات اليابانية وغيرها من الشركات التي تصدر منتجاتها. وارتفع سهم مازدا، التي تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكية، بنحو 3.2 بالمائة. وارتفع سهم تويوتا 1.3 بالمائة.

استقرار في أسعار الذهب

وعلى صعيد الذهب، لم يطرأ تغير يُذكر على أسعار الذهب اليوم، واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3337.12 دولار للأوقية (الأونصة). ولم تشهد العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر تغيرا يُذكر عند 3380.30 دولار.

وحام مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوع متجها لتحقيق مكاسب أسبوعية، مما يجعل الذهب أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى.

وارتفعت طلبات إعانة البطالة الأمريكية الأسبوع الماضي بأكبر معدل في ثلاثة أشهر تقريبا، في حين بلغت طلبات إعانة البطالة في الأسبوع السابق أعلى مستوى لها في ما يقرب من أربع سنوات، مما يشير إلى استمرار ضعف سوق العمل في أغسطس.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 بالمائة إلى 38.08 دولار للأوقية، وهبط البلاتين 0.4 بالمائة إلى 1347.50 دولار، واستقر البلاديوم عند 1111.07 دولار.