في أحضان حديقة العامرات - فن المالد... انسجام وتمازج روحي مع السيرة النبوية العطرة
كتب – عامر بن عبدالله الأنصاري -
يحتضن مهرجان مسقط في كل عام وفي قريته التراثية فنونا شعبية مختلفة، ومن أبرز تلك الفنون فن المالد، الذي يقام هذا العام يوميا في حديقة العامرات العامة حيث يقام المهرجان.
يشهد فن المالد – أو كما يسميه البعض فن المولد- احتشادا جماهيريا كبيرا، وانسجاما لزوار المهرجان، سواء من الزوار العمانيين أو العرب الزائرين أو حتى الأجانب، وطالما يشارك الجمهور ويصطف بين رجال الفرقة انسجاما ومتعة مع هذا الفن التقليدي الممزوج بروحانية إسلامية وذكرى عطرة لسيرة النبي المصطفى عليه الصلاة السلام.
رئيس فرقة “الصيرة لفن المالد” محمد بن سالم العامري، الذي يعد خليفة الفرقة، أو كما يسمونه خليفة المالد، حدثنا عن الفن بقوله: “الفرقة قديمة منذ زمن آبائنا، وتوارثنا الفن بعدهم، وأنا شخصيا بدأت في الفن منذ السبعينيات، ومستمرون إلى اليوم”.
وحول المشاركة في المهرجان قال: “مشاركتنا في مهرجان مسقط بدأت منذ انطلاق المهرجان في عام 1998، وتستمر المشاركة إلى اليوم، كما أن هناك فرقا أخرى تشارك في المهرجان مع وجود جدول محدد لها”.
وتابع: “الأمر المثلج للصدر تفاعل الجمهور وزوار المهرجان مع هذا الفن التقليدي، ونلتمس منهم اندماجا وتشجيعا يحمسنا على المواصلة”.
وأوضح العامري: “إننا نبدأ بسورة الفاتحة، ثم بعض الأذكار، ومن ثم كتاب البرزنجي، وبعدها نبدأ بـ (الهوامة)، وبعدها التواشيح والابتهالات النبوية”.
كما شاركنا الحديث حسام بن عبدالله البلوشي عضو الفرقة، وقال: “فن المالد من الفنون التقليدية المتوارثة أبا عن جد، تقام في العديد من المناسبات، مثل الأفراح والمناسبات الدينية وأبرزها مناسبة المولد النبوي الشريف، وكذلك في بعض المنازل حسب الطلب على الفن، وفي كثير من الأحيان نقيم المالد من تلقاء انفسنا، ونقوم بتأدية المالد من خلال قراءة ملحنة بطريقة خاصة، والقراءة من كتاب يعرف بـ (البرزنجي) وهو كتاب بعنوان “المولد النبوي الشريف” يحكي سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام منذ بداية مولده إلى أن التحق بالرفيق الأعلى، في قالب نظمي شعري موزون”.
وتابع: “نبدأ أولا بسورة الفاتحة، تم نقرأ الآية الكريمة (إنا فتحنا لك فتحا مبينا..)، ثم نردد بعض الأدعية المأثورة منها (إن الجنة ونعيمها وحورها وقصورها وولدانها سُعدًا لمن يصلي ويسلم ويبارك عليه) وكل ذلك بأداء ملحن ومنسجم بين أعضاء الفرقة ومشاركة بعض الزوار”.
وحول أعداد أعضاء الفرقة قال البلوشي: “حاليا أعداد أعضاء الفرقة حوالي 30 شخصا، وهذا العدد يعتبر قليلا، ففي السابق كان العدد اكبر من ذلك ولكن هناك من توفاه الله وهناك من تمنعه ظروفه الخاصة”.
جدير بالذكر أن كتاب “البرزنجي” هو نظم شعري لزين العابدين جعفر بن حسن بن عبدالكريم الحسيني الشهرزوري، واشتهر بالبرزنجي، ويتحدث عن السيرة النبوية الشريفة، وقد توفي عام 1177 هجريا.
