روضة الصائم

اســـــــتراحة: بماذا خص الله أحبابه؟

21 مايو 2019
21 مايو 2019

اختيارات: مــــــنار العــــــدوية -

لقد أعطى الله عزَّ جل الملك لمن يحب ..

وأعطاه لمن لا يحب..

أعطاه لنبيه سليمان وهو يحبه..

وأعطاه لفرعون وهو لا يحبه..

أعطى المال لمن يحب..

وأعطاه لمن لا يحب..

أعطاه لقارون ، وهو لا يحبه..

وأعطاه للصحابة الكرام كعثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف..

فما دام الله عز وجل يعطي هذه الأشياء لمن يحب ولمن لا يحب، إذا فهي ليت مقياسا لرضاه..

لكن.. ما الذي أعطاه لمن يحب، دون من لا يحب،

قال تعالى:

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)

الحكمة والعلم.

الصمد

إذا كان الضعف قد بنى حولك سجنًا ضيقًا لا تستطيع الخروج منه !

إذا حاصرتك الحاجات وداهمتك الخطوات، والتفت من حولك الهموم، وأخذت روحك في الهرب إلى المجهول! فأنت ساعتها بحاجة إلى أن تصمد إليه..

اسم الله الصمد سيمدك بكل ما تحتاجه، لتكون قويا في هذه الحياة ، وتجابه واقعك بشموخ، وتتجاوز عقلك بعزيمة !

ابدأ مع الصمد عهدا جديدا، ثم ثق أن الغد سيكون أفضل من اليوم.. وبكثير!

في ظلال الصمدية

الصمد اسم كما ترى بالغ الهيبة، قوي الحروف، شامخ المعنى ، قليل الورود والذكر، ذو جلالة خاصة.

وكأن الصمود له سبحانه أهم تجليات الإخلاص في العبادة، فمن أكثر من استحضار معنى الإخلاص في عبادته ، أكسب قلبه صفة الوضوح إلى مولاه، والصمود وعدم الالتجاء إلا إليه..

وها نحن ندلف إلى عالم الصمدية لنستلهم شيئًا من معاني الصمد :

الصمد هو من تصمد إليه الخلائق أي تلجأ إليه، هذا من أجلّ معاني هذا الاسم، لذا فسوف نطوف بهذا المعنى،

الصمد هو المقصود في الرغائب، المستغاث به عند المصائب، والمفزوع إليه وقت النوائب..

جاء في ذكر سورة من أعظم سور المصحف، ومن أقصرها ، وهي سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن،

(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2))

يحتاج المخلوق إلى نصر الله فيقول: يا الله

يحتاج إلى إعانة فيقول: يا الله

يحتاج إلى حفظ فيقول: يا الله

يحتاج إلى هداية فيقول: يا الله

يحتاج إلى لطف فيقول: يا الله

أصدقاؤك.. ثروتك

الثروة الحقيقية تكمن في صداقات حقيقة جادة وليست في ملايين أو ما شابه من الأموال والماديات، ومن يتفق معي على هذا الرأي، أرى أن يحرص على تجميع ثروته الحقيقية بكل رفق وهدوء، فأنت من يكسب في نهاية الأمر، هذه نقطة أولى، فيما النقطة الثانية تدور حول أناس ربما يهيمون حبًا وغرامًا في شخصك، ويفعلون الكثير الكثير لإرضائك أو كسب مودتك، دون أن تدري أو تدرك ذلك لسبب آخر.

الخطأ ها هنا لم يكن منك بكل تأكيد، بل في محبيك الغامضين عنك، أجد أنهم يتحملون وزر ذلك التأخير في إبلاغك بمشاعرهم.. أتدري لماذا؟ لأنهم لا يتقنون فن التعبير عن الحب بالطريقة التي تثير انتباه الآخر ومن ذلك انتباهك ، فتتعرف على مشاعرهم الحقيقية الكامنة في صدورهم نحوك، وهذا يقودنا إلى نقطة ثالثة حول صعوبة التعرف على المحبين، خصوصا أنه لم يبح أحدهم بذلك بصورة واضحة لسبب أو آخر، وهي أسباب علينا احترامها على كل حال، وهذا يدعونا إلى بذل شيء من الجهد في معرفة وإتقان مهارة أو فن الكشف عن المحبين، الذين ربما، وهو غالبا ما يكون، لا يرغبون من وراء ذلك الحب مصلحة ما، سوى أن الخالق قد قذف في قلوبهم حبا لك، لكن دون قدرات تجعلهم يبوحون به لك، أو لعل فرصا مناسبة لم تتح لهم بعد للبوح بما في قلوبهم تجاهك.