خور جراما بنيابة رأس الحد بولاية صور
صور / العمانية / يعد خور جراما من أكبر الخيران وأهمّها بنيابة رأس الحد بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية ويبعد عن مركز النيابة حوالي ثلاثة كيلومترات غربًا.
ويتميز بتعرجاته المتعددة وهدوء مائه ورماله الناعمة وله تاريخ ملاحي عريق حيث كان ولا يزال ملاذًا للسفن الكبيرة والصغيرة التي كانت تمخر عباب البحار متجهة من وإلى دول الخليج والعالم العربي وأفريقيا.
وقد اكتسب خور جراما سمعة طيبة في عمان وخارجها نظرا لموقعه الاستراتيجي ودوره الكبير في ازدهار تجارة عُمان ودول الخليج المجاورة، جعلت منه ومن نيابة رأس الحد منطقة ذات طابع حضاري تجاري مهم.
وقال الكاتب والشاعر سالم بن حمد الحكماني من سكان نيابة رأس الحد: إن خور جراما كان له دور كبير في ازدهار التجارة العمانية ووصولها الى العديد من البلدان العربية والأفريقية، وأضاف: يعد الخور مرسى طبيعيًّا وميناءً لإنزال البضائع من السفن؛ لأنه يتميز بطوله ودخوله مسافة كبيرة في اليابسة بعيدًا عن أمواج بحر عُمان مما جعل السفن تقصده عند هيجان البحر بأمواجه العاتية وأثناء هبوب رياح الشمال الشديدة حيث تجد السفن في هذا الخور الأمان ويجد البحارة الراحة والطمأنينة على أنفسهم.
ووضح أن أهالي منطقة رأس الحد بنَوا على مشارف الخور برجًا للدلالة على مدخل الخور، وكان له حراسٌ، كما أن له قانونا بحريًّا يحكم جميع السفن التي ترسو فيه، إلى جانب دوره في ازدهار تجارة ولاية صور حيث
كان المرسى الطبيعي لسفن التجار.
ولفت إلى أن بالخور جزيرة صغيرة تسمى جزيرة " الصيرة " تقصدها أسراب من الطيور على مدار العام موضحًا أن مياهه الدافئة والهادئة تعد ملاذًا لأنواع متعددة من الأسماك الصغيرة وخاصة أسماك السردين والبرية، إلى جانب الروبيان والشارخة.
وأضاف أن الصيادين قديمًا كانوا يعدّون خور جراما وخيره الوفير مصدرًا لرزقهم ومعيشتهم فقد كانوا يصطادون الأسماك الصغيرة ويجففونها ويبيعونها في الولايات المجاورة كما تنمو فيه العديد من الأشجار البحرية
المقاومة للملوحة أهمها على الإطلاق شجر "القرم" أو "المانجروف".
وقال الحكماني: الجانب الآخر من الخور منطقة سكنية تسمى منطقة خور جراما و"اللبيد" بها عدد من أشجار الغاف والسدر "النبق" وذات موقع جميل، أما سكان اللبيد فيمتهنون حرفة صيد الأسماك والرعي ولهم العديد من السفن الكبيرة الراسية في الخور تعد مصدرًا لرزقهم، كما تتميز المنطقة بحصنها الجميل الذي يتوسطها ويسمى حصن "خور جراما".
وأضاف أن الخور منطقة صيد جميلة ذات تكوين طبيعي فريد من نوعه، يرتاده العديد من السياح من كل مكان للاستمتاع بجوه الهادئ الجميل وممارسة الألعاب الرياضية ونزهة الصيد والترفيه عن النفس، مشيرًا إلى
أن الموقع يحتاج للترويج له ليكون منطقة سياحية جاذبة للاستثمار السياحي والترفيهي.
