الاقتصادية

حرق محاصيل زراعية في شمال العراق وتساؤلات حول الجهة المسؤولة

07 يونيو 2019
07 يونيو 2019

كركوك (العراق) (أ ف ب) - تشهد حقول زراعية في شمال العراق منذ حوالي شهر مع موسم الحصاد حرائق متكررة تسببت في ضياع الآف الهكتارات من حقول تمثل سلة الحبوب الرئيسية للعراق، ما يثير تساؤلاً حول وقوف جماعات جهادية أو نزاعات عرقية وربما صراعات بين أصحاب المزارع، وراء تلك الحرائق. وانتعشت الزراعة في عموم أنحاء العراق بعد موسم أمطار غزيرة لكن خلال موسم حصاد، بين مطلع مايو ويونيو، وقع «236 حريقا» حولت محاصيل، خصوصا الحنطة والشعير، في خمسة الآف و183 هكتارا الى رماد، وفقا الدفاع المدني.

ووقعت تلك الحرائق، فيما أخمد مئات منها قبل اتساع رقعتها، في أربع محافظات في شمال العراق، كانت جميعها معاقل لتنظيم داعش بين عامي 2014 و2017، وما زال هناك مسلحون يختبئون في البعض منها. ووقع أمس فقط «16 حريقا» في حقول تتوزع في محافظة نينوى، حسبما ذكر دريد حكمت مسؤول مديرية زراعة المحافظة لفرانس برس.

«الإرهاب» و«الثأر»

تعرضت مساحات واسعة من تلك المحافظات، إلى دمار على يد المسلحين وخلال المعارك ونقص المعدات الزراعية، الى أضرار كبيرة بينها حرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وأخطاء بشرية وتقنيات زراعية لا تقلق كثيرًا بشأن الأضرار أو حوادث كهربائية ، كما قال اللواء صالح الجبوري رئيس الدفاع المدني في كركوك، الواقعة شمال بغداد.

لكن بالنسبة للمسؤولين والمزارعين، ففي معظم الحالات اندلعت تلك الحرائق بفعل أشرار يهدفون لإيقاع الضرر بالعراق.

وقال ضابط في الشرطة في محافظة كركوك رفض كشف هويته إن عددا من الحوادث نفذها «مقاتلو داعش حيث أضرموا النار في الحقول لأن المزارعين رفضوا دفع الزكاة لهم».

ويقوم هؤلاء الجهاديون «بركوب الدراجات النارية وإشعال الحرائق وترك المتفجرات التي يتم إطلاقها بمجرد وصول المدنيين أو رجال الإطفاء إلى الموقع»، وفقا للمصدر.

وأكد ان تلك الحرائق أدت الى «مقتل أربعة أشخاص في بلدة العباسي ومقتل شخص وإصابة عشرة بجروح في داقوق» وتقع كلاهما في كركوك.

من جانبه، تحدث رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خال مؤتمر صحفي عن تلك الحرائق، قائلاً بانها تحدث «لأسباب جنائية أو إرهابية» مشيراً إلى «وقوع حرائق لأسباب عرضية سواء تماس كهربائي أو نزاع أو انتقام».

وفي محافظة كركوك المتنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة المركزية، تقع صراعات متكررة على 200 ألف هكتار من الأراضي المخصصة للزراعة، بسبب الصراعات بين الأعراق.

وذكر برهان العاصي رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة كركوك الغنية بالنفط، أن محافظته تنتج سنويا 650 ألف طن من الحبوب.

«حرائق هي الأكبر»

يرى العاصي بإن الحرائق التي حدثت هذا العالم بلغت رقماً قياسياً «لا مثيل له» في بلد تمثل الزراعة فيه المورد الرئيسي للعيش لواحد من كل ثلاثة من السكان.

وفيما كان يتوقع «وصول الإنتاج إلى أربعة أطنان للهكتار الواحد بفضل تساقط الأمطار، مقابل طنين في العام الماضي بسبب الجفاف» وفقا للعاصي.

وأضاف أن «حرائق العام الحالي، هي الأكبر والأوسع وشملت معظم مساحات محافظة كركوك ووحداتها الإدارية وأقضيتها ونواحيها».

وتعرض المزارع رعد سامي الى خسائر فادحة بعد أن احترق حوالى 90 هكتارا من مزرعته الواقعة في قريته الربيضة، جنوب كركوك.

وقال بأسف شديد، «أحرق رجال داعش كل شيء ولم نتمكن من فعل أي شيء لأن النار كانت قوية».

وأضاف بحسرة «نحن المزارعون، ننتظر نهاية الموسم»، بين مايو ويونيو «للحصاد والبيع من أجل سداد ديوننا».

وتابع «يجب على الحكومة أن تساعدنا وتعوضنا» فيما كان يأمل ببيع محصوله بمبلغ يتراوح بين 400 الى 500 دولار للطن الواحد للدولة.

بدوره، قال يوسف أحمد وهو مزارع تركماني ، لا يعرف بالضبط من كان يحرق حقوله، لا يهمه «سواء كان تنظيم الدولة الإسلامية أو الأشخاص الذين يريدون الاستيلاء على أرضنا أو نتيجة النزاع بين بغداد والأكراد».

وبالنسبة لهذه المزارع النتيجة ذاتها، وقال «لقد تمكنوا جميعا من تدمير الاقتصاد والزراعة في العراق». وأضاف بمرارة «بسببهم، سنجبر على القمح»، رغم إن حقولها كانت تعرف ومنذ مدة طويلة بسلة حبوب البلاد.