1654023
1654023
الاقتصادية

أسعار الحديد تدفع ضريبة تعافي الاقتصاد العالمي

01 يونيو 2021
01 يونيو 2021

ارتفعت بنسبة 8% منذ مايو الماضي -

استطلاع - رحمة الكلبانية -

"المستهلك" توجه بتكثيف مراقبة الأسعار وتوصي بعدم طلب كميات كبيرة -

خبراء لـ(عمان): مستويات الأسعار غير المسبوقة للحديد رفعت كلفة التشييد والبناء بنسبة 30% -

في الوقت الذي يشتكي فيه المستهلكون من الزيادة الكبيرة والعالمية لأسعار الحديد -والتي انعكست على السوق المحلي في شهر مايو لترفع الأسعار بنسبة 8% مقارنة بالشهور السابقة - يرى خبراء عالميون ومحليون أن هذا الارتفاع ما هو إلا مؤشر إيجابي لعودة النشاط الاقتصادي، فبعد الركود الذي شهده العالم إباء الجائحة ومع إعادة فتح حزمات كبيرة من الأنشطة ارتفع الطلب مجددًا على الحديد، وتصاعدت الأسعار بمعدل تجاوز 18 ريالا خلال أقل من أسبوع ليصل سعر الطن الواحد إلى ما يقارب 295 ريالا بعد إضافة الضريبة المضافة.

ومع اتجاه أسواق حديد التسليح إلى الارتفاع السريع في الأسعار، بدأت أصوات المستهلكين تعلو على شبكات التواصل الاجتماعي مطالبة بالتدخل السريع من قبل الجهات المعنية بما فيها حماية المستهلك. والتي قامت بدورها بتوجيه المعنيين من مفتشين وأخصائي ضبط نحو تكثيف مراقبة ومتابعة أسعار حديد التسليح في السوق المحلي لجميع المحافظات خلال الفترة المقبلة والتأكد من عدم تلاعب الشركات والمؤسسات التجارية في الأسعار وتطبيق الضريبة حسب النسبة المقررة. كما نصحت المستهلكين بعدم طلب كميات كبيرة من حديد التسليح أو تأجيل الشراء إن أمكن تحسبا من زيادة الأسعار.

ارتفاع عالمي

وأوضح حمد بن عدي البرواني مدير عام المديرية العامة للدراسات والتطوير بهيئة حماية المستهلك الأسباب العالمية التي أدت إلى ارتفاع الطلب على الحديد والذي أدى إلى زيادة الأسعار، حيث قال: إن ارتفاع أسعار المواد الأولية المكونة لتصنيع حديد التسليح "الخردة" أو " السكراب" القادمة من الهند وبعض دول آسيا إلى دول الخليج العربي بنسب تراوحت بين 35% إلى 40% كانت أحد أهم الأسباب وراء ارتفاع أسعار الحديد، وذلك بسبب جائحـــة كوفيد – 19 الذي أثر بشكل كبير على الاقتصاد الهندي في الآونة الأخيرة وأدى ذلك إلى تعطل الكثير من الأعمال والتجارة بسبب ارتفاع حالات الإصابات وتزايدها بشكل سريع لديهم. كما ارتفعت أسعار الشحن بنسبة 65% مع غلق دول العالم للموانئ، بينما أغلقت الهند موانئها بنسبة 100% ، موضحا أن من الأسباب أيضا لارتفاع أسعار الحديد بدء عودة الأعمال بالصين التي تستهلك 70% من إنتاج الحديد بالعالم وتوقف مصانع الإنتاج والتعدين لمدة عام الذي تسبب في شح مخزون السلع بالعالم.

وعلى مستوى أسعار دول الجوار، أعلنت شركة حديد الإمارات والتي تعتبر أكبر منتج للحديد في الإمارات وأحد المنتجين الرئيسيين في دول مجلس التعاون الخليجي، على رفع أسعارها لشهر يونيو الجاري للفائف حديد التسليح لكافة زبائنها. وقد تم تحديد السعر المعلن عند ( 322) ريالا للطن، بزيادة بلغت (56) ريالا عن آخر سعر تم الإعلان عنه.

ارتفاع تكلفة البناء

وفي لقاءات لـ(عمان) أوضحت مجموعة من الخبراء والعاملين في مجال المقاولات والإنشاءات أن ارتفاع الحديد ومواد البناء قد أدى إلى ارتفاع تكاليف التشييد إلى ما يقارب 30% في الشهور الأخيرة مقارنة بالعام المنصرم التي انخفضت فيه الأسعار بشكل كبير لقلة الطلب وتوقف عدد كبير من المشاريع.

وقال راشد بن سالم السناني، صاحب شركة ترانيم السويق للتجارة ومقاولات البناء والتشييد : إن شركات المقاولات قد تكبدت خسائر كبيرة جراء الارتفاع الأخير والغير متوقع لأسعار الحديد، كونها أبرمت عقودا مسبقة بالأسعار السابقة والمخفضة وأن عليها الآن تحمل الفرق.

وأوضح السناني أنه مع ارتفاع أسعار الحديد ومواد أخرى ارتفعت تكاليف البناء خلال الأشهر القليلة الماضية بنسبة 30% عما كانت عليه في الأعوام 2019، و2020. كما ساهم قلة القوى والأيادي العاملة في قطاع البناء والتشييد في رفع التكلفة بصورة أكبر.

ومن جانبه أكد المهندس محمد الخطيب مدير المشاريع بشركة داوود للمقاولات أن الحديد سلعة تتداول بصورة عالمية كالذهب وتخضع أسعارها للتغيير بصورة مستمرة نتيجة تفاوت معدلات العرض والطلب وعوامل أخرى، وقال: في السنة الماضية ومع انخفاض الطلب على الحديد كانت الأسعار منخفضة جدًا نتيجة توقف المشاريع والأنشطة الاقتصادية، وعودة الأسعار للارتفاع الآن ما هي إلا مؤشر لتعافي الاقتصاد العالمي وعودة الحركة التجارية والأنشطة، وهي أيضًا دليل تعافٍ مبشر.

وحول تأثير ارتفاع الأسعار على قطاع البناء والتشييد، قال الخطيب: هناك عوامل كثيرة رفعت من أسعار البناء خلال هذه الفترة، ومن المتوقع مواصلة هذا الارتفاع لبعض الوقت بسبب ارتفاع أسعار الحديد وضريبة القيمة المضافة وقلة الأيادي العاملة، حيث بلغ متوسط سعر التعمير لمتر مربع واحد في العام المنصرم ما يقارب 180 ريالا، أما اليوم فيصل المتوسط للمتر الواحد 200 ريال.

وحول توقعات حركة الأسعار خلال المرحلة القادمة، قال فهد سيروس مستشار المنتجات بشركة الخليلي: من غير الآمن التحرك الآن لشراء الحديد وفق التوقعات المطروحة كونها غير أكيدة وقد يؤدي شراء كميات كبيرة الآن من الحديد إلى خسائر جمة في حال انخفاض أسعاره، لذلك لابد من التريث ومتابعة المستجدات. وأكد سيروس إن الشركات الموردة للحديد في السلطنة ملتزمة بعدم رفع الأسعار بصورة غير مبررة وأنها لا تجني أرباحًا مضاعفة في أوقات كهذه.