توقع فشل مفاوضات اتفاق التبادل الحر لأمريكا الشمالية
مكسيكو ـ (أ ف ب) : دخلت الولايات المتحدة والمكسيك وكندا في التفاصيل العملية للتعديلات على اتفاق التبادل الحر لأمريكا الشمالية (نافتا) في الجولة الثانية من مفاوضات الاتفاق الذي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب منه.وبعد وضع جدول مواعيد طموح في الجولة الأولى التي أجريت في واشنطن الشهر الماضي، دخل المفاوضون الأمريكيون والمكسيكيون والكنديون في التفاصيل العملية لتعديل الاتفاقية المؤلفة من 1700 صفحة، مع افتتاح جولة المفاوضات التي تستمر خمسة أيام في فندق حيات ريجنسي بمكسيكو.وتناقش 25 مسألة في هذه الجولة في اجتماعات منفصلة بينها التجارة الإلكترونية والبيئة وتدابير مكافحة الفساد والاستثمار والنفاذ الى أسواق العقارات.
وقالت وزارة الاقتصاد المكسيكية إن مسألة «قواعد المنشأ» الشائكة، من ضمن جدول الأعمال.
وتسعى الولايات المتحدة الى تغيير تلك القواعد ومنها المتعلقة بقطاع السيارات المثير للجدل. وتريد واشنطن تحديد حد أدنى من المكونات التي يجب إنتاجها في الولايات المتحدة لتبقى أي سيارة معفاة من رسوم التصدير.ولا يتوقع ان تخرج معلومات عن المفاوضات. فقد اتفقت الدول الثلاث على التكتم حتى انتهاء الجولات المقدرة بسبع الى تسع جولات.
الفشل احتمال : يقول ترامب الذي طالب بإعادة التفاوض على الاتفاقية، إن اتفاقية «نافتا» كانت كارثية على الصناعة الأمريكية والوظائف. وصعّد حملته المعادية للاتفاقية قبيل انطلاق الجولة الثانية متهما المكسيك بالتصلب ومؤكدا أن واشنطن «ستنهي في آخر المطاف على الأرجح» الاتفاق الموقع في 1994.والمكسيك التي ترسل 80 بالمائة من صادراتها الى الولايات المتحدة رفضت تلك الاتهامات. لكنها قالت إن لديها خطة بديلة تركز على تنويع وجهات صادراتها.
وترامب نفسه بعث بمؤشرات متناقضة بشأن الاتفاقية.
والخميس الماضي تحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو هاتفيا «وشددا على أملهما في التوصل الى اتفاق بحلول نهاية العام» بحسب البيت الأبيض.ويقول معظم الخبراء انه لن تطرأ على الاتفاق سوى تعديلات طفيفة وان كانوا يدركون انه لا يمكن التأكد من أي شيء مع ترامب.غير أن الرئيس الجمهوري قد لا يملك سوى هامش مناورة ضيق، وإن كان هاجسه الأكبر هو خفض العجز التجاري الهائل مع المكسيك والبالغ 64 مليار دولار، فيما تعتمد 14 مليونا من الوظائف الأمريكية على التجارة مع المكسيك وكندا، بحسب غرفة التجارة الأمريكية. وقال مويزس كالاش من مجلس تنسيق الأعمال المكسيكي «طالما إن المفاوضات حول المسائل التقنية تتقدم، فإنها مؤشر جيد. نأمل في فصل المسائل السياسية عن المسائل التقنية».
رمز للعولمة : ألغت الاتفاقية الموقعة عام 1994 معظم الرسوم في منطقة تمثل نحو 28 بالمائة من الاقتصاد العالمي.
