1431652
1431652
عمان اليوم

«صحية» مسقط تنظم ندوة موسعة عن فيروس كورونا وتحديات مواجهته

06 فبراير 2020
06 فبراير 2020

لم يثبت انتقاله عن طريق استهلاك المنتجات غير الحيوانية -

السلطنة لم تسجل أي حالة إصابة رسمية حتى اللحظة -

كتب ـ عيسى بن عبدالله القصابي -

في إطار الاهتمام والتوعية بفيروسات كورونا التي ظهرت مؤخرًا في عدد من دول العالم نظمت اللجنة الصحية بولاية مسقط ندوة توعوية شاملة بقاعة المحاضرات بديوان عام محافظة مسقط بحضور أشرف بن ناصر البوسعيدي نائب والي مسقط رئيس اللجنة الصحية بالولاية، وسعادة علي بن سالم الجابري عضو مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي وشيوخ ورشداء الولاية والدكتورة عايدة بنت عيسى الإسماعيلية طبيبة أخصائية أولى رئيسة مركز مسقط الصحي.

تحدثت خلال الندوة الدكتورة زكية بنت علي البحرية رئيسة قسم التثقيف الصحي بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط، حيث تطرقت خلال حديثها إلى العديد من الأمور المتعلقة بهذا الفيروس مؤكدة على أنه لم يتم حتى الآن تسجيل حالات للإصابة بالفيروس في السلطنة مشيرة إلى أن فيروسات كورونا (الفيروسات التاجية) هي فصيلة من الفيروسات الواسعة الانتشار معروفة بأنها تسبب طائفة من الأمراض تتراوح في شدتها بين التهاب بسيط في الجهاز التنفسي إلى متلازمة الالتهاب الرئوي الحادة.

وقالت: إن فيروس كورونا المستجد ( (2019-nCOV يعتبر سلالة جديدة من فيروسات كورونا حيوانية المصدر التي اكتسبت القدرة على الانتقال للبشر مثل: فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس 2003)، وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس 2012) وسُجل لهذا الفيروس أواخر عام 2019 تفشي في جمهورية الصين الشعبية- مدينة ووهان وانتشر منها لعدد من المدن الصينية ودول أخرى عن طريق مسافرين سبق وجودهم في ووهان

وحول الوضع الوبائي الحالي لفيروس كورونا المستجد «2019-nCOV » قالت الدكتورة زكية إنه تم الإبلاغ عن أول حالة للإصابة بهذا الفيروس بتاريخ 31 ديسمبر 2019 في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي بجمهورية الصين الشعبية حتى تاريخ 29 يناير 2020 تم تسجيل ما يزيد على 5.900 حالة في الصين من بينها 132 حالة وفاة مع تسجيل ما يزيد على 80 حالة مؤكدة خارج الصين في كل من تايلاند وماليزيا وسنغافورة واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وهونج كونج وماكاو وفيتنام ونيبال وكمبوديا وسيريلانكا وأستراليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وتم تسجيل حالة مؤكدة بدولة الإمارات العربية المتحدة مشيرة إلى أهمية متابعة التحديثات باستمرار بهذا الخصوص للوقوف على آخر المستجدات.وحول إمكانية أن يصاب البشر بالعدوى بفيروس كورونا المستجد من مصدر حيواني قالت الدكتورة زكية البحرية: نعم، يمكن ذلك فقد أثبتت الدلائل أن عدوى فيروسات كورونا المستجدة تنجم عن مخالطة حيوانات مصابة بالفيروس. ولا تزال التحريات الوبائية جارية للتعرف على الناقل الحيواني لفيروس كورونا المستجد المتفشي في الصين 2019 n-COV ، وما يتداول من أن الخفافيش أو الثعابين هي المصدر الحيواني للفيروس إنما هي فرضيات علمية لا تزال قيد الدراسة، ولم يتم إثباتها أو نفيها بشكل قاطع حتى الآن.

وتطرقت رئيسة قسم التثقيف الصحي إلى أعراض الإصابة بفيروس كورونا، حيث أشارت إلى أن أكثر الأعراض شيوعًا هي الحمّى والسعال وضيق النفس وصعوبة التنفس، وفي الحالات الأشد وطأة قد تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي وحتى الوفاة.

ونوهت إلى إمكانية أن تنتقل فيروسات كورونا من شخص إلى آخر، حيث تم إثبات انتقال فيروس كورونا المستجد من شخص إلى آخر، وذلك عن طريق الاتصال عن قُرب والتعرض للرذاذ التنفسي للشخص المصاب عادةً، كما يحدث في سياق الأسرة أو أماكن العمل أو في مراكز الرعاية الصحية مثلاً، وكذلك عن طريق التعرض للأسطح الملوثة برذاذ الشخص المصاب إذا لم يتم تنظيفها موضحة أن العاملين الصحيين عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد، فقد تم تسجيل حالات انتقال للعدوى بين العاملين في الرعاية الصحية، وذلك نظرًا لاقترابهم من المرضى أكثر من عامة الناس، لذلك يوصي هؤلاء العاملون باستخدام وسائل الوقاية الشخصية المناسبة من العدوى والأخذ بتدابير المكافحة اللازمة.

