نوافذ: النظافة رهان البيئة
سالم بن حمد الجهوري -
salim680@hotmail.com -
يرفض المجتمع ذلك السلوك غير الحضاري الذي انتشر عبر الصور المتنوعة في وسائل التواصل خلال الأيام الماضية، لأولئك الذين يتركون مخلفاتهم في أماكن التنزه السياحية في ربوع عمان.
هذا التصرف لا يمكن السكوت عليه، وعلينا اختراع آليات رادعة له بعد أن تنامى في الأيام الأخيرة وعبر عن تراجع بعض الأفراد في المسؤولية الاجتماعية والمجتمعية التي أصبحت لدى البعض في مهب الريح، لتثير العديد من التساؤلات حول استمرار تلك الأخلاق التي يتصف بها المواطن الذي لا يزال الرهان عليه شريكا في بناء المجتمع.
الصورة السلبية التي أظهرها البعض «وإن كانت قلة» لكثير من المخلفات المزعجة المبعثرة هنا وهناك، طغت آثارها على الجميع وقللت من جهود أعمال أولئك المبادرين في الحفاظ على النظافة، وحطمت آمالهم في الحفاظ على البيئة النظيفة التي ننشدها، وأثرت بشكل كبير على العمل التطوعي الذي أصيب في مقتل من قبل محبي الحياة البرية والبحرية التي عرفت عنها السلطنة والتي سجلت في الفترة الأخيرة مركزا متقدما في على سلم المؤشرات العالمية في الحفاظ على البيئة.
إن التساهل في بعض التصرفات يؤدي إلى اضمحلال وتراجع ذلك الالتزام تجاه الغير والمجتمع، والى التفريط في الثوابت والمبادئ والقيم المراد غرسها في الأجيال المقبلة، التي نعول عليها في تماسك المجتمع، والتساهل يدفع إلى المزيد من التساهل حتى نصل إلى مرحلة اللامبالاة لتنقلب الحالة البيئية التي نتفاخر بها، إلى كارثة بيئية من صنع أيدينا لأننا فرطنا في نعمة لم نستطع الحفاظ عليها لكي نعيد التوازن إلى حالته الطبيعية، وهذا ما حدث في العديد من الدول التي أصبحت يعيش مواطنوها تحت ضغط الكمامات لتنجب الأمراض التنفسية.
لذلك هناك العديد من المقترحات، لدفع الناس إلى زيادة الاهتمام البيئي والحرص على النظافة وعدم ترك المخلفات التي يمكن أن تزعج الآخرين المرتادين للمواقع السياحية والتنزه البرية والبحرية، لعل أولها أن يتزود رب الأسرة أو المجموعة التي تنوي الرحلات لتقضي أحلى الأوقات في هذه الأيام الشتوية الرائعة التي لا تعادلها أيام في بقية السنة، غير صيف محافظة ظفار ذي الطقس الضبابي الماطر، بأدوات النظافة، وأن يتحلوا بالمسؤولية وروح المبادرة والحرص الشديد على نظافة المكان بل المطالبة بأن يساهموا في تنظيف الأماكن التي كانوا بها، وما جاورها كنوع من المساهمة الاجتماعية في الحفاظ على البيئة، أو الانخراط في حملات التنظيف البيئية كالتي شاهدنا أفعال العديد منهم خلال الأيام الماضية،عندما قامت مجموعة من الشباب بإعادة أحد الشواطئ إلى وضعه الطبيعي بعد أن تركت به مخلفات مزعجة، وأمثالهم في ربوع عمان من الذين يدركون أن البيئة هي الرهان الأهم لحياة الفرد والحق في العيش للجميع في بيئة غير ملوثة.
وأن تكون أولوياتنا البيئية الحفاظ على نظافة المكان الذي نستمتع به والذي حبانا الله بهذه النعمة التي أدركت القيادة في وقت مبكر من عمر النهضة، أن الرهان عليها يجب أن يكون أولوية.
لكن إذا استمرت هذه التجاوزات المتعمدة من البعض، فإن الخيارات قد تصل إلى تطبيق العقوبات المالية والجزائية في البداية ثم ترتقي إلى أكبر من ذلك لردع من يحاولون تلويث تلك البيئة النقية.