وتحدث الدكتورة عن مدى توفر لقاح ضد فيروس كورونا المستجد مؤكدة على أنه لا يوجد لقاح فاعل حتى الآن ففي حالة ظهور مرض جديد لا يتوفر له أي لقاح ما لم يتم تصنيعه أولا، وقد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل التوصل إلى تصنيع لقاح ضد الفيروس، ويعد لقاح الإنفلونزا الموسمية غير فاعل ضد فيروس كورونا المستجد؛ لأن هذا الفيروس ينتمي لعائلة فيروسية مختلفة لا يشملها لقاح الإنفلونزا الموسمية مشيرة أيضا إلى أنه لا يوجد علاج محدد للمرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد. غير أن العديد من أعراضه يمكن معالجتها اعتمادًا على الحالة السريرية للمريض. وتكون الرعاية الداعمة للأشخاص المصابين بالعدوى ناجعة للغاية. وما يتم تناقله من أنباء عن نجاح العلاج لبعض الحالات باستخدام أدوية إنما هي أدوية أثبتت فاعليتها في علاج أمراض فيروسية أخرى معروفة، ويتم استخدامها لعلاج الفيروس المستجد من باب الاجتهادات الطبية، ولكن لم تثبت فاعليتها حتى الآن، ويحتاج هذا الإثبات لدراسات مستفيضة في المستقبل

وحول إن كان هناك قيود على السفر للصين أو المناطق التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد قالت البحرية: نظرًا لتطورات التفشي الحاصل بجمهورية الصين الشعبية، وبناء على مراجعة تقييم المخاطر فإنه ينصح بعدم السفر إلى الصين إلا في حالات الضرورة القصوى مع أهمية متابعة التحديثات باستمرار بهذا الخصوص للوقوف على آخر المستجدات.

وقالت الدكتورة زكية: إن هناك الكثير من الأمور يمكن القيام بها للحماية والحدّ من التعرض للإصابة بفيروس كورونا ومنع انتقاله، منها تجنب الاتصال المباشر بالحيوانات (حية أو ميتة) أو التواجد في أسواق تداول الحيوانات في المناطق الموبوءة، وتجنب الاتصال المباشر مع أي شخص يعاني من أعراض السعال أو العطاس واستخدام المنديل أو باطن كوع اليد عند العطس أو السعال لتغطية الفم والأنف حتى لا يتطاير الرذاذ المعدي للآخرين أو يلوث الأسطح والأدوات وغسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام المعقم والتـأكد من طهي المنتجات الحيوانية جيدًا قبل تناولها.

أما بالنسبة للمسافرين إلى المناطق التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد فينصح باتباع الإرشادات السابقة الذكر. مع مراعاة البقاء في المنزل وتجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان واستخدام الكمامات في حالة الخروج، والتوجه لأقرب مؤسسة صحية بمحل السفر في حالة ظهور أي من الأعراض الموضحة أما بالنسبة للقادمين من جمهورية الصين الشعبية وخاصة المناطق المسجل بها انتشار الوباء فعليهم مراجعة عيادة المطار أو أقرب مركز صحي، مع الإفصاح عن تاريخ السفر والمخالطين لهم وتعبئة استمارة الإفصاح عن الأمراض.

وحول ما يتداول بشأن استيراد المنتجات الصينية عن طريق مواقع التسوق الإلكتروني وإمكانية انتقال الفيروس من خلالها قالت: إن فيروس كورونا لم يثبت انتقاله عن طريق استهلاك المنتجات غير الحيوانية، كما أن الفترة الزمنية منذ شحن البضاعة حتى وصولها تتجاوز فترة بقاء الفيروس حيا خارج جسم الإنسان أو الحيوان المصاب به ونوهت الدكتورة بشأن زيارة المجمعات التجارية الصينية بالسلطنة قائلة: لا يوجد موانع لزيارة المجمعات التجارية الصينية، حيث إنه لم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس الجديد بين العاملين بهذه الأماكن حتى الآن، كما أن القادمين حديثا من الصين سيكونون قد خضعوا للمعاينة خلال عبورهم للمنافذ الحدودية، ومع هذا فإنه ينصح بتفادي التواجد في الأماكن المزدحمة قدر الإمكان إلا للضرورة القصوى، وفي حالة التواجد بأحد هذه الأماكن يرجى اتباع الإجراءات الوقائية والعادات الصحية السليمة مثل: استخدام المنديل أو باطن كوع اليد في حالة السعال أو العطس والمواظبة على غسل اليدين أو تعقيمهما ووضع كمامات الوجه في حالة الاقتراب من أي شخص يعاني من أعراض العطس والسعال.

وفي ختام الندوة قامت الدكتورة زكية بنت علي البحرية بعرض عدد من المقاطع المرئية تحدث فيها مختصون من السلطنة وخارجها، ثم قامت بالرد على أسئلة واستفسارات الحضور.